قصة فيلم طرزان 2016، فتى الأدغال يعود للغابة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
قصة فيلم طرزان 2016، فتى الأدغال يعود للغابة

لطالما انتظر الكثيرون العرض الأول للأسطورة الحديثة من فتى الأدغال، بعد أن أبهرت الجماهير في إصدارها الأول لقصة طرزان، التي حصدت شهرة واسعة بأفكارها الخرافية والخيالية، كذلك الجزء الثاني منه كسب الرهان وحقق شهرة أوسع، بحبكته وطريقة صياغته التي جمعت بين الواقع والخيال، وبأحداثه الشيقة والمثيرة التي قُدمت في ساعة و 50 دقيقة من الوقت بطابع درامي أكشن في إطار الدعاية الترويجية للفيلم التي لاقت إقبالاً واسعاً خلال أسابيع قليلة من عرضه.

عملت شركة الإنتاج على التقاط صور مميزة لنجوم الفيلم الحقيقيين، بحيث تم تصوير كل نجم بجوار شخصية الحيوان الذي جسد صوته في الفيلم، كما تمت الاستعانة بتقنية وجودة عالية في التقاط الصور، كما استخدمت مشاهد ثلاثية الأبعاد لإخراج هذه الصور الإعلانية بجودة عالية.

ما هي قصة طرزان؟

أسطورة طرزان 2016، فيلم أميركي، يندرج ضمن طابع المغامرات، تقوم أحداثه على شخصية من القصص الوهمية والخيالية، مقتبسة عن الرواية الفرنسية طرزان عند القردة "Tarzan chez les singes" لإدغار رايس بورفس (Edgar Rice Burroughs) عام 1918، وعرض قبل من خلال فيلم رسوم متحركة يروي قصة "طرزان" فتى الأدغال، يولد في الغابة بعد أن كان والديه يعيشان على متن منزل فوق إحدى أشجار الغابة الإفريقية، تفارق والدته الحياة لمرضها الشديد، وفيما بعد، يفقد والده في صراع شرس مع مجموعة من القردة.

تتولى رعايته القردة "كولا" التي تقوم بتربيته مع ابنها "اكونت"، ينشأ طرزان بين الحيوانات، فيكتسب الكثير من صفاتها ويتعلم عاداتها ويتعرض للكثير من المخاطر حتى يتعود على العيش في ذلك المكان الخطير، إلا أنه في الوقت نفسه يكسب القوة والصلابة، لكنه يكره بذلك البشر، إلى أن يصادف ذات مرة فتاة تدعى "جين" كانت تعيش مع والدها في إحدى القبائل في الكونغو وتقوم بعناية الأطفال، يقعان في الحب بعد أن تقوم بمداواته إثر عراك مع أحد الحيوانات، يذهب معها إلى لندن، يتزوجها، ويعيش معها حياة الإنسان الطبيعي تحت اسم جون كلايتون، بعد أن أخذ هذا الاسم نسبة إلى أنه سليل آل كلايتون أحد أركان الطبقة الحاكمة جريستوك، أما في النسخة الحديثة من طرزان، فيعود إلى الغابة ليواجه أحداث كثيرة بصفته ابن الغابة، وبصفته طرزان. الفيلم من إخراج ديفيد ييتس (David Yates)، سيناريو آدم كوزات (Adam Cozad) وكريج بروير (Craig Brewer)، بطولة الكسندر سكارجارد (Alexander Skarsgård)، صموئيل جاكسون (Samuel L. Jackson)، مارجوت روبي (Margot Robbie)، ديمون هونسو (Djimon Hounsou)، جيم برودبينت (Jim Broadbent)، كريستوف والتز (Christoph Waltz).

تم ترشيح كل من هنري سيفيل توم هاردي وشارلي هونام لدور البطولة

تم العمل على إنشاء نسخة حديثة لطرزان منذ عام 2003 مع الكاتب جون اوكست (John August)، إلا أنه في عام 2008 تم إنشاء إصدار جديد شارك في كتابته ستورت بيتل (Stuart Beatle) وستيفن سوميرس (Stephen Sommers) كان أشبه بسلسلة قراصنة الكاريبي (Caribbean)، لكن بحلول 2011 قام كارج براور (Craig Brewer) بإعداد نسخة جديدة للفيلم اختيرت ليتم إنتاج الفيلم على أساسها، في عام 2012 اُختير ديفيد ييتس (David Yates) ليقوم بمهمة إخراج الفيلم، بعد أن رُشح لذلك كل من سوزانا وايت (Susanna White) وجراي روس ( Gary Ross)، إلا أن الفيلم لم ينتج في عام 2013 بسبب ضعف الميزانية.

وجد المنتج جيري وينتروب في السباح ميشيل فيلبس (Michael Phelps) الشخصية الأفضل ليقوم بدور البطولة، تم ترشيح كل من هنري سيفيل (Henry Cavill)، توم هاردي (Tom Hardy)، وشارلي هونام (Charlie Hunnam)، لكن في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 تلقى الكساندر سكارجارد (Alexander Skarsgård) العرض للقيام بدور البطولة بناءً على رغبة المخرج ييتس، واُختير صموئيل جاكسون (Samuel L. Jackson) ليلعب دور ويليامز.

بالنسبة لدور البطولة الأنثوية المتمثلة في شخصية "جين" زوجة جون كلايتون، أي "طرزان"، رُشحت أسماء كثيرة للقيام بهذا الدور، مثل جيسيكا جاستاين (Jessica Chastain)، لوسي هل (Lucy Hale)، ايما واستون (Emma Watson)، جورجينا هيج (Georgina Haig)، لاندي فونسيكا (Lyndsy Fonseca)، ايلينور توم لينسون (Eleanor Tomlinson)، جابرييلا ويلد (Gabriella Wilde)، لوسي بويتون (Lucy Boynton)، سارة بولجير (Sarah Bolger)، كريسيدا بوناس (Cressida Bonas)، لكن في 18 يناير/كانون الثاني 2013 تلقت مارجورت روبي (Margot Robbie) العرض لتقوم بهذا الدور، واختير الممثل كريستوف والتز (Christoph Waltz) ليؤدي دور الكابتن روم، وجيمون هونسو (Djimon Hounsou) ليلعب الدور الرئيسي لـ Mbonga.

حكاية فيلم طرزان 2016

بعد مؤتمر برلين عام 1884، قسمت القوى الاستعمارية الكونغو الإفريقية إلى مستعمرتين، واحدة لبلجيكا وأخرى لبريطانيا، إلا أن الحكومة البلجيكية تصاب بالإفلاس والعجز عن سداد الديون، بعد قيامها بإنشاء السكك الحديدية ودفع الأموال على الجيوش، نتيجة لذلك، يقرر الملك البلجيكي "ليوبولد الثاني" في محاولة منه لسد الديون، الذهاب إلى الغابة الإفريقية لاستخراج الرواسب المعدنية الغنية في الكونغو، بعد أن ادعى بأن حوض الكونغو غني بالعاج والمعادن، لذلك أرسل "ليون روم" أكثر خدامه موثوقية لتأمين الألماس الخرافي الأسطوري من اوبار؛ تلك المدينة الخيالية المفقودة التي ظهرت لأول مرة في هذا الفيلم، تنصب قبيلة اوبار كميناً لهم، وتقوم بقتل كامل الحملة ولا يتبقى منها سوى روم، يقدم زعيم القبيلة "شيف مابونغا" الألماس لروم مقابل أن يحضر له العدو القديم "طرزان".

يتلقى "جون كلايتون" طلب من الملك ليوبولد للذهاب إلى الغابة الإفريقية، للقيام بجولة سياحية على شرفه، وزيارة الكنائس والمدارس التي قام ببنائها، ومناقشة فعاليات التجارة الحرة، ليعلم الجميع بنجاح مبادرته في مكافحة العبودية، وتكون بذلك دعوته فرصة مناسبة للتعاون مع جلالة الملكة لمساعدته على سد الديون وتوفير فرص عمل لسكان الكونغو المساكين، يرفض جون في البداية، لكن المبعوث الدبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية "جورج واشنطن تايمز " يطلب منه الموافقة على الطلب والذهاب برفقته لكونه أكثر دراية بالغابة باعتباره أحد أبنائها.

يوافق كلايتون، وتصر زوجته على مرافقته لأنها تفتقد إفريقيا البلد التي نشأت فيها، يذهب كل من جون وزوجته جين بالإضافة إلى ويليامز، يقيمون في القبيلة التي عاشت فيها جين مع والدها، في تلك الليلة تهاجم جيوش روم القبيلة وتقوم بقتل زعيمها، يخطف روم جون وجين، إلا أن ويليامز يستطيع أن ينقذ جون، لكنهم يتمكنوا من خطف جين وتقييدها في إحدى البواخر، يعود جون إلى القرية ويكشف ويليامز عن نوايا روم، ليذهبوا مع أحد شبان القبيلة للحاق بالباخرة عبر طرق الغابة، أثناء ذلك يواجه جون في طريقه أخوه القرد "اكوت" الذي أصبح زعيم القردة، يقرر مواجهة جون لاعتباره فاراً، فيستعد طرزان لمواجهته، إلا أنه يُفقد في تلك الليلة.

أثناء تناول روم عشاءه على متن الباخرة برفقة جين، يتعرض لهجوم من مجموعة قردة تحاول خطف جين، فيقوم روم بتحريرها وإطلاق النار على الكثير من القردة، إلا أن جين تحامي عن بقية القردة في محاولة لعقد الصلح مع اكوت، يتم محاصرتهم فيما بعد من قبل شيف مبونغا وقبيلته، ويحاول الانتقام من جون بعد قتل ابنه الوحيد، وبمساعدة القردة تتم هزيمة مبولغا، يقوم روم بأخذ جين والألماس إلى بوما، ثم يخطط للسيطرة على الجيش، تتدافع أعداد كبيرة من الحيوانات البرية وتقوم بتحطيم الجنود وتحطيم المدينة، فيستطيع بذلك جون إنقاذ جين، يحاول روم الفرار ويطلق النار عليهم ويقوم بربط عنق جون على السفينة، إلا أن جون يستدعي التماسيح وتلتهمه، يعود ويليامز إلى انجلترا ويعرض على رئيس الوزراء الأدلة على تجارة الرقيق، في حين يبقى جون في تلك القبيلة برفقة زوجته ويعيشان في منزلها القديم ويرزقا بعد عام بطفل.

استغرق تصوير الفيلم في إفريقيا ستة أسابيع

بدأ التصوير الفعلي للفيلم في 30 يونيو/حزيران 2014 في استديوهات وارنر بروس Warner Bros (الشركة الأمريكية التي يمتلكها تايم وارنر، مقرها في كاليفورنيا) في بريطانيا، حيث بدأ التصوير في نفس اليوم من إعلان توسيع الاستديوهات، اختتم التصوير في 2 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، استغرق تصوير الفيلم في إفريقيا ستة أسابيع، تم تصوير الشلالات في استديوهات (Leavesden) في وارنر بروس بقوة 100 قدم، أما الموسيقى التصويرية فقد أُنتجت من قبل (Music Water Tower) (علامة موسيقية لشركة وارنر برس تختص بإنتاج الموسيقى للأفلام والألعاب والبرامج).

تولت الإدارة الفنية شركة ستيوارت كريغ (Stuart Craig)، في حين تولى جيمس هامبيدج (James Hambidge) تصميم الديكور، وتصميم الملابس روث مايرس (Ruth Myers)، أما فني الصوت والموسيقى فكان ماريو غريغوروف (Mario Grigorov)، بينما تولى التصوير هنري براهام (Henry Braham).

أُنتج الفيلم من قبل فايد بارون (David Barron)، مايك ريشاردسون (Mike Richardson)، ألان ريتش (Alan Riche)، جيري وينترب (Jerry Weintraub)، و دافيد ياتس (David Yates)، وشركات الإنتاج هي (Dark Horse Entertainment) ،(Jerry Weintraub Productions) ،(Riche Productions) و (VillageRoadshow Pictures)، أما شركة التوزيع وارنر بروس (Warner Bros).

حقق الفيلم أرباحاً تجاوزت 100 مليون دولار في أمريكا الشمالية في أول أسبوع للعرض

حقق فيلم أسطورة طرزان 126,6 مليون دولار في أمريكا الشمالية، و229,3 مليون دولار في باقي الدول، ليصبح المجموع الكامل لأرباح الفيلم 355,9 مليون دولار، قد تصل أرباح الفيلم في حال استمر العرض إلى ما لا يقل عن 400 مليون دولار، في حين كانت ميزانية الفيلم 180 مليون دولار.

عرض الفيلم لأول مرة يوم الجمعة 1 يوليو/تموز 2016 في أمريكا وكندا بالتزامن مع عرض فيلم (The BFG) وفيلم (The Purge: Election Year) على 3561 مسرح و 6700 شاشة عرض، حقق في يومه الافتتاحي 14 مليون دولار، 1,4 مليون من الأرباح من عروض MAX (اختصار لاسم imaged maximum، وهي شكل قياسي من أشكال ملفات الأفلام السينمائية والعرض التي صنعتها مؤسسة آيماكس الكندية، تملك الصيغة التقليدية للآيماكس القدرة على تسجيل وعرض الصور بشكل أكبر بكثير في الحجم والدقة من أنظمة السينما التقليدية، فمعيار شاشة الآيماكس بسعة 22 متر وارتفاع 16,1 متر)، حقق في يومه الرابع 45,6 مليون دولار أكثر مما كان متوقع، محتلاً المرتبة الثانية في البوكس اوفيس بعد فيلم العثور على دوري (Finding Dory).

على الصعيد الدولي صرح نائب الرئيس التنفيذي لوارنر بروس جيف غولدستن (Jeff Goldstein) لصحيفة نيويورك تايمز، بأن الفيلم عُرض في كثير من الدول محققاً نسبة أرباح عالية غير متوقعة، فقد حقق في في الأسبوع الأول في أمريكا الشمالية وكوريا الجنوبية 1,2 مليون دولار، في روسيا 2 مليون دولار، بريطانيا و ايرلندا 4,7 مليون دولار، أستراليا 3,2 مليون دولار، المكسيك 4,6 مليون دولار، البرازيل 3,4 مليون دولار، إسبانيا 1,8 مليون دولار، إيطاليا 2 مليون دولار، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة 1,6 مليون دولار، كما عرض في كل من الهند، إندونيسيا، تايلاند وماليزيا.

تقييم الفيلم وآراء الجمهور

تلقى أسطورة طرزان بعد عرضه الكثير من الانتقادات الإيجابية والسلبية، فموقع Rotten Tomatoes (موقع على شبكة الانترنت بدأ العمل عام 1998 يستعرض الأخبار والتفاصيل ومراجعات المشاهدين للأفلام والمسلسلات، مستمد اسمه من عادة رمي الناس للطماطم الفاسدة عند اعتراضهم على أمر ما)، أعطى الفيلم تصنيف 39% بناءً على 194 مراجعة بتقدير 5/10، حيث بين الموقع بأن فيلم طرزان عرض الشخصية الكلاسيكية والخرافية بشكل أفضل من باقي الأفلام، إلا أن هذا لا يكفي ليبرر عرضه المؤامرة التي بنيت عليها حبكة الفيلم والتي تسيء إلى الحكومة البلجيكية.

وحسب Metacritic (موقع يقوم بجمع مراجعات الناس لألبومات الموسيقى المسلسلات الافلام والألعاب) أعطى الفيلم درجة 44% بناءً على رأي 44 ناقد، بينما أعطت الجماهير الفيلم درجة A- على A+ حسب استطلاعات موقع CinemaScore (شركة أبحاث مقرها لاس فيغاس تستعرض آراء الجمهور لتقييم الأفلام، وتعطي التوقعات بناءً على البيانات)، أما حسب وجهة نظر مانولا داغرس (Manohla Dargis) صحفي من نيويورك تايمز، فقد أعطى الفيلم وجهة نظر إيجابية، وأشاد بأن شخصية طرزان قُدمت بشكل مدروس وكامل أكثر من الأفلام التي تحمل نفس طابع الفيلم الخيالي والمغامرات، في حين قدم بيتر ديبروغ (Peter Debruge) نقداً سلبياً للفيلم، مصرحاً بأن المخرج اعتمد في بناء الحبكة على سلسلة أفلام (Harry Potter)، إلا أن جوردان هوفمان (Jordan Hoffman) من صحيفة الجارديان لم ينتقد الإخراج فقط، بل انتقد النص والكتابة، مشيراً إلى أن الفيلم كان مملاً والأداء الملتزم كان غير كاف لإبعاد الأنظار عن الأمور الاستعمارية التي عُرضت.

يمكن القول أخيراً.. أن فيلم طرزان كان ممتعاً لغوصه في الخيال، ويجعل المشاهد يندمج في الأحداث، فعندما نرى شخصية على الشاشة السوداء الكبيرة، نعيشها بكل تفاصيلها، ونتمنى أن نلتمسها، لنرى إن كانت هي حقاً كما في الأفلام وكما تصورها الكاميرات، أم أنها مختلفة في الواقع، لكن هذا الأمر لا ينطبق على طرزان، لكونها من صنع الخيال ومنسوجة من الأوهام، لكن على الرغم من ذلك، فإنها تدخل عقول الناس، وتُدخل معها التشويق والمتعة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار