خطوات لتعلمي طفلك تحمل المسؤولية

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 نوفمبر 2023
خطوات لتعلمي طفلك تحمل المسؤولية

تحرص كل أم على تربية أطفالها على الصفات التي تؤمِّن لهم تحقيق النجاح والتقدم في شتى نواحي حياتهم. ولا شكَّ أن تحمل المسؤولية أحد أهم هذه الصفات. فقد أثبتت التجارب الحياتية أن من يتمتعون بقدرٍ عالٍ من تحمل المسؤولية هم أكثر الناس نجاحًا في جوانب حياتهم المختلفة. لذا، جئنا لنخبرك الآن عن خطوات لتعلمي طفلك تحمل المسؤولية ببساطة وفعالية.

كيف تعلمين طفلك تحمل المسؤولية

يُمكنك عزيزتي أن تعلمي طفلك تحمل المسؤولية منذ نعومة أظافره بمجرد مراعاة الأمور التالية:

  • ضعي روتين لطفلك وساعديه على الالتزام به: إذ يُعد الالتزام بروتين ما قبل النوم وروتين الصباح من عناية شخصية وتناول وجبة وما إلى ذلك بداية جيدة ليعرف الطفل أن عليه إنجاز بعض المهام التي قد تكون مهمة وعلى غير رغبته الحالية. وهو ما يُساعده بالتالي على الالتزام بروتينات أخرى قادمة في مرحلة المدرسة وما بعدها.
  • كوني قدوة له: فالأطفال يتعلمون بالمحاكاة والتقليد أكثر مما يتعلمون بإلقاء التعليمات والأوامر. ومن ثَمَّ، سيُساعدك كثيرًا كونك على قدر كافٍ من تحمل المسؤولية في نقل هذه الصفة لطفلك. وربما أكثر ما يُظهر ذلك أمام طفلك هو التزامك بالوفاء بوعودك له وعدم المبالغة في إلقاء الأعذار.
  • علميه المشاركة في إصلاح ما أفسده: فسواء أحدث طفلك بعض الفوضى في غرفته أثناء اللعب، أو سكب بعض الطعام على الأرض، أخبريه بدون انفعال أنه "لا بأس مما حدث لكن عليك أن تنظف ذلك الآن". وفي مرحلة عمرية أكبر قليلاً علميه أن ينفق من مصروفه الخاص على إصلاح ما قد كُسِر أثناء لعبه بالكرة داخل البيت مثلاً. فهو بذلك سيكون على قدر جيد من المسؤولية تجاه تصرفاته.
  • علميه المُشاركة في أعمال المنزل: فبمشاركة الطفل في الأعمال المنزلية البسيطة، ثم الثناء على ما قام به من عمل يُعزز لديه الشعور بالمسؤولية تجاه بيته وعائلته. ويكبر لديه الشعور بأنه جزء من هذا البيت وأن عليه الاهتمام بشؤون من حوله أيضًا، فلا يركز اهتمامه على نفسه فقط.
  • تعاملي بصيغة السؤال بدلاً من الأمر: بدلاً من أن تقولي "اذهب لغسل أسنانك"، يُمكنك قول "ما الخطوة التالية التي ستقوم بها الآن؟" فأنت بذلك تشعرينه بأن التزامه ينبع من داخله لا من أوامر خارجية.
  • علمي طفلك أن يكون مسؤولاً عن تعاملاته مع الآخرين: اعتدنا أن نرى الأم تجبر طفلها على الاعتذار إذا أخطأ في حق أحدهم. لكن هذا الإجبار غالبًا ما يكون ثقيلاً ومزعجًا بالنسبة للطفل. فالأفضل من ذلك أن تتركي طفلك حتى تهدأ مشاعره السلبية قليلاً، ثم تسألينه "ماذا يُمكننا أن نفعل الآن لنحسن علاقتكما، أو لنصالح فلاناً"، ودعي طفلك يقترح بنفسه أن يعتذر أو أن يشتري له هدية مثلاً.
  • لا تنعتيه بـ "غير المسؤول": أثبتت التجارب أن ما تلقينه على طفلك من صفات في صغره تُغرَس في عقله الباطن وترينها أمام عينيك تتحقق يومًا بعد يوم. لذا، عندما ترينه شابًّا غير مسؤول، تذكري أنك من فعلتِ ذلك حين تسرعتِ ووصفتيه بهذه الصفة في صغره. بدلاً من ذلك تفهَّمي أنه ما زال يتعلم، وأن عليك التحلي بالصبر والإصرار حتى تري نتاج تربيتك الصالحة له.
  • اضبطيه متلبسًا بتحمل المسؤولية: فربما أكثر ما يعزز تحمل المسؤولية لدى طفلك أن تُثني على تحمله مسؤولية أمر ما على أكمل وجه. كأن يعتني بأخيه الأصغر منه، أو أن يرتب غرفته دون أن تطلبي ذلك. فأنتِ بذلك تربين طفلك لكي يُصبح رجلاً مسؤولاً.
  • عززي ثقة طفلك بنفسه: فقد وُجِد أن الأشخاص الذين يتحلون بقدرٍ كبيرٍ من المسؤولية في المواقف المُختلفة، هم أولئك الذين يتمتعون بقدر عالٍ من الثقة بالنفس ويشعرون أنهم مميزون. [1]

ماذا يعني تحمل المسؤولية

يُمكن تعريف تحمل المسؤولية بأنه شعور قوي بالتنظيم الذاتي، ينتج عنه محاولة سيطرة الفرد على سلوكياته وردود أفعاله في سبيل تنفيذ ما يُتوقَّع منه سواء تجاه نفسه أو تجاه مجتمعه. وقد أُشير في بوصلة التعلم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD إلى ضرورة تدريب الطلاب على تحمل المسؤولية لتأهيلهم للمستقبل "غير المتوقع" على حد وصفهم. إذ تُشير كافة الدلالات الحالية على التغير شديد السرعة الذي سيحدث للعالم من حولنا، والذي بلا شك سيفرض على شباب المستقبل أوضاعًا تتطلب منهم الكثير من العزم والقدرة على تحمل المسؤولية لإثبات ذواتهم وتحقيق نجاح يُذكَر.

أهمية تحمل المسؤولية للفرد والمجتمع

عندما تعلمين طفلك تحمل المسؤولية أنت لا تفيدين طفلك فحسب بل تؤثرين في مجتمع بأكمله. فمن أهم فوائد تعلم تحمل المسؤولية:

  • يشعر الشخص المتحمل للمسؤولية بالإنجاز والفخر والرضا في حالة إتمام مهامه على أكمل وجه. وهي مشاعر إيجابية تدفعه إلى تطوير نفسه يومًا تلو الآخر.
  • إن حرص الشخص على إيجاد الحلول في المواقف المُختلفة بدافع تحمل المسؤولية يُنمي عنده مهارة حل المشكلات، ويدفعه أحيانًا إلى الابتكار.
  • الشخص المتحمل للمسؤولية شخص منظم ويقدر قيمة الوقت.
  • أما إذا تخيلنا مجتمعًا مليئًا بالأشخاص الذين يحملون على عاتقهم مسؤوليات ويتحملونها بكل طاقتهم، نجده مجتمعًا متكاملاً، يخدم بعضه بعضًا بجدٍّ وإخلاص. [2]
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار