فحص الأسنان الدوري

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
فحص الأسنان الدوري

تعد صحة الفم والأسنان جزءاً لا يتجزأ من صحتك العامة، في الحقيقة هي أيضاً خاضعة للمثل القائل (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، فقد تكون عملية الوقاية أسهل بكثير من العلاج، كما أنها تكلفك أموالاً ووقتاً أقل وتعطيك الراحة والطمأنينة.

لم عليك أن تقوم بالفحص الدوري لأسنانك؟ لم عليك الذهاب إلى طبيبك لفحص فمك وأسنانك حتى وإن لم تكن تعاني من الألم أو الأسنان الصفراء؟

ما المقصود بالفحص الدوري للأسنان؟ وما أهميته؟

في الحقيقة هو مجموعة فحوصات روتينية تهدف لفحص حالة الأسنان واللثة وغيرها، والكشف على المشاكل أو الأمراض مبكراً قبل أن تتفاقم الحالة ويصبح العلاج أصعب.

يُجرى الفحص الدوري كل 6 أشهر كحد أدنى، أو أقل من ذلك بحسب طلب الطبيب وحاجة الأسنان.

أهمية الفحص الدوري للأسنان

  • إن زيارتك الدورية لطبيب الأسنان حتى ولو لم تكن تعاني من الألم أو أي مشاكل أخرى مهمة جداً، ففي كثير من الأحيان يمكن الكشف عن مشاكل غير ظاهرة أو واضحة لك، وهي بحاجة لتصوير شعاعي (X-Ray) ليتم الكشف عنها كالأكياس ضمن العظم (Cyst)، الخراجات الصغيرة غير المؤلمة، أو حتى الأسنان المنحصرة ضمن عظم الفك والتي لا تستطيع الخروج كأضراس العقل (Impacted Teeth).

فحص الأسنان الدوري

  • إن نخر الأسنان هو مرض يوصف بأنه صامت، أي أنه في كثير من الأحيان لا يسبب أي ألم يذكر، ويبدأ الإحساس بالألم لدرجة تنتبه لها وتجبرك على الذهاب إلى الطبيب فقط بعد فوات الأوان، عندها قد تكون العلاجات أكثر صعوبةً وتعقيداً، فيما تبدو علاجات النخور بشكل مبكر أسهل وأقصر مدة بل وحتى أقل تكلفة مادية.
  • قد تكون صحة الفم والأسنان مؤشراً هاماً على صحة باقي أجهزة الجسم نتيجة ارتباطهم الكبير، وقد يتمكن طبيب الأسنان من توجيهك إلى طبيب أخصائي للتأكد في حال كان لديه شك في أي من الأمراض الأخرى، أي أن الفحوص الدورية لها دور كبير في الكشف المبكر عن العديد من الأمراض كالسكري وارتفاع الضغط وغيرها، لكن طبعاً ذلك لا يغني عن الفحوص الدورية لأجهزة الجسم الأخرى.
  • سوف يقدم لك الطبيب مجموعة من النصائح والتوجيهات حول كيفية تفريش الأسنان وأيها المناطق التي لا توليها اهتماماً أثناء تنظيف أسنانك والتي يجب الانتباه لها أكثر، كذلك ما يتعلق بصحة لثتك، ولهذه النصائح أهمية كبيرة في الوقاية من العديد من الأمراض والمشاكل والإصابات إلى أن يحين موعد الفحص الدوري التالي.
  • هناك العديد من المواد المستخدمة للوقاية من النخور كالمواد السادة للشقوق (Sealant) التي بإمكان الطبيب تطبيقها على أسنانك، وهي بحاجة إلى تطبيق بشكل مستمر لأنها تُزال تدريجياً مع مرور الزمن، كما أنه من الممكن أن تكون عملية إزالة القلح كل فترة مهمة وضرورية جداً للحفاظ على صحة اللثة، كذلك الأمر بالنسبة لتنعيم سطوح الأسنان (Polishing) والتي قد تكون مفيدة لجعل سطوح الأسنان أكثر نعومة، مما يجعل التصاق الأطعمة أصعب وبالتالي وقاية أكبر من الجراثيم.

فحص الأسنان الدوري

ما الذي يتضمنه الفحص الدوري لصحة الفم والأسنان؟

1. التعرف على التاريخ الطبي

  • في حال كانت هذه زيارتك الأولى للطبيب فهو بحاجة للتعرف على تاريخك الطبي، بالإضافة للبيانات الشخصية طبعاً.
  • يهدف التعرف على التاريخ الطبي إلى معرفة السوابق المرضية، العمليات الجراحية التي قمت بها، أو أي معالجات قمت بها في فمك على وجه الخصوص، كما أنه من المهم للطبيب معرفة مهنتك، نمط حياتك وعاداتك، بل وحتى أطعمتك أو مشروباتك المفضلة وغيرها؛ لأن ذلك قد يحمل الكثير من المؤشرات الهامة لمختلف الحالات المرضية.
  • قد لا يحتاج الطبيب لأي من هذه المعلومات أثناء زياراتك الدورية اللاحقة ما لم يحدث أي تغييرات هامة تذكر، بل سوف يكون قد احتفظ بها ضمن ملفك والذي يتم فيه تسجيل كل هذه المعلومات.

2. تنظيف الأسنان واللثة واتخاذ التدابير الوقائية

  • تبدأ هذه العملية بعد التاريخ الطبي، تهدف إلى تنظيف الأسنان وما بينها، يشمل ذلك إزالة القلح (Calculus) (وهو التكلسات الصلبة المتوضعة على سطوح الأسنان)، التقليل من اللويحة الجرثومية (Plaque) (مجموعة الجراثيم المتوضعة على الأسنان) قدر الإمكان، الهدف من ذلك جعل الأسنان تبدو أكثر وضوحاً للعين المجردة بكل تفاصيلها، حيث لذلك أهمية كبيرة جداً في الكشف عن النخور التي قد تكون مغطاة بالقلح أو بقايا الطعام.
  • تبدأ هذه العملية عادة باستخدام مضامض فموية مطهرة (حاوية على كلور هيكسيدين Chlorhexidine)، وتنتهي بعملية التقليح (إزالة القلح).
  • قد يقوم الطبيب بإعطائك صادات حيوية (Antibiotics) بهدف وقاية أكبر من الجراثيم فيما يسبق الإجراءات اللثوية، خصوصاً إذا كنت تعاني من أمراض قلبية (التهاب شغاف قلب، دسامات صناعية وغيرها) أو مرض السكري.

3. فحص الأسنان واللثة وجوف الفم

  • هنا تبدأ عملية الفحص بشكل جدي، حيث يقوم الطبيب بفحص الأسنان واللثة واللسان وما تحته والخدود والبلعوم وسقف الحلق والشفاه واللهاة، أيضاً منطقة العنق والخدود.
  • يستخدم عادة في فحص ذلك ضوء مسبار خاص (يشبه شكل إشارة الاستفهام وبرأس مدبب) ومرآة ذات ذراع طويلة، أما فيما يتعلق بفحص اللثة يتم استخدام مسبار خاص ذي رأس مستقيم مدرج بالميلي متر وأقل حدة، حيث يستخدم لفحص وحساب عمق الجيوب اللثوية في حال وجودها (وهي حالة مرضية تحدث عند التهاب اللثة).
  • كما أنه قد يستخدم سائل يسمى كاشف اللويحة الجرثومية (Detector)، وهو عبارة عن صباغ صحي تزداد كثافة لونه في المناطق التي يكون فيها توضع الجراثيم كبير نسبياً، وهو متوافر على شكل أقراص للمضغ، أو هلام (Gel).
  • بالإضافة للفحوص السابقة، يقوم الطبيب بفحص ارتصاف (تراصف) الأسنان وانطباق الأسنان على بعضها عند انطباق الفكين والبحث عن مناطق الضغط أو الألم الزائد إن وُجدت، ويستخدم لذلك قطعة ورق خاصة ملونة على الوجهين تدعى ورقة العض، حيث يقوم الطبيب بوضعها بين الأسنان المتقابلة والطلب منك العض عليها، حيث يختفي لونها في مناطق الضغط الزائدة.

4. التصوير الشعاعي (X-Ray)

  • عادة ما يكون الفحص الشعاعي آخر مرحلة في عملية الفحص، الهدف منه الفحص الأدق للحالات التي شوهدت أثناء الفحص بالعين المجردة، كالكشف الأدق عن النخور والتهابات اللب والذي لا يمكن القيام به بالفحص التقليدي.
  • أيضاً يستخدم للكشف عن الحالات المرضية وغير المرضية داخل الأسنان أو ضمن عظم الفك، حيث يوجد الكثير من الحالات أو المشاكل التي تبدأ صامتة أي بدون ألم، والتي يمكن الكشف عليها مبكراً عن طريق التصوير الشعاعي، مثل الأسنان المنطمرة، (Impacted Teeth)، الأكياس العظمية (Cyst)، الأورام (Tumor) وغيرها، التي يكون الكشف المبكر عنها كبير الفائدة في تسهيل خطوات العلاج وتجنب تضاعف الحالة.
  • يستخدم في عملية الفحص الشعاعي جهاز التصوير الشعاعي البانورامي، الذي يعطي رؤية شاملة للفم والأسنان، أو جهاز التصوير الذروي (Apical) الذي يعطي صورة لسن واحد لكن بدقة أعلى من نظيره البانورامي.

ختاماً.. نؤكد أهمية الفحوص الدورية الطبية سواء تلك المتعلقة بالأسنان أو باقي أجهزة الجسم، ويجب التشجيع على القيام بالفحوص الدورية عند الجميع لتتحول إلى ثقافة شعبية عند الجميع، كل ذلك في سبيل الوقاية من الأمراض وخصوصاً تلك الصامتة منها.