في القبور وعلى قارعة الطرقات: فنانون في مواقع تصوير دافيد عبد الله

في السيارات وعلى قارعة الطرقات وحتى أمام القبور، يختار المصور الفوتوغرافي الشهير، دافيد عبد الله، مواقع جلسات التصوير التي يجريها لصالح الفنانين والمشاهير بعناية، وبعيدًا عن تصور الكثير من زملائه.

التصوير الصحافي والفوتغرافي بشكل خاص يعتمد على خيال المصور، الذي يبدأ بتحديد موقع التصوير، ثم اختيار العدسات والكاميرات والأدوات المنجهزة لمهمته على أكمل وجه.

لذا يرز اسم المصور الشهير دافيد عبد الله وسط الفنانين والمشاهير، كأحد أهم مصوري المشاهير في العالم العربي.

يتعاون دافيد عبد الله مع العديد من الفنانين والمشاهير في العالم العربي، وتحديدًا مع الفنانة هيفاء وهبي، التي يستطيع أن يخرج منها شخصيات وأوضاع تصوير مختلفة عن شخصيتها الناعمة المدللة.

فيتمكن دافيد عبد الله من إخراج الوجه الآخر من هيفاء وهبي، الذي تبدو فيه أكثر شراسة وحوية وانطلاق.

فتارة يختار لها موقع تصوير على قارعة طريق. وتارة أخرى يختار أن تكون جلسة التصوير بالكامل داخل سيارة أنتيكا موديل قديم يرجع لسبعينات أو ستينات القرن الماضي.

هيفاء وهبي تساعد في استكمال جلسة التصوير الناجحة أيضًا من خلال اختيار الملابس المناسبة لفكرة جلسة التصوير والموقع، وكذلك المكياج والملابس، وبالطبع الآداء التمثيلي العالي.

الأمر نفسه، مع الفنانة والإعلامية اللبنانية سمر جميل، التي صنع لها دافيد عبد الله جلسة تصوير مختلفة كليًا، كان جزء منها أمام القبور، حيث ارتدت الفنانة اللبنانية ملابس سوداء وحملت في يدها باقة من الورود الحمراء، ونشرها مع تعليق " In another time, in a happier place we will meet again" والذي يعني بالعربي "سوف نتلقي مجددًا في مكان آخر. أكثر سعادة".

بينما أعادت سمر جميل نشر نفس صور جلسة التصوير التي خضعت لها أمام المقابر بعيون دافيد عبد الله، وعلقت عليها "لبنانهُم؛ نسقي مدافِن شهدائكَ بورود الحب، فليس الحبّ مُتاحًا في عهدهم سوى بعد الحياة".

وعلقت على صورة ثانية " أبكي الحبّ و الحبيب في وطنٍ كثُرَت فيه دموع الثكالى... أم ثكلى، زوجة ثكلى، إبنة ثكلى؛ ثكالى وطني قدموا الحب في قالب موت".

دافيد عبدالله، كان قد دخل عالم التصوير بالصدفة، فهو كان يعمل في مجال آخر لكنه باشر في التقاط صور خاصة بالطبيعة، ومن ثم أسس اول استديو خاص به في بيروت، وكانت الديون تحاصره في كل مكان، لكن أبواب الحظ فُتحت أمامه وتمكن من سداد ديونه قبل استحقاق موعدها، وبسبب فضوله تعلم كيفية تنقيح الصور retouching والتي اصبحت حلم وهاجس كل النجوم الذين سعوا في الكثير من الاحيان إلى تغيير ملامحهم كي يظهروا بأبهى صورة، الأمر الذي رفضه عبدالله فتشاجر مع عدد من النجمات لأنه رفض الخضوع لرغباتهن في تبديل ملامحهن.

عبدالله يقول إن جمال الصورة ليس في استخدام برنامج «الفوتوشوب» بل في تكامل عناصرها، من اختيار الخلفية الى انتقاء الزاوية والاضاءة... الخ، وهو ما يجيده دافيد.

دافيد عبد الله ليس مجرد فنان يحمل الكاميرا في يده، هو رجل معروف جداً في عالم الموضى وقد سعى بشغف وراء حبه للتصوير وموهبته الفريدة حتى أنه تخلى عن درجة الماجستير في دراسته للقانون، ليبدأ حياته المهنية في عام 1995 ويصبح مصور محترف مع الوقت يحمل في جعبته الكثير من الصور المثيرة للإعجاب.

 يملك نظرة وحس عالٍ للألوان و الحركة والتي تظهر واضحة في صور عشرات المشاهير الذين صورهم في جميع أنحاء العالم العربي مما جعله يكسب ثقتهم وتقديرهم لحسه الفني العالي، ومن بينهم ماجدة الرومي، أليسا، نانسي عجرم، هيفا وهبي وكثيرين.

 كما عمل دافيد في الإعلانات مع وكالات لإنتاج حملات لماركات مجوهرات شهيرة و بيبسي و كوكاكولا.

 مع ما يقرب من عشرين عامًا من الخبرة يعد دافيد المستشار الحقيقي للتصوير والطالب المجد الذي لا يكل ولا يمل وراء التقنيات والأساليب الجديدة.

لذا، الألبوم التالي، يجمع أجمل صور للفنان الفوتوغرافي الشهير دافيد عبد الله، لعدد من الفنانين في الوطن العربي، وتحديدًا الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، والتي اختار فيها مواقع تصوير مختلفة عن المألوف، وتحولت للوحة فنية تعبيرية تنطق مشاعر وتمثيل بآداء الفنانين وبعيون دافيد عبد الله، فطالعوا الصور، وشاركونا آرائكم.