غزوة بني المصطلق

وقعت غزوة بني المصطلق أو المعروفة باسم غزوة المُرَيْسيع، بين المسلمين وقبيلة بني المصطلق، تابع المقال الآتي لتتعرف على أحداثها.

غزوة بني المصطلق

غزوة بني المصطلق وتُسمَّى أيضاً بغزوة المُرَيْسيع التي كانت في السنة السادسة من الهجرة، حيث إن هذه الغزوة حدث فيها من الأحداث الكثيرة والمهمة، وكانت هذه الغزوة بسبب أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع أن سيد بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار خرج بقومه ومن استطاع جمعهم من العرب لغزو المدينة والمسلمين، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة بالخروج معه للقاء العدو، كما أن جماعة من المنافقين خرجوا معهم وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَيِّ بن سلول، ففاجأهم النبيُّ بالإغارة عليهم وهم على ماءٍ في منطقةٍ اسمها المُرَيْسيع، فتفرَّقوا وهربوا ولم يبق منهم أحد، وقد تركوا خلفهم ذراريهم ونساءهم وأموالهم، فأخذ المسلمون هذا السَّبي وغنموا من غير قتال.
وقعت في السبي جويرية بنت الحارث، وهي ابنة سيد بني المصطلق، فأرادت أن تُحرِّرَ نفسها بالمُكاتبة مع من سباها، فوافق الصحابي على ذلك، فذهبت إلى النَّبي عليه الصلاة والسلام وطلبت منه العون على المُكاتبة، فقال لها النبي: إن شئتِ كان لك ما هو خيرٌ من ذلك، فقالت: وما هو، قال لها: تُسلمين وأعتقك ثم أتزوجك، فقالت بلى يا رسول الله، وقد فرحت بهذا العرض، فأصبحت أُمّاً للمؤمنين بعد ما أن كانت سبية، فلما عَلِمَ الصَّحابة بذلك أعتقوا جميع سبيهم وردُّوهم إكراماً للنبيِّ الذي أصبح صهراً لهم.
أثناء تواجد المسلمين على ماء المُرَيْسيع، حصل خلافٌ بين أحد الأنصار وأحد المهاجرين، فنادى الأنصاري: يا للأنصار، ونادى المهاجر: يا للمهاجرين، فقال النبي: أبدعوى الجاهلية تقولون وأنا بينكم! فعَلِمَ بن سلولٍ بما حصل، فقال كلاماً خبيثاً، قال: هل فعلوها؟ نافرونا وكاثرونا في بلادنا، فما أقول إلا كما قال القائل: سَمِّنْ كَلبكَ يأكُلْك، أما والله إن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأَذَل، ثم قال لأصحابه: لو لم تُنفقوا على النبي وأصحابه لخرجوا من عندكم واسترحنا منهم، فسمع زيد بن أرقم ذلك، فأخبر النبي بذلك، فكَذَّبه عبد الله بن أُبَي بن سلول، فأنزل الله تعالى آياتٍ يُصَدِّقُ زيد بن الأرقم، ويؤكِّد على نفاق بن سلول ومن معه.