بسبب غزة: كيف استقبلت الملكة رانيا رمضان هذا العام؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 مارس 2024
بسبب غزة: كيف استقبلت الملكة رانيا رمضان هذا العام؟

تحدثت الملكة رانيا العبدالله عن استقبال شهر رمضان هذا العام، وسط استمرار الحرب على قطاع غزة، والمجاعة الوشيكة التي يعاني منها أهل القطاع حالياً، مؤكدة أنه على الرغم من أن رمضان شهر الرحمات إلا أن القلوب مثقلة بالأوجاع بسبب هذه الأوضاع.

الملكة رانيا: الحرب على غزة أثرت على استقبال رمضان

حلت جلالة الملكة رانيا ضيفة على كريستيان أمانبور مذيعة قناة CNN الأمريكية، خلال اتصال مصور عبر أحد تطبيقات الاتصال المرئية، وتحدثت عن تأثير الأوضاع في غزة، ليس فقط على استقبال الشعوب العربية لشهر رمضان، ولكن على الحياة عموماً.

وقالت الملكة رانيا: "رمضان بالنسبة لنا هو شهر عبادة وإحسان ورحمة تجاه الآخرين، وأعتقد أننا هذا العام نستقبل الأيام الفضيلة بقلوب مثقلة جداً، حيث يرتبط شهر رمضان عادة بالتجمعات العائلية والتقاء الناس ومشاركة الوجبات معاً، فكيف الحال بالنسبة لأهلنا في غزة اليوم وهم الذين يعانون من الجوع والعطش في خيام أو ملاجئ مؤقتة"؟

أضافت جلالة الملكة رانيا أن الفلسطينيين وخاصة أهل غزة يعانون حالياً في الملاجئ، يعيشون بحزن على شهدائهم وعلى الحياة التي كانوا يعيشون فيها قبل أشهر قليلة، لافتة إلى أنه ومنذ بداية الحرب قامت إسرائيل بمنع وقطع كل الضروريات الممكنة لاستمرارية الحياة، من غذاء ووقود ومأوى ودواء ومياه وغيرها من سبل الحياة الأولية.

أوضحت الملكة رانيا أن قطع سبل الحياة عن أهل غزة، لمدة خمسة أشهر متواصلة ومستمرة حتى الآن، جعلهم يعتمدون على المساعدات الخارجية بشكل كامل، ولكن جيش الاحتلال من ناحية أخرى إما يعرقل سير هذه المساعدات ويؤخرها أو يقصف القوافل في أحيان أخرى بينما تحمل المساعدات التي تمنح الناس سبلاً مؤقتة للعيش، بل وإطلاق النار على هؤلاء الذين يحاولون الحصول على أي مورد شحيح يمكنهم الوصول إليه.

وأكدت الملكة رانيا أنه بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن كل شخص داخل غزة يعاني اليوم من الجوع، بينما يعيش نحو 550 ألف شخص بمقدار ربع سكانها تحت تهديد المجاعة الوشيكة والتي يبتعدون عنها خطوة واحدة فقط، فيما أكد الخبراء أنهم لم يروا أبداً شعباً ينزلق بهذه السرعة نحو حالة من الجوع الجماعي مثل أهل غزة وتابعت: "أسمع عن أشخاص يأكلون أي شيء يجدونه مثل العشب أو أن البعض يضطرون لطحن طعام الطيور أو علف الحيوانات من أجل صنع الخبز فقط".

في سياق متصل تناولت الملكة رانيا أوضاع المواطنين في شمال غزة، مؤكدة أنهم ليسوا على حافة المجاعة وإنما يموتون جوعاً حالياً، لافتة إلى أن المعاناة تدريجية حيث تبدأ بالأكثر ضعفاً من كبار السن ثم الجرحى والأطفال، مشددة على الأعداد المتزايدة التي نسمعها حول الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية الحادة والعطش، وأن القوس مفتوح طالما الوضع باق على ما هو عليه، فإن الأعداد ستزيد في القريب العاجل.

شاهدوا الفيديو

وقالت الملكة رانيا: "هؤلاء الأطفال كانوا يتمتعون بصحة جيدة ونمو طبيعي قبل أشهر قليلة، ولكنهم يموتون حالياً أمام أعين آبائهم، التجويع هو موت بطيء وقاس ومؤلم حيث تتقلص العضلات ويتوقف الجهاز المناعي عن العمل قبل توقف عمل أعضاء الجسم كله، تخيل أنك أم أو أب وعليك مشاهدة ابنك وهو يمر بهذه المأساة وأنت عاجز عن فعل أي شيء لمساعدته"؟

وشددت الملكة رانيا على أن ما يحدث في غزة اليوم هو أمر مشين وفظيع للغاية، إلا أنه كان متوقع الحدوث لأنه كان متعمداً، موضحة أن الإنزالات الجوية التي تقوم بها بعض الدول وعلى رأسها الأردن، هي مجرد لجوء لإجراءات يائسة قد تعالج وضع بائس، فهي مجرد نقطة في بحر من الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها.

وأكدت الملكة رانيا على تصريح سابق لزوجها الملك عبدالله الثاني بن الحسين حول أن هذه الإنزالات الجوية ليست كافية أو بديلة عن وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ولهذا السبب تحديداً لا يجب أن تستخدمها بعض الدول كذريعة لعدم القيام بواجبها تجاه الموقف وهو "التنفيذ العاجل والفوري والمستدام لوقف إطلاق النار وفتح جميع نقاط الوصول إلى غزة، خاصة الطرق البرية وتبسيط عمليات التفتيش على الحدود والتأكد من الوصول الآمن للمساعدات داخل غزة".

لفتت الملكة رانيا إلى أن كل لحظة في هذا الموقف ستشكل فارقاً حيوياً للأطفال داخل غزة، موضحة أن الوقت قد فات للتحدث مع جيش الاحتلال حول أهمية هذه الإجراءات وحان الوقت لاستخدام الضغوطات السياسية لوقف هذه الإبادة الجماعية.

أشارت الملكة رانيا إلى دور الأردن والملك عبد الله الثاني في إنزال المساعدات الجوية لغزة، مؤكدة أن الحاجة داخل القطاع أكبر بكثير من هذه الإنزالات الجوية، مشددة على أن الكارثة داخل القطاع ليست كارثة طبيعية حتى يتم السيطرة عليها بشكل طبيعي، ولكنها كارثة من صنع الإنسان، ومن غير المنطقي إنقاذ الناس من الجوع ليموتوا مرة أخرى بسبب القصف، ولذلك فإن وقف إطلاق النار هو الأولوية التي ينادي بها الأردن بشكل سريع وفعال.

أوضحت الملكة رانيا أنها ليست على علم بالمفاوضات السياسية التي تجري داخل فلسطين حالياً، إلا أنها ترى أن وقف إطلاق النار هو واجب إنساني وضرورة لا يمكن تجاهلها، وأنه لا يوجد أي اعتبارات لأي انتصارات سياسية حالياً طالما بقي الوضع على ما هو عليه، موجهة الشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي انضم للأردن في خطوة إنزال المساعدات الجوية، فضلاً عن رسالة الشكر التي وجهتها للدول التي غيرت موقفها من دولة احتلال وأصبحت مؤيدة لوقف إطلاق النار مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ذكرت الملكة رانيا أن مساندة الشعوب لشعب غزة كانت استثنائية هذه المرة، وقد صنعت هذه المساندة فجوة بين بعض الشعوب وحكوماتها، وضربت مثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية التي تفقد مصداقيتها يوماً بعد يوم بشأن القيم المتعلقة بحقوق الإنسان والعدالة والمساواة أمام شعبها الملح بالسؤال "متى تتخذ الحكومة موقفاً جدياً تجاه الأوضاع في غزة"؟

واختتمت الملكة رانيا تصريحاتها داعية لأهل غزة بالرحمة والقوة على تجاوز هذه الأوضاع غير الإنسانية المرعبة التي يعيشون فيها حالياً.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار