فيلم صوت هند رجب يشعل مهرجان فينيسيا بالتصفيق الأطول

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 سبتمبر 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
فيلم صوت هند رجب يشعل مهرجان فينيسيا بالتصفيق الأطول

شهد مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الثانية والثمانين واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا هذا العام مع العرض العالمي الأول لفيلم "صوت هند رجب"، الذي وثّق الساعات الأخيرة في حياة طفلة فلسطينية عالقة تحت القصف الإسرائيلي.

الفيلم، الذي أخرجته التونسية كوثر بن هنية، لم يمر مرورًا عابرًا، بل حظي باستقبال استثنائي امتد بتصفيق حار استمر أكثر من 20 دقيقة، رافقته هتافات مؤيدة لفلسطين وصور الطفلة التي أصبحت رمزًا للألم الإنساني.

قصة هند رجب تتحول إلى شهادة سينمائية

ارتكز الفيلم على التسجيلات الصوتية الحقيقية لهند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي ظلت تتوسل فرق الهلال الأحمر لإنقاذها بعدما حوصرت داخل سيارة استهدفتها نيران الاحتلال.

كلماتها القصيرة "أنا خائفة جدًا.. أرجوكم تعالوا" تحولت إلى صدى إنساني تجاوز حدود غزة ليصبح محور العمل السينمائي.

وبحسب ما جرى توثيقه، فإن الطفلة ظلت لساعات على الخط مع المسعفين، قبل أن يُسمح لسيارة الإسعاف بالتحرك. لكن الاتصال انقطع لاحقًا، لتُعثر على جثمانها بعد أيام برفقة أفراد عائلتها، إضافة إلى المسعفين اللذين فقدا حياتهما أثناء محاولة الإنقاذ.

صوت هند رجب: صدى واسع على السجادة الحمراء

قبل بدء العرض، ظهر أبطال الفيلم على السجادة الحمراء حاملين صورة لهند رجب، فيما رفع الممثل معتز ملحيس علم فلسطين وسط تفاعل الحاضرين.

الممثلة سجى الكيلاني قرأت بيانًا باسم فريق العمل جاء فيه أن "قصة هند تحمل ثقل شعب كامل"، في إشارة إلى رمزية الحدث الذي تجاوز كونه مأساة فردية.

المشاركة لم تقتصر على طاقم العمل العربي فقط، إذ دعم الفيلم نجوم عالميون مثل خواكين فينيكس وروني مارا وبراد بيت، الذين انضموا كمنتجين منفذين، ما أضفى ثقلًا عالميًا على التجربة.

تصفيق غير مسبوق وهتافات مؤثرة

الجمهور داخل قاعة المهرجان لم يتمالك دموعه، ووقف مصفقًا لفترة استثنائية بلغت 23 إلى 24 دقيقة، وهي من أطول التحيات في تاريخ المهرجان. وارتفعت الهتافات "فلسطين حرة" في مشهد نادر داخل حدث سينمائي عالمي، ما عزز من الأهمية السياسية والإنسانية للفيلم.

شاهدوا لحظة تصفيق غير مسبوقة لفيلم صوت هند رجب في فينيسيا:

أما كوثر بن هنية، التي اعتادت تقديم أعمال تعتمد على قصص واقعية، أوضحت أنها استمعت إلى تسجيل صوتي انتشر عبر الإنترنت للطفلة وهي تستغيث. شعورها بالعجز قادها للتواصل مع الهلال الأحمر الفلسطيني، والحصول على نسخة كاملة من التسجيل الذي امتد لأكثر من ساعة، لتبني عليه السيناريو.

الفيلم أنجز خلال 12 شهرًا فقط، وهو زمن قياسي في صناعة السينما، ما يعكس حجم الإلحاح العاطفي والفني الذي دفع المخرجة وفريقها لإنهاء المشروع بسرعة ليصل إلى أكبر عدد من المشاهدين حول العالم.

صوت هند رجب Voice of Hind Rajab من غزة إلى مهرجان البندقية Venice Festival وصولًا إلى الأوسكار

لم يكن اختيار الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية بمهرجان البندقية سوى بداية لمسار عالمي، إذ أعلن المركز الوطني للسينما والصورة في تونس اعتماده كممثل رسمي للبلاد في فئة أفضل فيلم دولي بجوائز الأوسكار في دورتها الـ98.

كما تأكدت مشاركة "صوت هند رجب" في مهرجانات كبرى، منها تورونتو السينمائي الدولي، مهرجان BFI في لندن، مهرجان سان سيباستيان في إسبانيا، إضافة إلى مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية، ما يجعله واحدًا من أكثر الأعمال العربية حضورًا على الساحة العالمية خلال هذا العام.

شهادة فنية تتحدى النسيان

يُجمع النقاد على أن الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي بل شهادة موثقة على مأساة حقيقية، تحمل رسالة إنسانية تتخطى حدود الجغرافيا. من خلال دمج التسجيل الصوتي الأصلي بالدراما البصرية، قدّم "صوت هند رجب" تجربة صادمة ومؤثرة، أعادت التذكير بأن السينما يمكن أن تكون أداة لحفظ الذاكرة ومقاومة النسيان.

وبينما ينتظر العالم إعلان الفائز بجائزة الأسد الذهبي في السادس من سبتمبر، يبدو أن صوت الطفلة هند رجب سيظل يتردد طويلًا في ذاكرة الجمهور، بعد أن تحوّل من استغاثة قصيرة تحت القصف إلى صرخة عالمية على أرفع منصات السينما الدولية.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار