"ضي" يحصد ثلاث جوائز كبرى في مهرجان بغداد السينمائي

شهدت العاصمة العراقية بغداد ختام الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الدولي وسط أجواء احتفالية جمعت صناع السينما العرب والدوليين، حيث تنافست عشرات الأفلام من مختلف الفئات بين الروائي الطويل والقصير، إضافة إلى الوثائقيات وأفلام التجارب الجديدة. وقد تميزت الدورة بمستوى فني لافت أضفى على المهرجان حيوية وتنوعاً في الطروحات السينمائية، فيما خطف الفيلم المصري "ضي – سيرة أهل الضي" الأضواء بعد فوزه بثلاث من أبرز الجوائز.

"ضي – سيرة أهل الضي".. بطل الدورة الثانية

الفيلم المشترك بين مصر والسودان، من تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي، حصد جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج للشناوي، إضافة إلى جائزة أفضل ممثلة للفنانة السودانية إسلام مبارك عن أدائها المؤثر في العمل.

هذه الجوائز رسّخت حضور الفيلم كأحد أبرز إنتاجات السينما العربية الحديثة، مؤكدة قدرة التعاون العربي المشترك على المنافسة في المهرجانات الكبرى.

كريم الشناوي، الذي عُرف بأعماله السينمائية المتميزة في السنوات الأخيرة، عبّر عن امتنانه لبغداد من خلال رسالة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل، كتب فيها: "ثلاث جوائز جديدة لـ ضي – سيرة أهل الضي من مهرجان بغداد السينمائي: أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثلة (إسلام مبارك). كنت أتمنى أن أعيش لحظة الحلم هذه معكم في بغداد، لكن عرض الفيلم في القاهرة حرمني من الزيارة الأولى. إلى لقاء قريب في العراق، بلد التاريخ والجمال".

قصة الفيلم وأبطاله

تدور أحداث "ضي – سيرة أهل الضي" في إطار زمني ضيق لا يتجاوز 48 ساعة، حيث يروي قصة شاب يسافر عبر محافظات مصر بحثاً عن تحقيق حلمه الفني، مصطحباً صوته الآسر، وذكريات عائلته المفككة، ومعلم الموسيقي الذي يوجه خطواته. الرحلة تمتد دون مال أو وسيلة تنقل أو تكنولوجيا، لتتحول إلى مغامرة وجودية تكشف عن قوة الإصرار والإبداع في مواجهة التحديات.

شارك في بطولة الفيلم كل من أسيل عمران، بدر محمد، إسلام مبارك، وحنين سعيد، إلى جانب ظهور خاص لعدد من النجوم البارزين مثل الكينج محمد منير، أحمد حلمي، ومحمد ممدوح، مما أضفى على الفيلم ثِقلاً فنياً وجماهيرياً.

"سلمى".. تكريم لمسيرة سلاف فواخرجي

من جهة أخرى، نال الفيلم السوري "سلمى" للمخرج جود سعيد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ليضيف إنجازاً جديداً إلى مسيرة صانعيه. الفيلم الذي تؤدي بطولته النجمة سلاف فواخرجي يروي قصة امرأة ريفية تقف إلى جانب أهل قريتها في مواجهة قسوة الحياة، مع تسليط الضوء على تداعيات زلزال 6 شباط الذي أصاب سوريا.

المخرج جود سعيد كتب عبر حساباته تعليقاً مؤثراً قال فيه: "جائزة لجنة التحكيم الخاصة لسلمى من مهرجان بغداد السينمائي الدولي… أتقاسمها مع شركاء الفرح والحب، وكل فناني وفنيي الفيلم، وإلى روحي جدي وعبد اللطيف عبد الحميد." أما فواخرجي فأعربت عن فخرها بالفوز الجديد، قائلة: "سلمى تفوز مجدداً.. فخورة بهذا الفيلم وبكل من آمن به وعمل لأجله."

جوائز المهرجان

لم تقتصر المنافسة على هذين الفيلمين، بل شهدت الدورة الثانية من المهرجان تتويج عدد من الأعمال الأخرى:

• جائزة أفضل فيلم ثانٍ: ذهبت إلى فيلم "أناشيد آدم" والذي جاء من إخراج عدي رشيد.
•  جائزة أفضل فيلم ثالث وأفضل سيناريو: "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب.
•  جائزة أفضل تصوير: "ابن آشور" للمخرج فرانك جلبرت.
• جائزة أفضل إخراج: ريغا برزنجي عن فيلم "ندم"، الذي فاز بطله بكر خالد أيضاً بجائزة أفضل ممثل.
•  جائزة الجمهور: "جريرة"، مع تنويه خاص حصل عليها الفنان وسام ضياء.

هذه الجوائز عكست حجم التنوع في المشاركات، حيث حضرت أسماء شابة إلى جانب مخرجين مخضرمين، مما يؤكد أن مهرجان بغداد السينمائي أصبح منصة راسخة لدعم التجارب الجديدة وإبراز المواهب العربية.