في قلب كان السينمائية: جولة في أبرز وجهات النجوم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 مايو 2025
في قلب كان السينمائية: جولة في أبرز وجهات النجوم

عندما تُذكر مدينة كان، تقفز إلى الأذهان صور السجادة الحمراء ومهرجانها السينمائي الشهير الذي يجذب كبار النجوم والمخرجين من كل أصقاع الأرض. لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذه المدينة الفرنسية الساحرة تحتضن خلف كواليسها كنوزاً سياحية فريدة، يحرص كبار المشاهير على زيارتها للاستجمام والخصوصية والابتعاد عن عدسات الكاميرات. فهل ترغبين في معرفة الأماكن التي يرتادها هؤلاء بعيداً عن صخب الأضواء؟ وهل تطمحين لاكتشاف الوجه الآخر لمدينة الفن والجمال؟

في هذا المقال، نأخذكِ في جولة حصرية بين أبرز المعالم والمواقع السياحية التي يقصدها النجوم عند زيارتهم لكان، لتعيشي التجربة كما لو كنتِ واحدة منهم.

أفضل أماكن سياحية في كان

خلال مهرجان كان السينمائي لعام 2025، تتحول مدينة كان إلى مسرح فاخر يتألق فيه نجوم السينما من جميع أنحاء العالم. وبينما تتوجه الأنظار إلى السجادة الحمراء، هناك أماكن سياحية وسرية يفضلها المشاهير للاستمتاع بوقتهم بعيداً عن الأضواء. إليكِ دليلاً شاملاً لأفضل هذه الأماكن، حيث يمكنكِ أن تلمسي سحر كان الحقيقي وتعيشي تجربة النجوم.

قصر المهرجانات والمؤتمرات: نبض السجادة الحمراء

في قلب مدينة كان، يتربع قصر المهرجانات والمؤتمرات كرمز عالمي للسينما والفنون. هنا، تُسلط الأضواء على المشاهير في كل شهر مايو خلال مهرجان كان السينمائي، حيث تسير أعظم الأسماء على السجادة الحمراء وتتلاقى عدسات العالم. لكن هذا القصر لا يقتصر على الفعاليات، بل يمكنكِ التجول فيه طوال العام، والتقاط الصور في زاوية "نجوم كان" حيث خلد الممثلون والمخرجون بصماتهم بأسلوب يشبه ممشى النجوم في هوليوود.

قص المهرجانات والمؤتمرات في كان

لا كروازيت: ملتقى الفخامة على شاطئ الريفييرا

بوليفارد لا كروازيت (La Croisette) ليس مجرد شارع... بل هو لوحة حيّة تجسّد الذوق الفرنسي الرفيع بكل تفاصيله. يمتد هذا الممشى الساحلي بمحاذاة خليج كان اللامع، وتزدان جوانبه بفنادق أسطورية مثل "كارلتون" و"مارتينيز"، إلى جانب بوتيكات لأشهر دور الأزياء العالمية التي تجذب أعين النجمات قبل الكاميرات.

هنا، تختلط رائحة القهوة بأناقة الفساتين، وتصبح النزهات الصباحية على الأرصفة المطلة على البحر طقساً يومياً للنجوم الباحثين عن لحظة صفاء. وفي غير أوقات المهرجان، يحتفظ لا كروازيت بسحره الهادئ، كأنّه ملاذ أنيق يهمس لكِ: الفخامة الحقيقية لا تحتاج إلى صخب.

شارع لا كروازيت (La Croisette)

حيّ لو سوكيه: عبق التاريخ بين الأزقة

حين تبتعدين قليلاً عن ضجيج البحر وأضواء المهرجان، يستقبلك حي "لو سوكيه" (Le Suquet) بهدوئه العتيق وتاريخه العابق برائحة الزمن. يتربع هذا الحيّ القديم على تلة صغيرة تُشرف على الميناء القديم، وتنساب أزقته المرصوفة بالحجارة مثل خيوط الذاكرة، تتناثر بينها منازل ذات شرفات مزينة بالياسمين وشرفات تهمس بحكايات مضت.

هنا، يجد النجوم استراحة من الوهج، حيث يقصدون مطاعمه الصغيرة التي تقدم نكهات الجنوب الفرنسي بأصالة لا تُضاهى. وفي أعلى التلة، عند ساحة كنيسة نوتردام دي لسبيرانس، تمتد المدينة أمامكِ في لوحة بانورامية تأسر النظر وتمنحكِ لحظة لا تنسى.

متحف كاستر: حيث يلتقي الفن بروح المتوسط

فوق ربوة مطلة على خليج كان، ينتصب قصرٌ حجري عتيق يحمل بين جدرانه عبق القرون الوسطى. إنه متحف كاستر (Musée de la Castre)، جوهرة تاريخية تأسر الزائر بروحها الثقافية الغنية. داخل أروقته، تنتظرُكِ كنوز من العالم القديم: آلات موسيقية نادرة، وقطع أثرية من حضارات آسيا وأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، تُروى من خلالها حكايات شعوب عبرت البحار والزمان.

لا عجب أن يجد فيه المشاهير المثقفون ملاذاً يليق بذائقتهم، ولا أن تتحول شرفته المطلة على الخليج إلى مسرح لجلسات تصوير تفيض فخامةً وأناقة. زيارة هذا المتحف ليست فقط رحلة في عمق الفن... بل احتضان للروح مع جمالٍ يلامس السماء.

متحف كاستر كان

سوق فورفيل: أناقة الحياة البسيطة

من قال إن البساطة لا تليق بالنجوم؟ في قلب مدينة كان، ينبض سوق فورفيل (Marché Forville) بروح الحياة اليومية، ولكن بنفَس فرنسي أنيق يجعل من كل زاوية فيه لوحةً نابضة. تحت سقفه العتيق، يتجول المشاهير بخفة وخصوصية، ينتقون بأنفسهم الزهور الموسمية، الأعشاب الطازجة، أو قطع الجبن المحلي... كل شيء هنا يقدَّم بعناية كأنّه تحفة فنية تُليق بذوق رفيع.

ما يميز هذا السوق ليس فقط تنوعه، بل روحه؛ فهو ليس مكاناً للشراء فحسب، بل تجربة حسيّة حيث تندمج الألوان والروائح والهمسات الفرنسية في سيمفونية صباحية لا تنسى. سوق فورفيل هو ترف الحياة البسيطة، كما يراها النجوم.

سوق فورفيل (Marché Forville) كان

جزر ليرين: ملاذ المشاهير في قلب الطبيعة

قبالة سواحل كان، تقبع جزر ليرين (Îles de Lérins) كجواهر خضراء وسط مياه اللازورد. وتنقسم إلى جزيرتين رئيسيتين:

  1. جزيرة سانت مارغريت (Sainte-Marguerite): هي الأكبر والأكثر زيارة، وتشتهر بغابات الصنوبر، والخلجان الهادئة، والسواحل الرملية. تتضمن الجزيرة قلعة قديمة تحولت إلى متحف البحر، حيث يُقال إنها كانت سجن "الرجل ذو القناع الحديدي". يختارها النجوم للهروب من الصخب والسباحة في مياهها الكريستالية.
  2. جزيرة سانت أونورا (Saint-Honorat): أكثر هدوءاً وتأملاً، وهي موطن دير قديم يعود إلى القرن الخامس الميلادي ويُدار حتى اليوم من قِبل رهبان. تنتشر فيها كروم العنب، وتُنتج أنواعاً محدودة وفاخرة من النبيذ. يقصدها المشاهير الذين يبحثون عن العزلة الروحية والتأمل.

شاطئ بيلّا بلّاج: فخامة تحت الشمس

عندما ينسدل المهرجان بأضوائه وضجيجه، يحتاج المشاهير إلى زاوية هادئة تُعيد إليهم توازنهم. وهنا يبرز شاطئ بيلّا بلّاج (Plage Bella Plage)، كواحة فاخرة تهمس بالهدوء والخصوصية. يقع هذا الشاطئ الخاص على رمال الريفييرا الذهبية، ويتميّز بأجوائه الحميمة التي تجذب نجوم الصف الأول الباحثين عن استراحة أنيقة تحت شمس المتوسط.

توفر أسرّته الشمسية المصممة بذوق راقٍ، ومطاعمه البحرية التي تُطل مباشرة على الخليج، لحظات من الدلال والاسترخاء. إنه ليس مجرد شاطئ... بل ملاذ أنيق بين مقابلات العمل وعدسات المصورين.

شاطئ بيلّا بلّاج

فيلا دومرغ: أسرار الفن والحدائق المخفية

على تلة تتوّجها الأشجار والورود، تختبئ فيلا دومرغ (Villa Domergue) كجوهرة سرية لا يعرفها إلا القليل. كانت ذات يوم مرسماً ومسكناً للفنان جان دومرغ وزوجته، فتحولت إلى فضاء فني راقٍ يحتضن المعارض الخاصة والمناسبات الثقافية الرفيعة التي لا تُفتح إلا لأسماء مختارة. الحدائق المنسقة بعناية رومانسية تحاكي اللوحات الانطباعية، وتُعدّ ملاذاً صامتاً للمشاهير الباحثين عن لحظة إلهام بعيداً عن عدسات العالم.

أثناء مهرجان كان، تتحول الفيلا إلى مسرح للجمال الصامت، حيث تُقام جلسات التصوير الراقية وسط ضوء الشمس المتسلل بين الأغصان، وعبق الفخامة الهادئة.

متحف البحر: أرشيف الغموض في قلب الجزيرة

في أحضان جزيرة سانت مارغريت، وتحديداً داخل قلعة حجرية شُيدت في القرن السابع عشر، ينتصب متحف البحر (Musée de la Mer) كأرشيفٍ غارق في الحكايات والأساطير. المعروضات تشمل بقايا سفن غارقة، وقطع أثرية بحرية، وأسراراً تتعلق بالرجل الغامض ذي القناع الحديدي، الذي قبع سجيناً في أحد أبراج القلعة، ولا تزال هويته لغزاً حتى اليوم.

يزوره المشاهير لا بحثاً عن وهج الكاميرات، بل عن أسرار التاريخ ودهشة الاكتشاف، حيث تمتزج روح البحر بعطر الماضي، ويولد الإلهام من بين جدرانٍ تهمس بالحكايات القديمة.

في الختام، في كان، تختلط الفخامة بالتاريخ، وتتمازج الأضواء بالسكينة. ليس عجيباً أن يختارها المشاهير لقضاء أجمل أوقاتهم، ولا عجب أن تحلمين بأن تكوني هناك أيضاً. فسواءً كنتِ تتطلعين للسير على خطى نجمات السجادة الحمراء، أو لاكتشاف الزوايا التي تأسر قلوبهم بعيداً عن عدسات الكاميرا، فإن كان ستفتح لكِ أبوابها بأناقة لا تضاهى.

مواضيع ذات صلة

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما هي الأماكن السياحية في كان؟
    تشمل مدينة كان العديد من الوجهات السياحية المميزة مثل قصر المهرجانات، بوليفارد لا كروازيت، حي لو سوكيه التاريخي، جزر ليرين، متحف كاستر، وسوق فورفيل. هذه الأماكن تجمع بين الفخامة، الطبيعة، والتاريخ.
  2. ما هو أفضل وقت للسفر إلى كان؟
    أفضل وقت لزيارة كان هو بين شهري مايو وسبتمبر، حيث يكون الطقس مشمسًا ودافئًا. ويُعد شهر مايو مميزًا لحضور مهرجان كان السينمائي والأجواء النابضة بالحياة.
  3. ما هو أشهر شارع في كان؟
    أشهر شارع في كان هو بوليفارد لا كروازيت، ويمتد بمحاذاة البحر. يزخر بالفنادق الفاخرة، المتاجر الراقية، والمطاعم، ويُعتبر وجهة أساسية للمشاهير والزوار.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار