فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء

ويحرص العديد من المسلمين على صيام يوم عاشوراء، في حين يتساءل البعض عن فضل صيام عاشوراء، وما هي قصة يوم عاشوراء بالنسبة للأديان السماوية؟ سنتعرف في هذه المقالة إلى فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء.

فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء

من فضل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر ذنوب سنة ماضية كما جاء في صحيح المسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، وروى عبدالله بن عباس في صحيح البخاري "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان".

ويقصد بذنوب الذي يكفرها صيام يوم عاشوراء هي الصغائر مثل الغضب بالباطل، والحقد والحسد، والسب والشتم، والغيبة والحديث عن الآخرين، وإيذاء الجار وإساءة التصرف معه. أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة، والكبائر هي كل ذنب مقترن بوَعيد شديد، أو بعذاب، أو لعنة.

وعن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن فضل صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: "ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - صام يوماً، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهراً إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ" رواه مسلم. وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم". ^[1]  

أدعية يوم عاشوراء مستجابة

يستحب ترديد دعاء: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. ومن أدعية مستجابة في هذا اليوم:

• اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
• اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.
• يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة، وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين. وأحيني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
• اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت الله، الله ربي لا أشرك به شيئاً.
• اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالين، ولا مضلين، واغفر لنا إلى يوم الدين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
• اللهم في يوم عاشوراء ارزقنا العفو والعافية وسعة في الرزق، وصُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا، ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا.

قصة يوم عاشوراء

قصة يوم عاشوراء بدأت حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فوجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر محرم، وذلك يوم نجا الله فيه نبيه موسى من فرعون يوم انفلق البحر ليصير أرض يابسة ليعبر موسى عليه السلام وقومه، وأمسك الله الماء لئلا يجري حتى خرج جميع بني إسرائيل عندئذٍ أغرق الله تعالى فرعون وجيشه وأهلكهم جميعاً، فصامه موسى شكراً لله لذلك يقدسه اليهود.

فعندما علم النبي عليه الصلاة والسلام بصوم اليهود هذا اليوم، قال "نحن أحق وأولى بموسى منكم" فأمر المسلمين أن يصوموه، وأكد عليهم في ذلك. وقيل للنبي ﷺ في آخر حياته: أنهم يصومون هذا اليوم، يذكرونه ﷺ بذلك، فقال: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني خلافاً لهم، وجاء في المسند وغيره أنه ﷺ أمر بصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، وفي رواية أخرى: يوماً قبله ويوماً بعده بالواو. وشدد النبي عليه الصلاة والسلام على صيام هذا اليوم لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم". ^[2]  

الحكمة من صيام يوم تاسوعاء قبل عاشوراء

يجوز صيام يوم عاشوراء منفرداً دون صيام يوم قبله أو بعده، لكن من السنة أن نخالف اليهود في صوم يوم عاشوراء الذي يوافق العاشر من شهر محرم، فيصام اليوم العاشر وقبله يوم أو بعده يوم، أو يصام اليومان اللذان قبله وبعده، فيكون عدد الأيام في هذه الحالة 3 أيام. ومراتب صيام يوم عاشوراء 3 مراتب؛ أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم أي أن يصوم اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، والمرتبة الثانية أن يصام التّاسع والعاشر، والمرتبة الأخيرة إفراد العاشر وحده بالصّوم.