أضرار المخدرات

  • تاريخ النشر: الجمعة، 31 ديسمبر 2021 آخر تحديث: الخميس، 02 يونيو 2022

المخدرات هي مواد نباتية أو مصنعة تسبب الإدمان، ويمكن أن يبدأ الإدمان على المخدرات من مجرد تعاطيها في سبيل التجربة، ومن هنا نعي بأن أضرار المخدرات خطيرة على صحة الإنسان ولا يمكن التلاعب بها، فأضرارها لا تقتصر على الصحة الجسدية بل تمتد إلى الناحية النفسية والمجتمعية والأسرية. 

أضرار المخدرات الصحية:

يشمل تأثير المخدرات من الناحية الصحية للجسم ما يلي:

  • فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال، والضعف المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي، كما تسبب قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوبا باحمرار في العينين، ويحدث اختلال في التوزان والتآزر العصبي.
  • يؤدي تعاطي المخدرات إلى تهيج موضعي للأغشية المخاطية في الجيوب الأنفية، والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية تترسب في تلك الشعب، ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة، قد تصل إلى الإصابة بالدرن الرئوي، والسرطان، وتوقف التنفس الفجائي.
  • يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ، والامتلاء والتخمة، والتي عادة ما تنتهي إلى حالات من الإسهال أو الإمساك خاصة عند تناول مخدر الأفيون، كذلك يسبب التعاطي التهاب المعدة المزمن حيث تعجز عن القيام بوظيفتها في هضم الطعام، كما يسبب التهابا في غدة البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين، والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم.
  • يؤدي المخدر إلى الإصابة بتليف الكبد، حيث يحلل المخدر خلايا الكبد،  وزيادة في نسبة السكر، مما يؤدي إلى التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.
  • يسبب المخدر التهاب المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكونه، مما يؤدي الى فقدان الذاكرة، والى الهلاوس السمعية والبصرية والشمية والذوقية
  • يسبب ادمان المخدرات اضطرابات في عمل القلب، والأوعية الدموية، والذبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، وانفجار الشرايين وفقر الدم الشديد وتكسر كرات الدم الحمراء، وتسمم نخاع العظام الذي يصنع تلك الكرات.
  • يؤثر تعاطي المخدرات على النشاط الجنسي، حيث تنقص المخدرات إفرازات الغدد الجنسية، مما يخفض القدرة الجنسية.
  • يؤدي إلى التورم المنتشر وسيلان الدم، وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي.
  • يؤدي إلى الإصابة بنوبات صرعية بسبب التوقف عن استخدام المخدرات دون علاج وذلك لاعتماد الجسم عليها.
  •  يسبب تعاطي المخدرات للحوامل المدمنات مشاكل صحية مثل اضطراب الدورة الشهرية وفقر الدم، ومرض القلب، والسكري، والتهاب الرئتين، والكبد و الإجهاض العفوي، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو، هذا ان لم يمت في رحم الأم، ويمكن أن تحدث تشوهات لدى الأطفال حديثي الولادة.
  • يسبب إدمان المخدرات الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان، ويمكن أيضا أن تنتقل الإصابة بفيروس الايدز(مرض نقص المناعة) بسبب الأدوات المستخدمة في الحقن بالتعاطي، كما يسبب الإدمان تضخما في الغدد اللمفاوية بسبب اضطراب الجهاز المناعي.
  • مخاطر على الجنين في حالة الحمل: الأم التي تتعاطى مخدرات أثناء الحمل تتعرض للإجهاض، ولادة أطفال بتشوهات خلقية، وانتقال إدمان المادة المخدرة إليهم عبر المشيمة.

أضرار المخدرات النفسية:

لا تتوقف أضرار وتأثيرات المخدرات السلبية على الصحة الجسدية للفرد، بل إنها تمتد إلى أضرار نفسية خطيرة، تتمثل بما يلي:

  • حدوث تغيير في تركيبة المخ الكيميائية.
  • تدهور الوظائف العقلية والإصابة بالأمراض الخطيرة.
  • الإصابة بالفصام عند تعاطي الحشيش.
  • اكتئاب حاد يتخلله أفكار انتحارية ناتج عن الكبتاجون، الشبو-الكريستال ميث.
  • هلاوس سمعية وبصرية يسببه الاستروكس.
  • القلق والتوتر.
  • اضطراب في الإحساس بالزمن.
  • تقلب في المزاج والإصابة بنوبات عنف وهياج.
  • الشعور بالتبلد.
  • الشعور بالاضطهاد والخوف دون سبب.
  • الشعور بالضعف والعجز عن اتخاذ القرارات.

أضرار المخدرات الاجتماعية:

سيكون مدمن المخدرات أكثر عرضة لمواجهة مشاكل اجتماعية عدة: [1]

  • الانحراف ورفقة أصدقاء السوء.
  • ضعف الروابط الاجتماعية والأسرية لدى المدمن.
  • فقدان المدمن عمله وتدني تحصيله العلمي.
  • مشاكل مادية تحدث نتيجة صرف المدمن لعائداته المادية على المخدر، بالإضافة إلى تدني قدرته على العمل والإنتاج.
  • قيام العديد من المدمنين بالنشاطات الإجرامية، في محاولة منهم لتوفير المال اللازم لتغطية نفقاتهم على المخدر.

أضرار المخدرات على العقل:

يوجد بعض الأضرار التي تسببها المخدرات للعقل والجهاز العصبي بالتحديد، والتي تشمل:

  • إن المخ والجهاز العصبي هما أبرز المتضررين من المخدرات وذلك لأنهم أول المتأثرين من مفعول المادة المخدرة ويلعبون الدور الأكبر في التحكم في وظائف الجسم.
  • حدوث تغييرات في الأوعية الدموية للمخ.
  • تلف في أنسجة المخ.
  • تسبب المخدرات استرخاء أو حالة نشاط زائد للجهاز العصبي.
  • حدوث تغيير في كيمياء ووظائف المخ يؤثران على السلوك العام للمتعاطي.
  • التعرض للسكتات الدماغية.
  • تناول المخدر يزيد من إفراز الدوبامين المسئول عن الشعور بالسعادة ويعتمد انتاجه بشكل أساسي على المخدر.

أضرار المخدرات الدينية:

من ناحية أضرار المخدرات الدينية، فإنها بدايةً من المحرمات في كافة الأديان السماوية، حيث أن الأديان تدعو إلى المحافظة على النفس البشرية، فيما تؤدي المخدرات إلى تدمير الإنسان، صحياً ونفسياً.

أضرار المخدرات على الأسرة:

أول من يتضرر من تعاطي المخدرات هي الأسرة حيث تنعكس عليها بشكل واضح نتيجة وجود شخص مدمن بينها، ويظهر ذلك الضرر في عدة صور تشمل: [2]

  • العنف المنزلي: العنف المنزلي تجاه الزوجة، الأبناء، الأب، والأم أيضا هو أشهر مخاطر المخدرات، وذلك نتيجة حالة الاضطراب النفسي التي يتعرض لها المدمن ويدخل بسببها في حالة هياج وعنف تصل لحد الإيذاء النفسي والجسدي لمن حوله.
  • تشريد الأبناء: نتيجة غياب الأب عن القيام بواجباته الأسرية والانشغال بتعاطي المخدر وتوجيه المصادر المادية للحصول عليها، يؤدي ذلك إلى تسرب الأطفال من التعليم والهروب من المنزل بسبب البيئة العنيفة التي تحيط بهم.
  • سوء السمعة: في حالة تفشي خبر إدمان أحد أفراد العائلة فإن ذلك يعرضها لسوء السمعة والنبذ الاجتماعي فلا يستطيع باقي أفراد الأسرة مواجهة المجتمع.
  • عدم القيام بالمسؤوليات الأسرية: عند وجود أب مدمن مخدرات يؤدي ذلك إلى انشغاله التام بتعاطي المخدر وعدم قدرته على القيام بمسؤلياته الأسرية، وبالتالي تفكك الأسرة و حدوث الطلاق.
  • يقوم المدمن بإنفاق أمواله على شراء المخدرات وتعاطيها، وهو ما يجعل المخدرات في هذه الحالة تُمثل عبئاً اقتصادياً على الأسرة بأكملها، كما أنه يؤثر على الحالة الاجتماعية للعديد من الأسر، وقد يجعل بعضها تضطر إلى اللجوء إلى الاستدانة، وربما يصل بهم الأمر إلى الوقوع في براثن الفقر، وعدم استطاعتهم توفير الاحتياجات الأساسية من متطلباتهم.
  • فقدان العمل أو الدراسة: بسبب ما يحدثه المخدر من ضعف في الذاكرة والتركيز، تعرض المدمن لخلل نفسي، وعدم اهتمامه بواجباته العملية يؤدي ذلك إلى انقطاعه عن العمل وتعرضه للفصل.

أضرار المخدرات على المجتمع:

تمتد أضرار المخدرات وما يمكن أن ينتج عنها من مشاكل إلى المجتمع، حيث تؤثر عليه سلباً من خلال: [1]

  • حدوث حالة من الكراهية والنفور بين الناس، فعندما يتعاطى الفرد المدمن المخدرات، يذهب عقله ويفقد صوابه، وهو ما يجعله يقوم بتصرفات وأفعال لا تحمل أي قدر من المسؤولية، مما قد يؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث والمشاكل.
  • في كثير من الأحيان يلجأ الفرد المتعاطي إلى القيام بعدد من التصرفات والأفعال التي تتنافي مع قيم المجتمع، مثل اللجوء إلى السرقة أو الاحتيال من أجل جلب النقود، كما قد يتطور الأمور للقيام بممارسات غير أخلاقية حتى يحصل على المال اللازم لشراء ما يحتاجه من مواد مخدرة.
  • في كثير من المجتمعات يترافق انتشار المخدرات مع ظهور آفات اجتماعية سيئة بين الأفراد، مثل انتشار السرقة والرشوة وغيرها من الانحرافات الأخلاقية.
  • العديد من الدراسات والإحصائيات كشفت أن نسب الطلاق ترتفع في العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين متعاطياً للمواد المخدرة، حيث يعود هذا لعدة أسباب من ضمنها عدم كفاية الأموال التي يحتاجها المدمن لشراء مخدراته، أو إصابته بحالة متكررة من العصبية عند تأخر تعاطيه المواد المخدرة.
  • بالنسبة للأسر التي يكون أحد والديها من الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة، فإن أضرار المخدرات قد تمتد إلى الأجيال الجديدة، حيث تزيد فرصة أن ينشأ أحد الأبناء أو البنات وهو يتعاطى المخدرات بدوره أو بدورها، نظراً لافتقاد القدوة الحسنة ومحاولة تقليد ما يفعل به الوالد المدمن أو الوالدة المدمنة.

تشمل أضرار المخدرات الكثيرة جداً النواحي الصحية والنفسية والأسرية والاجتماعية والدينية، لذا فإنها من أولى المشاكل التي يجب محاربتها وفهم كيفية التعامل السليم معها عند حدوثها مع من هم قريبون لنا.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار