تنظيف القولون بطرق بسيطة وفعالة

يُعتبر تطهير الأمعاء علاجاً بديلاً شائعاً بين الكثير من الناس؛ بغرض التخلص من السموم وعلاج الإمساك وطرد الفضلات خارج الجسم، حسب ما يدّعي ممارسو الطب البديل، لكن هذه الفوائد غير مُثبتة علمياً، بل إن مخاطر عملية تطهير القولون قد تفوق فوائدها، وفق ما يؤكد باحثون.

ومع ذلك، قد يضطر بعض الأطباء إلى إخضاع المريض لهذه العملية بهدف إجراءاتٍ طبيةٍ أخرى يستعدّ لها المريض، فما المقصود بتنظيف القولون؟ وما فوائد هذه العملية ومخاطرها؟ وما أبرز طرق تطهير الأمعاء من الغازات والبراز طبيعيا في المنزل؟.. كل ذلك وأكثر نُوضحه لكِ في هذا المقال الغني بالمعلومات التي تبحثين عنها:

المقصود بتنظيف القولون:

يُعرف تنظيف القولون أيضاً باسم "الري القولوني"، وهو عملية يتم إجراؤها في منشأةٍ طبية تحت إشراف الطبيب المختص، لمساعدة الأشخاص على التخلص من الفضلات والبكتيريا وطردها من الجسم، وعادةً ما يتم اللجوء لتنظيف القولون عند الاستعداد للخضوع لإجراءاتٍ طبية؛ مثل تنظير القولون، أو لأهدافٍ أخرى؛ كإزالة السموم وهو ما يدعو له المختصين بالطب البديل.

كما أن عملية غسل القولون بكمياتٍ كبيرة من السوائل، يمكن أن تساعد المرضى الذين يعانون من إمساك شديد لا يستجيب حتى للمُليّنات، بحيث يعمل ري وإخراج البراز من القولون على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الإمساك الشديد.

وأثناء عملية تنظيف القولون، يضخ الطبيب كمياتٍ كبيرة من الماء المُفَلتر عبر القولون قد تصل كمّيتها إلى حوالي 60 لتراً، مع إضافة مواد أخرى في بعض الأحيان؛ مثل مستخلصات الأعشاب أو القهوة، إذ يتم الضخ عن طريق أنبوب يُدخل في المستقيم أثناء استلقاء المريض على الطاولة، وهذا هو المقصود بتنظيف القولون.

علماً أنه في بعض الحالات يتم استعمال كمياتٍ أقل من الماء، بحيث تُترك لتستقر داخل القولون لفترةٍ وجيزة قبل إزالتها منه، ثم يتم تدليك البطن بلطف للتخلص من الغازات والفضلات، وعادةً ما تستغرق عملية تطهير القولون حوالي 45 دقيقة. ^{[1]   [2]}  

محاذير تنظيف القولون:

من الجدير بالذكر، أن عملية تطهير القولون قد تكون ضارّة أحياناً، كما أنه ليس هناك دلائل على وجود فوائد حقيقية لهذه العملية؛ لذا نذكر لكِ فيما يلي أهم مخاطر تنظيف القولون:

• وجود صلة بين الوفاة وحقن القهوة الشرجية التي تُستعمل في تنظيف القولون.
• حدوث ثقب أو تمزق في المستقيم والأمعاء.
• فشل القلب.
• الفشل الكلوي الحاد.
• التهاب البنكرياس.
• الإصابة بالعَدوى؛ بسبب الآلات المستخدمة أثناء التطهير.
• عدوى الإنتان (تكمن خطورتها في احتمالية حدوث صدمة وفشل في الأعضاء يؤدي إلى الموت).
• تغيّر توازن الكهارل (الإلكتروليتات)، وهو أمر خطير على الصحة في حالة الإصابة بأمراض الكلى أو القلب أو مشكلات صحية أخرى.
• الجفاف.
• نقص الفيتامينات والمعادن.
• التقلصات المؤلمة.
• خرّاجات في الجهاز الهضمي.
• النفخة والغازات.
• الإسهال.
• القيء والغثيان.
• ينبغي على النساء الحوامل أو الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية في القولون مؤخرا، تجنب إجراء عملية تطهير القولون. ^{[2] [3]}  

تنظيف القولون للحامل:

يتساءل العديد من النساء عما إذا كان تطهير القولون أثناء الحمل آمناً على الأم والجنين، والحقيقة هي أن تنظيف الأمعاء ليس آمنا خلال الحمل، سواءً كان ذلك عن طريق ري القولون أو استخدام المُسهلات والمُليّنات الفموية.

مخاطر تنظيف القولون للحامل:

• الإصابة بالجفاف، الأمر الذي يسبب ضرراً كبيراً للجنين.
• حدوث تقلصات في الرحم بموعد غير مناسب.
• زيادة مخاطر حدوث مضاعفات إذا كنتِ تعانين من أي مشاكل صحية؛ مثل أمراض القلب أو الكبد أو الكلى.
• حدوث إصابات مؤلمة في القولون والمستقيم. ^[4]  

فوائد تنظيف القولون:

يعتقد مؤيّدو تنظيف القولون، أن بقاء السموم في القناة المَعدية المَعوية قد يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية؛ بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل.

كما يقول هؤلاء، إن فوائد تنظيف القولون تتمثل بما يلي:

• الاستعداد لإجراءات طبية جراحية أو تشخيصية؛ مثل تنظير القولون أو التنظير السيني أو الفحص بالأشعة السينية.
• إيصال بعض الأدوية إلى الأمعاء السفلية، خصوصاً في حالة الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون التقرحي والتهاب المستقيم.
• تفريغ محتويات القولون.
• علاج الإمساك أو انحشار الأمعاء.
• تحسين عملية الهضم.
• تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
• المساعدة في تخفيف الوزن.
• تحسين الصحة العامة للجسم، من خلال طرد السموم، وتعزيز عمل الجهاز المناعي وتحفيز طاقة الجسم.
• تحسين الحالة المزاجية.

ملاحظة:

لا بد من الإشارة إلى أنه ليس هناك دليل علمي على أن تنظيف القولون مفيد للجسم ويُحقق النتائج غير المتصلة بالإجراءات الطبية والدوائية، بل إن تطهير القولون قد يترك آثارا جانبية على الصحة كما ذكرنا في المحور الأول من هذا المقال. ^{[2] [3]}

تنظيف القولون من الغازات:

غالبًا ما يعود سبب الغازات إلى نوعية الطعام الذي تأكلينه؛ لذا فإن تغيير العادات الغذائية يُعد الخطوة الأساسية في تطهير القولون من الغازات، وذلك عن طريق تتبّع كيفية تعامل القولون مع الأطعمة المختلفة وتدوين الأصناف التي تتسبب بالنفخة والغازات، خصوصاً الأغذية الغنية بالألياف، ومكملات الألياف المتاحة في الصيدلية دون الحاجة لوصفةٍ طبية، والأطعمة مرتفعة الدهون، والأغذية المقلية أو الحارة، والمشروبات الغازية، والعدس والفول، والخضروات الصليبية؛ مثل الملفوف والقرنبيط والبروكلي، والثوم والبصل، والخوخ أو عصير القراصيا (خوخ مجفف)، والأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز؛ بما في ذلك الحليب والأجبان وغيرها من منتجات الألبان.

وبالإضافة إلى تغيير النظام الغذائي، هناك بعض النصائح التي يمكنكِ اتباعها في تنظيف القولون من الغازات:

• اشربي شاي البابونج قبل الوجبات الغذائية.
• اشربي كوباً واحداً من شاي النعناع قبل كل وجبة، علماً أنه قد يتداخل مع امتصاص الحديد وبعض الأدوية.
• خفّفي ملعقةً كبيرة من خل التفاح في كوبٍ كبير من الماء أو الشاي، واشربيه قبل الوجبات الغذائية مباشرةً، وبما لا يزيد على ثلاث مرات يومياً.
• أضيفي (2 – 5) قطرات من زيت القرنفل إلى كوبٍ من الماء بسعة 8 أونصات، واشربيه بعد الوجبات الرئيسية.
• تناولي أقراص الفحم المُنشط، بمقدار قرص واحد قبل الوجبة مباشرةً وبعد تناولها بساعةٍ واحدة.
• تناولي دواء السيميثيكون تحت إشرافٍ طبي، خصوصاً إذا كنتِ حاملاً أو تستهلكين أنواعاً أخرى من الأدوية.
• مارسي التمارين الرياضية يومياً؛ بما في ذلك المشي، والجري، والقفز بالحبل.
• اجلسي أثناء تناول الوجبات، وامضغي الطعام ببطء.
• تجنبي شرب السوائل عن طريق المصّاصة.
• امتنعي عن استهلاك المشروبات الغازية.
• تجنبي مضغ العلكة.
• ابتعدي عن التدخين. ^[5]  

تنظيف القولون من البراز:

هناك عدة وسائل متاحة يمكنكِ استخدامها في تنظيف القولون من البراز، وهي كما يلي:

• منتجات تطهير القولون التي يمكن استهلاكها عن طريق الفم، وتكون على شكل مسحوق أو حبوب أو شاي.
• محلول علاج الإمساك المتاح في الصيدليات دون وصفةٍ طبية، وعادةً ما يحتوي على الملح أو القهوة أو الثوم أو الصبار أو شوك الحليب.
• شرب محلول ملح الهيمالايا والماء الفاتر على الريق، والذي يعد من أشهر طرق تنظيف القولون من البراز المُتحجّر.
• وسائل تطهير القولون عن طريق المستقيم، وهذا إجراء طبي يتم داخل المستشفيات فقط. ^[6]  

تنظيف القولون في 8 دقائق:

ينصح الخبراء بشرب المياه المالحة الدافئة على معدة فارغة، وهي من أشهر طرق تنظيف القولون في 8 دقائق؛ لذا اخلطي 2 ملعقة صغيرة من ملح البحر أو الملح الوردي (ملح الهيمالايا) مع كوبٍ من الماء الفاتر، واشربيه على الريق عند الاستيقاظ من النوم، فهذا المحلول يُعتبر فعالاً في تحفيز حركة الأمعاء في غضون بضع دقائق، ويمكنكِ تكرار هذه الخطوات مرةً ثانية خلال اليوم. ^[6]

أدوية تنظيف القولون:

إذا كنتِ تُفضلين الطرق الطبية في تطهير القولون، فإليكِ أبرزها:

• الحقن الشرجية، وهي تُعطى في المستشفيات وتحت إشرافٍ طبي فقط.
• الحبوب، وهي غالباً ما تحتوي على مكملات الألياف والمليّنات الطبيعية. وهذه الأقراص من أشهر أدوية تنظيف القولون.
• فيتامين (C).

تحذير:

لا يوصي الخبراء باتباع الطرق المذكورة أعلاه؛ لذا احرصي على استشارة الطبيب مسبقاً. ^[3]

تنظيف القولون في المنزل:

غالباً ما تعتمد طرق تنظيف القولون في المنزل على تغيير طبيعة الغذاء؛ لذا نذكر لكِ فيما يلي أفضل الأطعمة المفيدة في تطهير الأمعاء والتي تعمل بشكلٍ أو بآخر على تسهيل عملية الهضم وإخراج البراز:

• الأطعمة المخمرة؛ مثل الزبادي واللبن الزبادي اليوناني، والكفير، وخل التفاح، والملفوف المخلل، والمخللات عموماً، وبعض أنواع الجبنة.
• الأطعمة الغنية بالنشويات المقاومة (هي نشويات تحتوي على أنواع من السكر يصعب على الجسم تكسيرها)؛ مثل البطاطا والبطاطا الحلوة، والذرة الحلوة، والأرز، والخبز الأبيض، والموز الأخضر، والحنطة السوداء، وقصب السكر، وقطع السكر. ^[7]  

تنظيف القولون طبيعياً:

عادةً ما تستند الطرق الطبيعية في تطهير الأمعاء إلى تناول بعض الأنواع من الأطعمة والمشروبات القادرة على تسريع عملية الهضم والدفع بالبراز خارجاً للتخلص منه، وإليكِ فيما يلي مجموعة مميزة من الأصناف الغذائية الفعالة في تنظيف القولون طبيعياً، بالإضافة إلى وسيلةٍ طبيعيةٍ أخرى لتطهير القولون:

• الأطعمة الطبيعية الكاملة الغنية بالألياف: مثل البذور والمكسرات، والفاصولياء، والتوت، والحبوب الكاملة.
• مشروب الزنجبيل والعسل: اخلطي 1 ملعقة صغيرة من عصير الزنجبيل مع مقدار مناسب من العسل، بالإضافة إلى كوب واحد من الماء الدافئ، وطبّقي هذه الوصفة مرة أو اثنتين يومياً.
• محلول الليمون والعسل: امزجي مقداراً مناسباً من عصير الليمون الطازج مع 1 ملعقة كبيرة من العسل ورشة من الملح، بالإضافة إلى كوب من الماء الدافئ، ثم اشربيه على الريق في الصباح.
• الصوم: إذ يُعتبر الامتناع عن تناول الطعام طريقة مُجدية لتطهير القولون ومساعدة الكبد والكليتين على التخلص من السموم، مع إمكانية شرب الماء وعصائر الخضروات والفواكه الطازجة أثناء فترة الصيام. ^{[6] [7]}

مشروبات تنظيف القولون:

هناك العديد من المشروبات التي يمكنها أن تحل مشكلة الإمساك والنفخة والغازات التي تُعانين منها؛ لذا نعرض لكِ فيما يلي أشهر مشروبات تنظيف القولون:

• الماء، بحيث تحرصين على شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم.
• شاي الأعشاب المُليّنة، خصوصاً السيليوم، والصبار، إذ يمكنكِ من خلال شرب هذه السوائل تنظيف القولون بالأعشاب.
• عصائر الخضار والفواكه الطازجة، لا سيما التفاح، الكمثرى، الكيوي، العنب، الموز، والليمون. ^[6] [7]

إذا ما زلتِ ترغبين بالخضوع لعملية تطهير القولون بواسطة الري، فاستشيري طبيبكِ المختص وناقشي معه كل مخاوفكِ؛ حتى تتعرفي على الفوائد التي يمكنكِ الحصول عليها والأخطار المحتملة جراء تنظيف الأمعاء، ومن الضروري أيضًا أن تلجئي لأكثر من طبيب أو تختاري مُقدم رعاية صحية ذا خبرة عريقة في المجال، حتى وإن أردتِ تجربة طرق تنظيف القولون في المنزل أيضاً.