عيد الاستقلال الموريتاني مولود الوحدة والمقاومة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
عيد الاستقلال الموريتاني مولود الوحدة والمقاومة

لُقبت عبر التاريخ بـ "بلاد الملثمين" و "بلاد الشنقيط: عيون الخيل" وعندما احتلها الفرنسيون أطلقوا عليها اسم موريتانيا أي بلاد (المورو، وهم سكان الصحراء) خليط من العرب والبربر والأفارقة، حيث يعود أصل الاسم إلى مملكة موريتانيا التي كانت قبل الميلاد تحكم شمالي المغرب وغربي الجزائر.

وكأقرانهم من العرب يعتبر الموريتانيون عيد الاستقلال يوماً وطنياً يحتفلون بذكرى جلاء القوات الفرنسية عن بلدهم، حيث لم تمنعهم الاضطرابات السياسية، وكثرة الانقلابات العسكرية من الاحتفال بهذا اليوم المميز لدى كل الشعب الموريتاني.

المقاومة الموريتانية للاحتلال الفرنسي

انتشر الإسلام في موريتانيا عام 734 إثر غزوة حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، فاعتنقت القبائل الموريتانية الإسلام مثل قبيلة الملثمون الصنهاجيون وقبيلة لمتونة، خضعت بعد ذلك موريتانيا لسيطرة إمبراطورية غانا، فبدأ الموريتانيون الجهاد ضدها في عام 1076، حتى تمكنوا من هزيمتها وإجبارها على الانسحاب، فأصبحت مستقلة حتى عام 1908، حيث غزاها الفرنسيون وباتت موريتانيا تُعرف بـ "مستعمَرة غرب إفريقيا الفرنسية".

رفض الاحتلال ومقاومة مسلحة

قاوم الموريتانيون الاحتلال الفرنسي كونه يشكل خطراً على الهوية الموريتانية، من خلال أسلوبين:

  1. الأسلوب السلبي المتمثل بعدم التعامل مع المحتلين الفرنسيين، ورفض دخول المدارس الفرنسية في موريتانيا، كما رفضوا قبول اللغة والثقافة الفرنسية.
  2. أسلوب المقاومة المسلحة، حيث قاموا باستهداف مراكز تجمع الجنود الفرنسيين وكانت النتيجة انسحاب قوات الاحتلال الفرنسي من موريتانيا في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر في عام 1960، حيث أقر الدستور الموريتاني، وعين المختار ولد داده أول رئيس للجمهورية، وفي العام التالي انضمت موريتانيا لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.

طقوس الاحتفال بالعيد الوطني الموريتاني

يحيي الموريتانيون في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام ذكرى الاستقلال، من خلال استحضار ذكريات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، وانسحاب القوات الفرنسية من موريتانيا، فيزورون المتاحف التي تخلد ذلك، كما يقيم الموريتانيون الاحتفالات بمناسبة الاستقلال، ويخرجون بمسيرات السيارات المزينة بالعلم الوطني، الذي يزين الشوارع والشرفات أيضاً، إضافة لعروض الألعاب النارية.

النشيد الوطني الموريتاني

كتب كلمات النشيد الوطني الموريتاني للشاعر الموريتاني بابا ولد الشيخ سيديا في القرن التاسع عشر، ولحنه الملحن توليا نيكيروتكزي (Tolia Nikiprowetzky)، اعتمدته موريتانيا رسمياً في عام 1960، وهذه كلماته:

كن للإله ناصرا وأنكر المناكرا

وكن مع الحق الذي يرضاه منك دائرا

ولا تعد نافعا سواءه أو ضائرا

واسلك سبيل المصطفى ومت عليه سائرا

فما كفى أولنا أليس يكفي الآخرا

وكن لقوم أحدثوا في أمره مهاجرا

قد موهوا بشبه واعتذروا معاذرا

وزعموا مزاعما وسودوا دفاترا

واحتنكوا أهل الفلا واحتنكوا الحواضرا

وأورثت أكابر بدعتها أصاغرا

وإن دعا مجادل في أمرهم إلى مرا

فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا

العلم الوطني الموريتاني

اعتمد العلم الموريتاني في الثاني والعشرين من شهر آذار/مارس من عام 1958، وهو عبارة عن أرضية خضراء، في وسطه نصف قمر ذهبي تعلوه نجمة صفراء.

لألوان العلم الموريتاني دلالاته، حيث يرمز اللون الأصفر إلى لون الكثبان الرملية، ويرمز اللون الأخضر للإسلام، كما يدل الهلال والنجمة على الدين الإسلامي الذي يعتنقه غالبية سكان موريتانيا، في حين ترمز النجمة لأركان الإسلام الخمسة (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج).

حكام موريتانيا من الاستقلال حتى عام 2016

توالى على حكم موريتانيا منذ الاستقلال حتى اليوم العديد من الرؤساء الذين وصلوا إلى السلطة بطرق مختلفة كالانقلابات العسكرية، والانتخابات، وهؤلاء الرؤساء هم:

  • المختار ولد داداه، استلم السلطة بين الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1960 حتى العاشر من شهر تموز/يوليو عام 1978، حيث عزل من منصبه بانقلاب عسكري ضده.
  • العقيد المصطفى ولد محمد السالك، استلم السلطة في موريتانيا نتيجة انقلاب عسكري في العاشر من شهر تموز/يوليو من عام 1978 حتى الثالث من شهر حزيران/يونيو في عام 1979، حيث استقال نتيجة ضغوط من الضباط العسكريين في الجيش.
  • العقيد محمد محمود ولد لولي، استلم السلطة في الثالث من شهر حزيران/يونيو عام 1979، استمر حتى الرابع من شهر كانون الثاني/يناير من عام 1980، حيث قدّم استقالته.
  • العقيد محمد خونه ولد هيداله، استلم السلطة في الرابع من كانون الثاني/يناير عام 1980 حتى الثاني عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1984، حيث انقلب عليه العقيد محمد ولد سيدي أحمد الطايع أثناء سفره للخارج لحضور إحدى القمم الفرانكفونية، تميز حكمه بإلغاء نظام الرق عام 1981، واعترف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد لشعب الصحراء الغربية، بعد هزيمة قواته أمامهم عام 1984.
  • العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، استلم السلطة بانقلاب عسكري على سلفه في الثاني عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1984 حتى الثالث من شهر آب/أغسطس من عام 2005، حيث انقلب عليه العقيد علي ولد محمد فال أثناء تواجده في السعودية لتقديم العزاء بوفاة الملك فهد بن عبد العزيز، وهو صاحب أطول فترة حكم بتاريخ موريتانيا.
  • العقيد علي ولد محمد فال، استلم السلطة بانقلاب عسكري على سلفه أثناء زيارته السعودية للتعزية بوفاة الملك فهد في الثالث من شهر آب/أغسطس عام 2005، استمر حكمه حتى التاسع عشر من شهر نيسان/أبريل عام 2007، حيث تعهّد بإعادة السلطة للمدنيين خلال تسعة عشر شهراً بعد انتخاب رئيس بديل في الحادي عشر من شهر آذار/مارس عام 2007.
  • سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني لموريتانيا منذ ثلاثين عاماُ، استلم السلطة بعد الانتخابات، استلم السلطة في التاسع عشر من شهر نيسان/أبريل عام 2007، حتى السادس من شهر آب/أغسطس من عام 2008 حيث أقيل بانقلاب عسكري.
  • العقيد محمد ولد عبد العزيز، استلم السلطة بانقلاب عسكري على سلفه في السادس من شهر آب/أغسطس عام 2008، حتى الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل عام 2009، حيث استقال بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية.
  • با مامادو إمباري، استلم السلطة في فترة التحضير للانتخابات الرئاسية في الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل عام 2009 حتى الخامس من شهر آب/أغسطس عام 2009.
  • العقيد محمد ولد عبد العزيز، استلم السلطة في الخامس من شهر آب/أغسطس عام 2009، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثامن عشر من شهر تموز/يوليو من عام 2009، وما يزال مستمراً في السلطة حتى اليوم.

لقد شكّلت وحدة الموريتانيين ووقوفهم صفّاً واحداً في مواجهة الاحتلال الفرنسي، عنصراً حاسماً في طرد المحتل من بلادهم، لكن عدم الاستقرار كان السمة البارزة حتى عام 2009 حيث أجريت انتخابات رئاسية وضعت البلاد على سكة الاستقرار السياسي والأمني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار