السنن الراوتب وفضلها

إن الله عندما فرض الصلاة، وخصها بخمس صلوات في أوقات متفرقة من اليوم، شرع هناك سنن عدة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها، واقتدى به الصحابة رضوان الله عليهم، ومن هذه السنن ما كان يواظب عليها كل يوم، ومنها ما كان يصليها أحياناً ويتركها في بعض الأحيان، وهذه هي السنن الرواتب المؤكدة وغير المؤكدة، ولها الفضل والأجر العظيم عند الله تعالى.

السنن الرواتب المؤكدة

السنن الرواتب هي السنن التي واظب على أدائها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتركها، وقد كان يحافظ عليها في الحضر، أما في السفر فقد واظب على سنة الفجر فقط،^[1]وبالنسبة لعدد السنن الرواتب المؤكدة فهي اثنتي عشرة ركعة، أربع ركعات تصلى قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة الفجر، وركعتان بعد صلاة العشاء، وقد يمكن للمسلم أن يصلي ركعتين قبل الظهر بدل من أربع ركعات قبلية، وقد أخذ الصحابة رضوان الله عليهم هذه الصلوات والسنن عن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، واستمروا عليها بعد وفاته.^[2]  

السنن الرواتب غير المؤكدة

إضافة إلى السنن المؤكدة فإن هناك سنناً أخرى غير مؤكدة، مثل ركعتين بعد صلاة الظهر إضافة للمؤكدة، وأربع ركعات تصلى قبل صلاة العصر، وركعتين يصليها قبل صلاة المغرب، وصلاة الضحى، وقد عدّها بعض لعلماء سنة مؤكدة تصلى ركعات إلى ثمانية، وأقل عدد ركعات صلاة الضحى ركعتين، وتصلى بعد طلوع الشمس بربع ساعة إلى قبل الزوال.^[3]  

فضل السنن الرواتب

إن المحافظة على أداء السنن الرواتب له فضائل عديدة، منها:^[4]  

1. إن صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر فيها الخير الكبير والعظيم، إذ بين النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير من كل ما في الدنيا.
2. تحريم النار على جسم من حافظ على السنن المؤكدة، فهي تحمي المسلم من النار.
3. إن الوقت قبل الظهر فيه ساعة تفتح أبواب السماء فيها، لذلك الصلاة في هذا الوقت فيه الأجر الكبير، ويصعد فيها العمل الصالح.
4. بيت في الجنة لمن حافظ على هذه الصلوات، وواظب عليها.
5. يحفظ الله عبده المسلم طوال اليوم من أي شر قد يصيبه، فعند صلاة الفجر من فرض وسنة يبقى في حفظ الله ورعايته طوال هذا اليوم.
6. سبب في نيل رضا الله ومحبته، وتسد هذه السنن النواقص التي تكون في الفرائض.^[5]  

وقت صلاة السنن الرواتب

إن صلاة السنن الرواتب على اختلافها سواء كان سنن مؤكدة أو غير مؤكدة، فإن وقت أداء هذه السنن؛ السنن القبلية لأي صلاة مفروضة تكون عند دخول وقت الصلاة إلى وقت إقامة الصلاة، فمن صلى السنة القبلية قبل دخول وقت الصلاة فلا يمكن اعتبارها بأنها سنة قبلية، أما السنة البعدية فتكون من بعد الانتهاء والتسليم من الصلاة المفروضة إلى خروج وقت الصلاة.^[6]