نظرة على حياة الملكة رانيا في يوم المرأة العالمي

لا تحتاج الملكة رانيا إلى يوم معين للاحتفال بها، فهي ملكة الأناقة والإنسانية التي يعشقها الكثيرون ليس فقط في الأردن والوطن العربي بل حول العالم، ولكن من أفضل منها كنموذج يحتذى به بين النساء القويات لنحتفي بها في يوم المرأة العالمي؟

تعالوا نتعرف على كثير من الأسرار في حياة الملكة رانيا، بين الأمومة والمهام الملكية والعامة والإنسانية، بمناسبة يوم المرأة العالمي..

نشأة الملكة رانيا

نشأت الملكة رانيا في منزل هادئ لأب وأم من أصول فلسطينية، وهي الأخت الوسطى بين أخين الكبرى دينا والأصغر منها بعام هو مجدي، ارتادت مدرستها الابتدائية والإعدادية في الكويت، بين العديد من الطلبة الذين يحملون جنسيات مختلفة، كان هذا الشيء الأول الذي دعاها لقبول الآخر واستيعاب الاختلافات بين البشر منذ سن صغيرة، مما ساهم في تشكيل شخصيتها، قبل أن تنتقل إلى مصر لاستكمال دراستها الجامعية في مجال إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، وتتخصص في النهاية بمجال تقنية المعلومات الذي انطلقت منه إلى سوق العمل، بعد فترة قصيرة من العمل في مجال البنوك.

زواج الملكة رانيا

كأميرة من أميرات القصص الخيالية، خطفت الملكة رانيا بجمالها وثقتها وقوة شخصيتها أنظار الملك عبد الله الثاني، في يناير/ كانون الثاني عام 1993، الشابة البالغة من العمر 23 عاماً آنذاك، استطاعت أن تنال إعجاب فارس الأحلام وولي عهد الأردن البالغ من العمر 31 في نفس العام، خلال حفل عشاء خاص، ليعلنا خطبتهما بعد شهرين فقط.

تزوج الثنائي الملكي بعد ستة أشهر في العاشر من يونيو، واعتبر الشعب الأردني زواج الأمير عبد الله والأميرة رانيا بمثابة عيد قومي، وجال العروسان الشوارع بسيارة مكشوفة، واحتفلا طوال الليل، وسط فرحة هاشمية أردنية عارمة، لتنطلق جلالة الملكة رانيا في رحلتها بالعائلة المالكة، وتبدأ مشوارها في طريق الإنجازات النسوية الرائدة.

تتويج الملكة رانيا

بعد سنوات قليلة من زواجها بالملك عبد الله، وتحديداً عام 1999 توجت بلقب الملكة وأصبحت السيدة الأردنية الأولى، وطوال مشوارها كانت جملتها الخالدة التي توجت مسيرتها هي "هبة عظيمة تلك التي توفر لك فرصة إحداث تغيير إيجابي في حياة الغير، ومن واجبي أن أسخر هذه الهبة التي منحت لي".

ومن هنا انطلقت الملكة رانيا المصنفة في قائمة أقوى 100 امرأة في العالم، نحو ممارسة نشاطها الاجتماعي بين الاهتمام بشؤون البيئة والصحة والشباب والمرأة والأطفال والصحة والتعليم، الذي أولت له اهتماماً بالغاً بالنسبة لجميع الفئات في المجتمع.

الملكة رانيا: الأم العربية الأولى

بمناسبة احتفالنا بيوم المرأة العالمي وعيد الأم في شهر واحد، وجب علينا التطرق لذكر إنجاز شخصي بارز في عالم الأمومة، حققته الملكة رانيا التي استطاعت التوفيق بين رسالتها العملية والخاصة، حيث تهتم جلالتها كثيراً بعائلتها التي تحتل المرتبة الأولى في حياتها، كما تحرص بالتوازي على دعم جميع الأمهات والنساء حول العالم في قضايا مختلفة.

شاركت الملكة رانيا العديد من اللقطات الحانية مع أبنائها الأمراء حسين وإيمان وسلمى وهاشم عبر منصات التواصل الاجتماعي على مدار السنوات الماضية، كما رحبت قبل نحو عام بانضمام أعضاء جدد للعائلة المالكة الهاشمية، الأول هو السيد جميل ألكسندر ترميوتس زوج الأميرة إيمان، والأميرة رجوة الحسين قرينة ولي العهد، وفي كثير من المشاهد ظهرت العاطفة الكبيرة التي تحملها جلالتها لأولادها وأزواجهم.

الملكة رانيا والأميرة رجوة

الملكة رانيا استقبلت الأميرة رجوة الحسين بالهدايا المميزة من خزانتها، بين مجوهرات وإكسسوارات، ولفتت الأنظار بهذه الطريقة التي عاملت بها زوجة ابنها تماماً كابنتها الأميرة إيمان وقت زواجهما في أوقات مختلفة، وقد عبرت عن شعورها بعدما كبرت العائلة بهذا الشكل، مؤكدة أنها مغمورة بكل أشكال السعادة.

وعن زواج ابنتها قالت الملكة رانيا: "هناك موجة من المشاعر الغامرة مع إيمان لأن زواجها كان تجربة جديدة بالنسبة للعائلة فهي أول من تزوج، كما كان هناك الكثير من التخطيط والترقب في انتظار يوم رائع ومؤثر، لا شيء يجعلك أكثر ترقباً من تلك الحظة التي ترين فيها ابنتك بالفستان الأبيض، فقد كان هناك مزيج من المشاعر والفخر بتلك الفتاة القوية والمستقلة التي أصبحت عليها ومشاعر الفرح لفرحها والحزن لمغادرتها المنزل".

أما الأميرة رجوة الحسين التي أعربت بأشكال مختلفة عن فخرها بها ومحبتها لها، فقد وجهت لها نصيحة مهمة في عالم العائلات الملكية، وربما المشاهير بشكل عام، مثل تجاهل قراءة التعليقات السلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي ستدفعها فقط للشك بنفسها، فيما يجب عليها قبول اختلاف الآراء حول تقبلها من عدمه، لأنه دائماً ما يكون هناك اختلافات على الأشخاص ولا يجمع الناس على شخص أياً من كان، كما أن عليها تطوير عادات صحية لوسائل التكنولوجيا بعيداً عن تلك العادات التي قد تعتقد أنها لن تؤثر على السلام النفسي فيما أنه بالعكس ستؤثر كثيراً، وهي نصيحة بمثابة نبراس يضيء طريق المستقبل أمام زوجة ولي العهد.

أمهات فلسطين

على مدار الأشهر الماضية، كانت الملكة رانيا بمثابة خط دفاع مهم وأساسي عن حقوق المرأة الفلسطينية، حيث أولت اهتماماً بالغاً للحديث عن معاناة الأمهات في فلسطين خلال الفترة القريبة الماضية، وربما خلال سنوات عديدة مضت أصيبت فيها نساء فلسطين بأقصى آيات الألم بعد فقدان عدد كبير منهم لأبنائهم خلال الحروب والدمار.

وفي لقاء مصور قالت الملكة رانيا إنها تتحدث من منطلق كونها أم أولاً، مؤكدة أن الأمهات في فلسطين اضطررن مؤخراً لكتابة أسماء أبنائهن على أيديهن حتى لو تحولت جثثهن إلى أشلاء يستطيع الناس التعرف عليهم، وأشارت إلى أن الأم الفلسطينية تحب أبناءها بقدر ما تفعل أي أم أخرى في أي مكان في العالم، مستنكرة حالة الجمود التي يعيشها المجتمع الدولي تجاه هذا الظلم.