أسباب تكيسات المبايض وتشخيصها وعلاجها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
أسباب تكيسات المبايض وتشخيصها وعلاجها

بالرغم من اختلاف أنماط الحياة ومستويات المعيشة والثقافة لدى النساء حول العالم، تشترك جميعهن تقريباً في شيء واحد أساسي، ألا وهو الرغبة في الإنجاب، ونظراً لكون حالة كيسات المبيض تصيب عدداً كبيراً من الفتيات والسيدات، وأغلبهن يجهلنها ويشعرن بالخوف من هذا المجهول، من المفيد أن نتحدث عنها بشكل موسع، ونوضح أسبابها وأعراضها وتأثيراتها وطرق علاجها.

ما هي كيسات المبيض

الكيسة المبيضية هي تجمع لسائل مُحاط بغشاء، تتطور ملتصقة بمبيض المرأة، وهي ظاهرة شائعة وغير عرضية في الغالب بحد ذاتها، وغالباً ما تظهر كيسات المبيض كمرحلة من الدورة الطمثية الطبيعية.

وتظهر كيسات المبيض عند جميع النساء تقريباً مرة واحدة خلال الحياة على الأقل، وتختفي تلقائياً بعد بضعة أشهر من دون إحداث أية آثار دائمة ودون الحاجة للعلاج.

لنفهم آلية تشكل كيسات المبيض وأعراضها بشكل واضح، لا بد من شرح سريع لطبيعة تشريح ووظيفة المبيض، والدور الذي يلعبه في الدورة الطمثية. [1]

وظيفة المبيض

المبيض هو أحد أعضاء الجهاز التكاثري الأنثوي، وتملك المرأة مبيضين يبدوان بشكل وحجم حبة الفاصوليا، ويقع كل واحد منهما على جانب من الرحم، ويلعب دورين أساسيين في جسم المرأة، هما: [1]

  1. الإباضة: أي إفراز بيضة واحدة باتجاه الرحم مرة كل 28 يوماً بشكل تقريبي كجزء من الدورة الطمثية.
  2. إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية: وتندرج ضمن مجموعتين بشكل أساسي هما الأستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) وتؤثر هذه الهرمونات في مختلف جوانب الحياة الأنثوية، بدءاً من التحكم بتوزيع الشعر وتراكم الشحوم في الجسم، وانتهاءً بتنظيم الدورة الطمثية والإباضة.

أنواع أكياس المبيض

يحتوي المبيض عند المرأة في سن النشاط التناسلي (قبل سن توقف الطمث) على عدد كبير من البويضات غير الناضجة، تتطور واحدة منها في كل دورة طمثية، وتتحول إلى بويضة تخرج من المبيض عبر طريق يدعى البوق، وصولاً إلى جوف الرحم.

وتلتقي هذه البويضة في طريقها بالنطفة الذكرية إذا مارست المرأة الجنس في تلك الفترة فيحدث الإلقاح، وتتشكل بيضة ملقحة تعطي جنيناً ويحدث الحمل، أما إذا لم يحدث إلقاح، تطرح هذه البويضة خارج الجسم في نهاية الدورة الطمثية مع مخلفات الطمث.

أما في المبيض، فيحدث تطور البويضات كل شهر ضمن جوف يحوي البيضة يدعى بالجريب (بالإنجليزية: Follicle)، وهو بنية تشبه الكيس، تحوي سوائل مغذية للبيضة، وتعزلها عن الوسط الخارجي من أجل الحماية.

ويتمزق هذا الجريب عندما يحين وقت الإباضة ليقذف البويضة خارجاً، وإذا لم يتمزق يستمر في مكانه ويتحول إلى كيسة مبيضية تسمى بالكيسة المبيضية الوظيفية (بالإنجليزية: Functional Ovarian Cyst). [1]

تندرج الكيسات المبيضية من ناحية العامل المسبب ضمن نوعين أساسيين، هما: [1]

  • الكيسات الوظيفية (Functional Ovarian Cysts): وتعتبر جزءاً غير مخيف من الآلية الطبيعية لعمل المبايض، نستنتج بالطبع من آلية تشكلها أنها تحدث لدى الفتيات والنساء قبل سن انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) ومن الشائع أن تمر دون ملاحظة، لتكتشف بالمصادفة عند إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية لسبب أو آخر، يمكن أن تحدث أعراضاً كالألم البطني أو آلام الحوض، إلا أن الأعراض تزول بعد بضعة أشهر دون علاج.

  • الكيسات المرضية والكيسات الخبيثة (Pathological and Malignant Ovarian Cysts): تختلف عن الكيسات الحميدة بكونها لا تتعلق بالدورة الطمثية، لذلك يمكن أن تحدث في أي عمر، وتنجم عن تكاثر خلوي غير طبيعي يحدث إما على حساب البيضة نفسها، أو على حساب الخلايا المبيضية المحيطة بها، هذه الكيسات قد تنمو بشكل كبير إلى حد يسد التروية الدموية عن المبيض بكامله، وبالتالي تحدث آلام مبرحة يسهل كشفها.

وفي المجمل، معظم الكيسات المبيضية المرضية غير ورمية، تنجم عما يسمى بفرط التنسج (بالإنجليزية: Hyperplasia)، لكن نسبة ضئيلة منها خبيثة يسببها مرض سرطان المبيض وتحتاج لاستئصال جراحي. [1]

أسباب كيسات المبيض

كما ذكرنا، يمكن أن تحدث الكيسات المبيضية وحدها بكل بساطة، إلا أنها قد تكون واجهة لاضطرابات خفية نذكر منها ما يأتي: [2]

  1. انتباذ بطانة الرحم (Endometriosis): وهي حالة طبية نادرة نوعاً ما، تنمو فيها خلايا تابعة لبطانة الرحم خارج مكانها الطبيعي، قد تكون في المستقيم، أو المثانة، أو القولون، أو المبيض مشكلة كيسات مبيضية.
  2. متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS): وسنتناولها تفصيلاً فيما بعد.

أعراض تشكل كيسات المبيض

غالباً ما تكون الكيسات المبيضية عديمة الأعراض، وقد تُحدث أعراضاً إذا تمزقت فجأة أو ازداد حجمها إلى حد كبير، فإذا كنتِ تشعرين بأحد الأعراض الآتية أو بعضها، ننصحك بزيارة الطبيب: [1]

  1. ألم في الحوض، قد يتراوح بين شعور طويل بالانزعاج والإحساس بالثقل في منطقة أسفل البطن، وألم مفاجئ حاد كالطعنة حين تتمزق الكيسة.
  2. ألم أثناء ممارسة الجنس.
  3. صعوبة إفراغ الأمعاء.
  4. حاجة ملحة ومتكررة للتبول.
  5. اضطرابات في الدورة الطمثية، قد تحدث كيسات المبيض آلاماً أشد أو أخف من المعتاد أثناء الطمث، وتصبح الدورات غير منتظمة.
  6. الشعور بانتفاخ البطن، حتى بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
  7. مواجهة صعوبات في تحقيق الحمل، بالرغم من أن الخصوبة لا تتأثر بشكل مباشر بالكيسات المبيضية، إلا أن آثارها غير المباشرة (من آلام مستمرة وآلام أثناء ممارسة الجنس) تقلل من عدد مرات ممارسة الجنس، بالتالي ينقص احتمال حدوث الحمل.

إذا كانت هذه الأعراض مألوفة لك، لا تترددي واستشيري طبيب النسائية ليضع التشخيص المناسب ويقرر آلية العلاج.

ما بعد تشخيص كيسات المبيض

عندما تذهبين بعَرَض أو أكثر من الأعراض السابقة إلى الطبيب العام، فهو سيجري تصويراً بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) أو ما يُعرف بالإيكو.

وعلى الأرجح، سيستخدم الطبيب تقنية تدعى التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل إذا كنت امرأة متزوجة، أما عند الفتيات العذراوات يستخدم الإيكو العادي على البطن بسبب وجود غشاء البكارة الذي يعيق الطريق المهبلي.

عند ملاحظة كيسة أو كيسات على المبيض، يكون الاختيار لطبيبك، فهو إما سيقرر المراقبة المستمرة كل بضعة أسابيع، أو سيحولك إلى طبيب الأمراض النسائية، الذي قد يطلب عدة اختبارات مخبرية مكملة للتشخيص، إذا شك بوجود اضطراب آخر خفي خلفه. [2]

آليات علاج كيسات المبيض

تختفي معظم كيسات المبيض بشكل تلقائي خلال عدة أشهر دون علاج، لكن هذه القاعدة لا تصح في جميع الحالات، وبشكل عام، يعتمد اختيار الخطة العلاجية على المتغيرات الآتية: [3]

  • شكل وحجم الكيسة المبيضية.
  • الشعور بأي من الأعراض ومدى شدتها.
  • عمر المرأة، فالنساء بعد سن توقف الطمث لديهن خطورة أكبر من الأخريات في الإصابة بسرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cancer).

وسنذكر لك فيما يأتي لمحة سريعة عن آليات علاج كيسات المبيض من أكثرها بساطة وراحة حتى أشدها إزعاجاً وخطورة: [3]

المراقبة والانتظار

وهي السياسة المتبعة في معظم الحالات، إذ لماذا يخاطر الطبيب بإجراء جراحة إن تراجعت الكيسات وحدها؟ وفي هذه الحالة، يجري الطبيب فحصاً روتينياً بالموجات فوق الصوتية كل بضعة أسابيع أو أشهر، للتأكد من زوال السلسلة، وقد يصف بعض المسكنات أو مرخيات العضلات لإزالة التشنج والألم، خاصة أثناء الدورة الشهرية.

في حال حدوث كيسات المبيض لدى السيدات بعد سن توقف الطمث، ينصح بإجراء تحاليل دموية، إضافة إلى فحص روتيني بالموجات فوق الصوتية كل 4 أشهر لمدة عام، وذلك لتفادي الإصابة بسرطان المبيض.

في حال أظهرت الاختبارات زوال الكيسات، لا يبقى هناك حاجة للقيام بأية إجراءات إضافية أو علاجات، أما إذا بقيت مكانها يكون الخيار التالي هو الجراحة.

العلاج الجراحي

يلجأ الطبيب للجراحة في حال وجود كيسات كبيرة مستمرة لفترة طويلة، خاصة إذا بدأت بإحداث أعراض سريرية لدى المرأة، إضافة إلى ذلك قد ينصح الطبيب بها في حال الشك بكون الكيسة ذات منشأ سرطاني.

وهناك نوعان من العمليات الجراحية التي تُجرى لعلاج كيسات المبيض، هما: تنظير البطن (بالإنجليزية: Laparoscopy)، وفتح البطن (بالإنجليزية: Laparotomy)، وتجرى كلتا العمليتين تحت التخدير العام: [3]

  1. تنظير البطن (Laparoscopy): وهي طريقة الجراحة المفضلة (وخاصة إذا كان الجراح ماهراً) إذ يمكن استئصال معظم الكيسات المبيضية باستخدام هذه الطريقة، وتتم بإجراء شق جراحي صغير في البطن ونفخ الهواء قليلاً ضمن هذا الشق ليحصل الطبيب على مجال للدخول.
    يدخل بعدئذ جهاز يسمى بمنظار البطن (بالإنجليزية: Laparoscope)، وهو عبارة عن أنبوب طويل، في نهايته ضوء ومنظار ومجهز بعدة أدوات مفيدة في الجراحة قابلة للاستخدام عن بعد.
    وبعد الوصول إلى المبيض، يُخرج الطبيب الكيسات واحدة تلو الأخرى عن طريق الجلد، مخلفة وراءها خدوشاً صغيرة تُخيط باستخدام خيوط منحلة ذاتياً (بالإنجليزية: Dissolvable Stitches)، وهذا يعني أن الطبيب لن يضطر إلى إزالة الخيوط فيما بعد بل ستختفي وحدها مع الوقت.
    والمميز في هذه الطريقة هو كونها سهلة ولا تحدث جرحاً كبيراً ولا عواقب جمالية جديرة بالذكر، بل عدة جروح صغيرة فقط، يمكنك في الغالب الخروج من المشفى في اليوم نفسه أو في اليوم التالي على أقصى تقدير.
  2. فتح البطن (Laparotomy): تدعى أيضاً ببضع البطن، ويلجأ إليها الطبيب في حال كانت كيسات المبيض كبيرة وصعبة على الجراحة التنظيرية، أو إذا كان هناك شك بكون إحدى الكيسات سرطانية.
    يتميز هذا الإجراء بإحداث شق جراحي واحد، أكبر من ذلك المُحدث بالجراحة التنظيرية، لإعطاء الطبيب مساحة أكبر للعمل، وبعد الفتح، يستخرج الطبيب الكيسة الكبيرة أو يستأصل المبيض بالكامل، ويرسل عينة إلى المخبر للتحري عن وجود ورم خبيث.
    وفي النهاية، يتم إغلاق الجرح باستخدام قطب وغرزات معدنية، وقد تضطرين للمكوث في المشفى بضعة أيام بعد الانتهاء من هذه الجراحة.

ما بعد الجراحة

بعد الاستيقاظ من التخدير العام، ستشعرين بالألم في بطنك، إلا أنه من المفروض أن يتحسن خلال يوم أو يومين، كما أن الراحة مهمة جداً بعد العملية، وتنصح النساء بالراحة التامة لأسبوعين بعد إجراء الجراحة التنظيرية.

أما جراحة فتح البطن فتحتاج إلى الراحة لمدة أطول، وقد تصل هذه المدة إلى 6 أسابيع أو شهرين، في غضون تلك الفترة تعود نتائج الاختبارات للعينة المرسلة سابقاً إلى المخبر، ويخبرك الطبيب فيما إذا كان هناك حاجة لأية إجراءات لاحقة.

اتصلي بطبيبك العام أو راجعي المركز الصحي في حال حدوث الأعراض الآتية خلال فترة النقاهة بعد الجراحة: [3]

  • نزف دموي غزير.
  • ألم شديد أو حدوث انتفاخ ووذمة في البطن مكان إجراء العملية.
  • ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
  • إفرازات مهبلية ذات لون غير رائق أو داكن أو ذات رائحة كريهة (وهو عرض خطير ويشير إلى حدوث إنتان بكتيري في مكان إجراء العملية).

من الخطر تجاهل الأعراض السابقة أو المماطلة في النظر إليها بعين الاعتبار، فالإسراع في التشخيص قد يكون العامل الأهم في تفادي العواقب اللاحقة. [3]

هل تؤثر تكيسات المبيض على الإنجاب

إذا لم تكوني قد وصلت بعد إلى سن انقطاع الطمث، سيعمل الجراح قدر الإمكان على المحافظة على أكبر قدر ممكن من نسيج المبيض عند استئصال الكيسة، إذ قد يستطيع استئصال الكيسة بمفردها مع الإبقاء على المبيض دون تغيير، هكذا تبقى قدرتك على الإنجاب من دون تغيير تقريباً.

في بعض الحالات، يضطر الطبيب إلى استئصال أحد المبيضين بالكامل، حينها يعمل المبيض الآخر على تعويض الفارق، ويبدأ بإفراز الهرمونات بشكل زائد وإطلاق البويضات كل دورة، لذلك لا تتأثر الخصوبة بشكل كبير، إلا أن الإخصاب قد يصبح أصعب قليلاً، وقد يعطيك الطبيب أنت وزوجك في هذه الحالة بعض التعليمات لزيادة احتمال الإنجاب.

أحياناً وفي حالات نادرة، قد يضطر الطبيب إلى إزالة كلا المبيضين حتى لو كنت شابة، وهذا يؤدي إلى ما يسمى بسن اليأس المبكر (بالإنجليزية: Early Menopause)؛ مما يعني أنك لن تعودي قادرة على إنتاج البيوض.

لكن الإنجاب يُمكن في حالة تلقيح نطفة من زوجك مع بيضة من متبرعة، وزرع هذه البيضة في رحمك، وتبقى هذه الطريقة ذات نطاق ضيق بسبب الصعوبات الطبية والمشاكل الأخلاقية التي تمنعها من الانتشار على نطاق واسع.

لدى السيدات الكبيرات في السن، يُفضل الجراح استئصال المبيضين دفعة واحدة إذ لا يعود لهما دور حيوي، وهكذا ترتاح المريضة من احتمال تطور سرطان المبيض (إذ لا يبقى مبيض أصلاً)، وعلى كل حال، احرصي على مناقشة الطبيب برغباتك من الناحية الإنجابية والحديث بصراحة قبل البدء بأي علاج.

في حال اكتشاف سرطان المبيض، يستأصل الطبيب المبيضين معاً، وقد يستأصل الرحم وبعضاً من الأنسجة المحيطة به، مما يحرض حدوث سن اليأس المبكر والعقم.

من المهم أيضاً علاج السبب الذي أدى إلى حدوث كيسات المبيض عند معرفة ذلك السبب، وسنتحدث الآن عن السبب الأكثر شيوعاً لكيسات المبيض، ألا وهو المبيض متعدد الكيسات. [2]

متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تعد متلازمة المبيض متعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome) (PCOS) مشكلة صحية تصيب واحدة من بين كل عشر نساء في سن النشاط التناسلي، وهي شائعة لدرجة أن بعض المراجع تعتبر المبيض متعدد الكيسات أحد الأشكال التي قد يتخذها المبيض، ويسببها اضطراب في توازن الهرمونات مما يؤثر على عمل المبيض.

كما أسلفنا، المبيض هو المكان الذي تتطور فيه الخلايا التي تتحول إلى بويضات، وتخرج منه واحدة تلو الأخرى كل دورة طمثية، في متلازمة المبيض متعدد الكيسات يحدث اضطراب إما في تطور هذه الخلايا، أو في آلية خروجها من المبيض باتجاه الرحم، هكذا لا تحدث إباضة طبيعية. [1]

ويؤدي الاضطراب في الدورة الطمثية إلى حدوث المشكلتين الآتيتين: [1]

  • العقم: تشكل متلازمة المبيض متعدد الكيسات السبب الأكثر شيوعاً للعقم عند النساء.
  • تشكل الكيسات المبيضية: وتكون على شكل كيسات صغيرة عديدة تغطي سطح المبيض.

أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات

لا يزال السبب وراء متلازمة المبيض متعدد الكيسات غير مفهوم بشكل كامل، إلا أن الاضطراب الهرموني يصيب بوضوح ما يأتي: [2]

  • الأندروجينات (Androgens): تدعى الأندروجينات بشكل عام بالهرمونات المذكرة، لكن المبيضين ينتجان كمية صغيرة منها في الحالة الطبيعية، تزداد هذه الكمية في متلازمة المبيض متعدد الكيسات، مما يمنع المبيض من إطلاق البويضات، ويحدث حب الشباب (Acne) على الوجه، إضافة إلى ازدياد نمو الشعر على الوجه والجسم بشكل غير مرغوب به، والعرضان الأخيران (حب الشباب ونمو الشعر الزائد)، الثنائي المميز لهذا المرض.
  • الإنسولين (Insulin): وهو الهرمون الذي يعمل على التحكم بكيفية تحويل الغذاء الذي نتناوله إلى طاقة، وتزداد مقاومة الخلايا لدخول الهرمون إليها في متلازمة المبيض متعدد الكيسات -وخاصة عند المريضات البدينات- مما يؤهب لإصابتهن في المستقبل بالداء السكري.

أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تتدرج الأعراض هنا إلى حد كبير، فبعض المريضات قد لا يلاحظن أي تغير مريب، ويكتشفن حدوث المتلازمة بالمصادفة في الثلاثينيات من العمر عند الذهاب إلى الطبيب رغبة في علاج عقم مجهول السبب، وتتضمن الأعراض السريرية لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات ما يأتي: [2]

  • دورة طمثية غير منتظمة: وغالباً ما يتغير عددها ليصبح أقل، إذ قد تغيب الدورة أحياناً، مما يدفع المريضة للشك بحدوث حمل، أو تزداد مدتها ليحدث الطمث 8 مرات فقط أو أقل خلال عام كامل، أو على العكس، تقصر مدة الدورات الطمثية لتصبح 21 يوماً فقط بدلاً من 28 أو حتى يغيب الطمث تماماً.
  • ازدياد نمو الشعر غير المرغوب بها: إذ قد تظهر الشعر في أي مكان على الوجه، على الذقن، أو الأماكن من الجسم التي تحمل شعراً لدى الرجال فقط في العادة، تدعى هذه الحالة بالشعرانية المذكرة، وتصيب حتى 70% من مريضات متلازمة المبيض متعدد الكيسات، بحسب الجامعة الأمريكية لطب النسائية والتوليد.
  • حب الشباب: إذ يظهر على الوجه، والصدر، وأعلى الظهر.
  • تساقط الشعر: قد نلاحظ وجود صلعة جبهية تشبه النمط الذكوري لدى النساء في عمر متقدم.
  • ازدياد الوزن: إذ يصعب إنقاص الوزن بالحمية والرياضة.
  • وجود مناطق داكنة على الجلد: وبخاصة في منطقة المغبن (أو ما يدعى منطقة ارتداء البيكيني) وتحت الثديين.

مخاطر متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تزيد متلازمة المبيض متعدد الكيسات من احتمالية إصابتك بالأمراض الآتية: [1]

  • داء السكري: تعاني أكثر من نصف النساء المصابات بالمتلازمة من الداء السكري أو ما يعرف بالداء قبل السكري أو عدم تحمل سكر العنب قبل الوصول إلى سن 40 عاماً.
  • ارتفاع ضغط الدم: يزداد احتمال حدوثه هنا أيضاً، ومن المعروف أن ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي لحدوث السكتات والاحتشاءات والأمراض القلبية.
  • اضطراب مستوى الكوليسترول: إذ يرتفع المركب المدعو بالبروتين الشحمي قليل الكثافة (LDL) وهو ما يُعرف بالكوليسترول الضار، وينخفض مستوى البروتين الشحمي مرتفع الكثافة (HDL) وهو ما يُعرف بالكوليسترول الجيد، مما يزيد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية وتصلب الشرايين.
  • المشاكل النفسية المرافقة: كالإصابة بالاكتئاب والقلق الدائم، وهما شائعان بشدة لدى المصابات بالمتلازمة.
  • سرطان بطانة الرحم (Endometrial Cancer): تزيد خطورة الإصابة به بسبب اضطرابات الطمث، والبدانة، ومقاومة الإنسولين، وداء السكري (وكلها مشكلات مرافقة للمتلازمة).

علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات

لا يوجد علاج واحد شافٍ لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، إلا أن الخطة العلاجية يقررها الطبيب وفقاً للأعراض السريرية، الاضطرابات المرافقة، عمر المريضة ورغبتها في الإنجاب.

إذا كنت تعانين من المرض وترغبين بتحسين الأعراض، يمكنك اتخاذ عدد من الخطوات لوحدك، كممارسة الرياضة بشكل منتظم، وبمعدل أكثر بقليل من المنصوح به للأخريات في مثل وزنك وسنك، لأنك ستحتاجين جهداً أكبر في المحافظة على وزن طبيعي.

ويمكنك إضافة إلى ذلك إزالة الشعر الزائد ومعالجة حب الشباب باستخدام الوسائل التقليدية، أو باستخدام التقشير بالليزر. [3]

من المعروف أن الطب تطور كثيراً في السنوات الأخيرة، وهو مستمر في التطور واكتشاف الجديد كل يوم، وما كان يعد مرضاً ميؤوساً منه في السابق أصبح مجرد إزعاج بسيط يستجيب على العلاج المناسب، لذلك يجب عليك ألا تيأسي أبداً من الإنجاب والحياة الصحية والجنسية الطبيعية إن كنت تعانين من اضطرابات تكيسات المبايض، بل ضعي ثقتك في الطب والعلوم، فهي دائماً ستجد طريقة لتحسين الوضع.