"هل طبيبي يستحق الثقة؟"... كيف تجيبين عن هذا السؤال؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 14 أبريل 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
"هل طبيبي يستحق الثقة؟"... كيف تجيبين عن هذا السؤال؟

أدخلُ إلى غرفة الانتظار، أجلس لساعة كاملة حتى يحين موعدي، أخيراً تناديني السكرتيرة باسمي! أجلس وجهاً لوجه أمام الطبيب، يبتسم لي قليلاً ثم يسألني عن حالتي. وبعد عشر دقائق أخرج ومعي وصفة طبيّة عليها الكثير من الأدوية التي لا أعرف عنها شيئاً. هل أخذني هذا الطبيب فعلاً على محمل الجدّ؟ هل سيعرفني إذا ما عدت إليه يوماً؟ أليس علينا أن نعرف كيف نختار الطبيب الذي نثق به؟

أليس هو من نُسلّمه مسؤوليّة العناية بنا صحياً بشكل أو بآخر؟ أليس هو من نسلّم بقدراته ليكتشف ما نعاني منه ويرشدنا إلى الوسيلة الفعّالة للشفاء؟ كيف عليه أن يكون هذا الطبيب؟ هل نستطيع الاعتماد على أوّل طبيب نلتقيه؟ ما الإشارات التي تنبئنا بأنّه أهلٌ للثقة وبأنّنا سنكون بخير إذا ما اعتمدنا على توجيهاته؟ صحيح أنّه خرّيج سنوات عدّة من الدراسة والخبرة المهنيّة، لكنّ ذلك لا يعني مطلقاً أنّه يمارس مهنته كما يجب وأنّه قادر على مساعدتنا على الشفاء.

منذ اللقاء الأوّل مع طبيبك، تعلّمي أن تكتشفي فيه المؤهّلات التي قد تدفعك لزيارته مرة أخرى، وذلك من خلال النقاط التالية:

1-    يستقبلك بحفاوة، يبتسم بثقة، ذاك أنّ الطبيب المتجهّم لن يريحك إذا واجهت يوماً مشكلة ما تحتاج إلى دعمٍ كبير. إذا كانت الزيارة الأولى لكِ إلى عيادته، عليه أن يسألك عن حالك، عن نهارك... ليتعرّف إليك أكثر فأكثر. الطبيب الذي يرغب في زرع الثقة بينه وبينك، هو من ينظر إليك كمن يحاول التعرّف إليك أكثر ولا يدخل في صلب الموضوع سائلاً إياك مباشرةً عما تعانين منه. يجب أن يُخصّص القليل من الوقت ليعرف منك بشكل مباشر ودقيق، معلومات عن تاريخك الصحّي، ولا يستند فقط إلى الملف الذي أعدّته السكرتيرة قبل دخولك إليه، لأنّ علاقة الطبيب بالمريض إنسانيّة أولاً، بعيداً عن احتساب الزيارة كرقم مربح من الأرقام التي ستمرّ على عيادته أثناء النهار.

2-    عليه أن يكون مستمعاً جيّداً، عندما يطرح عليك سؤالاً ما، وينتظرك لتنهي حديثك قبل أن ينطق بأي حكم ولا يتسرّع. وإذا كانت إجاباتك مقتضبة، عليه أن يكثر من طرح الأسئلة ويدخل في التفاصيل ليكون حكمه أدق. على جلستك معه أن تكون عبارة عن حوارٍ مفتوح بين شخصين وليس بين تلميذٍ وأستاذ، يستمع الأوّل بينما يشرح الثاني! أحكام مطلقة قد تواجهينها مثل "لا تخافي أنت لا تعانين من شيء" أو "أنت تعظّمين الموضوع أكثر مما يستحق...". هنا تنبّهي إلى أنّ تعاطيه معك لا يدلّ على صراحة تامة، فقد أتيت لتستشيرينه في مشكلة ما وتحتاجين إلى إجاباتٍ واضحة حولها لا لأن تستمعي إلى إجابات مقتضبة غير واضحة.

3-    أثناء الفحص السريري، عليه أن يشرح لك المسبّبات المرضيّة التي يشكّ بها بالتفصيل، لا أن يُخضعك لاختباراتٍ متتالية لا تعرفين شيئاً عن ماهيّتها. لا تتقبّلي أبداً أن يقول لك "أنا أعرف عملي جيداً، دعيني أتمّه!" عندما تكثرين من الاستفسارات، اعلمي أنّه من حقّك أن تكوني على بيّنة بما  ستخضعين له. يحدث أحياناً أن يتفاعل الأطبّاء أثناء الفحص مع ما يكتشفونه، فتظهر على وجوههم تعابير معيّنة أو قد يُنذر صوتهم بما يدلّ على أنّهم اكتشفوا شيئاً ما. تلك التعابير كفيلة بأن توتّرك أكثر فأكثر، هنا على الطبيب تفادي ردود فعله غير المدروسة ليتقن ما يقوم به وليريح المريض في الوقت نفسه.

4-    على الطبيب أن يتوقّف لبعض الوقت لشرح الوصفة الطبيّة التي أعطاك إياها، وأن يعطيك معلوماتٍ كافية عن الدور الذي سيلعبه كلّ دواءٍ على حدة والاستفادة المرجوّة من العلاج، ولا تتردّدي من سؤاله عن أيّ أعراض جانبيّة ممكن أن تثيرها الأدوية التي وصفها لك.

5-    تأكّدي من أنّك قضيتِ عنده ما يكفي من الوقت ومن أنّك شعرت بأنّه أوفاك حقّك ولم يتسرّعٍ في تحديد المرض والعلاج رغبة منه في الانتقال إلى المريض التالي. إنّ أيّ شعورٍ مغاير لذلك، يعني أنّك لم تحصلي بعد على الراحة والاطمئنان اللذين تحتاجينهما وأنّه فشل في إعطائك إياهما. قد نكون نحن مرتابين أكثر ممّا يجب، لكنّ ريبتنا هذه بحدّ ذاتها هي نقطة هامة على الطبيب التنبّه إليها كي يتمكّن من إراحتنا قدر الإمكان.

6-    وبما أنّ المعلومات باتت تصلك اليوم عبر الإنترنت وبسهولةٍ أكبر، فأنتِ قادرة على إيجاد تفسيراتٍ لما تعانين منه على شاشة الكمبيوتر، قبل اللجوء إلى الطبيب أحياناً كثيرة، لذلك أصبح بإمكان العلاقة التي تربطك بالطبيب أن تكون أقلّ سلطويّة. ففي هذه الحالة، لا ينفرد الطبيب بقراره ولا يلتزم المريض به إلا بعد مناقشته، إذ أصبح بإمكاننا أن نناقش الطبيب في ما يتقدّم به وأن نذهب إليه وفي جعبتنا أسئلة محدّدة ناتجة عن معرفة أكبر بما نعانيه، لكنّها معرفة تبقى غير كافية وواضحة وعليها أن تكتمل بعد لقائنا به. من هنا على الطبيب أن يكون جاهزاً لاستفساراتك وأن يستجيب لها، لا أن يتنصّل من أحكامه ويقول لك ببساطة "لا تهتمّي بما قرأته!" خصوصاً وأنّ معلومات الإنترنت تحتاج إلى توجيه وتدقيق نظراً لكثرتها وتنوّع مصادرها التي لا تكون جديّة في كثير من الأحيان، لكنّها تمنحنا فكرة أوليّة عما نعانيه

ما هي أهمية فيتامين دي للجسم وكسيف يمكننا الحصول عليه؟

فوائد اليوغا للصحة والرشاقة والروح والعقل

اشتركي في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر المختارات على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار