العثور على جثة بيتر غرين بطل "The Mask" داخل شقته والشرطة تحقق

  • تاريخ النشر: منذ 11 ساعة زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
العثور على جثة بيتر غرين بطل "The Mask" داخل شقته والشرطة تحقق

فقدت السينما الأميركية أحد وجوهها المميزة بعد رحيل الممثل بيتر غرين Peter Greene الذي توفي داخل منزله في نيويورك، تاركاً إرثاً فنياً يمتد عبر عقود من الأعمال السينمائية البارزة.

أكد مدير أعمال الممثل الراحل اكتشاف جثته دون استجابة للحياة في شقته الواقعة بحي مانهاتن، فيما تواصل السلطات المختصة تحقيقاتها لتحديد الأسباب الطبية وراء الوفاة المفاجئة.

بداية بيتر غرين Peter Greene فنية متوّجة بجوائز دولية

حصد غرين جائزة أفضل ممثل من مهرجان تاورمينا السينمائي الدولي عام 1994 عن دوره المتميز في فيلم "كلين شيفن" للمخرج لودج كيريغان. جسّد خلال العمل شخصية رجل يعاني اضطراب الفصام، وهو الدور الذي فتح أمامه أبواب الشهرة ومهّد طريقه نحو أدوار أكثر تعقيداً.

استثمر الممثل نجاحه المبكر في الحصول على أدوار الأشرار التي برع فيها لاحقاً، حيث أصبحت علامته المميزة في الصناعة السينمائية.

دور دوريان تايرل الذي رسّخ مكانته

قدّم غرين واحداً من أشهر أدواره في فيلم "ذا ماسك" حيث أدى شخصية دوريان تايرل زعيم المافيا القاسي. واجه في العمل النجمين جيم كاري وكاميرون دياز، وترك انطباعاً قوياً لدى النقاد والجمهور على حد سواء.

ظهر كذلك في أعمال سينمائية ضخمة منها "يوجوال سَسْبكْتْس" و"أندر سيج 2"، حيث واصل تقديم شخصيات معقدة تحمل طابع الشر والغموض.

بيتر غرين ذا ماسك

مشهد سينمائي لا يُنسى في بالب فيكشن

ترك غرين بصمة لا تُمحى في فيلم "بالب فيكشن" الذي أخرجه كوينتن تارانتينو عام 1994، حيث لعب دور زيد الحارس الأمني. احتجز في أحد أكثر مشاهد التسعينيات إثارة للجدل شخصيتي بوتش ومارسيلوس اللذين جسّدهما بروس ويليس وفينغ ريمز.

أمر زيد في المشهد مساعده الملثّم المعروف باسم "ذا غيمب" بمراقبة بوتش، بينما ارتكب جريمته ضد مارسيلوس. انتهى المشهد بسرقة بوتش لدراجة زيد النارية الثمينة وإهدائها لحبيبته مع عبارة أصبحت شهيرة "زيد مات يا عزيزتي".

وفاة بيتر غرين

تردد أولي ثم موافقة بشروط خاصة

كشف غرين في حوار نادر أجراه عام 2011 أنه رفض الدور في البداية بسبب محتواه المثير للجدل. أعرب عن خيبة أمله الشديدة عندما قرأ النص للمرة الأولى، موضحاً أن طريقة الكتابة لم تكن تناسب ذوقه الفني.

أشار الممثل الراحل إلى فيلم "ديليفرنس" كمثال على مخاوفه، مؤكداً أن الممثل الذي أدى دوراً مشابهاً اختفى من الساحة الفنية بعدها، لذا لم يعتبر الأمر خطوة جيدة لمسيرته المهنية.

واصل تارانتينو ملاحقته لإقناعه بقبول الدور، وسمح له في النهاية بتعديل المشهد وفق رؤيته الخاصة. أوضح غرين أنهما احتفظا بالحوار الأصلي، لكن المشهد كان في نسخته الأولى أكثر وضوحاً وصراحة مما ظهر على الشاشة.

أعمال سينمائية متنوعة امتدت لعقود

شارك غرين في فيلم الحركة "جادجمنت نايت"، كما ظهر في الإثارة النفسية "ذا ريتش مانز وايف" مع هالي بيري. انضم كذلك إلى طاقم فيلم الحركة الكوميدي "ذا باونتي هانتر" الذي جمعه مع جينيفر أنيستون، مما يعكس قدرته على التنقل بين أنواع سينمائية مختلفة.

بلغ عدد أعماله السينمائية والتلفزيونية قرابة 95 عملاً، شملت أيضاً "بلو ستريك" و"ترينينغ داي" و"لوز أوف غرافيتي"، حيث ترك في كل عمل أثراً مميزاً يعكس موهبته الاستثنائية.

منزل بيتر غرين

شهادات تكريم من المقربين والزملاء

وصفه مديره غريغ إدواردز بأنه "شخص مذهل" و"واحد حقاً من أعظم ممثلي جيلنا"، مشيراً إلى أن قلبه كان بحجم موهبته الكبيرة. أضاف إدواردز أنه سيفتقد صديقه العزيز بشدة، مؤكداً على العلاقة العميقة التي جمعتهما طوال سنوات.

كان غرين على وشك بدء تصوير فيلم "ماسكوتس" المستقل مع النجم ميكي رورك في يناير المقبل. أبلغ إدواردز كاتب ومخرج الفيلم كيري موندراغون بالخبر المفجع، حيث انهار الأخير بالبكاء حسب وصف المدير.

مسيرة حياة مليئة بالتحديات والانتصارات

نشأ الممثل الراحل في بلدة مونتكلير بولاية نيوجيرسي، لكنه ترك منزل عائلته في سن مبكرة. عاش حياة صعبة في شوارع نيويورك خلال مراهقته، حيث واجه تحديات قاسية شملت الإدمان والانحراف.

أقدم على محاولة إنهاء حياته في مارس 1996، وهي اللحظة التي دفعته للبحث عن علاج جاد من إدمانه. تمكن بعدها من استعادة توازنه وواصل مسيرته الفنية بقوة وإصرار، محولاً معاناته إلى طاقة إبداعية.

عُرف عن غرين كونه فناناً كمالياً يصر على تقديم أفضل ما لديه في كل دور، رغم سمعته أحياناً بصعوبة التعامل في المواقع التصويرية. أكد مديره أنه كان يريد دائماً أن يكون أداؤه "صحيحاً تماماً"، وهو ما جعله محترفاً استثنائياً في نظر زملائه.

جثى بيتر غرين ذا ماسك

إرث فني يتجاوز الأدوار الشريرة

رغم شهرته بأدوار الأشرار، نجح غرين في خلق شخصيات متعددة الأبعاد تحمل عمقاً إنسانياً. لم يكتف بتقديم الشرير النمطي، بل منح كل دور روحاً خاصة وتعقيداً نفسياً جعل أداءه محل إعجاب النقاد.

تؤكد السلطات أنه لا توجد شبهات جنائية حول وفاته، فيما ينتظر الطبيب الشرعي إصدار تقرير نهائي يحدد الأسباب الطبية الدقيقة للوفاة المفاجئة التي صدمت الوسط الفني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار