شروق سالمين: قدمت أزياء رمضان بستايل عصري يناسب جميع الفتيات

تعتبر مصممة الأزياء الكويتية شروق سالمين واحدة من أفضل المصممات في الوطن العربي  التي استطاعت بفضل موهبتها " فقط " أن تحجز لها مكاناً في أعرق بيوت الأزياء العالمية "دولتشي & غابانا" الذي ستقدم فيه عرضاً كويتياً يحمل توقيعها وبصمتها(من الألف حتى الياء). شروق كانت أول مصممة أزياء تعمل على تطوير الدراعة الخليجية ونجحت بتجديدها وجعلها مواكبة للموضة حتى تناسب جميع الفئات العمرية من بنات حواء.    

• هل لا يزال شهر رمضان موسماً فاعلاً وتسويقياً بالنسبة لمصممي ومصممات الأزياء، خاصة فيما يتعلق بتصميم الدراعات؟

قبل سنوات يمكن اعتباره كذلك بسبب قلة عدد المصممين، أما في الوقت الحالي (تجد بين البيت والآخر مصمماً).

ماذا عن الموضة الدارجة حالياً؟

الموضة الدارجة حالياً في الدراعات المستوى الفخم من خامات الأنتيك أوالتي تتضمن مجوهرات  وكذلك التطريز الذي يميل إلى الفكر الهندي.

• لكن لكل مصمم بصمته الخاصة... فما الذي يميز شروق سالمين عن غيرها؟

منذ احترافي تصميم الأزياء قبل أكثر من عشرة أعوام، اتخذت لنفسي طريقاً خاصاً وهوية متفردة في غالبية تصاميمي، لاسيما الدراعة التي تختلف كلياً عما يتم طرحه في سوق الأزياء أو الملابس الجاهزة للدراعات، تصاميمي قريبة إلى المودرن ومواكبة للعصرية بروح شروق سالمين، أما الدراعة الكلاسيكية المتعارف عليها، فتصميمها يتوقف على حسب الطلب، وتجدني في الألوان أبتعد كلياً عن المطروح. ويسعدني عندما تقصدني سيدة وتقول شاهدت فستاناً ترتديه إحداهن وعرفت أنه من تصاميمك، هذا يعني بأني نجحت في وضع خط موضة وصل إلى جميع الناس.

• لكن لم تعد الدراعة بألوانها السابقة وشغلها "الأوفر" مرغوبة في الألفية الثالثة؟

على العكس تماماً، هناك الكثير من النساء ما يزلن يبحثن عن الدراعة بصورتها الكلاسيكية، سواء لناحية الألون أو القصة أو حتى الأكسسوارات، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو حتى تجاهلها في عالم تصميم الأزياء، خاصة في المعارض التي تقام بين الفترة والأخرى وحتى البضاعة المعروضة في السوق ستكتشف وجود عوامل مشتركة ومتكررة بين تصاميمها بدرجة كبيرة وبشكل مبالغ فيه.

• وهل لا تزال الدراعة هي "المتسيدة" في شهر رمضان؟

  في عام 2002 كانت غالبية النساء في سن الثلاثين يرتدين الدراعة في رمضان والمناسات الأخرى، في حين أن من هن في سن المراهقة أو العشرينيات يرفضن ارتداءها  بحجة أن ستايلها القديم لا يتناسب مع العصر الذي ينتمين له، لذا توجهت إليهن من خلال تطويرها بشكل يتناسب مع أعمارهن وأذواقهن المختلفة والحمدلله حققت نجاحاً كبيراً في هذا الستايل المتطور من الدراعات وكنت صاحبة السبق الأول فيه على مستوى الكويت والمنطقة، وما يزال يحضرني ردود الفعل القوية عندما طرحت تصميم الدراعة القصيرة.

• لا أحد ينكر أنك أول من طرح "الدراعة الكوتور" بستايلها الجديد في الكويت واعتبر إبتكاراً غير مسبوق سار عليه الآخرون... هل يضايقك أن البعض يقلدك؟

أولاً شكراً على الإطراء والشهادة في حقي كمصممة والمقلدون لم ولن يستمروا طويلاً والساحة خير من يشهد على ذلك. أتمنى للجميع التواصل والإبداع من أجل الإرتقاء بحرفة تصميم الأزياء في الكويت.

• سأعود إلى مكانة مصمم الأزياء الكويتي، لكن قبل ذلك حبذا لو تحدثيننا عن الأسلوب الذي تتبعينه في التصميم؟

حرصت على أن تكون تصاميمي غير تقليدية واتبعت أسلوب التمويه في تصميم الدراعة، حيث يكون في مقدور الفتاة الظهور بها في أي مناسبة حتى الخروج فيها للسهر أو التسوق. بمعنى حاولت في تصاميمي إيجاد الدراعة العادية المتعارف عليها و"الدراعة الكوتور" مثلما نطلق عليها ويصل سعر بعضها إلى آلاف الدنانير.

• هل فعلاً يوجد مصممون يقلدون غيرهم لناحية الأفكار؟

لا أحد ينكر وجود المقلدين وهؤلاء الذين يقومون بتقديم تصاميم طبق الأصل سرعان ما يعرف من أين تم اقتباستها وسرقتها، كما أن المقلدين يبحثون عن الربح المادي، فيقومون بتقديم بضاعة رديئة ومتواضعة.

• لكن أين الحقوق الأدبية للمصمم؟

بصراحة بعد انتشار مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة "الإنستغرام" بدأت سرقة التصاميم تنكشف و"انقرصت"، لذا سأقوم بتسجيل الماركة الخاصة بي ومن ثم مقاضاة من يقوم بسرقة تصاميمي.

• على ذكر مواقع التواصل، ما مدى الإستفادة منها؟

بصراحة تعتبر وسيلة تسويق سريعة وفاعلة، كما أنها ساعدت على اتساع رقعة انتشاري خليجياً وعربياً، لكن للأسف يوجد من يسئ استخدام هذه الوسائل بطريقة خاطئة.

• لماذا نستقبل الموضة من الخارج ولا نقوم نحن بتصديرها لهم؟

نحن جزء من هذا العالم وعلينا مواكبة الموضة بجميع أشكالها من ألوان وخامات وأكسسوارات لكن متى؟ لا أحد يعرف... يجب على كل مصمم  مواكبة الموضة بوضع لمساته الخاصة التي اشتهر بها وهذا الكلام يقتصر على المصممين وليس المقلدين، وعلى فكرة من يقوم باختيار خطوط الموضة في كل موسم هم أشخاص لهم مكانتهم العريقة وشهرتهم الواسعة وخبرتهم التي سبقتنا بمئات السنين حتى المصممين الأجانب يتبعونهم.

• باعتقادي أنك كعربية باستطاعتك النجاح في عقر دارهم، خاصة بعد الإشادة الكبيرة بك من المصممين العالميين الذين زاروا الكويت كأعضاء لجنة التحكيم في مسابقة "السيتي رن وي"؟ .

لا أخفيك، كنت سعيدة جداً لاختياري واثنين من المصممين الكويتيين من قبل ثلاثة من أعرق المصممين العالميين(إيطاليان وأمريكي) الذين أشادوا بلمساتي كمصممة واستغربوا جداً من وجود محترفين بدرجة رفيعة المستوى في الكويت حتى أن أحد أعضاء اللجنة قال لي: لا يمكن تقييمك أنت محترفة ورائعة ولك بصمة واضحة ولا تنتظري من يقيم عملك.

• ماذا قدمت كمجموعة في المسابقة؟

في البداية، الهدف من المسابقة التي نظمتها شركة "إيفنتو" لسهيلة السالم هي إظهار المبدعين الكويتيين وأنهم يملكون كافة المقومات التي تؤهلهم لبلوغ العالمية، لذا استعانت بثلاثة من الأسماء الأولى في عالم الأزياء، وبالنسبة لما قدمته كنت قد قررت تقديم فساتين زفاف على إيقاع زفة للفنان باسم الردهان وقد أذهلت لجنة التحكيم بالتصاميم واختيار الموسيقى، لكنني قررت أن أقدم عرضاً آخر يتضمن بدل السهرة والكاجوال والدراريع، فكانت النتيجة حصولي على بعثة لاستكمال دراسة الأزياء في إيطاليا والحصول على الماجستير وتقديم عرض في "دولتشي& غابانا".

• إذن كانت العقبة التي يعانيها المصمم الكويتي هي كيفية الوصول إلى العالمية؟

فعلاً وللأسف توجد طرق عديدة ومختلفة وعرض علي شخصياً الإنتشار العالمي مقابل أن أدفع مبلغاً وقدره، لكنني رفضت تماماً وهو مبدأ عاهدت نفسي عليه منذ بداياتي ألا أشتري الشهرة بالمال، أريد أن تكون موهبتي بطاقة دخولي ووصولي إلى العالمية لأن الشعور الداخلي بالثقة وأن هناك من يسعى من أجلك شعور لا يعرفه إلا الواثقون من أنفسهم والحمدلله وصلنا إلى العالمية بشهادة العالميين أنفسهم. صدقني لم يسبق أن دفعت مالاً من أجل أن يرتدي المشاهير من تصاميمي، بما فيهم المذيعتين حليمة بولند وحصة اللوغاني وغيرهما، بعضهن لم أستطع التواصل معهن بسبب انشغالي المستمر، فأخذن بخاطرهن علي.

• السؤال الذي يطرح نفسه دوماً...كيف تجدين الدعم لمصممي الأزياء في الكويت أو في الخارج؟

مقارنة لم تكن عادلة قط، في الخارج وأقول ذلك من خلال تجربة شخصية عندما كنت في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة شعرت كمصممة أزياء كويتية باهتمام غير مسبوق لم أحظى به في بلدي أبداً،  إلى جانب الدعم الكبير واللا متناهي للمصمم الإماراتي .

• ألم يدفعك ذلك للتفكير بنقل الوجهة إلى الامارات؟

بدأت منذ فترة في هذه الفكرة وإن شاء الله سوف أفتتح قريباً فروعاً جديدة في الخليج والبداية ستكون في قطر والإمارات، إلى جانب قاعدتي الرئيسية في الكويت وهي الأساس.

• كيف يمكن أن ننهض بمهنة تصميم الأزياء؟

لا أعرف ماهي الطريقة التي يمكن اتباعها للنهوض بمهنة تصميم الأزياء، فشخصياً أحاول جاهدة مساعدة أصدقائي المصممين وكم أتمنى أن تكون هناك جهة تدعمنا جميعاً وأنا على يقين بأن الانسان لن يأخذ إلا الرزق الذي كتب له بعيداً عن الحروب التي يديرونها ضدي في الخفاء، لكن ولله الحمد نجاحي واستمراريتي هي التي جعلتني أصل إلى هذه المكانة والإحترافية.

• ما هي  الآلية التي تتبعينها في عملك حتى استطعت إرضاء جميع الأذواق؟

دعني أعترف أن ليس كل تصاميم المصممين العالميين تجذبني والعكس تماماً، الأذواق تختلف بإختلاف الشخصية، لذا أحاول عقد جلسة مع الزبونة أستمع فيها إلى ما تريده وأحاول من خلال مقترحاتي تلبية ما ترغب به بنصائح إيجابية حول ما ينفعها ويناسبها، نعم أعترف بأنني ربما أكون قد جاملت في بداياتي، لكن حالياً لن أسمح بتشويه إسمي ولن أقبل أن أكون طرفاً في التشويه البصري الذي يتبعه الآخرون..

• الكثير من المحجبات يثنين على الدور الكبير الذي قمت به في تقديم أزياء أنيقة تناسب حجابهن وتكون مواكبة للموضة؟

شكراً على هذا الإطراء، أنا لست محجبة ورغم ذلك لا  أرتدي القصير، بل أختار كل ما يظهرني بشكل أنيق ومحتشم ويحترم الخطوط الحمراء في مجتمعنا الكويتي، وبغض النظر إذا كانت الفتاة محجبة أو لا، دائماً الملابس المحتشمة تظهرها أكثر أناقة، بدليل أن كل الأميرات اللواتي عرفهن التاريخ القديم أو اللواتي نشاهدهن حالياً لم يذكر أن ظهرت إحداهن بملابس عارية أو غير محتشمة.

 مزيج بين الغرب والشرق في مجموعة شروق سالمين 2013

لتصلك أخر مقابلات مصممو الأزياء ومجموعات المصممين على بريدك، إشتركي بنشرة ليالينا الإلكترونية