لماذا نظهر بشكل مختلف في المرآة مقارنة بشكلنا في الكاميرا

كثيراً ما نقف أمام المرآة ونرى شكلاً يعجبنا، ثم ننقل الصورة لكاميرا الهاتف فلا يعجبنا شكلنا ونشعر بوجود اختلاف كبير، تُرى ما السبب وراء ذلك؟ هل تساءلتِ يوماً عن شكلك الحقيقي يكون في المرآة أم الكاميرا؟ كل ذلك وأكثر تجدين إجابته في هذا المقال.

هل شكلي الحقيقي في المرآة أم الكاميرا

دعينا نشرح لكِ الأمر ببساطة، بدايةً لنتفق على أن وجوهنا غير متساوية الأبعاد، وهذا ينطبق على الجميع مع اختلاف النسب، لذلك عندما نقف أمام المرآة كل صباح، فإننا نقف في ذات الزاوية المعتادة، مما يدفعنا إلى الاعتياد على صورة معينة لأنفسنا. ^[1]  

أي أن شكلكِ في المرآة هو الشكل الذي اعتدتِ على النظر إليه لسنوات طويلة، وهو يمثل البُعد والزاوية التي حفظها عقلك وألفها منذ زمن بعيد، رغم أنها ليست صورتكِ الحقيقية، ويُسمى هذا الأمر بتأثير التعرض المجرد (بالإنجليزية: Mere-exposure effect)، وهو يشبه تقريباً ظاهرة كُرهكِ لصوتكِ في حال سماعكِ لتسجيل صوتي لكِ بصوتكِ. ^[1]

إذ إن شكلكِ في المرآة هو صورة مقلوبة من اليمين إلى اليسار، لا تشبه صورتك الحقيقية، أي أنها انعكاس لشكلكِ، وهذا الانعكاس هو السبب الحقيقي وراء أن ما نراه في صور الكاميرا يكون بعيداً عما نراه في المرآة. ^[1]

فعندما تبتسمين لمرآتكِ على سبيل المثال، ستجدين أن الجانب الأيسر من وجهكِ يرتفع، بينما ينخفض الجانب الأيمن، وهذا ما سينعكس تماماً في صورة الكاميرا، التي تُظهر لكِ الصورة دون قلبها، كما أن الكاميرا تظهر العيوب وتجعلها واضحة بشكل ملحوظ، بل وتظهر أماكن مختلفة تماماً عن الأماكن التي اعتدتِ النظر إليها في الصورة. ^[1]

ولكن لا تقلقي، نعلم جيداً شعورك تجاه الأمر، وكيف تعتقدين أن الصورة المقلوبة أجمل بكثير من الصورة الحقيقية، لستِ وحدكِ، فهذا شيء يشترك فيه نسبة لا بأس بها من البشر، والسبب هو أنكِ اعتدتِ على شكل معين، وعقلك يرفض الشكل الآخر، ولكنكِ يمكنكِ الاعتياد عليه أيضاً، فهي مسألة وقت ليس أكثر. ^[1]

ونظراً لأن هذه الإجابة ليست التي تبحثين عنها، فإن أقرب شيء لشكلكِ الحقيقي هو صورتكِ في الكاميرا، وليس المرآة، إذ إنه من الناحية الفنية، أنتِ ما زلتِ تجهلين شكلكِ الحقيقي كيف يبدو سواءً في المرآة أو في الصورة أو في الحقيقة. ^[1]

لماذا شكلي في المرآة يختلف عن شكلي الحقيقي

من المعروف أن عين البشر تلتقط أبعاداً للأشكال والأجسام التي تراها لا يمكن أن تلتقطها أفضل كاميرا في العالم، لذا يأتي الاختلاف بين شكلكِ في المرآة عن صورة الكاميرا وشكلكِ الحقيقي الذي يراه الناس. ^[2]

وفيما يأتي ندرج لكِ أهم أسباب وعوامل اختلاف شكلكِ في المرآة عن شكلكِ الحقيقي: ^[2]

• الإضاءة: تعد الإضاءة عنصراً مهماً وسبباً أساسياً من أسباب اختلاف شكلك، إذ إنها تحدث فارقاً كبيراً في انعكاس صورتكِ على المرآة، ويعمل دماغكِ على تقديم عرض للوجه أقرب للشكل الذي اعتدتِ عليه.
• الصورة العكسية: المرآة تعطيكِ صورة عكسية لشكلكِ الحقيقي الذي تبدو عليه في الواقع، فعندما تحركين يدكِ اليمنى فإنكِ تجدين أن يدكِ اليسرى هي التي تتحرك في الصورة المنعكسة بالمرآة.
• عدم تماثل الوجه: أنتِ مثل جميع البشر لا تملكين وجهاً مماثلاً للوجه الذي ترينه في المرآة، وذلك بسبب أنكِ عندما تنظرين لنفسك في المرآة ترين زوايا قليلة، لذا قد يختلف وجهكِ في المرآة عن شكلكِ الحقيقي الذي يراه من حولكِ.
• النظر لتفاصيل معينة: عندما تنظرين في المرآة عادة ما تركزين على تفاصيل معينة، مثل: الأنف والشفتين والعينين، ولا تلتقطين الصورة الكاملة، أما في الواقع فينظر الآخرون إلى شكلكِ بالكامل ويأخذون انطباعات عن شخصيتكِ ووضعية جسمكِ وتعابير وجهكِ الأخرى، فيكون شكلكِ الحقيقي مختلفاً.

وبذلك نكون قد أجبنا عن تساؤلاتكِ حول هل شكلي الحقيقي في المرآة أم الكاميرا؟ ولماذا شكلي في المرآة يختلف عن شكلي الحقيقي؟ فلا تقلقي أنتِ لستِ وحدكِ من تريدين معرفة هذه الإجابات، إذ إن هناك كثيراً من البشر يبحثون عنها أيضاً.