أمراض الثدي، الأسباب والتشخيص والعلاج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 15 أغسطس 2022
أمراض الثدي، الأسباب والتشخيص والعلاج

الثدي عبارة عن غدة مزدوجة تتوضع على الوجه الأمامي للصدر، مختلفة الشكل والحجم من أنثى لأخرى، تتطور بشكل أساسي عند الإناث في فترة البلوغ وتأخذ حجمها وشكلها النهائي، تتعرض أيضاً لتبدلات في فترة الحمل والولادة، حيث يكبر حجم الثدي قليلاً في إطار استعداده لإنتاج الحليب وعملية إرضاع المولود. قبل أن نتكلم عن أكثر المشكلات التي تصيب الثدي شيوعاً لابد لنا من معرفة بنية ومكونات الثدي.

بنية الثدي الطبيعية

يتكون الثدي من نوعين أساسيين من الأنسجة هما نسيج غدي (غدد) ونسيج شحمي (دهون)؛ يعطيان للثدي حجمه ووظيفته.

النسيج الغدي أو الغدد المنتجة للحليب، تتجمع مع بعضها على شكل كتل أو عقد صغيرة تدعى بـ (الفصيصات lobules)، تجتمع الفصيصات مع بعضها لتعطي بنىً أو تجمعات أكبر من الغدد تدعى بـ (الفصوص lobes)، يحوي الثدي وسطياً (15- 20) فصاً.

تنشأ بين الفصوص والفصيصات شبكة من الأنابيب تدعى بالقنوات المفرغة للحليب، تتصل مع بعضها وتعطي قنوات مفرغة أكبر حجماً، لتصب هذه القنوات المفرغة في النهاية على حلمة الثدي.

النسيج الشحمي يحيط بالنسيج الغدي، وهو الذي يعطي للثدي حجمه حيث تختلف كميته من أنثى لأنثى، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كبر حجم الثدي يعني أنه غني بالنسيج الشحمي، وهذا الحجم لا يعني أبداً أن الثدي قادر على إنتاج حليب أكثر، بمعنى آخر أن الغدد المنتجة للحليب هي المسؤولة عن إنتاج الحليب، وحجم الثدي وكثرة النسيج الشحمي أو قلته عوامل لا تؤثر على عملية إنتاج الحليب عند الأم المرضع.

وأخيراً يأخذ الثدي شكله الذي أيضاً يختلف حسب كل أنثى، عن طريق الأربطة التي تحيط به، تقوم بتثبيته على جدار الصدر الأمامي ودعمه وإعطائه الشكل الذي قد يكون دائري أو مخروطي أو غير ذلك من الأشكال.

أكثر أمراض الثدي شيوعاً

الثدي حاله كحال أي عضو في الجسم، يكون عرضةً للأمراض للاضطرابات وللمشاكل الصحية، لكن أهميته في عملية الحمل والإرضاع تجعل مشكلاته تسبب رعباً للنساء، وتدفعهن مباشرةً لمراجعة الطبيب والتفكير في سيناريوهات خطيرة عن حالتهم الصحية كالإصابة بسرطان الثدي مثلاً، لكن الذي يجب أن ندركه أن أغلب هذه الاضطرابات والمشاكل ليست خطيرة وتعالج تماماً، فما هي أكثر مشكلات الثدي شيوعاً؟ وما هي مسبباتها؟ سنستعرضها معاً:

  • كتل وأورام الثدي: يعد ظهور كتلة في الثدي من أهم الأمور التي تقلق وترعب المرأة وتجعلها تذهب مسرعةً للطبيب، حقيقةً هذه الكتل ليس بالضرورة أبداً أن تعني سرطان، فهناك أمراض عدة تصيب الثدي وتسبب ظهور مثل هذه الكتل، هذه الكتل تختلف بالحجم والموقع والبنية حسب السبب الذي أدى لظهورها.

أكثر الأسباب التي تؤدي لظهور أورام أو تكتلات الثدي شيوعاً هي:

  1. تبدلات الهرمونات خلال الدورة الشهرية: تعاني بعض النساء الشابات على وجه الخصوص، من إحساس بوجود كتلة وإزعاج في الثدي، لا سيما في الفترة التي تسبق حدوث النزف (الطمث)؛ السبب في ذلك هو تبدلات الهرمونات الجنسية الأنثوية (البروجسترون والأستروجين) خلال الدورة الشهرية، حيث هذه الهرمونات وتبدلاتها تؤثر على الثدي وتسبب الإحساس بوجود كتلة تزول بانتهاء الدورة.
  2. الكيسات: الكيسات (cysts) عبارة عن كتلة دائرية محاطة بغلاف ومملوءة بسائل شفاف، السبب في ظهورها غير معروف تماماً لكنها ليست خطيرة، من أكثر الأمراض شيوعاً التي تترافق بكيسات سليمة ما يدعى بالتغيرات الليفية الكيسية في الثدي .
  3. الخراجات: خراجات الثدي (breast abscess) عبارة عن تشكل يشبه الكيسة تماماً، لكن الفرق بينهما أن السائل الذي يكون ضمن الخراج يكون عبارة عن قيح ناتج عن تحطم الجراثيم المسببة للخراج، فإذاً الخراج ناتج عن تطور التهاب في الثدي بواسطة الجراثيم، دفاع الجسم عن نفسه وقتله لهذه الجراثيم يسبب تشكل القيح وتجمعه على شكل خراج، في حين - كما ذكرنا - أن الكيسات سببها غير معروف تماماً، يكون الخراج بشكل كتلة تحت جلد الثدي حمراء ومؤلمة. (تحدثنا عن خراجات الثدي في مقال سابق عن الثدي ومفرزاته).
  4. الورم الحليمي داخل القنوي (Intraductal papilloma): هو ورم لكنه سليم (أي ليس سرطاناً)، يظهر ضمن أحد القنوات المفرغة للحليب في الثدي على شكل كتلة صغيرة، تجس عادة في منطقة ما تحت الحلمة، هذه الكتلة تسبب بشكل أساسي خروج لمفرزات دموية من حلمة الثدي قد تكون أحياناً مؤلمة، تعالج باستئصالها جراحياً.
  5. سرطان الثدي (breast cancer): السرطان هو عبارة عن تكاثر غير طبيعي وعشوائي لخلايا شاذة وغير طبيعية، أي توجد خلية في عضو ما تكون غير طبيعية، تقوم بالتكاثر بسرعةٍ كبيرةٍ بشكل خارجٍ عن إرادة الجسم، فتشكل كتلةً من الخلايا غير الطبيعية تدعى سرطان.

طبعاً هذا السرطان يصيب الثدي وله أنواع عدة، بعض هذه الأنواع يسبب ظهور كتلة في الثدي، قد تكون كبيرة أو صغيرة، تسبب ألماً أو لا تسببه.

لا يمكن تمييز نوع الكتلة ومسببها بشكل سهل وبسيط، فالموضوع يحتاج لفحص من قبل الطبيب، وإجراء فحوص أخرى للثدي، كالتصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام) والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) والخزعات وغيرها من الفحوص التي سنتكلم عنها بعد قليل، كل هذه الفحوص تساعد في تحديد السبب بظهور الكتلة وعلاجها، وبشكل عام الكتل المقلقة هي التي تظهر عند النساء بعد سن ال 30.

  • ألم الثدي (Breast Pain): يعد الألم في الثدي من المشكلات الشائعة التي تصيب المرأة وتشعر بها، وتسبب لها إزعاجاً وعدم ارتياح، هذا الألم قد يترافق مع تورم واحمرار في الثدي، أو بإحساس بالثقل فيه، قد يكون ألماً مترافقاً بحس حرقة وحرارة في الثدي، وقد يتوضع في منطقة محددة من الثدي أو يكون شاملاً للثدي كله، وأكثر المشكلات التي تسبب ألماً في الثدي شيوعاً هي ما يلي:
  1. تغيرات الهرمونات خلال الدورة الشهرية: الهرمونات الجنسية الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون)، هي المسؤولة عن حدوث التبدلات في الرحم بشكل أساسي والجسم عموماً في الدورة الشهرية، تمارس هذه الهرمونات تأثيرها على الثدي وتسبب فيه تبدلات مع كل دورة طمثية، هذه التبدلات قد تترافق بحدوث ألم في الثدي وتورم وخصوصاً في الفترة التي تسبق حدوث نزيف الدورة، هذا الألم ليس له أي دلالة مرضية، يعالج بالمسكنات ويزول بانتهاء الدورة، ويخف مع التقدم بالعمر.
  2. الحمل: عند حدوث الحمل يبدأ الجسم بالاستعداد لعملية نمو الجنين ضمن الرحم، وتغذيته بعد الولادة، فتحدث تغييرات عدة في جسم المرأة الحامل، من ضمن هذه التغييرات هي التغيرات التي تصيب الثدي، حيث يكبر حجم الثدي بسبب نمو الغدد المنتجة للحليب واستعدادها لكي تنتج بعد عملية الولادة، وتكبر وتتوسع القنوات المفرغة للحليب، هذه التغيرات تسبب ألماً وتورماً في ثدي المرأة الحامل، تكون خاصةً في الأشهر الثلاث الأولى للحمل وبعدها يتراجع الألم ويزول.
  3. التهاب الثدي (Mastitis): يتعرض الثدي للالتهاب من خلال إصابته بالجراثيم، تدخل هذه الجراثيم إلى الثدي بشكل أساسي عن طريق جرح أو خدش في منطقة الحلمة، يكون أكثر شيوعاً عند النساء المرضعات من غيرهن، لأن إرضاع الطفل قد يسبب خدش وجرح للحلمة وبالتالي دخول الجراثيم إلى الثدي. هذه الجراثيم تدخل وتتكاثر في نسيج الثدي، مسببةً حدوث التهاب وتورم وألم في المنطقة التي تدخلها، مع احمرار وأحياناً خروج مفرزات من الثدي، يعالج التهاب الثدي بالمضادات الحيوية التي تقضي على الجراثيم المسببة.
  4. خراجات الثدي: كما قلنا سابقاً أن الخراج يعد تطوراً للالتهاب، حيث تتشكل كيسات مملوءة بالقيح الناتج عن تخرب الجراثيم، هذه الخراجات تظهر بشكل كتل تحت جلد الثدي، تكون حمراء ومتورمة ومؤلمة جداً.
  5. سرطان الثدي: الكتلة السرطانية بحد ذاتها نادراً جداً ما تكون مؤلمة، بالتالي الألم المرافق لسرطان الثدي يكون ناجم غالباً عن غزو السرطان وانتشاره في الثدي وفي المناطق المجاورة له.
  • إفرازات الثدي غير الطبيعية: المعروف أن إفراز الثدي الطبيعي يكون في سياق عملية الإرضاع، حيث يتم إنتاج الحليب لكي تقوم الأم بإرضاع طفلها وتغذيته، لهذا يعد خروج مفرزات من حلمة الثدي في غير هذا الوقت أمراً مثيراً للشك والاستغراب عند المرأة، حقيقةً هناك أمراض واضطرابات عديدة تسبب خروج مفرزات من حلمة الثدي، بشكل عام تكون الإفرازات التي تخرج من الثدي بشكل عفوي، بدون عصر مثلاً أو تحريض تشير إلى أن الإفراز غير طبيعي.

أكثر أسباب حدوث المفرزات شيوعاً من الثدي هي: الالتهاب (mastitis)، الحليموم داخل القنوي، التغيرات الليفية الكيسية في الثدي، وغيرها من الأمراض التي تحدثنا عنها بشكل مفصل في مقال الثدي ومفرزاته.

  • الحلمة المنطمرة أو المنقلبة (inverted nipples): تكون حلمات الثدي عند بعض النساء منطمرةً نوعاً ما، ونقصد بالمنطمرة هي أنها موجودة وواضحة لكن لا يرتفع مستواها عن مستوى الجلد المحيط بها، أي لا تكون بارزة في قمة الثدي بشكل واضح.

هذا الإنطمار إذا كان موجوداً منذ بلوغ المرأة وتطور ثدييها يعد شيئاً طبيعياً، حيث أن هذه الحلمات تبرز بشكل طبيعي عند حدوث الحمل والولادة وتسمح بإرضاع المولود دون أية مشكلة، وتعود لوضعها المنطمر بعد نهاية فترة الإرضاع، أما الذي يعد غير طبيعي هو أن الحلمات تكون غير منطمرة وفجأة تنطمر إحداهما عند المرأة، هنا يجب الشك بوجود اضطراب أدى لحدوث هذا الانقلاب ويجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب.

معظم الحالات المسببة لانقلاب الحلمة ليست خطيرة كالالتهاب والكيسات وغيرها، لكن من الممكن أن يكون الانطمار أو انسحاب الحلمة للداخل فجأة من علامات الإصابة بسرطان الثدي، في حال حدوث الانقلاب يراجع الطبيب ويطلب فحوص للثدي وأولها الماموغرام (صورة الثدي الشعاعية).

  • تغيرات جلد الثدي: يصيب جلد الثدي اضطرابات ومشاكل قد تقلق بعض النساء، فمن الممكن  أن يحمر جلد الثدي أو يتورم أو تظهر عليه بثور أو يتقشر الجلد في منطقة ما من الثدي وحتى أن يصبح ثخيناً وقاسياً، هذه المشاكل غالباً ما تكون متعلقة بالجلد فقط أي بما معناه أمراض تصيب جلد الثدي ولا علاقة لها بالثدي كغدة، أو أن تكون مرافقة لأمراض الثدي كبعض أنواع السرطانات.

الأمراض الجلدية الأكثر شيوعاً التي تصيب الثدي هي:

  • طفح الثدي (breast rash): يصاب جلد الثدي بالاحمرار والتورم ويصبح حاكاً ومزعجاً، مسببات هذا الطفح عديدة، فهو يترافق مع العديد من أمراض الثدي، كالتهاب الثدي (mastitis) وخراجات الثدي وغيرها.
  • الأكزيما (eczema): هو مرض مناعي ذاتي (أي أن مناعة الجسم هي التي تسبب حدوث الأعراض)، حيث تهاجم خلايا الجلد وتسبب حدوث الأعراض من احمرار وحكة وتورم، السبب في هذا المرض مجهول لكن وجد أن هناك بعض المواد التي يتحسس لها الجسم وتكون ردة فعله حدوث هذه الأكزيما، هذه المواد إما تسبب حدوث رد الفعل المناعي الذاتي عبر تناولها كالبيض والحليب وغيرها، أو تسبب حدوث هذه الأكزيما عند التماس مع الجلد كارتداء الصوف، لا يوجد علاج شافي للأكزيما، والحل الأمثل يكون بتجنب المواد التي تسبب الحساسية وحدوثها.
  • داء باجيت (Paget’s disease): وهي حالة نادرة من سرطان الثدي، تصيب حلمة الثدي وهالته (الجلد الغامق المحيط بالحلمة)، تترافق مع وجود سرطان ثدي في القنوات المفرغة للحليب، يصيب هذا الداء بشكل أساسي النساء فوق عمر الخمسين.

يسبب تغيرات في جلد الثدي تبدأ بالحلمة والهالة وتمتد، حيث يسبب احمرار وحكة وتسمك في جلد الثدي، ممكن أن نلاحظ أيضاً انقلاب في حلمة الثدي ووجود كتلة فيه، هذه الأعراض قد تجعل الطبيب يفكر بوجود التهاب عادي في الثدي، لكن مع الفحوص المخبرية من تصوير الثدي الشعاعي والخزعات وغيرها يتم تشخيصه، علاجه جراحي بالاستئصال.

طرق تشخيص أمراض الثدي

كما رأينا أن أمراض الثدي ومشكلاته عديدة ومتنوعة، بالتالي تحتاج لفحوص متعددة في سياق البحث عن الأسباب التي تؤدي لظهور هذه المشاكل والأمراض، تتكامل هذه الفحوص مع بعضها لوضع التشخيص الأمثل، والطبيب هو الذي يطلب اللازم من هذه الفحوصات، سنعرض أهم الإجراءات والفحوص المتعلقة بمشكلات الثدي:

  • القصة المرضية: وهي أول شيء يسأل عنه الطبيب، ومن الضروري جداً توخي الحذر والدقة في المعلومات المقدمة للطبيب في هذه القصة، وللتوضيح نقصد بالقصة هنا الحديث عن مشكلة الثدي، (حيث نخبر الطبيب متى بدأت، هل هي حديثة أم قديمة، الأعراض التي حدثت من ألم، احمرار، وجود كتلة أو مفرزات، هل المشكلة دائمة أم تأتي وتذهب..الخ)، كل هذه المعلومات بالإضافة للإجابة عن أسئلة الطبيب تساعد في التوجه إلى سبب المشكلة.
  • الفحص السريري: هذه مهمة الطبيب حيث يقوم بالكشف عن الثديين وفحصهما، يفتش عن وجود تغيرات في الثدي سواء تغيرات على مستوى شكل الثديين وتناظرهما، تغيرات في جلد الثدي، فحص وجود كتل في الثدي، هل الكتل حمراء مؤلمة أم غير مؤلمة، وغير ذلك.
  • الماموغرام (mammogram): أو ما يعرف بصورة الثدي الشعاعية، هي عبارة عن صورة شعاعية للثدي، يتم أخذ هذه الصورة عبر جهاز خاص، وفيه تظهر بنية الثدي من الداخل وهل هناك أمور شاذة في الثدي، كتل أو عقد غير طبيعية في القنوات الناقلة للحليب مثلاً أو في الثدي عموماً، والماموغرام يعد من أكثر الفحوص المستخدمة لتقييم الثدي.
  • التصوير الصدوي للثدي (breast ultrasound): المعروف عامياً بإيكو الثدي، الإيكو جهاز خاص يعمل على إرسال موجات صوتية بسرعة عالية، ثم يقوم بالتقاط ارتداد هذه الموجات عن مكونات الأعضاء، أي هو يطلق موجة صوت تصطدم بمكونات العضو وتعود بصدىً يلتقطه هذا الجهاز (لذلك سمي بالفحص الصدوي)، من ثم يقوم بعرض النتيجة على شاشة الإيكو.

يستخدم هذا الفحص بشكل أساسي في حال وجود كتلة في الثدي، حيث يسمح لنا بمعرفة محتوى هذه الكتلة، هل هي مملوءة بسائل (خراج) أم كتلة صلبة (ورم).

  • فحوص دموية ومخبرية (Blood tests): هنا يتم فحص عينة من الدم في المختبر، النتائج ممكن أن تظهر لنا وجود التهاب في الجسم، هذا الالتهاب قد يكون موجوداً في الثدي ويسبب فيه اضطرابات تكلمنا عنها سابقاً.

من الإجراءات الأخرى التي تتم في المخبر هي فحص السائل المفرز من الحلمة، حيث من الممكن أن نجد فيه جراثيم تبين لنا أن سبب هذه الإفراز هو وجود التهاب في الثدي.

  • خزعة الثدي (breast biopsy): تعني الخزعة أخذ قطعة صغيرة جداً من النسيج أو الكتلة غير الطبيعية في الثدي، تؤخذ ويتم إرسالها إلى المخبر حيث يتم فحصها وتحري وجود خلايا شاذة فيها (سرطان)، تعد من أكثر الفحوص أهميةً ودقةً في تشخيص السرطانات، يتم أخذ هذه الخزعة بطرق عديدة، فمنها ما يتم عبر إبرة رفيعة فقط، ومنها ما يحتاج لشق جراحي بسيط لأخذها.

خطوات الفحص الذاتي للثدي

يعد فحص الثدي الذاتي من قبل النساء في المنزل من الأمور الهامة والمحورية في الكشف المبكر عن وجود اضطرابات في الثدي، حيث يلعب هذا الكشف المبكر دوراً إيجابياً في علاج وشفاء هذه الأمراض وبشكل خاص السرطانات التي تصيب الثدي، هذا الفحص يجب أن يجري بشكل دوري عند كل النساء بشكل خاص النساء فوق سن الثلاثين، خطوات فحص الثدي الذاتي كالتالي:

  1. معاينة الثديين على المرآة: تقف المرأة أمام المرآة واضعةً يديها على خصرها وكاشفةً عن ثدييها طبعاً، وتقوم بمعاينة شكل الثديين وتناظرهما، هل هناك احمرار أو تورم في أحدهما، هل هناك انقلاب لإحدى الحلمتين أو تغير في موقعها، هل توجد كتل غريبة ظاهرة في الثدي أو آثار لمفرزات في محيط الحلمة.
  2. رفع اليدين للأعلى: هنا تبقى المرأة بنفس الوضعية السابقة لكنها ترفع كلتا يديها للأعلى معاً، وتراقب التغيرات في ثدييها، هل تغير أحد الثديين بالشكل عن الآخر؟، هل ظهر شيء غريب فيهما؟.
  3. جس الثدي بالاستلقاء: هنا تستلقي المرأة على ظهرها وتجس كل ثدي على حدىً، الثدي الأيمن باليد اليسرى والثدي الأيسر باليد اليمنى، تجس الثدي وتتحسسه بلطف بأصابعها، باحثةً عن كتل أو عقد صغيرة غير واضحة بالعين المجردة، يجب أن يشمل الجس كل الثدي من المحيط حتى حلمة الثدي.
  4. جس الثدي بالوقوف: تقف المرأة وتقوم بعملية الجس كما في الخطوة السابقة، وتبحث عن العقد والكتل، حيث أن هناك عقد وكتل قد لا تظهر بالاستلقاء وتصبح واضحة بالوقوف.

في حال وجود أي اضطراب أو تغير غير طبيعي يجب مراجعة الطبيب للتحري عن المشكلة.

في النهاية.. نجد أن معظم مشاكل الثدي قابلة للحل والعلاج وليست كلها تعني سرطاناً، من خلال بعض المراقبة والفحص الذاتي يمكن كشف أمور كثيرة ومعالجتها باكراً، بالتالي التمتع بحياة صحية للمرأة وضمان قدرتها على القيام بواجبها كأم مستقبلاً حين تقرر إنجاب طفلها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار