ليليا الأطرش

منذ بداياتها الأولى على الشاشة الصغيرة، استطاعت ليليا الأطرش أن تفرض اسمها كإحدى أبرز نجمات الدراما السورية والعربية، مستندة إلى إرث فني عريق تنتمي إليه من خلال عائلة الأطرش، التي أنجبت عمالقة مثل فريد الأطرش وأسمهان. ولدت في سوريا عام 1981، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة من خلال المشاركة في سلسلة "مرايا" إلى جانب الفنان الكبير ياسر العظمة، لتشقّ طريقها بثبات في عالم التمثيل وتخطف الأنظار بأدوارها المتنوعة، خصوصًا في أعمال البيئة الشامية التي أظهرت فيها حسّها الفني العالي وقدرتها على تجسيد شخصيات المرأة الدمشقية الأصيلة.

النشأة والبدايات الفنية

• وُلدت الفنانة ليليا الأطرش في 18 أغسطس 1981 في سوريا، وتنتمي إلى واحدة من أشهر العائلات الفنية في الوطن العربي، عائلة الأطرش التي خرج منها أسماء لامعة في تاريخ الفن العربي، مثل فريد الأطرش وأسمهان.
• تنحدر من محافظة السويداء، وبدأت مسيرتها الفنية وهي لا تزال في عمر صغير، حيث أطلت لأول مرة على الشاشة ضمن السلسلة الكوميدية الشهيرة "مرايا" إلى جانب الفنان القدير ياسر العظمة.

من الأدوار الثانوية إلى البطولات المميزة

بعد ظهورها الأول، بدأت ليليا تشق طريقها بثبات في عالم الدراما السورية، فشاركت في أعمال مهمة أبرزها "نساء صغيرات" إلى جانب ديمة بياعة وكاريس بشار، حيث أظهرت موهبة واعدة في أداء الأدوار المركبة. ثم توالت مشاركاتها في عدد من المسلسلات التي رسخت اسمها، مثل:

• "أشواك ناعمة": حيث أدت شخصية مراهقة تمر بتحولات اجتماعية وعاطفية.
• "مذكرات عائلية": الذي جمع بين الدراما الاجتماعية والواقعية اليومية.
• "باب الحارة": الذي شكل نقلة نوعية في مسيرتها، حيث لعبت دور المرأة الدمشقية الأصيلة عبر سبعة أجزاء من المسلسل الأشهر عربياً.

أعمال درامية شكلت محطات فارقة

تميزت ليليا الأطرش باختيار أدوارها بعناية، فكان لها بصمة خاصة في أعمال تناولت البيئة الشامية والتاريخ السوري، من أبرزها:

• "الداية": تناول المسلسل المجتمع السوري في فترة الاحتلال الفرنسي، وبرزت فيه ليليا بأداء متقن ومعبر.
• "الخبز الحرام": أحد آخر أعمالها، وقدمت فيه دوراً درامياً قوياً أثبت تطورها الفني.
• "رجاها": جسدت فيه دور زوجة للممثل عباس النوري، وقد نالت إشادة واسعة على قدرتها في تقديم شخصية متوازنة وعميقة.
• "ليالي الصالحية": شاركت فيه بدور مميز ضمن دراما البيئة الشامية، مع سعيها لتمييز شخصيتها عن مثيلتها التي أدتها كاريس بشار في العمل نفسه.

أسلوبها وأثرها في الدراما السورية

اتسمت أدوار ليليا الأطرش بالعمق والواقعية، ونجحت في تقديم صورة متكاملة للمرأة السورية، سواء في أدوارها كفتاة مراهقة تبحث عن ذاتها، أو كزوجة وربة منزل تعاني من تناقضات المجتمع، أو في البيئة الشامية العريقة، حيث جمعت بين التقاليد والقوة النسائية.

أحدث وأشهر أعمال ليليا الأطرش: حضور مستمر وتألق متجدد

استمرت ليليا الأطرش في تعزيز مكانتها على الساحة الدرامية من خلال مشاركتها في عدد من المسلسلات الحديثة والمتنوعة بين الاجتماعي، التاريخي، والبيئة الشامية. من أبرز هذه الأعمال:

• "العرافة" (2023): قدمت شخصية فاتن عمران، في عمل درامي أثار اهتمام الجمهور بقصته الغامضة وأحداثه المشوقة.
• "الكرزون" (2023): أدت دور نور عدنان، ضمن دراما اجتماعية تناولت قضايا إنسانية.
• "ببساطة ج2" (2020): ظهرت في عدة شخصيات ضمن هذا العمل الكوميدي، الذي تميز بالاسكتشات الساخرة والواقعية اليومية.
• "الحرملك" (2019): جسدت شخصية عطر، في دراما تاريخية سلطت الضوء على الحياة السياسية والنسائية في البلاط العثماني.
• "حركات بنات" (2019): لعبت دور سارة، في مسلسل شبابي اجتماعي تناول قضايا الجيل الجديد.
• "جوليا" (2018): أدت دور غنوة، في عمل رومانسي بلمسة كوميدية.
• "عطر الشام" (2016–2018): ظهرت بشخصية كاملة على مدار ثلاثة أجزاء، في واحد من أشهر أعمال البيئة الشامية.
• "وهم" (2018): أدت دور زينب، في دراما اجتماعية نفسية.
• "السلطان والشاه" (2017): جسدت شخصية بيكي، في عمل تاريخي سلط الضوء على الصراعات السياسية بين الدول الإسلامية.
• "صدر الباز" (2016): لعبت دور سعدية، في مسلسل تراثي شامي.

نجمة من جيل ذهبي

تُعتبر ليليا الأطرش واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، التي استطاعت أن تبني لنفسها مسيرة حافلة بالأدوار المتنوعة والمميزة، وتثبت حضورها في كل ظهور. تنتمي لجيل شكّل ملامح الدراما السورية الذهبية، وهي مستمرة حتى اليوم في ترك بصمة واضحة في كل عمل تختاره بعناية.