كيف تكونين سعيدة ؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 نوفمبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
كيف تكونين سعيدة ؟
ما هي السعادة ؟ للوهلة الأولى يبدو السؤال بسيطاً، فكيف نسأل عن شيء كالسعادة، فكلمة سعادة هي من الكلمات الشائعة التي نستخدمها يومياً، دون أن نفكر كثيراً فيما تعنيه هذه الكلمة حرفياً، لكن من الممكن تعريف السعادة بأنها حالة متكاملة من السرور والاستمتاع يرافقهما شعور داخلي برضا الإنسان السعيد عن أغلب جوانب حياته أو على الأقل بالرضا عن التقدم الذي أحرزه حتى الآن، لذلك فإن مسببات السعادة بشكل أو بآخر هي فردية لا يمكن تعريفها بدقة أو جمعها تحديدها بدقة.
 
من الممكن أن نتحدث عن بعض الأمور العامة والتي من الممكن أن تناسب عدداً كبيراً من الأشخاص. فإذا كنت سيدتي تشعرين بالضياع والتشتت وهناك بعض الأمور التي تنكد عليك حياتك، فابدأي بخلق الأسباب التي تجعلك سعيدة، أوجدي الظروف التي تضيف البهجة والمتعة إلى حياتك. ولتعرفي كيف تسعدين ذاتك تعالي معنا لنتعرف على بعض الخطوات البسيطة والفعالة لإيجاد السعادة:
 
هل مارست التأمل يوماً ؟ نعم التأمل هو الخطوة الأولى الصحيحة، لماذا؟ لأن التأمل هو وسيلتك للاتصال بذاتك، ويجعلك تستمتعين بالخلوة مع ذاتك، فكل بداية صحيحة يجب أن تبدأ من الداخل، من داخل الإنسان قبل أن ينظر إلى الخارج. فالممارسة الدورية للتأمل كما أثبت العلماء والأطباء تخفف من التوتر وبالتالي من الأمراض المرتبطة به كارتفاع ضغط الدم وسكر الدم والصداع بمختلف أشكاله والقرحة .... وغيرها، وتزيد من مناعة الجسم بشكل عام، كما يمنحك التأمل صفاء الذهن والراحة النفسية وبالتالي القدرة على التعامل الصحيح مع المشاكل اليومية وحلها بكل بساطة، كما أن ممارسة بعض تمارين التنفس العميق يملك نفس التأثير. 
 
التعرض الكاف والمعتدل لأشعة الشمس وفي الأوقات الملائمة يحسن من المزاج ويمنع الإصابة بالاكتئاب لأنه يؤدي إلى إفراز هرمون الأندروفين الذي يؤثر مباشرة على المزاج، ويقلل الإجهاد، ويخفف الشعور بالألم، ويعزز المناعة، ويهدئ الجهاز العصبي.
 
الطعام الصحي هو أحد الأسباب التي تساعدك على إيجاد التوازن في حياتك والمحافظة على صحة مثالية، بالإضافة إلى وجود بعض الأطعمة التي تحفز هرمون السعادة "الأندروفين" ومن بينها الشوكولاتة الداكنة وبعض أنواع الأسماك، والفواكه والمكسرات وغيرها. ولا يخفى علينا أيضاً وجود أطعمة معينة تشعرنا بالراحة ولكل شخص نوع أو أكثر من الطعام يرتبط عنده بالشعور الطيب، قد يكون هذا الطعام مرتبطاً بالطفولة أو بذكرى جميلة أو شخص عزيز. بالإضافة إلى ذلك يجب عليك شرب كمية كافية من الماء يومياً بحيث يتناسب مع احتياجات جسمك.
 
النوم لمدة تتراوح من 7-9 ساعات بحسب ما يتطلبه جسمك، بحيث يكون في مواعيد منظمة يومياً، ويفضل أن يبدأ موعد النوم اليومي قبل منتصف الليل بساعة على الأقل وفي سرير مريح وغرفة مناسبة، حيث ترتبط قلة النوم بالتوتر والتعب خلال ساعات النهار، وضعف الذاكرة وأمراض مختلفة، لذلك فالحصول على نوم كاف ومريح يمنحك أيضاً الراحة الجسدية والنفسية، لذلك تعلمي سيدتي كيف تنامين ببهجة واسترخاء.
 
ممارسة الرياضة بأنواعها يخفف التوتر بشكل عام بالإضافة إلى فوائدها على الصحة، والرياضة لا تعني صالة رياضية مكلفة أو أجهزة رياضية مرتفعة الثمن، ولكن يمكنك بكل بساطة الرقص أمام شاشة التلفزيون، أو ممارسة بعض التمارين الخفيفة في المنزل، أو الخروج والمشي وخاصة المشي في الطبيعة فله تأثير كبير على المزاج وتحسين الصحة النفسية.
 
الاستماع إلى الموسيقى، حيث هناك أنواع عديدة من الموسيقى التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، كما أثبت العلماء قدرة الموسيقى العجيبة على محاربة الأمراض المختلفة، وتقليل إفراز هرمون التوتر "الكورتيزول"، والتحريض على إفراز "الدوبامين" الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة والرضا. كما أصبح العلاج بالموسيقى أحد أهم أنواع العلاجات المتقدمة في المصحات والمستشفيات الحديثة.  
 
هل تشعرين بالتوتر، إذا فعليك بحمام دافئ مهدئ ويفضل أن يكون مع بعض الأعشاب العطرية المهدئة كالخزامى "اللافندر"، فله تأثير سحري على الحالة النفسية والاسترخاء.
 
الضحك أيضاً يرتبط بتخفيض إفراز "الكورتيزول" وتحسين صحة القلب، حيث أن الأشخاص الذين يضحكون يتمتعون بصحة أفضل، وأبسط طريق للضحك هو مشاهدة البرامج الفكاهية والأفلام الكوميدية، وخلق جو كوميدي في المنزل عن طريق المزاح اللطيف مع أفراد الأسرة.
 
الابتعاد عن مشاهدة الأخبار السلبية وتجنب متابعة البرامج والمسلسلات الحزينة والتي تجلب التوتر والقلق والانزعاج.
 
اشغلي وقت فراغك بهواية تحبينها، بدل قضاء الوقت في الملل والتفكير في أمور سلبية، وإذا لم يكن عندك هواية فامتلكي هواية جديدة، وقد أصبح أمر كهذا سهلاً جداً بوجود الإنترنت، فيمكنك تعلم أية مهارة أو هواية بكل بساطة.
 
تنظيف المنزل، هل يبدو الأمر مملاً، لكنه على النقيض من ذلك، فقد أثبتت دراسة علمية حديثة أن غسيل الصحون مثلاً يخفف من التوتر، نعم ذلك صحيح، وتذكري سيدتي دائماً شعورك بعد تنظيف المنزل وترتيبه وياحبذا لو غيرتي أماكن بعض المفروشات لتحريك الطاقة في البيت وإعطائه مظهراً جديدأ، وبإمكانك استخدام الشموع المعطرة أو استخدام الزيوت المخففة للتوتر وهناك العديد من الأنواع بإمكانك الاختيار بينها، كما يمكنك   إضافة بعض النباتات أو الزهور. 
 
تواصلي مع الأصدقاء، اجمعي حولك مجموعة من الأصدقاء ذوي الاهتمامات المشتركة، فقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والأشخاص المقربين كفيل بجلب السعادة إلى قلبك، واحرصي على قضاء الوقت الأكبر مع الأصدقاء الإيجابيين السعداء، فالسعادة معدية.
 
حددي أهدافك لفترة زمنية قادمة، حيث يقوم أغلب الأشخاص المنجزون بفعل ذلك، وتذكري أن الشخص المنجز هو شخص سعيد فالإنجاز يعطي شعوراً بالرضا عن الذات، وبداية السنة تعتبر فرصة رائعة لبداية جيدة، وبما أن السنة الجديدة على الأبواب فبإمكانك البدأ الآن ، لكن هذا لا يعني أبداً أن تنتظري دائماً بداية السنة لكتابة الأهداف فبإمكانك كتابتها في أي وقت تشعرين فيه بالاستعداد، وبإمكانك أيضاً التعديل عليها في أي وقت تشائين ، فتلك طريقة جيدة جداً وفعالة لتحقيق الإنجازات الشخصية، فكتابة قائمة بالأهداف الشخصية يعتبر بمثابة التزام تجاه نفسك نحو تحقيقهم، وبإمكانك كتابة قائمة بإهدافك على مختلف الأصعدة كالمالية والعملية والعلمية والأسرية .... وغيرها.
 
قد يقول قائل أن الحياة مليئة بالمنغصات والمشاكل، نعم هذا قد يكون صحيحاً نسبياً، لكن الإنسان السعيد لا يسمح للمشاكل أن تسيطر على حياته بل يعتبرها فرصة لمراجعة نفسه وتصحيح أخطائه والبدء بأسلوب جديد صحيح يعطيه نتائج مختلفة. فالسعادة قرار شخصي في النهاية، هناك أشخاص تتوافر لديهم كل وسائل الترفيه ولا يشعرون بالسعادة وبالمقابل هناك أشخاص يستطعيون خلق السعادة من أبسط الأشياء. لذلك إبدأي سيدتي بكل بساطة بالاستمتاع بكل ما تقومين به وتذكري الحكمة القائلة "السعادة هي رحلة وليست محطة نصل إليها".
 
بقلم: حنان عثمان
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار