ماجدة الرومي في حوار مع غالا: إعتزلت الغرام حتى إشعار آخر

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 29 يناير 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
ماجدة الرومي في حوار مع غالا: إعتزلت الغرام حتى إشعار آخر

طيلة سنوات غزلت السيّدة ماجدة الرومي وجهاً مشرقاً للبنان، فتجلّى كصورة ناصعة البياض على قممنا، شامخة كأرز الربّ حالمة ومتحاملة على رحلة الورد والشوك، ممتلئة بريحان الإيمان الذي أيقظ في داخلها واقع الفصل بين لحظات اعتلاء المسرح حيث الحلم الجميل ونشوة النجاح والمجد والشهرة، والعودة إلى يوميّات ماغي، الحافلة بحكايات نسجتها أنامل التواضع فباتت الحكاية التي انطوت فصولها على قصّة نجمة من لبنان صنعت مجدها على بساط الحبّ والغرام والالتزام بقضيّة الفنّ الجميل.

إستوقفنا هدوء الماجدة يوم شرّعت لنا أبواب منزلها لمجلة «غالا»، فتشعر برهبة الحوار أمام سيّدة اختزنت بفكرها فلسفة والالتزام والصراحة المنمّقة. فاسترسلت سيّدة الحبّ في كشف أوراقه، التي بعثرها الزمن ولملمتها بحكمة تفوق التصوّر. إعتزلت الغرام تحت إشعار آخر، فاغتنمت «الحلم اللي ما صار» وقدّمت له أروع الأعمال طيلة سنوات. معها فنّدنا فصول قصّة حياة روتها بصراحة متناهية فأضاءت على نشوة النجاح لحظة اعتلاء المسرح، والألم الذي ينتابها لعدم التقائها بتوأم روحها والعائلة التي ألبستها أجنحة الحبّ لتطير وتحلق، كما خصّتنا للمرّة الأولى بخبر منحها وسام الاستحقاق الفرنسيّ في لقاء خاصّ أشبه بحوار العمر.

سنبدأ حوارنا بالألبوم الحدث «غزل» الذي طرحته مؤخراً وحقّق انتشاراً واسعاً.

كيف لمستِ الأصداء التي حقّقها؟
أصداء الناس كانت تفوق الوصف، شعرت بخوف كبير في مهرجان البترون، لأنّها كانت المرّة الأولى التي سأقدّم فيها أغنيات الألبوم على المسرح. وفي تلك الأمسية لمست تفاعل الجمهور الذي ردّد معي معظم الأغنيات الجديدة، ما يعني أنّ الألبوم لقي الصدى الطيّب، الأمر الذي أفرحني كثيراً، خصوصاً أنّه حقّق المرتبة الأولى في مبيعات الـVirgin Megastore  لأسابيع متتالية.
 
غزلتِ الحبّ والفرح والسعادة في البوم «غزل» فجاء بمثابة هديّة إلى الجمهور. هل بادلكِ الأخير بالمثل تقديراً لجهودكِ في العمل؟
طبعاً، يكفي ترديد الجمهور في حفل البترون لأغنياتي الجديدة بعد مرور شهرين على طرح الألبوم. في المقابل لا يمكننا مقارنة هذا العمل بأيّ أعمال أخرى، بسبب عدم تصوير أيّ أغنية للتلفزيون. وفي ظلّ زحمة الأعمال الفنيّة، بات أيّ عمل يحتاج إلى متّسع من الوقت للوصول إلى الناس، خصوصاً إذا لم يتمّ تصوير أيّ أغنية منه.

هل تفكرين بتصوير إحدى أغنيات الألبوم على طريقة الفيديو كليب؟
لم أخطط لتصوير أيّ أغنية في الوقت الراهن، إنّما أسعى لأمر ما سأعلن عنه في وقت لاحق.

بعد تصوير أغنية «اعتزلت الغرام» التي حققت نجاحاً منقطع النظير، ألا يفترض تصوير إحدى أغنيات العمل لتسهيل انتشارها بشكل أوسع؟
ليس ضروريّاً تصويرها طالما لم أشعر أنّ الظروف الإنتاجيّة ملائمة وغير متوفّرة بالشكل الذي يناسبني. ربّما تتبدّل تلك الظروف الشهر المقبل.

حاول البعض المقارنة بين ألبومكِ والأعمال الأخرى التي تزامن صدورها معه. هل تجوز المقارنة بينه وبين الأعمال الأخرى؟
لا تجوز المقارنة، لأنّ كلّ عمل يشبه ذاته، ومضمون أيّ عمل يعكس بصمة الفنّان صاحب الألبوم.
 
إحتاج ألبومكِ إلى مجهود كبير على الأصعدة كافة، وتطلّب منكِ الكثير من الصفاء الذهنيّ. فما هو سرّ نجاحه واستمراريّتكِ طيلة هذه الفترة؟
لقد تعبت كثيراً لتقديم عمل ملتزم وجدّي. ففي زمن ضاعت فيه القيم، باتت الناس بحاجة إلى التعلق بعمل فيه ما يكفي من الجديّة والجمال ليعكس قيمهم وأصالتهم. أشعر أنّ فوضى عارمة تكتسح كلّ المجالات، وكأنّنا في زمن عربيّ فيه مخاض.
 
إلى أين سيؤدّي ذاك المخاض؟
لا أعلم، البعض يصفه بالربيع العربيّ، لكنّني لا أعلم إنْ كان ربيعاً... إنّه مخاض يحتاج إلى المزيد من الوقت لنفهمه. علّمتني الحرب الأهليّة اللّبنانيّة التأنّي في إطلاق الأحكام... منذ 1975 ونحن لم نتمكن من الخروج من جلباب ظروفنا الصعبة.
 
هل يمكن مقارنة أغنية «وبتتغيّر الدقايق» بأغنية «اعتزلت الغرام» خصوصاً أنّهما من توقيع الموسيقار ملحم بركات؟
لا تجوز المقارنة بينهما على الإطلاق، بسبب تصوير أغنية «اعتزلت الغرام» والتي تحتوي على بعض الطرافة التي اختُصرت بكلمة اعتزلت الغرام والتي كانت كفيلة بزرع ابتسامة عريضة على ثغور الملايين، ناهيك عن لحنها الرائع وتنفيذها موسيقيّاً بطريقة مميّزة. بينما أغنية «وبتتغيّر الدقايق»، فهي أكثر جديّة وكلاسيكيّة كما لم يتمّ تصويرها. هذه الأغنية بالذات تحتاج إلى المزيد من الوقت وعلى المدى البعيد ستثبت في الذاكرة.
 
لفتتني جملة وردت في الأغنية تقول:«حبّك حبّك غيّرني لبّسني جناح وطيّرني». من هو الشخص الذي تهدينه هذا الكلام المميّز؟
أهديه إلى عشقي الكبير للفنّ، أشعر بالتحليق والطيران لحظة اعتلائي خشبة المسرح، هناك أنفصل عن العالم الأرضيّ، عندها لا أشاهد أيّ وجه أمامي. خلال ساعتين أعيش «الحلم الجميل»، وأحلق في فلكي الخاصّ. الفنّ الجميل يلبسني أجنحة ويطيّرني.
 
لكنّنا كجمهور حاضر في حفلاتكِ، نشعر أنّكِ معنا على الدوام؟
صحيح، ذلك لأنّني أقطف من فلك الحلم الجميل أفضل ما يكون كي أصل إليك أو لغيرك.
 
نظراً إلى وفائكِ الكبير للفنّ، هل تتوقعين منه أن يبادلكِ الأمر ذاته؟
آمل أن يكون الوفاء بيننا متبادلاً، وفي كلّ الأحوال يكفيني كلّ هذه السنوات ما لمسته من فرح عظيم في عالم الغناء. ليت بإمكاني أن أصف الشعور الذي ينتابني في كلّ مرّة تولد فيها أغنية جديدة، أو لحظة دخولي إلى الاستديو.
 
كيف تصفين علاقتكِ اليوم بالموسيقار ملحم بركات؟
«ما في بيناتنا إلا كلّ خير»، ملحم ابن ضيعتي وصاحب القلب الكبير، أكنّ له احتراماً كبيراً، ووضعت أغنيته في طليعة أغنيات الألبوم، وبهذه الطريقة أقدّره وأحترمه.

بما أنّنا أتينا على ذكر أغنية «اعتزلت الغرام»، هل تعتقدين أنّه بإمكان الإنسان اعتزال الغرام؟
بإمكان الإنسان أن يعتزل الغرام حتى إشعار آخر، لأنّه من المفضل أن يعيش وحيداً على أن يتشارك الحياة مع الشخص غير المناسب، والذي قد يحوّل حياتك إلى جحيم وألم، وهذا أمر غير مسموح في الحياة. طالما لم نجد الشخص الذي يتناغم، يتكامل، ينسجم معنا ويكمّلنا، من الأفضل أن نعيش الوحدة.
 
هل بإمكاننا القول إنّ السيّدة ماجدة الرومي اعتزلت الغرام تحت إشعار آخر؟
مئة في المئة بإمكانك القول إنّني اعتزلت الغرام وليس الحبّ. بإمكانك التأكد أنّ الغرام انتهى وانطوى من حياتي، لكنّ قصّة حبّي الكبير لكلّ ما هو جميل، أختبره كلّ يوم مع عائلتي والمحبّين والمعجبين والاستديو.
 
قد يتحدّد الغرام بمرحلة عمريّة محدّدة. هل توافقيننا الرأي؟
كلا، طالما الإنسان إنسان فهو بحاجة إلى أحد يكمله. لكنّني أفضل البقاء بمفردي طالما لم أجد الشخص الذي يكمّلني. لست في وارد أن أتعب أحداً معي، ولن أسمح لأحد بأن يتعبني بعد اليوم.

 لكنّ الوحدة سيف ذو حدّين، قد تكون مصدر إبداع وأحياناً تنعكس سلباً وتدفع بالنجوم إلى الهاوية؟
لذلك ينبغي علينا كيفيّة التعامل معها. أعيش الوحدة وأتألم كثيراً لأنّني كنت أتمنّى لنفسي قدراً مختلفاً. ولم أسمح لنفسي يوماً أن أكون مستسلمة، لأنّ ذلك يندرج ضمن إطار الجبن، وما اعتدت الاستسلام بحكم إيماني، ووجود عائلتي وأصدقائي إلى جانبي.
 
ماذا تشعرين لدى دخولكِ غرفة نومكِ بعد إحيائكِ لحفل ضخم، وإحاطتكِ بالأضواء والمحبّين؟
بعد إحياء الحفل وتناول العشاء مع الأصدقاء وتبادل الآراء حول الأغنيات التي قدّمتها، أشعر بحاجة ماسّة إلى الخلود للنوم. لكنّني أشعر بفراغ كبير صبيحة اليوم التالي، لأنّ كلّ حفل أحييه أشبه بعرس كبير، بسبب ما يرافقه من تحضيرات وورشة عمل لا تنتهي. وكلّ عرس يضعني على مسافة قريبة من القلق، التوتر والفرح العظيم الذي يفوق كلّ النعم، لكن متى ينتهي هذا الفرح على المسرح، ينتابني حزن عميق ويتعكّر مزاجي لحواليّ أربعة أيّام.
 
وكيف تسترجعين عافيتكِ؟
أستعيده تلقائيّاً، لأنّني أتّبع نهجاً بسيطاً يشبه الحياة اليوميّة. لكنّ الأخطر من يسترسل إلى الشهرة، المجد والأضواء وما عاد بإمكانه العودة إلى الحياة اليوميّة.
 
وما الذي يعيدكِ بعد المجد والأضواء إلى حياتكِ اليوميّة؟
ما يعيدني المنطق القائل بأنّ الحلم الجميل يتجلى على المسرح، وبمجرّد إطفاء الأنوار أعود إلى ماغي العاديّة التي تعيش كأيّ امرأة عاديّة.
 
قد تساهم الأضواء بقتل محبّيها؟
بالطبع، والتاريخ يشهد على ذلك، وهنا لا بدّ أن أستذكر السبب الذي دفع بداليدا إلى الانتحار، وكذلك الأمر إلى ويتني هيوستن وماريا كالاس وغيرهنْ. لا يمكنني الاستماع إلى صوت داليدا، التي بالغت في الانخراط بأجواء المجد والشهرة مبتعدة عن واقع الحياة اليوميّة. الحمدلله، أنا ممتلئة بالإيمان من رأسي إلى أخمص قدميّ، وفي جعبتي رسالة كبيرة تجمع بين المسرح وحياتي اليوميّة. لذلك أميّز كثيراً بين النعم التي أكرمني بها الخالق من خلال نجاح المهرجانات التي أقدّمها وبين حياتي العاديّة.
 
قدّمتِ قصيدة «وعدتك» من ألحان الفنّان كاظم الساهر. كيف تصفين التعاون معه؟
كاظم رجل نبيل، وأحبّذ كثيراً التعاون معه سواء بالنسبة إلى هذه القصيدة او غيرها في المستقبل. أكنّ له كلّ الاحترام لأنّه راقٍ بتصرّفه، فنّه وأسلوبه.
 
ورد في الأغنية عبارة «لقد كنت أكذب من شدّة الصدق... والحمدلله أنّي كذبت». كيف تبرّرين الكذب في هذه الحالة؟
تصوّر الأغنية في أحد مشاهدها الحبيبة التي ترفض مواصلة حبّها للحبيب، لكن سرعان ما تعود عن قرارها وتؤكد أنّها كانت تكذب من شدّة الصدق. في ثورة الانفعال قد نتفوّه بكلام لا نتحمّل مسؤوليّته وقد يندرج بما يسمّى «كذبة الانفعال».

هل تنتصر ماجدة الكاتبة على الفنّانة؟
ما من أمر في حياتي يوازي لحظة وقوفي على المسرح، الذي وجدت على خشبته ذروة الفرح مع الناس وهذه نعمة كبيرة. لا يمكنني وصف التفاعل مع الناس في قرطاج أو في البترون، بيت الدين وجونيه.

كيف تصفين واقع الغناء اليوم في العالم العربيّ؟
بتوتّر وفوضى مع بعض الاستثناءات. كُثرٌ هم النجوم الذين لا تنطبق عليهم صفة الفنّ الملتزم، فيكتفون بما يسمّى الفنّ التجاريّ الذي تتراوح مدّة استهلاكه بين الشهر والشهرين.

أيّ أغنية لفتت سمعكِ في الآونة الأخيرة وعلقت في ذهنكِ؟
أغنية الفنّانة كارول سماحة «وتعوّدت» خصوصاً جملة:«غريب يا إنسان معوّد على النسيان».
 
هل حصل لقاء أخير بينكِ وبين السيّدة فيروز؟
كلا، سبق والتقيتها أكثر من مرّة في الثمانينيّات.

ماذا تقولين لها لو التقيتِها اليوم؟
أشكر الله أنّها موجودة في حياتنا وعصرنا، وأكرّر شكري للخالق الذي مَنّ على لبنان بهذه القيمة الكبيرة إلى جانب عائلة الرحباني، التي تمثل بالنسبة لي لبنان الجميل في المنفى. أسترجع طفولتي من خلال أغنياتهم وأعمالهم التي تمثل لبنان الخير، السلام، الشموخ والكرامة، وتلك الأعمال التي تجذّرت في أرواحنا لن يتمكن أحد من انتزاعها منّا.

ماذا لو حصل دويتو بينكما؟
أبداً، عندما تغنّي السيّدة فيروز كلّنا آذان صاغية... ستبقى دائماً وأبداً صوت لبنان الأوّل «وما في عين بتعلى على الحاجب».

هل تعتبرين نفسكِ خليفتها؟
فيروز خليفة نفسها ونحن تلاميذها قد تشرّبنا روحها، ترعرعنا معها وعشقناها.

هل كنتِ تتمنّين العمل على مسرح الرحابنة؟
مسرح الرحابنة عالم متكامل بذاته من الشعر، الموسيقى، الفكر، الشموخ والصوت الجميل. كنت أتمنّى أن يكتمل عمل خاصّ بي شبيه بمسرح الرحابنة. الله أكرم لبنان بهذه العائلة وبهذا التكامل فيما بينها.
 
هل صحيح كنتِ تتمنين لو أنّك نجمة سينمائيّة؟
أنت تتطرّق إلى نقطة ضعفي، لأنّ السينما بالنسبة لي هي حلمي الأوّل. وهذه المرّة الأولى التي أعلن فيها، أنّه بالنسبة لي التمثيل في فيلم سينمائيّ أهمّ من الغناء رغم كلّ ما حققته. للأسف لم تأتِ الظروف التي تحفزّني على المضيّ قدماً في فيلم معيّن، أضعت العديد من الفرص التي كانت بمعظمها من المخرج يوسف شاهين، وذلك بسبب الحرب اللّبنانيّة وسوء تقييم منّي للنصّ، وقد شكل ذلك خسارة كبيرة بالنسبة إليّ.

لفتنا اتّصالكِ بالفنّان فارس كرم للاطمئنان إلى صحّته!
أحترم فارس وأقدره كموهبة تشقّ طريقها في هذا الزمن الصعب.

وكيف تصفين علاقتكِ بالفنّانة نجوى كرم؟
«دايما مناح» أقدّرها واحترمها وأسمع عن لسانها كلّ الكلام الطيّب بحقّي، لكنّنا لسنا على اتّصال.

كيف تختصرين مسيرتكِ الفنيّة الحافلة بجملة واحدة؟
أختصرها بعبارة «رحلة الورد والشوك». الشوك الذي ذبحني وآلمني، والورد الذي كلّلني به الخالق وبكثير من الكرم.
 
هل يمكننا القول إنّك ذُبحتِ على صعيد شخصيّ وكُلّلت بالورود على صعيد فنيّ؟
لا يمكنك الفصل، مقابل وردة صادفتني هناك مئة ألف شوكة.

أيّ مرحلة ترغبين في إلغائها من حياتكِ؟
ما من مرحلة معيّنة ألغيها، ولو قدّر لي كتابة قصّة حياتي لرفضت الإضاءة على حياتي الخاصّة.
 
ماذا لو ظهر أمامكِ ملاك ومنحكِ قوّة على تصحيح أمر واحد في الحياة!
كنت لأرفض رفضاً قاطعاً رغم كلّ الظروف والأحاسيس أن أجرح والديّ كرمى أيّ مخلوق في الكرة الأرضيّة.
 
في عمر السادسة عشرة خرجتِ عن طاعة والدكِ!
صحيح، هذا الموضوع يؤلمني لأنّني آلمته... تلقفتني الحياة ولم أكن حاضرة لمواجهتها. ما من مخلوق في العالم سواء كان ملكاً أو شخصاً عاديّاً يستحقّ أن تُحزن والدك أو والدتك لأجله.
 
ماذا لو طلبت منكِ ابنتكِ نور البالغة من العمر 20 سنة الزواج في هذا العمر بالتحديد؟
«أعوذ بالله»... بنت في السادسة عشرة في زمننا تختلف كليّاً عن ابنة اليوم. وعندما أتحدّث إلى ابنتي نور، أشعر وكأنّني أتحدّث إلى امرأة من عمري، حتى أنّها تعلمني بعض الأمور. لقد اختلف النظام التربويّ بين الماضي والحاضر، في السابق كنّا نعيش التحفظ التامّ بينما اليوم نحن في عصر الانفتاح والتكنولوجيا. لكنّ ابنتي تملك خبرة كافية بالنسبة إلى عمرها، وهي أذكى من أن تطرح عليّ موضوع الزواج المبكر.
 
ماذا تعلمكِ نور؟
تذهلني بسعة معرفتها وقوّتها، هل لك أن تتصوّر بأنّها تأخذ سيّارتها إلى مرأب التصليح، لتشرف على كلّ شاردة وواردة، وهذا لم يكن وارداً في حياتنا. كذلك أختبر برفقتها العديد من النشاطات كتناول العشاء سويّاً ومشاهدة السينما.

لكنّ نجماتنا يفضلن عدم الذهاب إلى الأماكن العامّة كي لا يتعرّف إليهم الناس؟
وماذا يحصل لو تعرّفوا إليهم وألقوا التحيّة عليهم... «بشو هنّي أحلى من الناس إنّن بغنّو»؟ أحاول قدر المستطاع أن أعيش أبسط حياة ممكنة.

هل أسعدكِ موضوع أنّك أصبحت جدّة؟
طبعاً، وشهدت على تنصير حفيدتي التي أعادت إلينا البراءة، الطفولة والفرح العظيم.
 
تأثرتِ كثيراً بالأم تريزا؟
متأثرة بإنسان يكبر إلى درجة يتخطّى فيها الدين فيصبح للجميع. أحبّ الأم تريزا لأنّها تخطت الدين وباتت للجميع. وأحبّذ فكرة تجسيد قصّة حياتها، كما أحبّ تجربة البابا يوحنا بولس الثاني.

أغنياتكِ موجهة إلى الرجل وتصوّر قصص الحبّ بأروع ما يكون.
هل لنا بالتساؤل عن موقع الرجل في حياتكِ؟
الرجل غير موجود في حياتي، لكن هذا لا يعني انتفاء الحلم الكبير. والحلم الذي لم يتحقق قد يكون أجمل بكثير من الواقع.

من هو الرجل الذي تغنّين له؟
«حلم ما صار»، لم أُمنح هذه النعمة على الصعيد الشخصيّ.

بماذا يأسركِ «الرجل الحلم اللي ما صار»؟

كم جميل أن نجد رفيقاً لنا في الحياة وتوأماً لروحنا! هذه نعمة وإنجاز كبير في الحياة... عندما أستذكر قصّة الحبّ التي اختبرتها شقيقتي المتوفاة مع زوجها، أقول لوالدتي لقد أتمّت رسالتها على الأرض لأنّها اختبرت الحبّ المتبادل. فبعد مرور عشر سنوات على وفاتها، يعيش زوجها مع شمعة ووردة وصورتها، مردّداً عبارة «بعد رحيل مهى اعتزلت الغرام». قصّة الحبّ هذه، حفرت في قلبي ذكريات لن تُنسى.

ذات مرّة ردّدتِ أنّك تتمنّين لو أحببت كما أحبّ والداكِ بعضهما؟
صحيح، لقد كنت أغار منهما، وكنت أشعر أنّ شقيقاتي حقّقن إنجازات عظيمة في الحبّ، متسائلة في الوقت ذاته لماذا لم أتمكن من النجاح في الحبّ على الرغم من امتلاكي للمواصفات المطلوبة.

وماذا لو وجدتِ الرجل الحلم هل ستتزوّجين مرّة ثانية؟
أشكّك في إيجاده إلا في حال حصول معجزة. ولو قلت لك إنّني لا أفكر بهذا الموضوع «بكون عم كذب عليك». أتألم أحياناً لأنّني لم ألتقِ بتوأم روحي في هذه الحياة. إعتزلت الغرام تحت إشعار آخر.

لو أمسكتِ بعصا سحريّة، ما الذي تغيّريه في لبنان؟
أبدّل بعض الذهنيّات التي تتعاطى مع لبنان كدكان. وأؤيد بناء دولة علمانيّة وترك الدين لله.

وما هو الحدث الذي ستخصّين به قرّاء مجلتنا؟
أنا امرأة محظوظة لأنّني أحببت ربّي إلى هذه الدرجة، فأكرمني بالكثير، ومن بينها وسام الاستحقاق الفرنسيّ الذي ستقلدّني إيّاه الدولة الفرنسيّة، والتي أكنّ لها احتراماً كبيراً.

تسجّل ماجدة موقفاً وطنيّاً من خلال مطالبتها الدائمة بلبنان السيّد الحرّ والمستقل. منذ تقديمها لأغنية «عم بحلمك يا حلم» لم تسجّل أيّ موقف له علاقة بالسياسة لا من قريب أو بعيد. وتجد أنّه من العار على اللّبنانيّ ألا يكون لديه موقف وطنيّ تّجاه الناس والوطن. فدور الفنّان بالنسبة لها هو تصليح ما يخرّبه السياسيّ، مؤكدة أنّها تؤازر الشعب اللّبنانيّ الذي ينادي دوماً بالسلام.

اقرأ أيضا: مقابلة خاصة مع صابرين بورشيد: "لقب جميلة المذيعات ضاعف مسؤولياتي"

للمزيد من مقابلات المشاهير على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار