بعد حريقه: أبرز المعلومات عن ستوديو مصر

في حادث أعاد إلى الأذهان أزمات عدة شهدتها مواقع التصوير في السنوات الماضية، تمكنت قوات الحماية المدنية بالجيزة، اليوم، من السيطرة الكاملة على الحريق الهائل الذي اندلع داخل مبنى ستوديو مصر بمنطقة المريوطية، والذي التهم لوكيشن تصوير مسلسل "الكينج" للفنان محمد إمام المقرر عرضه في موسم رمضان 2026.

تفاصيل حريق لوكيشن تصوير مسلسل الكينج

الحريق، الذي امتدت ألسنته بسرعة شديدة، أثار حالة واسعة من الهلع بين العاملين في موقع التصوير وسكان المنطقة المجاورة، فيما هرعت سيارات الإطفاء إلى المكان في محاولة لمحاصرة النيران ومنع امتدادها.

وفي الساعات الأولى من اندلاع الحريق، تم الدفع بجميع خزانات المياه المتاحة وسيارات مياه الشرب والصرف الصحي، في إجراء استثنائي يعكس حجم الكثافة التي واجهتها قوات الإطفاء.

وتواجد في موقع الحريق اللواء محمد مجدي أبو شميلة مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة، واللواء علاء فتحي مدير مباحث الجيزة، لمتابعة الجهود الميدانية لحظة بلحظة، وضمان تأمين محيط الاستوديو وحماية العقارات المجاورة.

وقد أعلن مسؤولو الحماية المدنية لاحقاً السيطرة التامة على النيران دون تسجيل خسائر بشرية، فيما تستمر عمليات الحصر لتقدير الخسائر المادية، التي يُرجّح أن تكون كبيرة نظراً لحجم الديكورات والأخشاب المحترقة.

وشهدت الدقائق الأولى من الحريق حالة من الارتباك داخل موقع التصوير، إذ سارع العاملون إلى إنقاذ ملابس الأبطال، ومحتويات غرف الملابس، وبعض المعدات الخفيفة التي تمكنوا من الوصول إليها قبل أن تزحف النيران إلى مناطق واسعة من الديكور.

وانتشرت في محيط الاستوديو مشاهد تؤكد ضخامة الحريق، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد لمسافات بعيدة، وجرى تداول صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توثق اللحظات الأولى للاشتعال وانتشار النيران.

الحماية المدنية تسيطر على الحريق 

وكانت قوات الحماية المدنية قد تلقت بلاغاً يفيد باندلاع الحريق داخل موقع تصوير تابع لاستوديو مصر، لتتحرك فوراً عربات الإطفاء إلى المكان. وبمجرد وصول القوات اتضح أن النيران امتدت سريعاً إلى عدة أجزاء من لوكيشن التصوير، ما استدعى فرض كردون أمني واسع وإخلاء المنطقة المحيطة لحماية السكان ومنع أي إصابات.

ولم يعلن حتى لحظة السيطرة على الحريق عن وقوع خسائر بشرية، بينما رجحت مصادر ميدانية أن الخسائر المادية ستكون كبيرة نظراً لحجم الاحتراق واتساع مساحة التصوير التي التهمتها النيران.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان حريق استوديو الأهرام العام الماضي، الذي أتى على ديكور مسلسل "المعلم" للفنان مصطفى شعبان، وتسبب في خسائر جسيمة شملت حرق 19 وحدة سكنية بالكامل، وتضرر 27 وحدة أخرى بشكل جزئي، في واحدة من أكثر الحوادث التي صدمت الوسط الفني والجمهور.

لكن حريق ستوديو مصر اليوم لم يكن مجرد حادث عابر، إذ طال واحداً من أقدم وأهم استوديوهات المنطقة، وهو ما أعاد النقاش حول ضرورة تحديث منظومة تأمين مواقع التصوير، وتوفير تجهيزات أكثر حداثة لمواجهة الحرائق التي تتكرر من حين لآخر بسبب طبيعة الديكورات الخشبية وكثافة الأجهزة الكهربائية في أماكن التصوير.

أبرز المعلومات عن ستوديو مصر

يُعد ستوديو مصر أحد أكثر الأماكن رسوخاً في ذاكرة السينما المصرية والعربية، وفيما يلي ابرز المعلومات:

• قبل تسعة عقود، وتحديداً عام 1935، قرر طلعت حرب تأسيس أول كيان سينمائي متكامل في الشرق الأوسط، لصناعة الأفلام، وليس مجرد موقع تصوير محدود الإمكانات كما كان الحال قبل ذلك.
• وبعد تأسيسه، نجح ستوديو مصر في نقل مركز صناعة السينما إلى مستوى جديد، حيث تم تجميع عمليات الإنتاج في مكان واحد بدلاً من الاعتماد على استوديوهات صغيرة متناثرة في القاهرة والإسكندرية.
• كان ذلك نقلة تاريخية جعلت مصر الوجهة الأولى لصناعة السينما في العالم العربي، وأسهم في تطور الحركة الفنية بشكل غير مسبوق.
• احتضن الاستوديو عبر تاريخه مئات الأعمال السينمائية المهمة التي شكلت جزءاً كبيراً من ذاكرة الفن العربي.
• فقد شهد تصوير أفلام شهيرة لنجوم كبار مثل فاتن حمامة، عمر الشريف، إسماعيل ياسين، شكري سرحان، أحمد زكي وغيرهم.
• كما تمت داخله أعمال ضخمة شكلت علامات بارزة في السينما المصرية، ما جعله صرحاً تاريخيّاً لا يُقدر بثمن.
• ويمتد ستوديو مصر على مساحة واسعة تضم مواقع تصوير خارجية وداخلية، ومساحات خضراء، ومناطق مجهزة لبناء ديكورات كاملة تماثل الشوارع والأحياء.
• كما يضم ورشاً لتصميم وتنفيذ الديكورات، وقاعات للمونتاج، وغرفاً لتخزين الملابس والإكسسوارات، ما يجعله نموذجاً متكاملاً لصناعة الإنتاج الفني.