مصممة المجوهرات ناديا الدجاني عندما تحاكي هويتها العربية تراثها الأردني

  • تاريخ النشر: الخميس، 13 أغسطس 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مصممة المجوهرات ناديا الدجاني عندما تحاكي هويتها العربية تراثها الأردني
نقلت حساباتها ومقاييسها وأشكالها الهندسية من على الإسمنت إلى المجوهرات ، فشكلت قفزةً نوعيةً في مجال تصميم المجوهرات.... التاريخ والاّصاله هو المنبع الذي تستلهم منه ابداعاتها، فعندما تنظر إلى تصاميمها تشعر بأنك في عصر من الهندسة الصحراوية وفنّ ما قبل التاريخ ..جميع مجوهراتها نابعة من خلفية رصينة مشبعة بالفن والجمال، فلا تكرار في مشاهدها ولا ابتذال في أشكالها.. تتمتع بنكهة شرقية عصرية لا مثيل لها في زمنٍ تبحث فيه المرأة دائمًا عمّا هو متميّز ومبتكر ويبرز أنوثتها   " ليالينا " التقت المصممة ناديا الدجاني لتطلعنا على مسيرتها في عالم التصميم والمجوهرات ، والخطوط التي ترسم بها ملامح إبداعاتها....
 
أنهت ناديا الدجاني دراستها للهندسة المعمارية في جامعة لندن،  وقررت  بعدها أن تبتعد عن فن العمارة باتجاه استثمار طاقاتها الأبداعية في فن صناعة المجوهرات، وذلك على اعتبار أن مجال التصميم، في جوهره الإبداعي، واحدٌ.  حيث تقول الدجاني  "الهندسة المعمارية ساعدتني كثيرا في تصميم المجوهرات حيث أقوم بدمج المعادن والأحجار والمواد المختلفة لابتكار مجموعات نادرة واستخدم الجلد وقماش النجف والأحجار الكريمة لتصميم قطع فنية تستشرف أسرار العهود القديمة في الأردن مثل: العصر الروماني والبيزنطي والحديدي والبرونزي."
وكانت النتيجة تحفاً فنية ومجوهرات ذات أصالة وأناقة متناهية تتمتع بنكهة شرقية عصرية لا مثيل لها. لقد كان شغف الدجاني بتصميم المجوهرات وراء التأسيس لصناعة راقية ومتميزة وعصرية في الأردن، وذلك من خلال عملها على تصميم وإنتاج قطع فنية تحاكي قصصاً من عبق التراث الأردني والتقاليد الأصيلة بأسلوب عصري مميز، الأمر الذي أعطى فن المجوهرات في الأردن هوية متميزة تعبّر عن تاريخ المكان وتراثه. في الوقت نفسه.
تعمل الدجاني على الترويج لعلامة صنع في الأردن والتي تميّز مجوهراتها حول العالم. وفي سياق الحديث عن تطوير صناعة المجوهرات في الأردن، تنظم ناديا الدجاني ورشات عمل في الأردن للعديد من الفتيات من المجتمع المحلي لتدريبهن على أسس صناعة المجوهرات وتمكينهن من إنتاج أشكال مختلفة ومتنوعة وفقاً للمعايير العالمية وباستخدام مواد متنوعة تتضمن المعادن والأحجار شبه الكريمة ,حيث تقول ناديا بأنها ساهمت بمشاركة عدّة نساء معها في العمل من بيئات مختلفة ، فهي تؤمن بأن العمل في هذا المجال يجب أن يفيد الجميع إلى جانب كونه ماركة مستقلة بحدّ ذاتها، وهي أيضاَ تريد ان تمنح  السيدات اللواتي لم يحصلنَ في حياتهنّ على فرصة، واحدة،  لتحقيق أهدافهنّ وإمكاناتهنّ الفنية والإستمتاع بالعمل والتحدي في مجال لم يخطر ببالهنّ من قبل.وتعلق الدجاني على هذا الأمر قائلة " السيدات اللواتي يعملنَ معنا جئننا لأنهن يحتجنَ إلى العمل وقد قمنا بتدريبهن بشكل سريع وهنّ كنّ متشوقات للتعلم والعطاء، كما أنهن يعملن بجهد لتطوير مهاراتهن أكثر فأكثر، ما جعلهُنَّ محترفات وفخوارت وهذا منحهنّ مكانة بين عائلاتهن والمجتمع"
 
 
مصممة المجوهرات ناديا الدجاني عندما تحاكي هويتها العربية تراثها الأردني
 
 
 كل تحفة فنية او مجموعة أُطلقت من مجوهرات ناديا الدجاني، صُممت ونفذت كاملة في الأردن، وتُعرض حالياً في معرضها الخاص في عمان، والذي صُمم ليكون بمثابة معرض فني يتجدد بتجدد التشكيلات والتصاميم. ولدى سؤالنا عن مجوهراتها التي تناسب جميع الأذواق قالت "عندما أصمم القطع دائما أسمع آراء من حولي لأعرف مدى تقبل القطع لدى الجميع وأنا حاليا أستخدم عدة خطوط ومجموعات لتناسب وترضي جميع الأذواق فجميع زبائنها على حد قولها هم من أهم الشخصيات الذين ارتدوا مجوهراتها .
بموازاة ذلك، تعرض الدجاني تحفها الفنية في العديد من المعارض المحلية والعالمية، خصوصاً في الولايات المتحدة وبريطانيا حيث حظيت مشاركاتها في المعارض المختلفة بالكثير من الإعجاب والتقدير، حيث قامت بالعمل مع متحف اللوفر في باريس وكذلك المتحف البريطاني في لندن  وقد صممت خطاً خاصاً مؤخراً بمتحف الآغا خان في تورنتو – كندا.
 كما كان لها مشاركة سابقة في المعرض الدولي للمجوهرات في لندن عام 2006  ومعرض المجوهرات العالمي في باريس لعام 2009 والذي أقيم في مقر «اليونسكو»، فضلاً عن مشاركتها في المعرض الذي أقيم في مركز لنكولن للفنون الأدائية في واشنطن، هكذا هي تصاميم ناديا الدجاني، تنبض بمزيج من الشرق والغرب، وتعبّر عن رحلة استكشافها لهويتها ولتراثها الأردني، لتكون بذلك مثالاً يُحتذى به للمرأة الأردنية المعاصرة. وهي تستخدم في عملها المواد والمعادن والأحجار الكريمة المختلفة، وتواكب بتصاميمها أحدث صرعات الموضة، لكن من دون أن تفقد ارتباطها بالثقافة العربية. فكل تشكيلة من مجوهرات الدجاني، تتسم بخصوصية الاسم الذي يعكس مصدر الوحي وإلهام، فهي تستوحي  التصاميم غالبا من الأحجار الكريمة وتقول " إلهامي وخيالي يقوداني للتراث العربي لأني عاشقة لتراثنا ولثقافتنا الأردنية بالإضافة إلى الطبيعة والرمزية في التصميم وجمال الخط العربي فهو مصدر مهم لأغلب التصاميم لدي.. انا لا أكتفي بإنتاج قطع جميلة وإنما أيضاً أعيد ابتكار ثقافة تتعرّض اليوم لسوء فهم كبير أكثر من أي وقت مضى واسعى  لتصحيح صورة الشرق الأوسط الذي يعتبره  جزء من العالم مهدا للتطرف والإرهاب ".
 
 
مصممة المجوهرات ناديا الدجاني عندما تحاكي هويتها العربية تراثها الأردني
 
 
لكل مجموعة من اسمها نصيب، فمثلا تعبّر مجموعة " السلام " عن قيم السلام والحب في شرق أوسط  كما تحمل المجموعات الاخرى تسميات مثل " زهور الصحراء "، و" النهضة الإسلامية "، و" المجموعة الرومانية "، وغيرها العديد. ولعل اكثر ما يميّز مجموعات الدجاني هو الرمزية في تصاميمها، واستخدامها الخط العربي لكتابة كلمات كالسلام، والسعادة، والصداقة، والكرامة، والحقيقة، والتسامح، والأمل، والعدل، وهي كلمات تمتاز بسحر وروعة تجلب لصاحب أي قطعة راحة البال والطمأنينة، وتذكّره بأهمية هذه القيم الإنسانية السامية، وكأنما هي رسالة الأردن إلى العالم. 
كما حدثتنا ناديا عن أحدث مجموعة اطلقتها وهي  المجموعة التي تمتاز بالطابع الشرقي ويطلق عليها مجموعة “أرابيسك”وقالت هناك مجموعات مختلفة بصدد اطلاقها الى العالم قريبا  وتقول ناديا الدجاني ان التأسيس لأسلوب خاص ومتميز ينتقل بصناعة المجوهرات من مستواها الحالي إلى مستويات أكثر تطوراً، لا يأتي  إلا من خلال المعرفة الأكاديمية والثقافة العالية، الأمرالذي يعتبر بحد ذاته أداة رئيسة وعاملاً أساسياً من عوامل النجاح الأكيد. وتضيف أن على النساء الساعيات الى تحقيق النجاحات المتواصلة وزيادة استقلاليتهن أن يعززن من إيمانهن بأنفسهن ومواهبهن ويطورن من قدراتهن وأن يحافظن على تفاؤلهن من دون أن يسمحن لفقدان الأمل بالتسلل إلى أرواحهن.
 
 
مصممة المجوهرات ناديا الدجاني عندما تحاكي هويتها العربية تراثها الأردني
 
 
وعن صعوبات الطريق تقول ناديا : كل نجاح تسبقه صعوبات، لا يوجد طريق مفروش بالورود، ولكن قوة الإرادة هي مفتاح النجاح وأمامها تتذلل كل الصعوبات.
 وتختتم بالقول ان  أسلوبها في تصمميم المجوهرات فتن العديد من الأردنيين وغير الأردنيين، خصوصا الطريقة التي تعبر بها المجوهرات عن الثقافة العربية وغناها ... وعن المرأة العربية المعاصرة ... وعن ذاك المزيج من الحداثة والفخر بالثقافة التقليدية والجذور تقول " أنا امرأة عربية أؤدي عملاً يفهمه العالم. أحاول جذب الناس إلى الشرق الأوسط عبر تقديم قطع يفهمها أشخاص من مختلف الخلفيات. أبني جسوراً بين الأردن والشرق الأوسط والعالم عبر عكس صورة جميلة عن بلدي."
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار