محمد كمال: البلد من غير تراث ليس له هوية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 04 أغسطس 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
محمد كمال: البلد من غير تراث ليس له هوية

محمد كمال باحث في التراث الكويتي، أمين سر فريق الموروث الكويتي، يمكن أن يوصف بأنه متحف متكامل بما لديه من مقتنيات متنوعة، تبدأ بالوثائق المختلفة،مروراً بالتحف والانتيكات إلى المحنطات والعملات وغيرها الكثير من الأشياء التي تعكس صورة التراث الكويتي وتعرف الأجيال المعاصرة عليه...  يعرف من قبل المقتنين والمهتمين بالتراث بأنه ملك التحف والانتيك وكذلك ملك الجوازات..."ليالينا" التقت الباحث الكويتي محمد كمال وأجرت معه الحوار التالي:

-          محمد كمال باحث في التراث والوثائق بشكل خاص... ماذا يعني لك التراث؟

التراث هو التاريخ وهوية الدولة ، ومن خلاله يمكن الاستدلال على تاريخ البلد، والتعرف عليه وتقديمه للأجيال المعاصرة.

-          كيف كانت بدايتك مع التراث؟

التوجه جاء من الصغر، حيث كان والدي يشجعني على كل ماهو تراثي، ويعرفني أكثر على التقاليد والعادات الكويتية، وفي الأعياد كان يشتري لي مسباح تراثي أوخاتم، ويحدثني عن أهمية الترابط الأسري والعادات والتقاليد، كما أنه أعطاني جوازات السفر القديمة الخاصة بالعائلة وبعض الوثائق، فأحببت هذا المجال ومضيت فيه لأنني رأيت أنه يقدم الهوية الكويتية والتاريخ الكويتي الذي أعتز به.

محمد كمال: البلد من غير تراث ليس له هوية

-          هل تختص بنوع معين من المقتنيات؟

بشكل عام لدي مختلف أنواع المقتنيات من التحف والانتيك والعملات والطوابع وكذلك المحنطات والمصاحف المذهبة، إلا أن أكثر ما يستهويني الوثائق القديمة، لأنها تعكس تاريخ البلد، وكم من وثائق غيرت التاريخ، وأظهرت الحقائق. وأيضاً أهتم بجمع جوازات سفر المشاهير.

-          لهذا يسمونك المقتنون ملك الجوازات والتحف والانتيك؟

"الربع" يحبون أن يسموني هكذا لأنه لدي العديد من جوازات سفر المشاهير أقدمها جواز سفر عثماني من عهد الشيخ عبدالله ابن صباح الثاني عام 1884. والجوازات كانت ورقية قديماً ثم دفترية ولدى العديد منها الخاص والدبلوماسي ولفنانين مشهورين.

-          وماذا عن الوثائق التي لديك؟

أقدم الوثائق هي العدسانيا أو وثائق البيع والشراء، كما أن لدي وثائق تخص تبرعات الكويتيين لدول متعددة من العالم وهذا يظهر حب عمل الخير لدى الكويتيين منذ القدم.

محمد كمال: البلد من غير تراث ليس له هوية

-          تكلمت أن لديك مصاحف مذهبة قديمة إلى أي تاريخ يرجع أقدم مصحف؟

أقتني مجموعة من المصاحف المذهبة والقديمة، أقدمها رق قوزال مذهب أندلسي يعود للقرن السادس والسابع هجري، ومصحف آخر بغدادي يعود إلى 400 سنة. والعديد من المصاحف الاخرى التي تختلف من بلد إلى آخر ومن حقبة زمنية إلى آخرى.

-          كيف يمكنك التأكد من أن تلك الوثائق أو المقتنيات غير مزورة؟

بالخبرة والمتابعة، كما أنني اتبعت العديد من الدورات في هذا المجال ، وبالشكل العام هناك العديد من الطرق مثل نوعية الورق بالنسبة للوثائق أو الخطوط والزخرفات بالنسبة للمصاحف، والأختام ، كل تلك العوامل مع الخبرة تساعدك على التمييز بين الحقيقي والمزورو، فمثلاً لدي قلادة النيل رقم (1) وهي نفس نموذج القلادة التي أهداها الرئيس الراحل أنور السادات للشيخ صباح السالم الصباح، يظهر عليها الختم والنسر بشكل يؤكد أنها حقيقة وليس مزيفة.

-          كيف تحصل على مقتنياتك وهي الإضافة التي تقدمها للكويت من خلالها؟

الحصول على المقتنيات يتطلب البحث الدائم سواء داخل الكويت أو خارجها في مختلف البلدان. أما ماهي الإضافة التي أقدمها فتأتي من خلال مشاركتي في المعارض حيث أحاول من خلال الوثائق والمقتنيات أن أطلع الجيل المعاصر على تراث الكويت وغناه، وعلى عاداته وتقاليده، فالوثائق جزء من التاريخ. واليوم ومع انتشار التكنولوجيا أصبحت  أعرض كل مقتنيات على على حسابي على الأنستغرام  @Bomalek_kamal

-          هل ترى بأن هناك من يهتم بهذا المجال حتى الآن؟

صحيح بأن بعضاً من جيل الشباب الكويتي يتجه نحو الابتعاد عن عاداته وتقاليده وتاريخه، وهذا يحزنني جداً، ولكن في المقابل هناك من يسأل دائماً ويبحث في التاريخ ويحب أن يتعرف عليه، وأن يقتني التحف والوثائق وغيرها، وأنا أشجع الشباب على ذلك، وأن لا يتخلوا عن تراثهم وعاداتهم، ولا يكون التراث فقط موضة المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد، علينا أن نتمسك بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ونعلم الأجيال كل ذلك فالبلد من غير تراث بلاهوية.

-          هل تطبق ذلك على أبنائك في تعليمهم التراث وأهميته... وكيف ذلك؟

بالتأكيد أعلمهم أهمية التراث والعادات والتقاليد كما علمني والدي. فمثلاً أعطي أبنائي بحوث ومواضيع عن التراث ليتحدثوا بها في المدرسة، وكذلك بعض المقتنيات ليشاركوا بها في معارض المدرسة، ويمكن للعوائل القيام بذلك من أجل غرس حب التراث وحب الكويت في نفوس أبنائنا.

-          لو كنت مسؤولاً عن هذا القطاع ماذا كنت ستفعل من أجل المساهمة في إبراز التراث الكويتي؟

أقيم مجمع تراثي أو قرية تراثية من أربعة أدوار، الدور الأول يخصص لتاريخ الأسرة الحاكمة ، الدور الثاني للحرف التراثية الكويتية القديمة والعادات والتقاليد الكويتية، الثالث يخصص للوثائق والجوازات والطوابع، أما الدور الرابع فيكون مخصصاً لتاريخ دول الخليج والدول العربية، يرافق المجمع فنادق على تصميم هندسي قديم بشكل معاصر وكذلك أسواق قديمة وساحات تظهر عادات وتقاليد  الكويت والألعاب الشعبية وغيرها ... يعني مجمع تراثي معاصر يجد فيه الباحث ضالته في أي مجال يريد التعرف عليه.

محمد كمال: البلد من غير تراث ليس له هوية

-          يعني مصير الجوازات التي تقتنيها سيكون في المجمع مستقبلاً؟

بالنسبة للجوازات عندما أصل إلى رقم معين سوف أقدمها هدية للدولة من أجل عرضها في مكان أختاره بنفسي ويكون ريعه لمرضى السرطان.

-          بما أنك تعيش مع التراث هل حصلت معك مواقف طريفة؟

في أحد المعارض التي شاركت فيها كنت أعرض هويات قديمة جداً لأشخاص كويتيين، ولكني فوجئت بأن أهالي أصحاب الهويات عندما شاهدوها وتذكروا أقربائهم وأخذوا بالبكاء، لهذا لم أعد أعرض تلك الهويات.

-          بعيداً عن التراث كيف يقضي محمد كمال يومه؟

في البحث عن التراث... بقراءة الكتب النادرة والتراثية ... والتواصل مع الأهل، فيوم الخميس مخصص لصلة الرحم، والعائلة .

-          كلمة أخيرة للشباب؟

أتمنى أن يهتم الشباب بالتراث بشكل أكبر ولا يهملوا أوراق ووثائق العائلة المهمة لأنها تمثل تاريخ، وعليهم الاهتمام أكثر بعاداتهم وتقاليدهم وعدم التخلي عنها والتحدث باللهجة الكويتية لأنها جزء من تراثنا، وكما قلت التراث هوية البلد.

للمزيد:

- تابعوا العديد من اللقاءات مع مشاهير العالم على موقعنا 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار