حكاية قبل النوم للأطفال والكبار

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 24 أبريل 2024
حكاية قبل النوم للأطفال والكبار

منذ قديم الزمان، كان الوالدان يسردون حكاية قبل النوم لأطفالهم لمساعدتهم على النوم وتنمية خيالهم ومهاراتهم اللغوية. وتتنوع حكايات قبل النوم ما بين الخيال والتعليم والمغامرات. سنسرد عليكم حكاية قبل النوم شيقة وممتعة، أنصتوا جيداً.

حكاية قبل النوم قصيرة

قصة الثعلب الماكر

حكاية قبل النوم

كانت هناك غابةٌ كبيرة، وكان فيها أسدٌ يخيف الحيوانات ويؤذيها، فاجتمعت حيوانات الغابة وقررت التعاون معاً والتصدي لبطش الأسد وأذاه، وخرجوا بخطةٍ ذكية تقضي بحبسه في قفص، وبالفعل نجحت خطتهم الذكية، فحبسوا الأسد، ونعموا بالعيش في سعادةٍ وأمان. وفي يومٍ ما مرّ أرنبٌ صغير بجانب القفص الذي حُبس فيه الأسد.

فقال الأسد للأرنب: "أرجوك أيها الأرنب الصغير أن تساعدني على الخروج من هذا القفص".

ردّ عليه الأرنب: "كلا، لن أخرجك أبداً، فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم".

قال الأسد: "أعدك أنّني لن أعود إلى هذه الأفعال، وسأصبح صديقاً لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أيّاً منهم".

 صدّق الأرنب الصغير الطيّب كلمات الأسد ففتح له باب القفص وساعده على الخروج، وبمجرد خروج الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: "أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!"

بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعوراً، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب. وهرع مسرعاً كي يساعده، وحين وصل ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلاً: "لقد سمعتُ أنّك كنت محبوساً في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقاً؟"

فقال الأسد: "أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه".

ردّ الثعلب: "ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يتّسع داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ".

ردّ الأسد: "لست أكذب، وسأثبت لك أنّي كنت داخل هذا القفص".

دخل الأسد القفص مرةً أخرى كي يُثبت للثعلب أنّه يتّسع بداخله، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعاً وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: "إياك أن تصدق هذا الأسد مرةً أخرى".

قصة الحمار الأحمق

كان يا مكان في قديم الزمان؛ كان هناك تاجر يبيع الملح من قريته إلى القرية المجاورة، وكان ينقل الملح على ظهر حماره ويعبرون عبر سيل ماء.

في يوم من الأيام تعرقل الحمار أثناء عبوره سيل الماء فسقطت حقيبة الملح في الماء! عندها ذاب الملح وأصبح الحمل خفيف جداً. فكر الحمار وقال في نفسه سوف أفعل ذلك كل يوم لتخفيف الحمل على نفسي. كرر هذا الموقف في كل يوم مما سبَّبَ الخسارة للتاجر، لكن التاجر كان أذكى منه وشعر أنه متعمد، عندها قرر معاقبته وعمل خطة أكثر ذكاءً وقرر تحميل القطن بدلاً من الملح.

عندما قام الحمار بإسقاط الحقيبة في الماء عندها ابتل القطن وتشرب الماء وأصبح أكثر وزناً، ندم الحمار على فعله ونال جزائه وتعلم درساً لن ينساه طوال حياته؛ وهو عدم خداع الآخرين وأهمية العمل بصدق.

قصة كيفية تحويل التراب إلى ذهب

مُنذ فترةٍ بعيدة في إحدى القرى البسيطة، عاش شابٌّ مع زوجته التي كانت تحبه كثيراً، لكنَّها كانت تخاف من أمرٍ واحد ولا تستطيع النوم بسببه. فقد كان زوجها يقضي وقته كُلّه في محاولة تحويل التراب إلى ذهب دون أن يعمل من أجل توفير نفقات البيت.

قالت الزوجة مُخاطبةً زوجها: "يا زوجي، أنت تحاول طوال اليوم تحويل التراب إلى ذهب. أنت لا تفعل أي شيء آخر! وأخشى أنّ كل أموالنا ستذهب قريباً”.

ردّ الزوج: "أنا أفعل هذا من أجلنا! يوماً ما سنُصبح أغنياء، وسوف تشكرينني" فقالت زوجته ساخرةً في سرِّها: "فقط إذا عشنا حتّى تتمكّن من ذلك".

أدركت الزَّوجة أنّها بحاجة إلى المساعدة، فذهبت إلى منزل والدها وقالت له: "من الصباح إلى المساء، يحاول زوجي تحويل التراب إلى ذهب. قريباً سوف ينفد كل المال الذي لدينا. أحاول التحدّث معه، لكنه لا يستمع. من فضلك، هل يُمكنك أن تتحدّث معه؟"  قال والدها: "نعم يا عزيزتي، بالطبع".

وبالفعل في اليوم التالي ذهب الأب لرؤية زوج ابنته. فقال للشاب: "سمعت أنّك تحاول تحويل التراب إلى ذهب" فقال الشاب "أنا سأفعلها! أحتاج إلى بعض الوقت فقط".

قال الأب: "أعرف ذلك، فهنالك شيء لا تعرفه عني. عندما كنت في عمرك كنت كيميائيّاً أيضاً وكنت أريد تحويل التراب إلى ذهب، وليس هذا فقط، بل بعد سنوات عديدة اكتشفت السر". رد الزوج في دهشة: "هل تعرف حقاً كيف تُحوِّل التراب إلى ذهب؟"

قال الرجل العجوز: "نعم، لكن بحلول ذلك الوقت كنت قد تقدَّمت في السّن وكان من الصعب جِدّاً عليّ القيام بذلك. لم أكن أعرف أيّ شخص أصغر مني يُمكنني الوثوق به” ونظر إلى صهره مباشرةً في العين.  قفز الشاب من الفرحة وقال لوالد زوجته بسعادةٍ بالغة "يُمكنك الوثوق بي!"

ابتسم الاثنان وتصافحا، ثم أخبر الرجل العجوز صهره عن مسحوق فضة ينمو على ظهر أوراق الموز، وطلب منه أن يزرع بذور الموز في الأرض بينما يقول الكلمات الخاصّة بالتعويذة السحريّة الَّتي عرفها الرجل العجوز بعد سنوات من البحث. عندما تصبح النباتات طويلة وناضجة، يجب إزالة مسحوق الفضة من الجزء الخلفي من الأوراق وحفظه.

قال الشّاب "كم نحتاج من مسحوق الفضة هذا؟" رد عليه الأب: "ما يُعادل جنيهَيْن من الفضة"

قال الشاب في دهشة "لكن هذا سيتطلّب مئات من نباتات الموز!"

قال الأب. "لهذا السبب كان الأمر يتطلّب الكثير من العمل بالنسبة لي لتنفيذه! ولكنني الآن قادر على إقراضك المال لاستئجار الأرض وشراء البذور".

وبالفعل استأجر الشّاب قطعة أرض كبيرة وقام بتجهيزها وغرس فيها البذور بينما كان يقول التعويذة السحريّة التي تعلّمها من والد زوجته. كان الشاب يسير كل يوم بين صفوف النباتات الصغيرة، وبعنايةٍ كبيرة كان يُزيل الأعشاب الضارّة ويُبعد الآفات.

عندما أصبحت نباتات الموز طويلة وناضجة، قام الشّاب بإزالة مسحوق الفضّة السحري من الجزء الخلفي من أوراقها. ولكنّه وجد أنّه لم يجمع إلا القليل من المسحوق فكان عليه شراء المزيد من البذور وزراعة المزيد من الموز. استغرق الأمر بضع سنوات، لكنّه حصل أخيراً على الجنيهين المطلوبَين.

 وبفرح عظيم ركض إلى منزل والد زوجته قائلًا: "لديّ ما يكفي من مسحوق الفضة!"  قال والد زوجته "عظيم، الآن سأوضِّح لك كيفية تحويل التراب إلى ذهب! لكن عليك أوَّلاً أن تحضر لي دلوًا من التراب من مزرعة الموز. ويجب عليك إحضار ابنتي معك".

لم يفهم الشّاب السبب، لكنّه ركض إلى المزرعة وحفر دلواً من التراب. ثم أحضر زوجته إلى المنزل، وذهب الاثنان إلى منزل الرجل العجوز. 

سأل الأب ابنته: عندما كان زوجك يحفظ مسحوق الموز، ماذا فعلتِ بالموز؟ قالت: "كُنت أقوم ببيعه، هكذا تمكّنا من العيش".

سأل الأب: "هل قمت بتوفير أي أموال؟"  قالت: "بالطبع".

ردَّ الأب: "هل يمكنني رؤيته؟" … ألقت الشّابة وزوجها نظرةً سريعةً على بعضهما البعض - كان هذا غريباً! لكنّها عادت إلى المنزل وعادت بحقيبة كبيرة. رأى الأب أنّ داخل الحقيبة الكثير من العملات الذهبيّة.

أخذ الأب العجوز دلو التراب وألقاه على الأرض وأخذ الكيس وسكب العملات الذهبيّة في كومة بجانب التراب. قال وهو يلتفت إلى صهره: "كما ترى، لقد حولت التراب إلى ذهب!"

فقال الشاب مُتعجِّباً: "ماذا؟"

قالت الابنة "أوه، فهمت!" ثم أكملت وهي تتجه إلى زوجها: "يا عزيزي، لقد قمت بزراعة التربة، ثم قمنا ببيع الموز. الآن لدينا عملات ذهبية!"

فقال الزَّوج: "لكنّ هذا ليس السحر الذي كان يدور في ذهني". 

قال الأب لصهره مُبتسماً " ومن قال إنك بحاجةٍ إلى السحر لتُحوِّل التراب إلى ذهب؟ الآن دعونا نأكل!" 

وجلس الثلاثة لتناول عشاء جيد ولذيذ بعد أن تمكّنوا بفضل حكمة الرجل العجوز من تجميع الكثير من الذهب الذي سيكفيهم لسنوات.

حكاية قبل النوم للأطفال

قصة الراعي الكذاب

حكاية قبل النوم

يحكى أنه في قرية صغيرة كان يعيش راعٍ يرعى أغنامه كل يوم ويأخذها إلى الجبال الجميلة الخضراء حتى ترعى وتأكل العشب، وفي المساء يعود إلى منزله ليرتاح. وفي يوم من الأيام وبينما كان الراعي مع أغنامه شعر بالملل الشديد، فخطرت له فكرة ليُمازح أهل القرية، فذهب إليهم يطلب المساعدة وبدأ يصرخ: ساعدوني ساعدوني، إنه الذئب قادم يريد أن يأكل أغنامي.

أسرعَ سكان القرية لمساعدته ولإنقاذ الأغنام من الذئب، وعندما وصلوا إليه لم يجدوا شيئًا واكتشفوا أنّ الراعي كان يمزح معهم، فعادوا إلى أشغالهم منزعجين من مزاحه وكذبه، وقد كرر ذلك معهم أكثر من مرة، وفي يوم من الأيام بينما كان الراعي في الجبل كالعادة ظهر ذئب كبير وهاجم الأغنام وبدأ يأكلها واحدة تلة الأخرى. 

خاف الراعي وأسرع إلى القرية يركض ويصيح يطلب المساعدة، لكن أهل القرية لم يهتموا لصراخه بعد أن عرفوا كذبه من قبل، ولم يذهب أحد لمساعدته، فرجع الراعي إلى أغنامه ولم يجد أي واحدة منها، فقد أكلها الذئب كلها. حين علم أهل القرية بالأمر أخبروه أنّ كذبه في المرات السابقة منعهم من تصديقه في هذه المرة التي كان فيها بحاجة إلى المساعدة الحقيقية. وبذلك خسر الراعي عمله كما خسر ثقة أهل القرية فيه، وتعلم درساً قاسياً، وعرف أن الكذب نتائجه سيئة، وأن من يكذب مرة ولو مزاحاً فلن يصدقه أحد بعدها.

قصة الكلب الطماع

قصة الكلب الطماع- حكاية قبل النوم

في قرية جميلة خضراء كان هناك كلب صغير يتجول كل يوم في أنحاء القرية يبحث عن طعام، يتسلق الهضاب ويقطع الأنهار يمشي في الشوارع بين المنازل إلى أن يجد طعاماً يأكله ويعود إلى منزله سعيداً.

في يوم من الأيام وجد عظمة كبيرة عليها بعضاً من اللحم الطري التقطها بين أسنانه لكي يتناولها في منزله، في طريق العودة وهو يقطع النهر رأى كلباً آخر يحمل طعاماً في فمه فقرر الكلب الطماع أن يأخذ الطعام منه لكي يحصل على المزيد من الطعام؛ ما أن فتح فمه لكي يهجم على الكلب الآخر حتى سقطت العظمة الكبيرة من فمه وغرقت في النهر. وهرب الكلب الآخر مسرعاً واختفى عن الأنظار، عاد الكلب الطماع جائعاً إلى منزله نادماً على طمعه. وقد تعلم الكلب درساً لن ينساه في حياته بأن لا يكون طماعاً، وأن لا يحاول سرقة ما هو ليس له من الآخرين.

فوائد حكاية قبل النوم للأطفال

تساهم حكاية قبل النوم في تنمية خيال الأطفال وإثراء مفرداتهم وحصيلتهم اللغوية، وتعزز من الروابط العاطفية بين الأطفال والوالدين وتزيد من الثقة بينهم. وتلعب الحكايات قبل النوم في تهيئة الطفل للنوم من خلال خلق جو من الراحة والأمان. وعلاوة على ذلك، تبني حكاية قبل النوم ذكريات دافئة لا يمكن نسيانها حتى عندما يكبرون، وتبقى القيم والثقافة التي استمدوها من هذه الحكايات مزروعة في أذهانهم.

لا تقتصر فكرة حكاية قبل النوم على الأطفال فحسب، بل قد يفضل الكبار قراءة بعض الحكايات والقصص قبل الخلود إلى النوم لخلق جو من الراحة والسكينة.

موضوعات ذات صلة:

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار