أسباب التحسس الربيعي وعلاجه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 16 سبتمبر 2021
أسباب التحسس الربيعي وعلاجه

هل قضيت أياماً تعاني من عينين دامعتين؟ هل أسرعت باحثاً عن مناديل ورقية لرغبتك المستمرة بالعطاس؟ هل تتكرر هذه الأعراض لديك في كل سنة وخاصة في فصل الربيع؟ في حال كانت إجابتك على هذه الأسئلة بـ (نعم) فأنت تعاني مما يدعى التحسس الربيعي أو حمى القش (Hay Fever)، فما هي هذه الحالة؟

التحسس الموسمي في الربيع ومعنى حمى القشع

حمى القش (Hay Fever) هي أحد أشكال التهابات الأنف التحسسية، وتدعى بـ التهاب الأنف التحسسي الموسمي (Seasonal Allergic Rhinitis)، تتسم بتكرار حدوثها في فصل الربيع من كل سنة وخاصة عند الأشخاص ذوي السوابق التحسسية أو من يعانون من أمراض تحسسية أخرى (مثل الإكزيما والربو وما شابه).

التهاب الأنف التحسسي

يحدث التهاب الأنف التحسسي بالآلية ذاتها التي يسببها أي مرض تحسسي آخر، وهي باختصار:

عند دخول مادة مولدة للتحسس (Allergern) إلى الجسم للمرة الأولى، يتعرف عليها الجسم باعتبارها مادة غريبة عنه، فيقوم تجاهها بتوليد مواد تدعى الأجسام المضادة (Antibodies) (والأجسام المضادة هي مواد يكونها جهازنا المناعي لترتبط بالمواد الغريبة وتدمرها).

ويكون التعرض الأول للمادة المولدة للتحسس بدون أعراض، أما عند دخول المادة المسببة للتحسس إلى الجسم مرة ثانية، يتذكر الجسم المادة الغريبة ويحرض الأجسام المضادة على مهاجمتها، وينتج عن ذلك ما يدعى بوسائط التحسس (Inflammatory Mediators) والتي تعد مسؤولة عن الأعراض التحسسية، لتسبب الأعراض النموذجية التالية:

  • سيلان الأنف.
  • الشعور بالحكة في العينين والجلد والفم.
  • العطاس.
  • انسداد الأنف بسبب الاحتقان.
  • الشعور بالتعب (في أغلب الأوقات يكون التعب بسبب نقص النوم الناتح عن انسداد الأنف).

ما الذي يحرض ظهور تلك الأعراض؟

  • مولدات التحسس الموجودة في الطبيعة: مثالها غبار الطلع الموجود في الحشائش والأعشاب والأشجار، وهو السبب الأشيع والأهم لهذه الحالة.
  • مولدات التحسس الموجودة في المنازل: مثل شعر القطط المنزلية وجزيئات الغبار والعفن.
  • المواد المهيجة: مثل دخان السجائر والعطور ورائحة الوقود.

حالات قد تشبه التحسس الربيعي

هناك عدد من الأمراض التي تتشابه مع التحسس الربيعي بالأعراض أو وقت الحدوث، وقد يختلط عليك الأمر فتظن أنك مصاب بالتحسس الربيعي وأنت مصاب بها، من هذه الأمراض:

  • الرشح، أو البرد الشائع (Common Cold): فكلاهما متشابهان في عدد من الأعراض كالعطاس وسيلان الأنف والدموع، إلا أن هناك عدداً لا بأس به من الفوارق بينهما، فالرشح يحدث غالباً في فترة الشتاء، ويستمر من 3 أيام حتى أسبوعين في أقصى الحالات، ويبدو تدرج المرض من ناحية الأعراض واضحاً في هذه الفترة، أما التحسس الربيعي فيحدث في فصل الربيع ويستمر غالباً طوال هذا الفصل، إضافة إلى ذلك فالتحسس لا يسبب السعال أو ارتفاع الحرارة بنفس الدرجة والشدة التي يسببها الرشح، وبالمقابل يسبب التحسس شعوراً بالحكة في العينين على عكس الرشح.
  • التهابات الجيوب الجرثومية (Sinus Infections): فهي تسبب الاحتقان وانسداد الأنف مثل التحسس، إضافة إلى الشعور بالتعب، إلا أن الفرق الجوهري هو انسداد الأنف في حالة التهاب الجيوب ناتج عن تراكم المخاط المصاب بالجراثيم، أما من ناحية الأعراض فيترافق التهاب الجيوب -مثل أي التهاب آخر- مع علامات الالتهاب النموذجية كالحرارة والألم (الذي يظهر على شكل صداع)، ويتحسن على الأدوية المضادة للالتهاب (NSAIDs) والمضادات الحيوية (Antibiotics).

نصائح لتخفيف أعراض التحسس الربيعي

يمكن لبعض الإجراءات البسيطة أن تخفف من أعراض التحسس وسنذكر الآن بعضاً منها:

  • الوقاية خير من العلاج: الخطوة الأبسط في التخفيف من حدوث التحسس هي تجنب المادة المسببة للتحسس في المقام الأول، والتي غالباً ما تكون غبار الطلع في حال التحسس الربيعي، لذلك اتبع الخطوات الوقائية التالية:
  1. تجنب الخروج والتعرض لغبار الطلع: أفضل وسيلة لتجنب التعرض لغبار الطلع هي محاولة البقاء في المنزل قدر الإمكان بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الرابعة مساءً (وهو الوقت الذي تكون فيه كمية غبار الطلع في الهواء في أعلى مستوياتها) لذلك حاول أن تؤجل أشغالك اليومية التي تحتاج الخروج إلى الطبيعة حتى المساء.
  2. احرص على نظافة حيواناتك الأليفة: فإذا كان لديك كلب أو قطة مثلاً وكانوا يحبون الذهاب للخارج، احرص على تنظيف فروهم جيداً عند العودة إلى المنزل كي لا يحملوا غبار الطلع إلى المنزل.
  3. ملابسك قد تنقل غبار الطلع أيضاً: لذلك اخلع حذاءك وجميع ملابسك الخارجية المعرضة للهواء قبل الدخول إلى المنزل، وجفف الغسيل بآلة تجفيف الملابس (Dryer) إن وجدت أو بمجفف الشعر إذا كنت تنشرها على حبل الغسيل في الخارج.
  • العلاج الدوائي للتحسس الربيعي: إذا لم يكن تجنب العوامل المسببة للتحسس كافياً، أو كنت مضطرّاً للخروج إلى الطبيعة والتعرض للمواد المسببة للتحسس، يمكنك أن تتناول مجموعة من الأدوية المدعوة بمضادات الهيستامين (Anti Histamine Medications) وهي أدوية تثبط تأثير مادة الهيستامين التي تعتبر وسيطاً كيميائياً هاماً في حدوث التحسس.

يمكنك أن تتناول هذه الأدوية على شكل حبوب، أو إذا كانت أعراضك موضعية (مثل حكة في العينين) يمكنك استعمال مستحضرات مجهزة للاستخدام الموضعي مثل المراهم والبخاخات الأنفية المضادة للتحسس أو القطرات العينية.

كما تفيد المعالجة العرضية (أي علاج الأعراض فقط) في حالة التحسس الربيعي، وأكثر تلك الأعراض إزعاجاً هو الاحتقان الذي يمكن السيطرة عليه من خلال الأدوية المضادة للاحتقان (Anti Congestion Medications) التي تقبض الأوعية الدموية الدقيقة في الأنف والجيوب وتمنع تزايد الاحتقان والدمع والمفرزات المخاطية.

ختاماً.. نعلم جميعاً أن التحسس الربيعي حالة مزعجة بالرغم من عدم كونه مرضاً خطيراً، فهو يصيب مئات الملايين حول العالم في فصل الربيع ويمنعهم من الاستمتاع بجمال الطبيعة والخروج في نزهات إلى الريف أو حتى الخروج من المنزل في هذا الفصل الجميل، لذلك من المفيد دوماً أن نفهم أسباب هذا المرض، وبذلك نستطيع تخفيف أعراضه وإبقاءها تحت السيطرة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار