بيوم المرأة الإماراتية عواد عواد يروي لنا علاقتها بصناعة العطر العربي

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 أغسطس 2021
بيوم المرأة الإماراتية عواد عواد يروي لنا علاقتها بصناعة العطر العربي

العطر أو التطيب هو جزء أساسي في الثقافة العربية سواء بالأصول التقليدية أو الإتيكيت المعاصر عند العرب وبالأخص في منطقة الخليج العربي. فللتطيب طقوس معينة يعشق أهل الخليج ممارستها سواء بشكل يومي أو تلك التي تتعلق بمناسبات اجتماعية خاصة.

وتعود أهمية العطر عند العرب لأزمنة قديمة ترتبط بالتجارة بين الهند وأفريقيا. فقد جمعت منطقة شبه الجزيرة العربية أثمن وأغلى المكونات العطرية على الإطلاق.

و قد كان للمرأة دور هام في صناعة العطور فهي التي كانت تقوم بتحضيره في منزلها

ولما للعطر أهمية في الثقافة الإماراتية حرصنا أن نجري هذا الحوار مع صانع العطور عواد عواد ليحدثنا عن العطور العربية ودور المرأة فيها..

عواد هو رجل أعمال من مواليد مدينة الناصرة الفلسطينية، حاصل على ماجستير في التسويق والتدريب الفني للمبيعات، وقد صُنّف من أوائل روّاد الإدارة والاقتصاد في الشرق الأوسط.

وكغيره من الشباب الطموح تعددت هواياته، فقد كان شغوفاً بالسفر واكتشاف العالم على طريقته. فتعرف على ثقافات مختلفة، ودخل الى مجتمعات متنوعة، وتذوق حضاراتهم.

بدأت مسيرته العملية كرجل أعمال مع تأسيس شركة GBI investment في هونغ كونغ في مجال التجارة والعلاقات العامة، بخبرة تجاوزت الخمس سنوات. وفي الآونة الأخيرة توسعت أعماله التجارة نحو عالم الموضة والأزياء الفاخرة، تجلت هذه التوسعة في إطلاق علامة فاخرة باسم CHISCIOTTE لتكون اسم بارز في عالم العطور الفاخرة.

بداية حدثنا عن تاريخ العطور العربية وارتباطها بتشكيلتكم المرتقبة

اعتمد أجدادنا في التطيب وصناعة العطور على النباتات والمكونات العطرية البسيطة التي كانت تتواجد في محيطهم مثل المشموم أو الريحان، والزعفران، والصندل، والزباد، والمسك، والعنبر، وماء الورد ومسحوقه، وأوراق الياس العطرية، أنواع كثيرة استخدمتها المرأة الإماراتية في صنع خلطات العطور التي كانت تستخدم في كل بيت ، كما قاموا بدمج بعضها مع مكونات ومواد عطرية كانت تأتيهم من الهند وإفريقيا بشكل أساسي.

لذا حرصنا في خلطاتنا أن نعتمد على نفس المبدأ بدمج المكونات التي تبعث روح الأصالة مع كل نفحة تطلقها عبوات كيشوتي. 

ما هو الفارق بين عطور الماضي والحاضر؟

بالعموم يمكن الإشارة للفرق الجوهري بنوعية المكونات، حيث تدخل اليوم على المكونات العطرية العديد من العناصر الكيميائية، بينما في الماضي كانت العطور تعتمد على المكونات الطبيعية بالكامل. كما كان استخدام العطر يقتصر على المناسبات الخاصة أكثر من الاستخدام اليومي.

يجدر بالذكر أن العطر كان ومازال من أساسيات تجهيزات العروس. ضمن جهاز أو ذهبة العروس، وكان من بين هذه العطور المشموم أو الياسمين، والفيجي، والموتيا، والزعفران، والمحلب، والمخمرية، إضافة إلى دهن العود، والسدر، والياس، والصندل . وتقول: "للعطور الإماراتية القديمة أهمية كبيرة في ليلة الحنة والزفاف، فكانت العروس تتطيب من يوم الحنة وكان عادة يوم الأربعاء، بكل أنواع العطور قبل لبسها الرداء الأخضر، وفي يوم الخميس أو الزفاف، تعود لتتطيب بنفس العطور وبوضع الياسمين على الرأس، والمخمرية على الجسد، ورش الملابس بماء الورد، وتتبخر بالعود والعنبر" .

بالحديث عن البخور فللبخور حضور قوي في المناسبات والأعياد والأعراس عند الإماراتيين، حيث اعتادت الإماراتيات تصنيعه منزلياً، حيث كان يستخدم لتبخير ملابس الرجال و النساء .

إلى أي العطور تميل المرأة الإماراتية أكثر؟

أكثر العطور التي تعتمدها المرأة الإماراتية هي الصندل والعنبر والعود هي العطور الأساسية، وكذلك المخمرة ، والتي تعد واحدة من أفضل الخلطات التي اعتمدت عليها المرأة الإماراتية لتزيين إطلالاتها وذلك حسب ما أشار لي شركائنا في السوق الإماراتية.

على الصعيد الشخصي، ـ منذ متى بدأ اهتمامك بتصنيع العطور العربية وخلطها؟

كان لدي شغف صناعة العطور عموماً منذ صغري، كانت معرفة مكونات أي عطر أتعرف عليه هاجسي منذ الحظة الأولى التي يلتقط أنفي فيها هذا العطر أو ذك.
أما بالنسبة لشغفي بالعطر العربي ،بدأ في أحد الأيام عندما مررت مصادفة بجانب سيدة عربية بإحدى المطارات في هونكونغ، لفتتني رائحة عطرها التي كانت مميزة عن غيرها بشكل كبير. لم أستطع سؤالها عن العطر آنذاك لكنني لم اتجاهل سحر ذك العطر.

عدت للمنزل وبدأت برحلة بحث عن مكونات أجمعها قد تصل بي إلى ذك العطر الذي بقيت خيالات منه في ذاكرتي العطرية.

بعد عدة أيام قمت بتصميم عطر واحتفظت به ليكن واحد من التشكيلة التي سيتم طرحا خلال شهر أكتوبر القادم بإذن الله.

ما هي نصائحك لكل سيدة عربية ترغب بالتميز بعطرها؟

أقول لها أن لا تختار عطر لا يشبه شخصيتها مهما كان هذا العطر مشهوراً أو "ترند" العطر يجب أن يترجم شخصيتك بعيدا عن أي صيحة موضة.

بما أنّ العطر ذاته يختلف من شخص إلى آخر، تذكري دوماً أن تجربي العطر على بشرتك لا على بشرة صديقتك.

جنّبي شراء العطور إن كنت تمرين بفترة حساسة كالحمل على سبيل المثال، لأن التغيرات التي تحدث في الجسم تؤثر بشكل مباشر على حواسك وبخاصة حاسة الشم.

تذكري أنّ لكل مناسبة عطر يليق بها، فرائحة الأزهار والحمضيات المنعشة تستخدم خلال النهار، فيما تخصص رائحة المسك والعنبر للأمسيات الرومانسية والمناسبات الليلية. كما أنّ العطور المستخلصة من الفواكه والأزهار تتناسب إلى حد بعيد مع أيام الصيف الحارة، أما العطور الخشبية فتلائم فصل الشتاء لأنها تكسر بدفئها برودته القارسة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار