ماجدة الرومي تهدي السياسيين الى الـ"لا للتطرّف"

  • تاريخ النشر: السبت، 23 فبراير 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
ماجدة الرومي تهدي السياسيين الى الـ"لا للتطرّف"

تتمايل مجداً صارخاً وأنغاماً ملائكية... صوتها من صوت عيون مياه كفرشيما التي تقطر فناً هادراً حيناً وحنوناً حالماً حيناً آخر. نجوميتها تخطت المألوف، تشرّبت غذاءً فنياً روحياً وإحساساً عالياً يبتعد كل البعد عن الخفّة. إنها "أكثر من صوت، أكثر من أغنية، إنها التزام بالوطن.. بالإنسان .. بالحب... بالعطاء وبالإيمان"... إنها الماجدة.

حملت ماجدة الرومي معها لبنان فجعلته حلماً يحمله الجميع هدايا ملونة، وسافر لبنان معها أينما حلّت فحلّق عالياً مع أنغامها وطار بها فوق الغيوم كما طارت به فوق البلدان والمحيطات... وبكى العالم عندما غنت ماجدة كلمات نزار قباني المهداة الى "ست الدنيا" بيروت، ففكّت حصار العالم كله، بنغمات كانت أقوى من كل دمار وحصار.

وها هي تطلّ في برنامج "كلام الناس" مع الإعلامي مارسيل غانم لتطلق صرخة مدوّية في وجه كلّ من يهدف الى إثارة النعرات الطائفية على الأراضي اللبنانية، فيمسّ بكرامة شعبه مع كلّ ضربة للجيش اللبناني، تاركة الحلّ في يد رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، مطلقة حركة "لا للتطرف" للوقوف في وجه تقسيم الشارع اللبناني ومعلنة في الوقت عينه انتسابها كعضو أول للحركة الجديدة.

اقرأ أيضاً: ماجدة الرومي تعترف باعتزال الغرام في حوار مع مجلة جالا

صحيحٌ أنّ نجومية ماجدة الرومي المتميزة دائماً هي بصمة واضحة المعالم في تاريخ الفن. كبرت ماجدة الرومي وهام بها لبنان. أما اليوم فتستفيد من موقعها لترشد أبناء بلدها نحو الاستقرار والعيش المشترك فالارتقاء بوطنها الذي ينغرس داخل أعماقها.
رغم أنّها تعترف مراراً وتكراراً بعدم درايتها العميقة في الوسط السياسي، إلا أنّها تدرك تمام المعرفة أنّ لبنان ومنذ العام 1975، يعاني ولا يزال جرّاء الشحن الطائفي من جهة وما تبلوره الوسائل الاعلامية المسيّسة من جهة أخرى... أما الضحية فيبقى الشعب اللبناني.

كثرٌ تساءلوا عن السبب الرئيسي وراء إطلالة الماجدة في برنامج سياسي ، ورغم محاولة الإعلامي المخضرم مراراً إيقاعها في فخّ الاعتراف لأيّ فئة سياسية تنتمي، إلا أنها ومن خلال رقيّها المعهود أعلنت أنها تنتسب الى لبنان فقط. وتمنّت أن ترتقي السياسة في لبنان لتصبح وسيلة لخدمة الوطن والمواطن لبناء دولة حرة سيدة ومستقلة، مؤكدة عدم ترشّحها لأيّ مقعد نيابيّ لأنها غير مدركة للزواريب السياسية على حدّ تعبيرها....

وسلّطت الحلقة الضوء على تكريم ماجدة الرومي مؤخراً من قبل الدولة الفرنسية من خلال منحها وسام الفنون والآداب من رتبة ضابط.

ورجف صوتها حزناً على مشهد عرسال الذي "ذبحها" مشددة على أهمية الحفاظ على الجيش وعدم المساس به، فهو فوق كلّ اعتبار.

أما في ما يتعلق بالمقاومة اللبنانية، فأبدت ثقتها بإنجازاتها إنما كانت تتمنى ألا تشمل كلّ لبنان لا فقط المقاومة الاسلامية، وذلك بشكل يشبه المقاومة الشعبية الفرنسية للاحتلال.

وفيما استنكرت الاتهامات التي تطاولها في ما يتعلق بانتماءاتها السياسية، وجهت نداءً الى كلّ الشعب اللبناني للوقوف في وجه الانقسام، كما خصّصت الفنانين والمثقفين وطلاب الجامعات لكي ينضم الى حركة "لا للتطرف" لبناء مستقبل لبنان الواعد.

رغم أنّ القانون الأرثوذكسي يعني تمثيلاً أفضل للمسيحيين إنما يسبب في المقلب الآخر انقساماً طائفياً في الشارع، رأت ضرورة إعادة النظر في بعض بنوده.

وتابعت: "اكتشفت أن المطلوب أن يجعلونا مشرذمين ومفتتين، والربيع العربي جزء من هذا المخطط، وهناك لعبة أمم جهنمية في هذا المجال. وهناك شعوب تعيش على تفتيتنا وتشرذمنا".

وحول موقفها من الجدل الدائر حول إقرار قانون الزواج المدني في لبنان قالت بأنها بالتأكيد معه. فلا إكراه في الدين والإنسان حر باختياراته. ثم انتقل مارسيل للحديث عن رحلتها الى لورد، وما يقال حول تصوفها الديني، فأكدت أنها ليست متصوفة، إنما هي مؤمنة، لكنها تهتم بشؤونها الأخرى.

وفي وقتٍ اعتبرت فيه أن وضع العالم العربي بعد الثورات "لا يسمّى ربيعاً بل هو شتاء عاصف" اعتبرت أننا "موعودون بربيع قادم". كما أنّ وجود اللاجئين السوريين في لبنان لا يقلقها، إذ لا علاقة لهم بالسياسة، وإنما هم بشر منكوبون، هاربون من وضع صعب".
وأنهت حديثها بضرورة تدخل الدولة لحماية الأعمال الفنية من القرصنة، التي بسببها توقف الإنتاج الفني، وأن على المهرجانات أن تدعم الفنان ليستمر في الإنتاج لنفسه، وطالبت بوضع الأوركسترا الوطنية بتصرف الفنانين لدعمهم"، مؤكدة أنها لن تشارك في مهرجانات بعلبك إلا في حال كانت في جعبتها مادة دسمة تليق بتاريخ المكان العريق.

في نهاية المطاف، لا يسعنا سوى تمنى أن يستمدّ سياسيو وطننا من نفحات ماجدة الوطنية، فيحموا أبناءهم من التشرذمات ويعملوا لبناء وطنٍ مستقيم.

اكتشف المزيد عن آخر أخبار ماجدة الرومي بالضغط هنا

اشتركي في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر أخبار المشاهير على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار