قصور القلب الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: السبت، 21 يناير 2023
قصور القلب الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

في هذا المقال، نستعرض معاً تعريفاً شاملاً لقصور القلب وأسباب المتمثلة بأمراض تؤدي لإضعاف قدرة القلب وحدوث القصور، وما هي العوامل الخطيرة للإصابة بقصور القلب مع كيفية تشخيص المرض وعلاجه.

مكونات القلب ووظائفه

القلب البشري هو عضو عضلي بحجم قبضة اليد تقريباً، موجود في منتصف جوف الصدر بين الرئتين، ويميل قليلاً باتجاه الرئة اليسرى، ويتألف القلب من أربعة أجواف: [1]

  1. الأذينان في الأعلى.
  2. البطينان في الأسفل مفصولة عن بعضها بالدسامات.

والدسامات هي شبيهة بالبوابات التي تُفتح وتُغلق لتسمح بمرور الدم من جوف لآخر باتجاه واحد فقط، وللقلب أربعة دسامات: [1]

  1. الدسام التاجي الذي يفصل بين الأذين والبطين الأيسر.
  2. الدسام الأبهري الذي يفصل البطين الأيسر عن الشريان الأبهر.
  3. الدسام مثلث الشُرَف الذي يفصل الأذين والبطين الأيمن عن بعضهما.
  4. الدسام الرئوي الموجود بين البطين الأيمن والشريان الرئوي الصادر عنه.

أجزاء القلب

وظائف القلب

بما أن القلب يعمل كمضخة فهو بحاجة لأوعية يضخ الدم فيها، وهذه الأوعية هي: [1]

  1. الأوعية الدموية الإكليلية.
  2. الأوعية الدموية الرئيسية.

الأوعية الإكليلية هي المسؤولة عن تغذية القلب، وهي عبارة عن شريانين أساسيين: [1]

  1. الشريان الإكليلي الأيمن.
  2. الإكليلي الأيسر.

تتفرع عنهما أوعية تغذي جميع أنحاء القلب، أما بالنسبة للأوعية الرئيسية فهي عبارة عن مجموعة من الشرايين والأوردة يتحرك عبرها الدم في دورتين شبه منفصلتين، هما: الدورة الدموية الصغرى (الرئوية)، والدورة الكبرى (الجهازية).

وتمثل الأخيرة الدم النظيف (القاني) الذي يضخه البطين الأيسر للقلب عبر الشريان الأبهر إلى الجسم، ليعود إلى الأذين الأيمن عبر الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي مُحمّلاً بنواتج الاستقلاب والغازات الضارة المتشكلة في خلايا الجسم.

يدخل بعدها الدم الدورة الدموية الصغرى التي تبدأ بانتقال الدم إلى البطين الأيمن بعد انفتاح الدسام مثلث الشُرَف، لينتقل منه إلى الرئتين، عن طريق الشريان الرئوي الذي ينفصل بعد خروجه من القلب إلى رئوي أيمن وأيسر.

ويدخل كل منهما في الرئة الموافقة، يتم تنظيف الدم داخل كل رئة من الغازات الضارة وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون (co2) ويُزوَّد بالأكسجين الضروري لعمل جميع أعضاء الجسم.

لينتقل بعد ذلك إلى القلب عبر الأوردة الرئوية الأربعة التي تصب في الأذين الأيسر، ويتحرك بعدها الدم إلى البطين الأيسر بعد انفتاح الدسام التاجي ليدخل مجدداً في دورة جهازية جديدة.

دوران الدم في الجسم يعتمد بشكل كامل على عمل القلب السليم، وبما أنه لا يستطيع أن يأخذ استراحة ويتوقف كلياً عن العمل، فهو يعتمد أسلوب التقلص ثم الانبساط (أي العمل ثم الراحة)، وبهذا فهو يعمل نصف الوقت ليرتاح النصف الآخر، وهكذا دواليك. [1]

ما هو قصور القلب

قصور القلب لا يعني أن قلبك يتوقف عن العمل، إنما يدل على إصابته بمرضٍ ما أضعف قدرته على القيام بعمله على أكمل وجه.

أي أنه يُقصّر في أداء وظيفته، مما يسبب اضطراباً في حركة الدم ضمن الأوعية وفشلاً في بلوغه مختلف أجهزة الجسم لتنظيفها من فضلات عمليات الاستقلاب (وهي عمليات الهدم والبناء التي تتم ضمن خلايا الجسم) ودعمها بالأوكسجين الضروري لعملها.

عند التكلّم عن قصور القلب فالمقصود حقاً هو قصور البطين، حيث إن القسم الأساسي والعملي من القلب هو البطين، فتقلصه بالقوة المناسبة ضروري لانتقال الدم إلى الأوعية الرئيسية (الشريان الأبهر والشريان الرئوي) ليدخل بذلك الدوران الجهازي والرئوي.

الأذينتان تتقلصان أيضاً لكن ليس بنفس القوة، فضلاً عن أن وجودهما فوق البطينين يسمح بانتقال الكمية الأكبر من الدم تحت تأثير قوة الجاذبية الأرضية، فلا يبقى سوى القليل منه مُعتمداً على تقلص عضلة الأذين لعبوره منطقة الدسام وصولاً إلى الجوف البطيني.

قصور القلب يمكن أن يصيب البطين الأيسر أو الأيمن أو كليهما معاً، وإصابة أحد البطينين عادةً ما ينتهي بإصابة البطين الآخر في مرحلة ما.

هناك عدة أسباب تؤدي لحدوث قصور القلب الذي يمكن أن يحدث بشكل حاد ومفاجئ، لكنه غالباً ما يكون مزمناً وبطيئاً، إذ تمر سنواتٌ عديدةٌ حتى تكتمل الصورة السريرية وتظهر جميع أعراض المرض.

وبالرغم من اختلاف الأسباب المؤدية لقصور القلب إلا أنها كلها تنتهي بأحد شكلين يبلغان في النهاية مرحلة القصور، وهما ضخامة عضلة البطين أو توسعها الشديد، والحالتان تمثلان آليات معاوضة (تعويضية)

ففي الحالة الأولى تتضخم عضلة البطين كآلية معاوضة عن حدوث أذية في منطقة ما من القلب مؤمنةً بذلك القوة الكافية لضخ الدم عبر الأوعية، لكن هذا يُنقص حجم الجوف البطيني، فتقل كمية الدم القادر على استيعابها.

وبمرور الزمن تتعب هذه العضلة وتنكسر المعاوضة، أي تصبح غير قادرة على ضخ الدم بالكمية المناسبة لتناسب حاجة الجسم، وبذلك يدخل القلب مرحلة القصور.

أما آلية المعاوضة الأخرى فهي توسع جوف البطين ليستوعب كمية أكبر من الدم، كما يحدث في بعض الأمراض القلبية مثل قصور الدسام، التوسع يحدث على حساب عضلة البطين، وباستمراره تصبح العضلة رقيقة وغير قادرة على التقلص بشكل مناسب لتدفع الكمية الكبيرة من الدم الموجودة في البطين باتجاه الأوعية، فيحدث القصور.

قد يتبادر إلى مسمعك تعبير "قصور القلب الاحتقاني" وهو يُستخدم للدلالة على قصور القلب الشامل (الأيمن والأيسر)، سُمي كذلك بسبب تجمع الدم في مختلف أعضاء الجسم، وأهمها الرئة، الكبد، البطن، الساقان، وهو ما يُسمى بالاحتقان، يحدث نتيجة غياب القوة المحركة للدم، وهي قوة تقلص العضلة القلبية. [2]

أسباب حدوث قصور القلب

جميع الأمراض التي تصيب القلب يمكن أن تُحدث فيه أذية تنتهي بحدوث قصور القلب في مرحلة وعمر معين، علماً أنه ليس بالضرورة أن تنتهي كل إصابات القلب بالقصور. [2]

وهذا طبعاً يعتمد على نوع الأذية، شدتها، مدتها، وعلى استخدام العلاج المناسب للشفاء منها وتخفيف الضغط عن القلب، ومن أهم أسباب قصور القلب نذكر: [2]

1. أمراض الأوعية الإكليلية والاحتشاء (الذبحة الصدرية)

تعتبر أمراض الأوعية الإكليلية أكثر أمراض القلب شيوعاً وأهم أسباب قصوره، مع التقدم بالعمر وبوجود العوامل المساعدة، كالإصابة بالبدانة، ارتفاع الكوليسترول، وعادة التدخين، وغيرها.

تتأذى بطانة الأوعية الدموية الإكليلية المغذية للقلب ويتجمع فيها الكوليسترول والشحوم مشكلَين لويحات تُضيّق الأوعية وتسبب مرور كميات أقل من الدم عبرها؛ مما يؤدي لحدوث نقص التروية القلبية.

تسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)؛ ينجم احتشاء العضلة القلبية عن تمزق قطعة من إحدى الصفيحات المتشكلة، وانتقالها عبر الدم حتى تصل لوعاء بقطر مناسب وتسدّه، فتمنع استمرار مرور الدم عبره وانقطاع التروية الدموية عن منطقة ما من القلب مؤديةً لحدوث الاحتشاء.

وهو تموّت النسيج القلبي الذي تعرض لنقص التروية، الاحتشاء غالباً ما يسبب أضراراً غير قابلة للعكس، وهو يُضعف عضلة القلب، وإما أن ينتهي بقصور القلب بعد فترة معينة من الزمن، أو ينتهي بالموت الفوري، فهذا يعتمد على درجة امتداد الأذية.

2. ارتفاع الضغط الشرياني

يعبر عن الضغط المُطبّق من قبل الدم على جدران الأوعية، والقلب هو المسؤول عن إبقائه ضمن الحدود الطبيعية، هناك بعض الأمراض التي ترفع الضغط الشرياني، مثل التصلب الشرياني الذي يصيب الأوعية الرئيسية، أو بعض أمراض الكلية التي تسبب احتباس السوائل في الجسم.

هذا يُرغم القلب على التقلص بقوة أكبر لمعاكسة الضغط المرتفع ونقل الدم بكمية كافية إلى الأوعية، فتتضخم العضلة القلبية لتأمين هذه القوة، ولكن بمرور الوقت يتعب القلب وتضعُف عضلته؛ فيحدث قصور القلب.

إن استخدام العلاج المناسب لارتفاع الضغط، واتباع أساليب الوقاية منه تؤخر حدوث القصور القلبي وقد تقي من الإصابة به.

3. أذيات عضلة القلب

أي أذية تصيب العضلة القلبية قد تنتهي بقصور القلب، وذلك في حال استمرارها وعدم تطبيق العلاج المناسب، ولها عدة أسباب، منها: الاستهلاك المفرط والمزمن للكحول، وتعاطي المخدرات، وبعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي للسرطان.

هذا كلّه يُضعف عضلة القلب ويُنقص قدرتها على التقلص، فضلاً عن أن المخدرات قد تكون السبب بحدوث إنتانات جرثومية تصيب العضلة وتضعفها، وذلك عند تعاطيها بالحقن الوريدي، من أذيات العضلة القلبية أيضاً التهاب عضلة القلب فيروسي المنشأ، الذي غالباً ما ينتهي بقصور قلب أيسر (أي قصور بطين أيسر).

4. أمراض الدسامات القلبية

الدسامات عبارة عن صفائح غشائية تشبه البوابات، تُفتح وتُغلق لتسمح بمرور الدم من حجرة قلبية إلى أخرى، وتمنعه من العودة من حيث أتى، الدسامات القلبية تصاب بأمراض عديدة، كالإنتانات، والتخرب بسبب تعرضها لنقص التروية الدموية.

أو يمكن أن تكون مصابة بتشوهات خلقية، في جميع الأحوال تنتهي إما بالقصور أو التضيق، قصور الدسام يعني أنه لا يُغلق بشكل كامل سامحاً للدم بالعودة إلى الحجرة التي أتى منها، مما يزيد العبء عليها ويسبب ترقق عضلتها لتؤمن توسع الجوف لاحتواء المزيد من الدم.

مثلاً قصور الدسام الأبهري يسبب عودة جزء من الدم من الشريان الأبهر إلى البطين الأيسر بعد انغلاق الدسام، فيتوسع البطين وتَرُقّ عضلته ليحمل الدم الزائد، مع مرور الوقت يفقد البطين قدرته على التقلص بقوة كافية لدفع الدم باتجاه الأوعية.

وهذا يُدخل القلب بحالة القصور، أما عند تضيق الدسام يحدث العكس تماماً، ففي حال تضيق الدسام الأبهري مثلاً يتوجب على البطين الأيسر أن يتقلص بقوة أكبر ليستطيع نقل نفس الكمية من الدم إلى الأبهر عبر الدسام المتضيق.

هذا يُسبب ضخامة البطين الأيسر الذي ينتهي به المطاف بحدوث قصور قلب أيسر، اعتلال الدسامات القلبية تعالج جراحياً بإصلاح الدسام المصاب أو تبديله.

5. التشوهات القلبية الخلقية

عدم اكتمال نضوج القلب في الحياة الجنينية يُعرّض الشخص لتشوهات قلبية عديدة مختلفة في شدتها وأعراضها وعمر بدء ظهور الأعراض، هذه التشوهات عادةً ما تُكشف من قبل الطبيب إما صدفة في سياق البحث عن مرض آخر، أو عند زيارتك له بأعراض قد تقوده للتفكير بفحص القلب.

قصور القلب قد يمثل خط النهاية للأشخاص المصابين بهذه التشوهات في حال التأخر في تشخيصها أو عدم تطبيق العلاج المناسب، ولحسن الحظ أغلب هذه التشوهات قابلة للإصلاح الجراحي، الذي إذا تم بالشكل الصحيح والوقت المناسب يزيل خطر حدوث القصور القلبي عند هؤلاء الأشخاص.

ومن هذه التشوهات نذكر انسدال الدسام التاجي (قصور الدسام التاجي الخلقي)، بقاء القناة الشريانية مفتوحة (PDA: Patent Ductus Arteriosus) (هي قناة تربط بين الشريان الأبهر والرئوي في الحياة الجنينية)، وفي الحالة الطبيعية تُغلق هذه القناة بعد عدة أيام من عملية الولادة.

وفي حال بقائها تسبب مجموعة من الأعراض التي عادةً ما تؤدي إلى كشفها من قبل الطبيب، وعلاجها يكون جراحياً.

6. أمراض أخرى قد تؤدي لقصور القلب

بعض الأمراض غير القلبية التي قد تنتهي بحدوث قصور القلب: هناك العديد من الأمراض-خاصةً المزمنة منها- التي تصيب أعضاء وأجهزة أخرى لكنها تؤثر على القلب وقد تؤدي لقصوره في النهاية، من هذه الأمراض: [2]

1. فرط نشاط الدرق (Hyperthyroidism)

الدرق من أهم غدد الجسم، موجودة في الوجه الأمامي للعنق، وهي تفرز هرمونات (بروتينات تؤدي عملاً معيناً في الجسم) مسؤولة عن الاستقلاب في الجسم، والذي هو عمليات الهدم والبناء التي تتم ضمن الخلايا.

هرمونات الدرق (التيروكسين والتريودوتيرونين) تزيد معدل الاستقلاب، وتأثيرها على القلب يكون بزيادة معدل عمله، في حالة فرط نشاط الدرق تزداد هرموناتها في الدم.

فيتعرض لها القلب بشكل مستمر ويستجيب بتسرعه وزيادة معدل تقلصه ما يؤدي بدوره إلى تضخم عضلة القلب، وباستمرار هذه الحالة لفترة معينة من الزمن دون تطبيق العلاج المناسب يتعب القلب ويضعُف ليدخل في حالة القصور.

2. الداء النشواني (Amyloidosis)

ينجم هذا المرض عن وجود كمية كبيرة من بروتين يُنتج في لب العظم يُدعى البروتين النشواني، ازدياد نسبة هذا البروتين في الدم يؤدي إلى ترسبه في مختلف الأعضاء والأجهزة، ومنها القلب، مؤديا لحدوث قصور القلب بعد فترة من بدء الأعراض في حال عدم تطبيق العلاج المناسب.

3. داء الصباغ الدموي (Haemochromatosis)

مرض ينجم عن ازدياد نسبة الحديد في الجسم وترسبه في الأعضاء المختلفة ومنها القلب، مسبباً اعتلال العضلة القلبية ونقص قدرتها على التقلص بشكل مناسب واضطرابات في النظام الطبيعي للقلب.

هذا المرض غالباً ما يحدث بسبب وجود خلل وراثي يؤدي لتراكم الحديد في الجسم، كما أن النقل المتكرر للدم الكامل قد يكون سبباً في حدوثه، باعتبار الدم يحوي كميات كبيرة من الحديد، داء الصباغ الدموي قد ينتهي بحدوث القصور القلبي في حال عدم العلاج.

4. مرض السكري: السكري مرض منتشر بشكل واسع، ويُعتبر تناول الأدوية المناسبة بشكل منتظم، واتباع حمية خاصة، وممارسة الرياضة الخفيفة من الوسائل الفعالة جداً للسيطرة على المرض ومنع حدوث المضاعفات العديدة التي قد تنجم عنه.

ومن هذه المضاعفات ارتفاع كوليسترول الدم وارتفاع الضغط الشرياني الذي قد يسبب أذية قلبية تنتهي بقصور القلب.

عوامل الإصابة بقصور القلب

هناك العديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، منها ثابت لا يمكن تغييره، ومنها ما يتعلق بالبيئة المحيطة والعادات التي يمارسها الشخص، ومن أهم العوامل التي تزيد خطر الإصابة بقصور القلب نذكر: [2]

  1. العمر: التقدم بالعمر يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث إن أغلب حالات القصور القلبي تحدث في الستينات من العمر وما بعد.
  2. الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من النساء، لكن بدخول المرأة سن اليأس يرتفع هذا الخطر عندها، إلا أنه لا يبلغ خطر الرجال بالإصابة بأمراض القلب حتى الستينات من العمر تقريباً، وحينها يصبح كلا الجنسين عُرضة للإصابة بنفس الدرجة تقريباً.
  3. الوراثة: إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بأمراض القلب والأوعية يزيد خطر الإصابة بالمرض.
  4. العرق: الأفارقة-الأميركيون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويُعتبر ارتفاع الضغط الشرياني أشد عندهم.
  5. البدانة: تترافق البدانة بارتفاع الشحوم والكوليسترول مؤهلة بذلك لحدوث ارتفاع الضغط الشرياني الذي يعتبر من أسباب حدوث قصور القلب إذا لم يُعالج.
  6. التدخين: يزيد التدخين خطر الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني وأمراض الأوعية الإكليلية نتيجة تخريشه لبطانة الأوعية الدموية، كما أن غاز أحادي أوكسيد الكربون (CO: Carbon Monoxide) ينقص نسبة أوكسجين الدم، مسبباً ضعفاً في العضلة القلبية التي تحتاج الأوكسجين-كغيرها من الأعضاء- للقيام بعملها.
  7. الكحول: تضعف الكحول العضلة القلبية، لذلك فإن الاستهلاك المزمن لكميات كبيرة منها قد تنتهي بحدوث قصور القلب.
  8. الشدة النفسية: قد تكون الشدة النفسية الناجمة عن وضع اقتصادي أو اجتماعي سيئ عاملاً مساعداً لحدوث أمراض القلب، دورها يعتمد على زيادة عوامل الخطر الأخرى، فمثلاً شخص يتعرض لشدة نفسية قد يبدأ بتناول الكحول والتدخين فيتعلق بها فيما بعد.

أهم أعراض قصور القلب

قصور القلب قد يكون مزمناً أو حاداً، بمعنى أن أعراضه قد تحدث بشكل تدريجي، أو بشكل مفاجئ وحاد، وأهم أعراض قصور القلب: [2]

  • ضيق النفس عند ممارسة جهد ما، وأحياناً بحالة الراحة، وهذا يعتمد على درجة قصور القلب.
  • خفقان القلب، فالمريض يشعر بقلبه ينبض بسرعة كبيرة وكأنه سيخرج من صدره (حسب تعبيره).
  • الغشي أو فقدان الوعي، هذا يحدث نتيجة نقص الوارد الدموي إلى الدماغ.
  • التعب الشديد والمستمر، وصعوبة ممارسة الأعمال اليومية.
  • الألم الصدري، يعتمد على سبب حدوث قصور القلب، ومن هذه الأسباب الذبحة الصدرية (احتشاء القلب).
  • تورم في القدمين، الكاحلين، الساقين، وهو ما يُسمى بالوذمة، تحدث نتيجة تراكم السوائل في هذه المناطق بسبب ضعف قدرة القلب على تصريفها.
  • زيادة عدد مرات التبول الليلي.
  • زيادة حجم البطن، فقد تعتقد أنه قد زاد وزنك، ولكنه في الحقيقة عبارة عن تجمع السوائل في منطقة البطن بسبب ضعف قدرة القلب على تصريفها، وهذا يُسمى الحبن.
  • سماع وزيز مستمر أثناء التنفس أو حدوث سعال رطب دائم، حيث قد يكون القشع أبيضاً رائقاً أو زهرياً أو يحوي بقعاً أو خطوط دم.
  • فقدان الشهية والشعور بالغثيان المستمر.
  • الصعوبة في التركيز وتشتت الأفكار؛، لأن الدماغ يحصل على كمية أقل من الدم الذي يحتاجه ليقوم بعمله على أكمل وجه.

كيف يتم تشخيص قصور القلب

لتشخيص الأمراض القلبية والقصور القلبي يقوم الطبيب بأخذ قصة مرضية شاملة، فهو يسألك عن أعراضك، مدتها، شدتها، وماذا كنت تفعل عندما بدأت، هل كنت تبذل جهداً أم بوضع الراحة؟

كما أنه يُجري فحصاً سريرياً شاملاً لجميع أعضاء الجسم ليتأكد من سلامتها، فهو قد يفحص عنقك بحثاً عن الأوعية الدموية التي قد تنتبج (تصبح كبيرة وقابلة للجس) في حال وجود قصور قلب أيمن أو شامل.

كما أنه يفحص بطنك وقدميك التي قد تكون متورمة نتيجة احتقانها بالدم وتراكم السوائل فيها، يقوم الطبيب باستخدام السماعات الطبية لسماع أصوات القلب وتحديد فيما إذا كانت طبيعية أو يمكن سماع أصوات شاذة والتي تدعى النفخات القلبية، وهي تدل على وجود خلل ما في القلب.

كما أنه يقوم بسماع أصواتك التنفسية للتأكد من انتظامها وسلامتها، بعد إجراء كل ما سبق يقوم طبيبك بإجراء التحاليل والفحوص الخاصة لدراسة حالة القلب، وأهمها: [2]

1. تحليل الدم

يقوم الطبيب بسحب كمية معينة من الدم ويرسلها إلى المخبر لدراستها، هذه تساعده في كشف وجود حالات معينة كفقر الدم والإنتانات (يدل عليها ارتفاع عدد الكريات البيض في الدم)، كما أنه قد يطلب تحاليل خاصة لدراسة وضع الكلية، الكبد، الغدة الدرقية، وبعض الأمراض الأخرى التي قد تسبب أذية قلبية ويمكن أن تُكشف بفحص الدم.

كل ذلك يساعد في تحديد سبب الأذية القلبية، لكن لمعرفة وجود قصور قلبي يقوم الأطباء بقياس هرمون خاص في الدم هو الببتيد الدماغي المدر للصوديوم (BNP: Brain natriuretic peptide) وهو بروتين يُفرز من البطينات القلبية ويسبب طرح الصوديوم من الجسم.

(سُمي بالدماغي لأنه اكتُشف أولاً في دماغ الخنزير، ثم تبين أنه لا يُصنَّع في الدماغ عند الإنسان، إنما في البطينات القلبية، لكن الاسم بقي على حاله ولم يتم تغييره).

عند حدوث قصور القلب يرتفع هذا الهرمون، قيمته تختلف باختلاف الجنس والعمر، لكن بشكل عام يمكن اعتبار قيمة أقل من 100 بيكوغرام/ ميلي لتر طبيعية، ويبدأ الشك بوجود قصور قلب بقيم أكبر من 400 بيكوغرام/مل.

2. تخطيط القلب الكهربائي (ECG: Electrocardiogram)

يعتمد هذا الإجراء على تسجيل كهربائية القلب عن طريق إلكترودات موضوعة في مناطق خاصة من الصدر، ليقوم الجهاز بتسجيل هذه الكهربائية على هيئة أمواج لكل منها دلالة خاصة، ويقوم الطبيب بدراسة المخطط الناتج، وهذا يساعده لتشخيص العديد من الأمراض القلبية منها القصور القلبي.

3. التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الإيكو (Echocardiogram)

من أهم الاختبارات وأكثرها شيوعاً؛ بسبب سهولة استعماله وكثرة المعلومات التي يعطيها عن القلب، فالطبيب يستطيع أن يرى من خلال جهاز الإيكو شكل القلب، ويدرس حركته، ويقيس قطر جدران البطينات وجوفها لتحديد وجود ضخامة أو توسع فيها.

كما أنه يستطيع رؤية الدسامات القلبية ومعرفة فيما إذا كانت تعمل بشكل جيد، فضلاً عن ذلك يستطيع الطبيب استخدام الإيكو لتحديد كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة.

وباستخدام الإيكو دوبلر يمكن معرفة اتجاه حركة الدم، وبالتالي تحديد وجود خلل في حركته، كما في حالة قصور الدسام حيث يعود الدم إلى الحجرة القلبية التي أتى منها.

4. صورة شعاعية بسيطة للصدر (Chest X-ray)

تسمح هذه الصورة بدراسة وضع القلب ضمن الصدر بين الرئتين، ففي أغلب حالات القصور يكون القلب متضخماً، بالإضافة لتجمع السوائل في الرئتين واحتقانها بالدم، والذي يظهر بشكل مناطق بيضاء ضمن الرئة، كل هذه التغيرات التي تظهر على الصورة البسيطة تساعد الطبيب في وضع التشخيص المناسب.

5. اختبار الجهد (Stress Test)

يقوم هذا الاختبار بدراسة استجابة كل من القلب والرئتين على الجهد، حيث يُطلب من المريض أن يركض على جهاز رياضي بينما يكون موصولاً على جهاز التخطيط الكهربائي لدراسة القلب.

أو قد يُعطى المريض حقنة وريدية من دواء له نفس تأثير الرياضة على الجسم، ثم تتم دراسة عمل القلب، يساعد هذا الاختبار في تشخيص بعض الإصابات القلبية، وخاصة أمراض الأوعية الإكليلية كالخناق الصدري الذي يتميز بوجود تضيق في الأوعية الإكليلية.

ولكن لا يتم الشعور به إلا أثناء القيام بجهد معين، حيث يزداد عمل القلب وتزداد حاجته من الدم، لكن بسبب تضيق الأوعية لا يحصل على حاجته، ويتعرض بالتالي لنقص تروية دموية يسبب نوبة ألم صدري.

لذلك فإن اختبار الجهد يجب إجراؤه في المشفى بوجود رقابة طبية للتدخل الفوري في حال حدوث أي عارض قلبي لدى المريض.

6. التصوير بالطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغناطيسي

تستخدم هذه الاختبارات لدراسة الشكل التشريحي للقلب بشكل واضح جداً، وتحديد وجود أي خلل أو تشوه فيه، والذي قد يكون سبب القصور القلبي.

7. القسطرة القلبية (Cardiac Catheterization)

يعتبر هذا الإجراء من الوسائل التشخيصية والعلاجية بنفس الوقت، حيث يتم إدخال أنبوب مرن خاص عبر وعاء محيطي مثل الشريان الفخذي في الفخذ، أو الشريان العضدي في الذراع، وصولاً إلى أوعية القلب.

وهناك يتم حقن مادة ظليلة تنتقل عبر الأوعية وتسمح برؤيتها بشكل واضح بعد إجراء صورة بالأشعة السينية، مما يساعد على دراسة الأوعية القلبية وتحديد فيما إذا كانت طبيعية أو متضيقة، كما يمكن أن تُستخدم القسطرة لتوسيع الأوعية المتضيقة أحياناً، ولذلك تعتبر طريقة علاجية أيضاً.

8. الخزعة القلبية (Myocardial Biopsy)

هذا الإجراء قليل الاستعمال، لأنه غالباً ما يتم الوصول لوضع تشخيص مناسب للسبب الذي أدى لقصور القلب قبل أن يُضطر الطبيب للقيام بهذا الإجراء، هنا يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن خاص عبر أوردة العنق أو الفخذ، ويمشي بها ضمن الأوعية وصولاً إلى القلب.

ضمن القلب يقوم بأخذ عينة نسيجية صغيرة (خزعة) من العضلة القلبية لتتم دراستها في المخبر، هذا يفيد في تحديد بعض الأمراض التي تصيب العضلة القلبية وتسبب القصور.

كيف يتم علاج قصور القلب

قصور القلب مرض مزمن يحتاج لعلاج دائم ومستمر، وفي كثير من الأحيان قد يستمر العلاج مدى الحياة، لكن لا تقلق فهناك العديد من الأدوية والوسائل العلاجية التي تُمكّنك من التحكم بأعراض المرض، وتقلل من خطر حدوث الموت المفاجئ لسبب قلب.

العلاج المناسب لقصور القلب يتضمن مجموعة من الأدوية وبعض الإجراءات الأخرى أحياناً الجراحة، دون أن ننسى أساليب الوقاية التي تحمي القلب من بلوغ مرحلة القصور في حال إصابته بمرض ما، أو تمنع تفاقم القصور القلبي في حال وجوده. [3]

الأدوية المستخدمة لعلاج قصور القلب

قد يقوم الطبيب بوصف دواء واحد أو أكثر لعلاج حالة قصور القلب، ومن ضمن هذه الأدوية ما يأتي: [3]

ملاحظة: يمنع منعاً باتاً تناول أي من هذه الأدوية دون تعليمات واضحة من طبيب القلب الذي يتابع حالتك.

  1. الديجوكسين (Digoxin): من الأدوية الخاصة لعلاج قصور القلب، يُبطئ الديجوكسين القلب ويزيد قوة تقلص العضلة القلبية ليؤمن دفع كمية أكبر من الدم باتجاه الأوعية، هذا يسمح للقلب بأن يرتاح من التقلص السريع الذي يُتعبه دون أن يُعرض الجسم لنقص التروية.
  2. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI: Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitors): مثل الـ(Enalapril)، الـ(Ramipril)، الـ(Captopril)، الـ(Lisinopril)، هذه الأدوية لها تأثير موسع وعائي؛ مما يساعد على خفض الضغط الشرياني ويحسن التروية الدموية للقلب.
  3. حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2(Angiotensin 2 Receptor Blockers): مثل الـ(Valsartan)، الـ(Losartan) لها تأثير مماثل لمثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي تُستخدم كبديل عند الأشخاص الذين لا يتحملون تناول الأدوية السابقة.
  4. حاصرات بيتا (Beta Blockers): مثل الـ(Metoprolol)، الـ(Carvedilol)، الـ(Bisoprolol)، هذه الأدوية تُبطئ القلب وتوسع الأوعية؛ مسببةً انخفاض الضغط الشرياني، وبالتالي فهي تُنقص عمل القلب المصاب بالقصور وتُحسن أداءه.
  5. المدرات (Diuretics): مثل الـ (Furosemide) والـ (Hydrochlorothiazide)، هذه الأدوية تزيد عدد مرات التبول في اليوم، هذا ينقص كمية السوائل في الجسم ويساعد على خفض الضغط، كما أنه قد يساعد على إنقاص السوائل المتجمعة في الرئة نتيجة القصور القلبي، لكن هذه الأدوية تطرح أيضاً شوارد البوتاسيوم الضرورية لعمل لقلب ومختلف الأعضاء الأخرى، لذلك يقوم الطبيب بإعطاء بديل دوائي من هذه الشوارد؛ ومن المدرات الأخرى التي قد توصف من قبل الأطباء المدرات الحافظة للبوتاسيوم، مثل الـ(Spironolactone) والـ(Eplerenon)، هذه الأدوية تحافظ على شوارد البوتاسيوم في الجسم، لكن الخطر هنا يكمن في ارتفاع نسبة هذه الشوارد في الدم بشكل كبير، لذلك قد يطلب منك الطبيب الحد من تناول بعض الأغذية الغنية بالبوتاسيوم كالبطاطا الحلوة، السبانخ، الموز، ثمرة الأفوكادو، المشمش المجفف وغيرها؛ لتجنب ارتفاع أو انخفاض نسب البوتاسيوم في الدم بفعل أي نوع من أنواع المدرات، يقوم الطبيب بإجراء فحوصات وتحاليل دورية لقياس كمية البوتاسيوم في الدم والتأكد أنها ضمن الحدود الطبيعية.
  6. في المراحل الأخيرة من قصور القلب تصبح الأدوية غير كافية لتخفيف العبء عن القلب وإزاحة الأعراض، وتصبح كمية الدم التي يضخها القلب غير كافية لمواكبة حاجة الجسم من الأكسجين، فتضطر حينها لاستعمال أنبوب خاص تضعه على أنفك طول اليوم وهو موصول بجهاز متحرك يزودك بالأوكسجين الذي تحتاجه.

العلاج الجراحي لقصور القلب

أحياناً تكون الجراحة هي العلاج الأنسب للمرض القلبي لمنع تطوره لقصور قلب، أو لإراحة المريض من أعراضه، ومن العلاجات الجراحية المتبعة نذكر: [3]

1. عملية مجازة الشريان التاجي (Coronary Bypass Surgery)

وهي تعني تبديل الأوعية الإكليلية المتضيقة بشدة بأوعية أخرى تؤخذ من مناطق مختلفة من الجسم، مثل اليد والقدم، مما يؤمن مرور الدم بحرية عبر الأوعية الجديدة، ويمنع حدوث نقص التروية القلبية أو الاحتشاء القلبي (الذبحة الصدرية).

2. إصلاح أو تبديل الدسامات القلبية (Heart valve Repair or Replacement)

إذا كانت الدسامات القلبية متضررة، فهذا يتطلب إصلاحها أو تبديلها لكي لا تسبب قصور القلب، حيث يقوم الجراح بإصلاح الدسام إذا كان بإمكانه عن طريق إزالة النسج الزائدة في حال وجودها، أو خياطة المناطق المتأذية.

وإذا تَعذّر عليه القيام بذلك يلجأ لتبديل الدسام بدسام آخر صنعي، بعض العمليات المُجراة على الدسامات حالياً يمكن أن تتم دون الحاجة لعملية قلب مفتوح، فهي تتم إما عن طريق القسطرة القلبية أو بجراحة أصغر وأقل أذية للأنسجة.

3. زراعة مزيل الرجفان القلبي (ICD: Implantable Cardioverter- Defibrillator)

هو جهاز خاص يُوضع تحت جلد الصدر، تصدر عنه أسلاك تمشي ضمن الأوعية الدموية وصولاً إلى القلب، يضبط هذا الجهاز عمل القلب، فإذا بدأ القلب بالنبض بشكل سريع جداً، أو بطيء جداً يقوم بإعادته إلى نظمه الطبيعي، وإذا توقف القلب عن العمل، يرسل دفعات كهربائية لإنعاشه مجدداً.

4. عملية زراعة القلب (Heart Transplant)

عندما يبلغ القلب المراحل الأخيرة من القصور يصبح غير قادر على ضخ كميات كافية من الدم للجسم، ولا يستجيب لأي علاج دوائي، وهنا يكون الحل الوحيد هو تبديله بقلب جديد.

وهذا يقلل بشكل كبير تأثير أعراض المريض ويطيل فترة حياته، لكن الأمور ليست بهذه السهولة، فإيجاد متبرع مناسب ليس بالأمر السهل، وبالرغم من وضع اسم المريض على لائحة زراعة القلب في المشفى إلا أنه قد ينتظر فترة طويلة حتى يجد قلباً يتوافق مع جسمه، وخلال هذه الفترة قد تتحسن حالته قليلاً على الأدوية أو قد تسوء.

5. عملية المضخات القلبية (Heart Pumps)

في حال تَعذُّر القيام بعملية تبديل القلب، أو لمنع الانتظار الطويل بينما يتم إيجاد متبرع مناسب توصَّل العلم لطريقة جديدة ومبتكرة قد تُهدي مرضى قصور القلب بضعَ سنواتٍ إضافية من الحياة.

وهذا الحل هو وضع جهاز صغير ضمن البطين شبيه بالمضخة، يقوم بعمله في نقل الدم إلى الأوعية، وبهذا يحل محل البطين المريض والمتعب، العيب الوحيد هو أن هذه المضخات الصنعية تعمل على بطاريات موجودة خارج الجسم، تتصل بالجهاز بواسطة أسلاك تعبر الجلد باتجاه القلب.

ولكن العلماء يعملون لجعل الجهاز باطنياً بالكامل، معدل الحياة باستخدام هذه الوسيلة لا يزال أقل مما هو عليه بزراعة القلب، لكنها عملية جديدة وتتطور بسرعة وبشكل مستمر، ومن المتوقع أن تحل محل زراعة القلب في العديد من الحالات خلال السنوات المقبلة.

أساليب الوقاية من قصور القلب

حجر الأساس للوقاية من أمراض القلب ومن بلوغ مرحلة القصور القلبي هو بتقليل العوامل المختلفة التي تزيد خطر إصابتك بالقصور -فكما أوردنا سابقاً- هناك عوامل ثابتة لا يمكنك التحكم بها. [3]

وبالتالي فإن العوامل المتغيرة والتي يمكنك السيطرة عليها تشكل درعك الحامي من قصور القلب، ومن التغيرات التي يمكنك القيام بها للوقاية من قصور القلب نذكر: [3]

  • الامتناع عن التدخين، ومحاولة إيقافه أو تخفيفه قدر الإمكان.
  • تناول الدواء بشكل منتظم، واتباع نصائح الطبيب لضبط الأمراض التي قد تكون مصاباً بها مثل السكري، وارتفاع الضغط الشرياني.
  • فقدان الوزن والتخلص من البدانة المفرطة التي تعتبر السبب في حدوث أمراض عديدة، كالسكري، ارتفاع الضغط، وأمراض القلب التي قد تنتهي بقصوره.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم ولو كان لمدة ساعة أو أقل يومياً، فالرياضة لا تقوي عضلات الجسم الخارجية وحسب، وإنما تقوي عضلة القلب أيضاً، كما أنها تنقص كمية الشحوم والكوليسترول الضارة في الجسم.
  • تناول غذاء صحي متوازن، وإدخال الفواكه والخضار والحبوب المختلفة إلى الحمية، والتخفيف من الأغذية الدسمة.
  • إنقاص كمية الملح في الغذاء: الملح يحتوي على شوارد الصوديوم التي تساعد على احتباس السوائل ضمن الأوعية وحدوث ارتفاع الضغط الذي يتعب قلبك، لذلك حاول أن تخفف الملح في طعامك، وتذكر أن الملح يكون مضافاً أساساً للطعام الجاهز، فلا داعي للمزيد.
  • التقليل من كمية المشروبات الكحولية المتناولة أو إيقافها.
  • تخفيف الشدة والضغط النفسي: الشدة النفسية تزيد الأدرينالين في الجسم، وهذا يسبب تسرع القلب وارتفاع الضغط الشرياني، وبما أن قلبك ضعيف في الأساس فهو ليس بحاجة لمزيد من العمل والضغط، لذلك حاول أن تبتعد عن الأشياء التي تسبب لك الشدة النفسية، كما أن الذهاب في عطلة إلى مكان هادئ وبعيد بين الحين والآخر يكون مفيداً جداً لقلبك.

في النهاية وكما تعلم؛ القلب هو أحد أهم أعضاء الجسم، وتوقفه لدقائق معدودة كافٍ لحدوث الوفاة، لذلك فهو يعمل باستمرار من دون كسلٍ أو تخاذل لإبقائك سليماً معافى، فلا تبخل عليه بالعناية، واحمه ليحميك.