فيروس جدري القرود

أبلغت العديد من البلدان في الدول الأوروبية وأستراليا والولايات المتحدة في الأول من شهر مايو لعام 2022 عن تفشي فايروس خطير ينتقل من الحيوان إلى الإنسان  ويسبب مجموعة من الأعراض قد تكون خطيرة أطلق عليه اسم جدري القرود، ما هو هذا المرض؟ وما هي طرق انتشاره وأبرز أعراضه؟ تابع المقال الآتي لتعرف على أبرز المعلومات عن جدري القرود.

نبذة عن فيروس جدري القرود

يمكن تعريف جدري القرود (Monkeypox) على أنه مرض ناجم عن عدوى فيروسية حيوانية المنشأ تنتقل من الحيوانات إلى البشر، ينتمي الفيروس المسبب للمرض إلى فصيلة فيروسات الجدري، غالبا ما تعيش الحيوانات الحاملة لهذا الفيروس بالقرب من الغابات الاستوائية المطرية. تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958، عندما كشف عن حالتين شبيهة لمرض الجدري في مستعمرات القرود المحفوظة للبحث، وفي عام 1970 تم الكشف عن أول إصابة بشرية لجدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تقع غالبية الإصابات. ^[1]  

طرق انتقال فيروس جدري القرود

بشكل عام، ينتقل جدري القرود عادة عن طريق الاتصال المباشر من حيوان إلى إنسان، أو من الإنسان إلى الإنسان، على الرغم من أن انتقال الفيروس بين الإنسان ما زال محدودا إلى أنه ممكن، يمكن لهذا الفيروس أن ينتقل عن طريق ملامسة الجلد عن قرب، أو عن طريق سوائل الجسم على سبيل المثال عمليات نقل الدم أو عن طريق العطس أو السعال بين شخص مصاب وآخر سليم أو من خلال اتصال البشر مع سوائل جسم الحيوان المصاب أو دمه، أو عند لمس الأدوات الملوثة بالفيروس التي تخص الحيوان المصاب أو الشخص المصاب مثل الفراش والأغطية وغيرها.

أما عن انتشار الفيروس بين المثليين، فأكدت المملكة المتحدة وكندا أن أغلب الحالات الحديثة لجدري القرود كانت بين الرجال المثليين الذين قاموا بممارسة الجنس مع رجال، ومن هنا حذر مدير الطوارئ الإقليمية  بمنظمة الصحة العالمية إلى أهمية توخي الحذر إلى حين فهم ديناميكية المرض. ^[2]

أعراض مرض جدري القرود

غالبا ما تتشابه أعراض مرض جدري القرود مع الجدري الطبيعي إلا أن أعراضه تكون أقل حدة، تتراوح فترة حضانة جدري القرود بين 6 أيام إلى 16 يوما،  ويمكن أن تتراوح بين 5 إلى 21 يوما، بإمكاننا تقسيم مرحلة العدوى إلى قسمين، ^[3]  

فترة الحضانة

وهي التي تتراوح بين اليوم الأول للعدوى إلى اليوم الخامس، وتتمثل الأعراض والعلامات لجدري القرود في هذه  المرحلة فيما يلي: 

• حمى
• صداع شديد
•  ألم في الظهر والعضلات
•  تضخم العقد الليمفاوية
•  تعب شديد.

فترة ظهور الطفح الجلدي

غالبا ما يبدأ الطفح الجلدي بالظهور بين اليوم الأول للعدوى أو بعد 3 أيام من ارتفاع درجة الحرارة، يبدأ الطفح الجلدي بالظهور في الوجه ومن ثم يبدأ بالانتقال إلى باقي أنحاء الجسم، ومن الجدير بالذكر أن كمية الطفح الجلدي تكون بشكل أكثر شدة في الوجه وبدرجة أقل على كل من راحتي اليدين وأسفل القدمين. يبدأ الطفح الجلدي بالتطور بشكل تدريجي من بقع جلدية مسطحة إلى نقاط صغيرة مملوءة بسائل، يمكن أن يحتاج هذا الطفح إلى مدة 3 أسابيع حتى يختفي بالكامل.

تشخيص فيروس جدري القرود

يمكن لبعض الاختبارات أن تساعد في تشخيص فيروس جدري القرود، فيما يلي أبرز هذه الاختبارات: ^[3]

• اختبار المقايسة المناعية الإنزيمية.
• اختبار تشخيصي للكشف عن المستضدات.
• زرع الخلايا لعزل الفيروس.
• إجراء فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل.

علاج فيروس جدري القرود

هل يمكن للقاحات الحد من انتشار المرض؟ صرحت منظمة الصحة العالمية بأنه لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، ولكن يمكن استخدام لقاح الجدري والأدوية المضادة للفيروسات والغلوبيولين المناعي في لعلاج جدري القرود. ^[4]  

الوقاية من فيروس جدري القرود 

يمكن الوقاية من انتشار المرض باتباع بعض الطرق الوقائية من أبرزها التالي، ^[3]

• تجنب الاتصال الجنسي مع الأشخاص المصابين بجدري القرود.
• ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، مع ضرورة غسل اليدين بعد الاعتناء بهم أو زيارتهم.
• الحرص على طهي المنتجات الحيوانية بشكل جيد قبل تناولها.
• ارتداء القفازات وملابس الحماية عند لمس الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى.
• استخدام أخصائي العناية الصحية معدات الحماية الشخصية عند العناية بالأشخاص المصابين بالفيروس.

ختاما، يعد مرض جدري القرود أحد الأمراض النادرة وبطيئة الانتشار على عكس كوفيد - 19، وعليه فإن احتمالية تفشي فيروس جدري القرود قد تكون قليلة إلا أنه لا بد من اتباع الطرق الوقائية ومراجعة القوات المختصة في حال ملاحظة أي أعراض تدل على احتمالية الإصابة.