عيد الاستقلال المغربي.. علاقة راسخة بين الشعب ورموزه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 31 يوليو 2023
عيد الاستقلال المغربي.. علاقة راسخة بين الشعب ورموزه

تعد المملكة المغربية البلد العربي الوحيد الذي لم يخضع للسيطرة العثمانية، سواءً الاسمية أو الفعلية، لكنها خضعت للاحتلال الإسباني والفرنسي، قبل أن تتمكن من دحر الغزاة وإعلان الاستقلال، الذي أصبح عيداً وطنياً لكل المواطنين المغربيين، إذ انتقل المغرب من الاستقلال إلى دولة تحت الاحتلال، قبل أن يسترجع الاستقلال ثانيةً، الذي انتقل بموجبه من نظام السلطنة إلى النظام الملكي، ويعد المغرب بلداً ذا موقع استراتيجي، حيث يطل على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ويُشرف على أهم معبر مائي يربط الشرق بالغرب وهو مضيق جبل طارق.

الاحتفال بعيد الاستقلال المغربي

يحيي المغربيون كل عام ذكرى الاستقلال في يوم الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، والأيام الأخيرة للقوات الفرنسية والإسبانية في المغرب عام 1955، حيث يقيمون الاحتفالات والفعاليات ويزورون المتاحف. [1]

كما تخصص وسائل الإعلام المغربية هذا اليوم لعرض ذكريات الاستقلال، وتُزين البلاد بالأعلام في الشوارع والساحات وواجهات المحلات، وينيرون السماء بالألعاب النارية، كما تُقام المعارض التي تُخَلّد هذه المناسبة. [1]

العلم الوطني المغربي

يتكون علم المملكة المغربية من مستطيل أحمر، تتوسطه نجمة خماسية لونها أخضر، وقد اعتمد السلطان المغربي العلم رسمياً في السابع عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1915. [2]

وجاء في قرار تبني العلم: "نظراً لترقي شؤون مملكتنا الشريفة، وانتشار ألوية مجدها وفخارها، ولما اقتضته الأحوال من تخصيصها براية تميزها عن غيرها من بقية الممالك، وحيث كانت راية أسلافنا المقدسين تشبه بعض الرايات وخصوصاً المستعملة في الإشارات البحرية، اقتضى نظرنا الشريف تمييز رايتنا السعيدة، بجعل الخاتم السليماني المخمس في وسطها باللون الأخضر، راجين من الله سبحانه أن يبقيها خافقة برياح السعد والإقبال في الحال والمآل، آمين والسلام". [2]

ولألوان العلم الوطني المغربي دلالاتها، وهي تتمثل فيما يأتي: [2]

  • اللون الأحمر: يرمز إلى دم الشهداء.
  • اللون الأخضر: يرمز إلى الأرض الخصبة.
  • النجمة الخماسية: ترمز إلى خاتم النبي سليمان.

النشيد الوطني للمغرب

للمملكة المغربية نشيد وطني مثلها مثل باقي الدول، لكن الموسيقى في هذا النشيد سبقت الكلمات، حيث وضع ليو مورغان لحناً موسيقياً خاصاً للمغرب، اعتمدته المغرب كنشيد وطني منذ الاستقلال عام 1956. [3]

وبقي النشيد الوطني موسيقى من دون كلمات حتى عام 1970، عندما تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم في المكسيك، الذي كان يعد أكبر محفل عالمي تُعزف فيه الأناشيد الوطنية آنذاك. [3]

فأمر الملك الراحل الحسن الثاني، الكاتب علي الصقلي الحسيني، بكتابة كلمات النشيد الوطني المغربي، مع الحفاظ على نفس اللحن ليردده اللاعبون في المكسيك أثناء عزف النشيد. [3]

وتتمثل كلمات النشيد الوطني للمغرب فيما يأتي: [3]

منبت الأحرار... مشرق الأنوار

منتدى السؤدد وحمـاه... دمت منتداه وحمـاه

عشت في الأوطان... للـعلـى عنوان

ملئ كل جنـان... ذكرى كل لسـان بالروح بالجسد

هب فتـاك... لبـى نداك... في فمي وفي دمي

هواك ثار نور ونار إخوتي هيـا للعلى سعيا

نشهد الدنيا أن هنا نحيا بشعار الله... الوطن... الملك

ملوك المغرب منذ الاستقلال حتى الآن

  • محمد الخامس بن يوسف: بعد الاستقلال تم اعتماد الدستور المغربي الجديد الذي ينص على أن نظام الحكم ملكي، وبموجب ذلك تغيّر لقب محمد الخامس بن يوسف من السلطان إلى الملك، حيث استمر في حكم البلاد حتى وفاته عام 1961.
  • الحسن الثاني بن محمد: تولى السلطة منذ عام 1961 حتى وفاته عام 1999، وأقرّ الملك دستوراً جديداً للبلاد عام 1962، وأصبح بموجبه نظام الحكم في المغرب ملكياً دستورياً.
  • محمد السادس بن الحسن: تولى السلطة منذ عام 1999 حتى الآن، أُقر في عهده دستور جديد للمغرب في عام 2011، حيث نصت أهم بنوده على: "احترام حقوق الإنسان والحريات الفردية وحرية الدين". [4]

الاحتلال الفرنسي الإسباني

خضع المغرب للإمبراطورية البيزنطية حتى الفتح الإسلامي في عام 649م، حيث أصبح ضمن حدود الدولة العربية الإسلامية في العصر الأموي ومن ثم العباسي، لكنه لم يخضع لسيطرة الدولة العثمانية، وذلك بسبب بعده عن الدولة العثمانية وارتباطه بعلاقات سياسية واقتصادية مع الدول الأوروبية. [1]

وبقيت المملكة المغربية دولة مستقلة حتى عام 1906، حيث تنافست الدول الأوربية لاحتلالها، فكانت النتيجة انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء في عام 1906، والذي ضم فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا وألمانيا، تمهيداً لتوقيع معاهدة فاس في عام 1912 بين الدول الأوروبية. [1]

وقد نصّت معاهدة فاس على تقسيم المغرب إلى ثلاثة أقسام، الأولى تضم الساحل ومنطقة الريف تحت الاحتلال الإسباني، والمنطقة الثانية طنجة تحت إشراف دولي، أما المنطقة الثالثة باقي المغرب تحت الاحتلال الفرنسي. [1]

ونتيجةً لهذه المعاهدة وقّعت فرنسا والمغرب معاهدة في الثلاثين من آذار/مارس من عام 1912، فرضت بموجبها الحماية الفرنسية على المناطق الوسطى، والمدن الرئيسية، وساحل المحيط الأطلسي، حيث يستمر السلطان في منصبه، لكن الصلاحيات في إدارة البلاد من اختصاص المفوض السامي الفرنسي، كما احتلت إسبانيا ساحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الريف، وأصبحت طنجة منطقة دولية. [1]

المغرب رحلة طويلة نحو الاستقلال

رفض الشعب المغربي احتلال أراضيه، والسياسات الاستعمارية التي استهدفته، لذلك أعلن المغربيون المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي والاستعمار الإسباني، فكانت ثورة عبد الكريم الخطابي بين عامي 1921-1926، بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي وحّد صفوف قبائل الريف ضد العدو الإسباني، وهُزم الإسبان على أيدي المغربيين في معركة أنوال في شهر أيار/مايو من عام 1920. [1]

وفيما بعد، أسس عبد الكريم الخطابي جمهورية مغربية في منطقة الريف، استمرت حتى عام 1926، حيث طلبت إسبانيا مساعدة فرنسا في القضاء على الثورة، فشكلوا قوات مشتركة فرنسية إسبانية تمكنت من هزيمة الثورة والقضاء على الجمهورية في عام 1926. [1]

ظل المغرب تحت الاحتلال الفرنسي والإسباني خلال الحرب العالمية الثانية، وشهدت مدينة الدار البيضاء المغربية خلال الحرب انعقاد مؤتمر للحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) في عام 1943، بهدف فتح جبهة ثانية في إفريقيا ضد دول المحور (ألمانيا، وإيطاليا، واليابان) لتخفيف الضغط عن الاتحاد السوفيتي. [1]

وفي الحادي عشر من كانون الثاني/يناير عام 1944، قدّم سلطان المغرب محمد الخامس وثيقة طالب فيها بإنهاء نظام الحماية على المغرب، وإلغاء التقسيم، مطالباً بالسيادة المغربية على كامل أراضي البلاد، لكن فرنسا وإسبانيا رفضتا ما جاء في الوثيقة. [1]

فقام الملك المغربي بزيارة مدينة طنجة في التاسع من شهر نيسان/أبريل عام 1947، وألقى فيها خطاباً أدى إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني، فقامت فرنسا بنفي محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر في العشرين من شهر آب/أغسطس عام 1953، الأمر الذي أغضب الشعب المغربي، وأدى إلى قيام ثورة عُرفت باسم "ثورة الملك والشعب". [1]

إثر ذلك، عاد الملك محمد الخامس من المنفى في السادس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1955، وبعد يومين أي في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الملك المغربي بزوغ فجر الحرية والاستقلال. [1]

وبعد مرور 4 أشهر، أي في الثاني من آذار/مارس عام 1956، اعترفت فرنسا باستقلال المغرب، ثم أعلنت إسبانيا إنهاء احتلالها لمناطق الريف والساحل المغربي، والاعتراف بسيادة المغرب على هذه المناطق في السابع من نيسان/أبريل عام 1956. [1]

ثم ألغي النظام الدولي في طنجة، وعادت للسيادة المغربية، فأصبح يوم الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1955 عيداً للاستقلال، وعيداً وطنياً للمغرب. [1]

وبذلك، نرى أن المملكة المغربية حافظت على استقلالها السياسي واستقرارها الأمني لعقود عديدة، حيث تبرز العلاقة القوية بين الشعب والملك، الذي يعد رمزاً من رموز البلاد، إضافة للعلم الوطني المغربي، والنشيد الوطني المغربي.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار