من هي الإعلامية اللبنانية يمنى شري وما سبب وفاتها؟

شهد الوسط الإعلامي العربي صدمة كبيرة صباح اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025، بعد إعلان وفاة الإعلامية والممثلة اللبنانية يمنى شري عن عمر ناهز 55 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة.

وقد أثار خبر رحيلها حزنا واسعا داخل لبنان وخارجه، حيث ارتبط اسمها بذكريات لا تُنسى في البرامج التلفزيونية والمهرجانات التي شاركت في تقديمها على مدى عقود.

بدايات يمنى شري ومسيرتها الأولى

ولدت يمنى محمد شري في بيروت عام 1970 لعائلة أكاديمية؛ حيث كان والدها أستاذاً في التاريخ ووالدتها أستاذة للأدب العربي.

درست في مدارس عدة بالعاصمة اللبنانية قبل أن تلتحق بجامعة القديس يوسف، حيث نالت شهادة في الأدب الفرنسي. بعدها تابعت دراستها في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية وتخرجت في اختصاص الإذاعة والتلفزيون.

بدأت مشوارها الإعلامي عبر إذاعة "صوت الشعب" كمذيعة أخبار باللغة الفرنسية، وكانت لا تزال طالبة في الجامعة. لاحقاً، انطلقت شهرتها الأوسع عندما التحقت بتلفزيون المستقبل في التسعينيات، حيث ظهرت بداية كمذيعة ربط برامج، ثم قدمت مجموعة من البرامج الفنية والترفيهية التي جعلت حضورها مألوفاً لدى الجمهور.

شهرة واسعة على شاشة التلفزيون

حققت يمنى شري نجاحا لافتا ببرامج عدة من أبرزها "الليل المفتوح"، "طل القمر"، "ليل وقمر ونجوم"، "إجا القمر عالباب"، و"عالم الصباح".

كما ارتبط اسمها بالمهرجانات الفنية الكبرى التي غطتها مثل مهرجان "هلا فبراير" في الكويت، ومهرجان دبي للتسوق، إضافة إلى مشاركاتها في مهرجانات السينما والغناء في الأردن ومصر وتونس وسلطنة عمان.

هذا التنوع في التجارب التلفزيونية أكسبها ألقابا عدة منحها الجمهور مثل "قمر الشاشة العربية" و"ضحكة التلفزيون"، لما تميزت به من حضور حيوي وأسلوب عفوي على الشاشة.

تجربة يمنى شري في التمثيل

لم يقتصر نشاط يمنى على الإعلام المرئي والمسموع، إذ دخلت أيضا مجال التمثيل، حيث شاركت في عدد من الأعمال الدرامية اللبنانية منها "حياة سكول" حيث أدت شخصية كندة، و"الباشا" بدور أسيل، ثم مسلسل "هند خانم" بدور شيرين.

هذه التجارب عززت مكانتها كوجه مألوف ليس فقط في البرامج بل أيضا في الدراما التلفزيونية.

حادث صحي سابق

في مايو 2021 تعرضت يمنى لحادث سقوط عن الدرج أدى إلى فقدانها الوعي ونقلها إلى المستشفى حيث بقيت ساعات في العناية المركزة. ورغم مخاوف الأطباء حينها من حدوث نزيف داخلي أو ارتجاج دماغي، إلا أنها تجاوزت تلك المرحلة بعد إصابات سطحية واحتاجت فترة من الراحة للتعافي.

اللحظات الأخيرة في حياة يمنى شري

خلال الأشهر الأخيرة من حياتها، عانت يمنى شري من مضاعفات صحية متتالية، إذ أصيبت بجلطة دماغية دخلت بعدها في غيبوبة طويلة، ليكتشف الأطباء إصابتها بورم خبيث في الرئة، حيث تدهورت حالتها تدريجيا إلى أن فارقت الحياة صباح اليوم في كندا حيث كانت تقيم مع عائلتها.

وداع مؤثر من زملاء المهنة

رحيل يمنى شري ترك أثرا عميقا لدى زملائها في الإعلام والفن. فقد نعاها الإعلامي ريكاردو كرم بكلمات حزينة مذكّرا ببداياتهما المشتركة في تسعينيات القرن الماضي، فيما عبّرت الإعلامية كارين سلامة عن صدمتها الكبيرة بخسارة صديقتها.

كما نشرت الإعلامية ريما كركي رسالة مؤثرة استرجعت فيها ذكرياتها مع يمنى ووصفتها بأنها جوهرة لا تُعوّض.

أما الإعلامي جوزيف حويك فكتب رسالة وداع طويلة مؤثرة، مؤكدا أن ضحكة يمنى ستبقى محفورة في ذاكرة كل من عرفها.