طرق التغلب على الخوف والرهاب من طبيب الأسنان

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 06 مارس 2024
طرق التغلب على الخوف والرهاب من طبيب الأسنان

قد يكون لدى الكثير من الأشخاص استعداد لتحمل ألم أسنانهم في مقابل عدم الذهاب إلى طبيب الأسنان وتلقي العلاج، حيث تشكل زيارة الطبيب أو القيام بأي معالجة مصدراً للقلق والخوف، خصوصاً عند الأطفال، وبالتالي تسوء الصحة الفموية للشخص، ففي كثير من الأحيان، يتجنب المريض زيارة الطبيب، بالرغم من معاناته الشديدة مع الألم، أو يستمر في خلق الأعذار لتأجيل موعده مع طبيب الأسنان، ويعد الخوف أو الرهاب من طبيب الأسنان من أقوى أشكال الرهاب وأكثرها انتشاراً؛ لذا صُنف من المشاكل الطبية النفسية الحقيقية التي تستوجب الحل، في هذا المقال نستعرض معاً أسبابه وعلاجه.

تعريف الرهاب من طبيب الأسنان

عندما نقول الخوف من طبيب الأسنان، فنحن نقصد حالة التوتر والقلق (بالإنجليزية: Anxiety) التي تصيب الشخص قبل ذهابه إلى الطبيب أو هو في العيادة عندما يتوقع معالجات ما أو يفكر في الألم الذي قد تحدثه إحدى الأدوات، الأمر الذي يسبب للمريض ارتفاعاً في ضربات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia)، وتعرق راحتي اليدين، وغيرها. [1]

ويعد هذا الخوف إلى حدٍ ما أمراً طبيعياً لا يقف عائقاً أمام عمل الطبيب أو العناية بصحة الفم والأسنان، لكن يجب على الطبيب التعامل بجدية مع هذا الخوف والعمل على تهدئته أو عدم تفاقمه على الأقل، وللعامل النفسي والثقة التي يكسبها الطبيب من مريضة دور مهم في ذلك. [1]

من جهة أخرى، فإن تحول هذا الخوف إلى رهاب من طبيب الأسنان (بالإنجليزية: Dentophobia) يعتبر مشكلة غاية في الأهمية تتوجب الحل، فهنا يصبح الشخص أكثر توتراً ومبالغة في ردات فعله، وقد يكون عدائياً في الحالات الشديدة. [1]

فربما يصاب الشخص بنوبة هلع (بالإنجليزية: Panic Attack)، إلى جانب أعراض الخوف التقليدية التي سبق وذكرناها، مثل: صعوبة التنفس (بالإنجليزية: Respiratory Difficulties)، والدوار والغثيان (بالإنجليزية: Dizziness)، والتبول اللاإرادي، وقد تصل الأمور لفقدان الوعي تماماً (الإغماء) وهذه الحالة بحاجة لحل إسعافي. [1]

أسباب الخوف من طبيب الأسنان

بشكل عام مهما كانت درجة الخوف من طبيب الأسنان يمكننا ردها إلى العديد من الأسباب، والتي تتمثل فيما يأتي: [1]

  • التجربة السابقة المباشرة: تلعب تجارب الشخص السابقة دوراً مهماً في تحديد موقفه من زيارة طبيب الأسنان وتلقي العلاج، قد يكون في مرحلة من مراحل حياته؛ فعادةً ما تكون الزيارات في عمر الطفولة لها الدور الأكبر في تحديد ذلك، كأن يكون زار الطبيب وتلقى نوعاً من العلاج فتكونت لديه على إثرها فكرة سلبية، ليس بسبب الألم أثناء العلاج فحسب، بل بسبب تعامل الطبيب الخاطئ مع المريض، كأن يتعمد إكراهه، أو يبدأ بخطوات العلاج دون إخباره بما يقوم في كل خطوة، فلذلك دور كبير في تحضير الشخص نفسياً.
  • تجارب الآخرين: قد يكون هناك أحد من محيط العائلة أو الأصدقاء مرّ بتجربة سيئة عند طبيب الأسنان، وتحدث هذه التجربة ربما بشيء من المبالغة، فذلك يسهم أيضاً في تكوين صورة سلبية عن طبيب الأسنان.
  • تعامل الأهل الخاطئ: كثيراً ما يستغل الأهل الخوف من طبيب الأسنان لضبط سلوك أطفالهم، حتى إن لم يكن لدى أطفالهم هذا الخوف من الأساس، فيستخدمون فكرة زيارة طبيب الأسنان كوسيلة للتخويف والضغط على الطفل، مما يؤدي إلى تعزيز الصورة السلبية لديه، كأن يقولوا له مثلاً: إذا لم تفعل كذا سآخذك إلى الطبيب ليقوم بحقنك، إن هذا التعامل الخاطئ مع الطفل قد يترك في نفسه أثراً سلبياً مدى الحياة.
  • الإحساس بفقدان السيطرة: دائماً ما يشعر الشخص براحة أكبر عندما يكون كل شيء تحت سيطرته، من ناحية أخرى، يزيد العجز والجهل بما يحدث داخل فمك من إحساسك بالخوف، فأنت لا ترى ما الذي يقوم به طبيب الأسنان عندما يدخل أدواته إلى فمك، حيث تسمع أصواتها وهي تعمل فحسب، كل ذلك وأنت جالس بثبات على كرسيك ومستسلم لما يفعله، زد على ذلك أنك بمجرد أن تحاول إمالة رأسك قليلاً يأتيك صوت الطبيب ليطلب منك أن تكون أكثر ثباتاً.
  • الخوف من الأدوات: بخلاف اختصاصات الطب الأخرى، يقوم طبيب الأسنان بتشخيص الحالة وتطبيق العلاج، فيما يقوم الطبيب العام بوصف مجموعة من الأدوية بعد الفحص، لذلك يحتاج طبيب الأسنان إلى العديد من الأدوات، ومنها ما هو جراحي كالمشارط، ناهيك عن الاستخدام المتكرر لمحاقن المخدر الموضعي كبيرة الحجم نسبياً، مما قد يكون من مسببات الخوف، كما أن الجو العام للعيادة، وإنارتها، وألوان جدرانها، ونظافتها، ورائحة المواد التي يستخدمها الطبيب أيضاً، والأصوات التي تصدرها الأدوات دوراً مهماً في بناء تجربة الشخص مع طبيب الأسنان، وفي كثير من الأحيان يكون دورها سلبياً للأسف.

طرق التغلب على الخوف أو الرهاب من طبيب الأسنان

كما سبق وذكرنا، إن تجربة الشخص مع معالجة الأسنان مرتبطة إلى حد كبير بتعامل الطبيب مع المريض ومخاوفه، من جهة أخرى فإن الخيارات في يد الطبيب عديدة لتهدئة الخوف وعلاج الرهاب، وهذه الطرق إما أن تكون نفسية أو دوائية، كما يستطيع الطبيب استخدام الطريقتين معاً للحصول على أفضل النتائج: [2]

الطرق النفسية للتخلص من الخوف

تعتمد هذه الطرق بشكل عام على علاقة الطبيب بالمريض، وقدرة الطبيب على كسب ثقته كخطوة أولى لتهدئة مخاوفه، قد تكون بضع كلمات من الطبيب كافية لكسب الثقة، أو حتى نبرة الصوت التي تحدث بها وربما لغة جسده.

التعاون لا يقوم به المريض تجاه الطبيب فحسب، على الطبيب أن يتعاون مع مريضه ويكون هادئاً ومتفهماً لكل ما يثير قلق المريض وخوفه.

من الطرق الفعالة في هذا السياق طريقة (أخبر، اعرض، افعل) أو (Tell, Show, Do)، بالرغم من أنها تستخدم عادة مع الأطفال، لكنها قد تكون فعالة جداً مع الكبار أيضاً ممن يعانون رهاب طبيب الأسنان.

وتقتضي هذه الطريقة أن يشرح الطبيب لمريضه ما سيفعله، والأدوات التي سيستخدمها قبل أن يبدأ بالمعالجة، كل خطوة من الخطوات على حدة، ذلك سيكون مفيداً في تعزيز ثقة المريض بطبيبه ويبدد مخاوفه حول التجربة التي سيخوضها.

قد يكون منح المريض القدرة على السيطرة فعالاً، ويتم ذلك عن طريق الاتفاق بين الطبيب والمريض على حركات يفعلها المريض بيده، بحيث يستطيع طلب إيقاف العمل مؤقتاً من الطبيب أو إعطائه الفرصة للمضمضة أو البصاق وما إلى ذلك. [2]

الطرق الدوائية لعلاج الخوف من طبيب الأسنان

يتم في هذه الطريقة استخدام عقاقير مهدئة قبل بدء المعالجة بربع إلى نصف ساعة، وتحديداً لدى الأشخاص الذين يعانون من خوف مفرط من المعالجات أو من رهاب حقيقي، وهي طريقة فعّالة بشكل مثالي، وقادرة على جعل المريض أكثر استرخاءً وهدوءاً، ليصبح أكثر تعاوناً مع الطبيب.

من ضمن هذه العقاقير وأشهرها الديازبام (بالإنجليزية: Diazepam)، وتريازولام أو هالكيون (بالإنجليزية: Helicon)، وفي بعض الأحيان، يستخدم غاز أوكسيد النتروز، أو ما يُعرف باسم غاز الضحك، عن طريق قناع التنفس، وجميع هذه الأدوية فعّالة في تهدئة روع المريض وجعله أقل توتراً. [2]

ماذا أستطيع أن أفعل للتغلب على خوفي من طبيب الأسنان

  • اختيار طبيب أسنان تشعر بالراحة معه وتستطيع التفاهم معه وتثق به.
  • زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، حتى لو كانت الزيارة دون شكوى، فمن شأن تلك الزيارات المتكررة التخفيف من حدة التوتر عند زيارة العيادة بقصد العلاج.
  • استخدام طريقة من طرق التشتيت مهم أثناء قيام الطبيب بعمله، شاهد تلفاز العيادة إن أمكن، أو ضع سماعات الأذن واستمع للأغاني حتى لا تسمع أصوات الأدوات، التي من شأنها أن تجعلك أكثر توتراً.
  • إخبار طبيبك بمشكلتك، بكل بساطة أخبره بأن لديك خوفاً من المعالجات السنية دون أي حرج، فغالباً ما يكون الطبيب تعامل من قبل مع أشخاص آخرين لديهم حالات خوف مشابهة، وهو غالباً قادر على التعامل الصحيح معها.
  • السؤال عن كل ما يجول في خاطرك، وعن حالتك، وخطوات العلاج، فبقاء أي تفصيل مبهم أو غير واضح بالنسبة لك قد يكون سلبياً في حال وجودك في العيادة وتلقيك للعلاج.
  • في حال بدأت تشعر بالتوتر أثناء جلسة العلاج، لا تتردد في إخبار الطبيب بذلك، فقد يعطيك وقتاً لتستعيد هدوءك، أو يساعدك في الوصول إلى ذلك بشتى الطرق. [2]

وبعد أن تعرفت معنا على أسباب الخوف أو الرهاب من طبيب الأسنان والمعالجة السنية وطرق علاجه والتعامل معه، أعلم أنه في الحقيقة لا يوجد ما يدعو للقلق، فقد بات استخدام التخدير الموضعي شائعاً جداً، نظراً لفاعليته وقلة آثاره الجانبية، كما أصبحت مسكنات الألم أقوى مع تقدم العلم، فتحلَّ بالشجاعة واسترخِ سيكون كل شيء على ما يرام.

شاهدي أيضاً: تصبغات الأسنان

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار