أيها الوديع لا تعتب على الأقزام... حبنا لك أصدق تكريم

  • تاريخ النشر: الإثنين، 14 أكتوبر 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
أيها الوديع لا تعتب على الأقزام... حبنا لك أصدق تكريم
يودع لبنان اليوم عملاقه الكبير وديع الصافي الذي صنع منه بأغنياته "قطعة سما" تقرب إلى الجنة.
 
سيوارى في الثرى اليوم عند الثالثة في كنيسة مار جاورجيوس وسط بيروت الصافي الوديع، ليجعل من السماء بطولها وعرضها مسرحاً لحنجرته الذهبية، التي صنعت للبنان تاريخه وأصالته وعراقته وعنفوانه وحملته إلى 4 أقصاع الأرض. 
 
سيرحل الوديع ليلحق بالجبابرة أمثاله، عاصي ومنصور ونصري وزكي وفيليمون، وسط مأتم شعبي مهيب وتجاهل رهيب من أركان الدولة اللبنانية التي استكترت عليه يوم حداد.
 
غيبوبة ما بعدها غيبوبة يعيشها مسؤولونا المنشغلون بتحصين الأمن القومي...
 
معذورون هم، فالرؤوس النوزية المنكبون على صناعتها، وحل مسألة الشرق الأوسط والأقصى والأدنى الذين يسهرون عليها تبرر لهم جريمتهم. 
 
إغفر لهم يا صانع أمجاد هذا الوطن، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.
 
 إغفر لهم، فإن تكريماً منهم سيكون كقبلة "يوضاس". 
 
تكريمك الحقيقي إيها المعلم، يكمن في كم المحبة والحزن الشعبي الذي حصده رحيلك في لبنان وكافة الدول العربية. 
 
لا عتب على الأقزام أيها العملاق، فالتماسيح "بكت" والمبجلون عندنا أذانهم صمت وأعينهم فقدت البصر.
 
برحيلك يا قّبلة الأجيال، أرزة من أرزاتنا ضربت في تاريخ لبنان وجذوره حتى النخاع، هوت، وإن لم تُنكس لك أعلام دولتنا، فقلوبنا كلها منكّسة، ورؤوسنا كلها تنحني بخفر وإجلال لترفع لك القبعة، يا علماً لن يطاله عديموا الوفاء. 
 
نودعك بغصة يا من خطًّيت في وجداننا أجمل لوحة عن لبنان الحلم.
 
 لبنان الذي أحببت أكثر من نفسك فكنت له ناسكاً وخادماً وخير رسول. 
 
"قطعة السما" كما أسميته سيفتقد طيبتك وعنفوانك وإيمانك، لكنه لن ينساك، لأنك حي في تراثه وذاكرة شعبه إلى أبد الآبدين. 
 
الكبار لا يموتون لأن أعمالهم الخالدة ستكون لنا الكنز والملجأ كلما أخذنا الحنين إلى زمن الفن الجميل الذي ينفرط عقده اليوم.
 
أيها الصافي الوديع لقد حاربت بحنجرتك ببسالة على مدى عقود، وآن لك أن تسترح بسلام.
 
أيها الصافي الوديع، خسرتك الأرض وربحتك السماء.
 
 
 
 
أعجبك هذا المقال؟ لمعرفة المزيد من أخبار الفنانين، اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار