المؤثرة المغربية رجاء فهمي لكل النساء: أنتِ أقوى مما تتخيلين

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 أكتوبر 2024 آخر تحديث: الإثنين، 21 أكتوبر 2024
المؤثرة المغربية رجاء فهمي لكل النساء: أنتِ أقوى مما تتخيلين

في مواجهة أحد أكثر التحديات القاسية التي يمكن أن يواجهها الإنسان، اختارت رجاء فهمي، المؤثرة المغربية، أن تروي قصتها بشجاعة مع سرطان الثدي وتفاصيل رحلتها. 

في هذا الحوار مع مجلة "ليالينا"، تكشف رجاء عن تجربتها مع سرطان الثدي، وكيف حولتها هذه التجربة إلى مصدر قوة وإلهام لكل النساء اللواتي يعشن نفس المحنة.

خلال رحلتها، تأمل رجاء أن توصل رسالة مهمة لكل امرأة: "الإيجابية والوعي الذاتي هما المفتاح لتجاوز أصعب التحديات". شاركتنا رجاء تفاصيل صدمتها الأولى، ودعم عائلتها وأصدقائها، ودورها كصوت قوي لتمكين النساء في مواجهة المرض، إلى الحوار:

  • كيف كان شعورك عندما علمتِ لأول مرة أنكِ مصابة بسرطان الثدي؟

عندما أخبرني الطبيب أنني مصابة بسرطان الثدي، شعرت أن الأرض انهارت تحت قدمي. لم أكن أتوقع سماع مثل هذا الخبر وأنا في الثالثة والثلاثين من عمري. كان لدي طفل صغير، وأول ما فكرت فيه كان مستقبله ومستقبل أسرتي. 

كان الأمر أكثر صعوبة؛ لأن أصدقائي كانوا منشغلين بأعمالهم، وأخي يعيش في مدينة بعيدة، وأنا أيضاً أسكن بعيداً عن عائلتي. ما زاد من شعوري بالانكسار هو أنني سأواجه هذا المرض وحدي. فالتعامل مع هذا الداء صعب للغاية عندما لا تجد من يساندك في مواجهته.
بكيت بشدة أمام الطبيب، لكنه طمأنني قائلاً إنني سأكون بخير، ورغم كل شيء، كان سؤالي الوحيد: كيف سأتمكن من النجاة؟

تصفحي مجلة ليالينا لمعرفة المزيد عن قصص الناجيات من السرطان من هنا

رجاء فاهم تكشف تجربتها مع مرض سرطان الثدي مجلة ليالينا

  • ما كانت ردود أفعال الأشخاص من حولكِ عندما علموا بمرضكِ؟

كان وقع الخبر صدمة كبيرة على كل من حولي. البعض تعامل مع الأمر وكأن السرطان يعني النهاية، وكأن الموت حتمي. أما عائلتي، وخاصة أمي وأختي، فقد حاولوا منحني القوة رغم حزنهم. أصدقائي المقربون، رغم شعورهم بالحزن العميق، قدموا لي الدعم بطريقتهم، سواء عن طريق الكلمات المشجعة أو المساعدات الصغيرة التي أثرت فيّ كثيراً.

ما ساعدني أكثر شيء كان قدرتي على البقاء إيجابية. قررت أن أعيش حياتي بكل ما فيها من قوة، وأن أستمتع بما بقي منها. بدأت في بناء روتين جديد يناسب وضعي الصحي، وكان دعم عائلتي وأصدقائي المشجعين يلعب دوراً كبيراً في تحفيزي.

صديقاتي وزميلاتي في العمل كنّ لطفاء للغاية. إحدى صديقاتي قدمت لي بطاقتها لأتمكن من اقتناء ما أحتاجه، وأخرى بدأت بإعداد الأكلات المغربية لي، رغم أن شهيتي كانت معدومة ومزاجي متعكر، لكن هذه اللفتات الرقيقة من صديقاتي هي التي جعلتني أتشبث بالحياة، وأرغب في البقاء. شعرت حينها أن هناك أشخاصاً في هذه الدنيا يحتاجونني، وأنني لست وحدي في هذه المعركة.

  • كيف أثرت تجربتكِ مع السرطان على حياتكِ؟

غير مرض السرطان حياتي بالكامل. تعلمت أنني أملك حياة واحدة فقط، وعليّا أن أعيشها كما أريد. يجب أن أكون صريحة، وأواجه الناس بتحدياتي، وألا أسمح لأي شخص بأن يتحكم في حياتي، أو يقرر مصيري.

رسالتي لكل امرأة تمر بهذه التجربة هي: حافظي على إيجابيتك، وعيشي حياتك بشجاعة. لا تدعي المرض يوقفكِ عن تحقيق أحلامكِ، بل اجعليه دافعاً للمضي قدماً بقوة وثقة.

‎أنا امرأة قوية ونشطة، أمارس الرياضة وأمشي يومياً. في البداية، نعم، بكيت، لكن لم يستغرق الأمر مني شهوراً من البكاء. قلت لنفسي: "رجاء، اسمعي، لدينا حياة واحدة فقط، عليكِ أن تستمتعي الآن بما تبقى منها". أخبرت نفسي أن لا أحد يعرف متى سيموت، فهناك شباب بعمر 22 عاماً يموتون في حوادث مفاجئة، لذا الموت ليس شيئًا نستطيع التنبؤ به. وقررت أن أعيش حياتي بكل ما أوتيت من قوة. سألت نفسي: من قال إنني سأموت بسبب السرطان؟

بدأت شيئاً فشيئاً في إعادة بناء روتيني اليومي. توقفت عن التدريب بسبب جلسات العلاج، لكنني بدأت بتنظيف المنزل، عزف الغيتار، قراءة الكتب، والقيام بأنشطة أخرى لبناء روتين جديد يملأ يومي بأشياء جيدة تناسب حالتي الصحية. ولكن الشيء الذي ساعدني أكثر على النجاة هو البقاء إيجابية. 

اتصلت بوالدتي، وكنت واضحة معها، قلت لها: إذا اتصلتِ بي، لا تبكي، فأحتاج إلى القوة، ولا أريد سماعكِ حزينة. تواصلت مع معارفي، وطلبت منهم أن يمدوني بالطاقة الإيجابية فقط، فهذا كل ما كنت أحتاجه في تلك الفترة.

لذلك، أقول لكل من يعاني من السرطان: إذا كان لديك شخص يملك 1% من السلبية، تخلص منه أو ابتعد عنه. أحط نفسك بالإيجابية، وسترى أثرها على حياتك.

"قلت لا للمرض، لا للموت، وقلت نعم للحياة، نعم للنجاة"

  • دروس تعلمتها من تجربتي

تعلمت أمراً هاماً من تجربتي مع السرطان وهو: لا تدع الآخرين يقررون كيف ستسير حياتك أو كيف ستنتهي. عندما اكتشفت أنني مصابة بالسرطان، كان الجميع يتصرف وكأنني سأموت. لكنني وقفت بوجه هذا التفكير، وقلت لا. قلت لا للمرض، لا للموت، وقلت نعم للحياة، نعم للنجاة. عملت على تطوير نفسي، وكنت مدركة أن أهم ما أحتاجه هو تغيير عقليتي وتبني تفكير إيجابياً.

كانت هذه الرحلة بالنسبة لي مسألة بقاء، والنجاح فيها لم يكن فقط بتخطي المرض جسدياً، بل بتعزيز نفسيتي أيضاً. قوة العقلية كانت مفتاحي الأساسي للاستمرار ومواجهة هذه المحنة.

رجاء فاهم تحكي تجربتها مع سرطان الثدي

  • ما هي الأمور التي تعتقدين أن السرطان منعكِ من القيام بها؟

‎كان هناك العديد من الأشياء التي جعلني السرطان أتوقف عن القيام بها أو قلّص قدرتي على ممارستها. ذراعي اليسرى تحديداً تأثرت كثيراً، ولم أعد أستطيع استخدامها كما كنت من قبل. كنت أشعر بالتعب والإرهاق الدائمين، لذا كان عليّ أن أكون حذرة جداً في كل حركة أقوم بها. إذا رغبت في القيام بأي شيء، كان يجب أن أتعامل معه بلطف وبحرص شديد، خاصة عند استخدام ذراعي اليسرى. كنت أعمل بها بهدوء وببطء، محاذرة ألا أجهدها أو أسبب لنفسي ألماً. هذا الواقع الجديد علّمني التروي والصبر، وجعلني أقدر كل حركة، مهما كانت بسيطة."

  • كيف تصفين سرطان الثدي في جملة واحدة؟  

‎إذا أردتُ وصف سرطان الثدي في جملة واحدة، فسأقول: "بداية حياة جديدة". أحياناً ننشغل كثيراً بالعمل، والأطفال، والناس من حولنا، وننسى أن نهتم بأنفسنا. لقد علمني هذا المرض أن أضع نفسي أولاً، وأن أبدأ حياةً تركز على الاهتمام بذاتي وبصحتي، وأن أعيش كل لحظة بوعي أكبر. 

"إذا عاد السرطان، سأقاوم مرة أخرى، سأستمر في القتال"

  • حدثينا عن مخاوفك اليومية الآن؟

‎الخوف الذي كان يرافقني يومياً هو عودة السرطان. في حالتي، لم يتم استئصال الثدي بالكامل، بل أجريت عملية جراحية أزيل فيها جزء كبير. كنت أريدهم أن يقوموا بالاستئصال الكامل والعلاج الكيميائي، لأنهم كلما أجروا الفحوصات كل ستة أشهر، كانوا يكتشفون شيئاً جديداً. كان الأمر صعباً، فقد وجدوا بقعة في ثديي الآخر، وثلاث بقع أخرى في كبدي، رغم أنها لم تكن خطيرة، ولكن مجرد اكتشاف أي شيء كان يسبب لي ضغطاً وخوفاً.

ومع ذلك، لم يؤثر ذلك عليّ كثيراً، لأنني كنت أقول في نفسي: إذا عاد السرطان، سأقاوم مرة أخرى. سأستمر في القتال. فأنا امرأة قوية وأعترف بذلك. عندما اكتشفت أنني مصابة بالسرطان، لم أكن أعلم ما هو نوع العلاج الذي سأخضع له، لكنني لم أكن أهتم، لأنني كنت أعرف أنني سأقاتل أي شيء. حتى إنني ذهبت إلى مصففة الشعر، وطلبت منها أن تصفف شعري، وأخبرتها أنه قد تكون هذه آخر مرة أفعل فيها ذلك، لأنني قد أبدأ العلاج الكيميائي، فاقترحت أن تبحث لي عن باروكات، وضحكنا معاً على الموقف.

  • هل لديكِ كلمة أو رسالة تودين مشاركتها؟  

‎إلى كل النساء اللواتي يعشن تجربة النجاة والتعافي من السرطان: حافظن على إيجابيتكنّ، قاومن، واجعلن يومكن مليئاً بالعمل بالأشياء التي تحبين القيام بها. قوموا بمشاريع جديدة، وحققن كل ما لم تتمكنّ من تحقيقه قبل المرض. استمتعوا بالحياة، واسعين وراء أحلامكن، ولا تدعن شيئاً يوقفكن. أنتن قويات وقادرات على تحقيق ما لم تعتقدن أنه ممكن. الحياة تستحق أن تعاش بكل تفاصيلها، فتشبثن بها، وأمضين قُدماً بثقة وتفاؤل.

  • رسالتك لنساء العالم

‎رسالتي إلى نساء العالم هي: ابقَ إيجابية وشجاعة، محاطين بأشخاص جيدين، فهذا سيساعدك. انظري إلى السرطان كأنه مرض عادي. إذا وضعك الله في هذا الاختبار، فذلك لأنه يحبك، وعليك أن تعيش حياتك بكل ما فيها.

‎قد يعجبك أيضاً:

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار