أعراض وتطورات الحمل في الشهر الثاني

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 05 فبراير 2023
أعراض وتطورات الحمل في الشهر الثاني

يتألف الثلث الأول للحمل من الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يُشار دوماً إلى أهمية اعتباره مرحلة حساسة جداً تتطلب عناية ورعاية هامة من قبل الأم كي تجنّب جنينها أشكالاً مختلفة من التشوهات الخطيرة.

لا سيّما أن الثلث الأول من حمل المرأة يفرض عليها أن تمتنع عن تناول الكحول واستعمال أدوية معيّنة أو حتى التعرض لمواد كيماوية خاصّة؛ خوفاً من حدوث أذيات وتشوهات أثناء تشكّل الأعضاء الخاصة بجنينها في هذه المرحلة الحساسة.

مراجعة لتطورات الجنين في الشهر الأول من الحمل

تناولنا في مقال سابق الميزات الجنينية الخاصة للشهر الأول من الحمل، أشرنا فيه أن الأسبوعين الأولين منه ليسا سوى تهيئة لجسم المرأة كي تنتج الخلية البيضية التي تنتظر حيواناً منوياً بغية الإلقاح وتشكيل البويضة الملقحة.

ويقتصر الأسبوعان التاليان على مجموعة من التكاثرات والانقسامات الخلوية؛ تنمو على إثرها البيضة الملقحة معطية شكلاً أكثر تطوراً منها سميناه الكيسة الأروميّة التي ستعطي لاحقاً طبقات الجنين الثلاث: أديم ظاهر ومتوسط وباطن، وستشتق منها بالطبع كافة أعضاء الجنين وأجهزته.

وبيّنّا كذلك كيف يختلف الأسبوع الأول للحمل عن الأسبوع الأول للإلقاح، وعلى إثره يمكننا القول أن الأسبوع الخامس الحمليّ سيوافق الثالث من الإلقاح، لا سيّما أننا تعاملنا مع الحمل ابتداءً من لحظة حدوث دورة شهرية جديدة عند المرأة وصولاً إلى إعطائها للخلية البيضيّة الأنثوية وحدوث الإلقاح والتعشيش، بينما اقتصر الأمر فقط في الإلقاح على لحظة اندماج نواتي الخلية البيضية المؤنثة مع نواة الحيوان المنوي (النطفة).

تطور الجنين خلال الأسبوع الخامس من الحمل

في الأسبوع الخامس من الحمل (الأول من الشهر الثاني للحمل) يطرأ على المضغة تغيرات مهمّة تفضي بهجرة خلايا الأرومة الظاهرة لتتشكل معها طبقات المضغة الثلاث المميزة وهي الأديم الظاهر والمتوسط والباطن.

كما تظهر الأغشية الجنينية الخاصة التي تتركب من خلايا الأديم الظاهر والباطن دون وجود أديم متوسط يفصل بينهما كالغشاء البلعوميّ الشدقيّ الذي سيعطي تجويف الفم مستقبلاً، والغشاء المذرقيّ الذي يظهر في النهاية الذنبيّة للمضغة، والذي سينفتح لاحقاً كي يعطي فتحة الشرج (Anus).

من جهة أخرى، يستمر تطوّر الزغابات المتشكلة من الأرومة المغذية التي ستصبح جاهزةً فيما بعد لتقديم الغذاء والأوكسجين للجنين المتكوّن داخل الرحم. [1]

تطور الجنين خلال الأسبوع السادس من الحمل

تبدأ معه الفترة المضغيّة التي تعتبر من أهم الفترات الخاصّة بتطوّر الجنين، كونه يبدأ خلالها تكوّن الأعضاء الخاصة بجسم الجنين، حيث تتشكل الصفيحة العصبيّة بتحريض من الأديم الظاهر كي تعطي لاحقاً الجهاز العصبيّ الخاصّ بالجنين.

كما تتشكّل بنية جنينيّة هامّة تعرف بالعرف العصبيّ (Neural Crest) الذي يعتبر مسؤولاً عن إعطاء أنماط متنوعة من النسج الحيويّة لدى الجنين كخلايا غدة الدرق.

الخلايا المكوّنة لعاج الأسنان، الطبقات العميقة الجلدية في الوجه والعنق (أدمة الجلد)، الطبقة العنكبوتية والأم الحنون من السّحايا، الخلايا الميلانينيّة الجلديّة التي تنتج الصباغ وغيرها.

يعطي الأديم المتوسط أقساماً عديدة منها ما هو مسؤول لاحقاً عن تشكيل العظام وعضلات الأطراف وجدار الجسم إلى جانب الأدمة والنسيج تحت الجلد، كما نلاحظ قسماً خاصاً من الأديم المتوسط يهتمّ بإعطاء القطع الكلويّة المولدة للكلى التي يشتق ويتطوّر منها طيلة فترة الحمل مكونات الجهاز البوليّ والتناسليّ عند الجنين.

تجدر الإشارة إلى أن الأنبوب القلبيّ الصغير الخاصّ بالجنين سيتشكل في منتصف الأسبوع الثالث للنماء (بعد الإلقاح) تقريباً، يبدأ بالخفقان معطياً 65 نبضة في الدقيقة الواحدة وذلك في نهاية الأسبوع السادس الحمليّ (أي الرابع للنماء)، ويقيس الجنين تقريباً 6-7 ميلي ميتر (ما يعادل ربع إنش) ليبدو بحجم حبة صغيرة من الأرز داخل رحم الأنثى.

بعد تشكّل الأديم المتوسّط خارج المضغة نسمّي المنطقة التي يبرز فيها هذا الأديم ضمن الجوف العام ومتصلاً بطبقة الأرومة المغذية (تعطي المشيمة)، سنسميه السويقة الرابطة (Connecting Stalk)، التي ستعطي لاحقاً الحبل السريّ الذي يصل الجنين بالمشيمة. [2]

تطور الجنين خلال الأسبوع السابع والثامن من الحمل

يوافقان الأسبوعين الخامس والسادس لنموّ الجنين بعد تشكل البويضة الملقّحة، وفيه تنضج الأعضاء الجنينيّة المتشكّلة بشكل أكبر، ويبدأ القرص الجنينيّ بالانثناء بالاتجاه الرأسي الذنبي ويباشر الجهاز العصبيّ المركزيّ بنموّه السريع أيضاً.

ليس هذا وحسب، بل يتمكّن القرص أيضاً من الانثناء بشكل عرضيّ يحافظ فيه على اتصاله بالكيس المحيّ والمشيمة والحبل السريّ على التوالي. ومن النتائج المهمّة لهذه الانثناءات عند الجنين تشكّل المذرق (Cloaca) الذي سيعطي فيما بعد فتحة الشّرج.

ومع نهاية الأسبوع الثّامن للحمل يصل الجنين إلى مرحلة متقدّمة من تطوّر الأعضاء تميّزه بشكل ملحوظ عن الحالة التي كان عليها خلال الشهر الأول للحمل، نستعرضها وفق التالي:

  1. العين: تبدو العينان ظاهرتين بشكل جيّد، وتتطور كذلك كافة الأجزاء المشكّلة للقسم الخارجي منها، أما بالنسبة لتركيب العين الداخلي فإن الشبكيّة تبدأ بالنضج والتطور خلال هذه الفترة أيضاً.
  2. الأذن: يكتمل خلال هذه الفترة نموّ الجزء الخارجي منها (الصيوان، مجرى السمع الظاهر وصولاً إلى غشاء الطبل)
  3. الوجه: يتشكل الأنف والشفة العليا الخاصة بالجنين، ونلاحظ كذلك التحام عظام الحنك كما يبدأ نشوء الزغابات الخاصة بالتذوق (الحليمات الذوقيّة).
  4. القلب: يبلغ معدل ضربات القلب عند الجنين خلال هذه الفترة حوالي 150 ضربة في الدقيقة الواحدة.
  5. الأطراف: يستمر تطوّرها ونموّها خلال هذه الفترة، كما نلاحظ بدء تشكّل أصابع الطرفين العلويين والسفليين واتخاذهما شكلاً مميّزاً.
  6. شكل الجسم عموماً: يأخذ القلب شكلاً مدوّراً، بينما نلاحظ استقامة الجذع وتحوّل الجُسيدات (مصطلح يشير إلى تشكل العضلات والهيكل العظمي، الغضروف، الأوتار، الخلايا البطانية، والأدمة) بشكل جليّ إلى العظام.
  7. ومن العلامات المهمّة خلال هذه الفترة أيضاً أن الأمعاء تتجه من الحبل السريّ نحو داخل جسم الجنين، بينما تبقى الأعضاء الجنسية الظاهرة غير متمايزة بعد (لا يتحدد جنس الجنين عيانياً خلال هذه الفترة). [2]

منظر الجنين خلال الشّهر الثاني للحمل

يمكننا أن نشبّه الطرفين الأماميين للجنين خلال الشهر الثاني بالمجذاف، وعبر الإيكو يستطيع طبيب النسائية أن يقيس طول الجنين من قمة الجمجمة إلى ذروة العصعص الذي نسميه طبياً الطول التاجي المقعدي.

ويزداد نموّ الجنين يومياً بمقدار واحد ميليمتر، كما يزداد حجم رأسه وتبدأ العينان والأذنان بالتشكل أيضاً مسببة تغيراً ملحوظاً في المظهر الخارجيّ للجنين إلى حدّ يميّزه عن الشهر الحمليّ الأول، وبشكل عام نستطيع القول: إن حجم الجنين خلال الشهر الثاني للحمل سيتقارب جداً مع حبة توت بريّ صغيرة.

تحذيرات للحامل خلال الشهر الثاني من الحمل

ينبغي على المرأة أن تسأل طبيبها المختصّ عند ظهور أية مشاكل أو أعراض غير طبيعيّة خلال هذه الفترة الحمليّة، كالآلام الشديدة أسفل البطن والنزوف المهبليّة.

إضافة لضرورة استشارته عن سلامة الدواء قبل تناوله بشكل اعتباطيّ، لا سيّما أن استعمال الأدوية يبقى موضوعاً حرجاً جداً لما تحمله هذه الموادّ من مخاطر كبيرة تتسبب فيها بتشوهات وعيوب خلقية عند الجنين، مع أهمية الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول. [3]

يعد الشهر الثاني من الحمل مرحلة حساسة جداً ينبغي للمرأة أثناءه أن تتجنب كافة أشكال المواد والعوامل المضرة بصحة جنينها لحمايته من التشوهات والأذيات.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار