غزوة حُنَيْن

حدثت غزوة حنين بعد أحداث فتح مكة وانتشر الإسلام، فخافت القبائل من هوزان على حكمهم فأعدوا للمسلمين عدة يقاتلونهم. كما يوجد العديد من الدروس المستفادة من غزوة حنين منها ضرورة التوكل على الله والأخذ بالأسباب.

أحداث غزوة حُنيْن والدروس المستفادة

لما أكرم الله نبيه بفتح مكة وأخضعها له، خافت قبائل هوازِنَ وثَقيفٍ أن يغزوهم النبي عليه الصلاة والسلام، فباشروا بجمع الجيش والخروج لغزو النبي، وكانوا قد خرجوا بنسائهم وأبنائهم، وأمواله حتى لا يُفكِّرَ أحدٌ بالفِرار، وإنما يدافع عن أهله وماله، فعلم النبي بذلك وخرج هو أيضاً بجيشٍ قوامه 12 ألفاً من المسلمين، فأُعجِبَ المسلمون بعددهم، فقالوا لا نُهزَمُ اليوم من قِلَّة، إلا أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام كان يقول: اللهم بك أحاول، وبك أُصاوِل، وبك أُقاتل.

نزل المسلمون موضعاً بالقُرب من حُنين، فجاء رجلٌ من المسلمين الذين كانوا في مقدمة الجيش للاستطلاع، وقال: يا رسول الله، ها هم القوم أتوا بأموالهم، ونسائهم وصبيانهم، فتبسم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: تِلْك غنيمة المسلمين غداً بإذن الله، ثم بات المسلمون في موضعهم ذلك، ولمَّا أصبحوا صلَّوا الصبح ثم انطلقوا.

فلما وصلوا إلى وادي حُنَيْنٍ ونزلوا فيه فإذا بالعدو قد كَمَنوا للمسلمين فخّاً، فصار المشركون يرمون النَّبل على المسلمين، فأصيب خالدٌ وسقط عن خيله الذي في المُقدِّمة، وَفَرَّ المسلمون العُتقاء الذين أسلموا يوم الفتح، والأعراب وحُدثاء الأسنان، إلا أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام ثبتَ وأخذ ينادي بالمسلمين، هَلُمُّوا أيها الناس، هَلُمُّوا إليَّ أنا رسول الله، وقد بقي مع النبيِّ عليه الصلاة والسلام مجموعةً من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، إلا أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام كان يدفع بِبَغْلَتِه إلى جِهة الكُفار ليقاتلهم، والعباس وغيره يحاولون إيقافه، فنادى العباس بصوته الجهوري: يا أصحاب بيعة الرِّضوان، هَلُمُّوا، فلما سمع أصحاب البيعة ذلك النداء تذكروا ورجعوا للقتال، وكان النبيُّ في المُقدمة لا يلتفت وراءه ويقول: أنا رسول الله لا كذب، أنا ابن عبد المُطَّلب، وكان أشجع الناس عليه الصلاة والسلام، فكان في المقدمة يقاتل جيشاً بأكمله.

فتحول الفرار إلى هجوم، والهزيمة إلى نصر، وغنم المسلمون بما خَلَّفته هوازن وراءها من الأموال والسَّبي، وقد أنزل الله تعالى آياتٍ تُخبر ما كان في حنين، وكيف أن الله يُعلِّم المسلمين أن النَّصر ليس بالكثرة وإنما النصر فقط من عند الله.