إيجابيات وسلبيات حقن منع الحمل

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 06 مايو 2025
إيجابيات وسلبيات حقن منع الحمل

حقن منع الحمل هي واحدة من أبرز الوسائل الهرمونية طويلة الأمد التي تعتمد عليها ملايين النساء حول العالم للسيطرة على الخصوبة وتنظيم الأسرة. ومع ازدياد الحديث عن الراحة والفعالية التي توفرها هذه الوسيلة، من الضروري التعمق في تفاصيلها بدقة وشفافية. في هذا المقال الشامل والمُفصّل، نستعرض إيجابيات وسلبيات حقن منع الحمل بطريقة علمية وعملية، تساعدكِ على اتخاذ القرار المناسب لجسدكِ وحياتكِ.

ما هي حقن منع الحمل؟

حقن منع الحمل هي وسيلة هرمونية تُستخدم لمنع الحمل عبر حقن تُعطى في العضل كل فترة زمنية معينة (عادةً كل 12 أسبوعاً). وتُعرف أشهر أنواعها باسم ديبو بروفيرا (Depo-Provera)، وهي تحتوي على نسخة صناعية من هرمون البروجستيرون تُعرف باسم ميدروكسي بروجستيرون أسيتات (DMPA). يعمل هذا الهرمون على:

  • منع التبويض تماماً.
  • زيادة سماكة مخاط عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
  • تغيير بطانة الرحم، لتصبح غير مناسبة لانغراس البويضة.

تتوفر أيضاً أنواع حديثة من الحقن مثل Sayana Press، وهي قابلة للحقن الذاتي وتأتي بتقنية مريحة تشبه قلم الأنسولين.

حقن منع الحمل للنساء

إيجابيات حقن منع الحمل

عندما يتعلق الأمر باختيار وسيلة فعالة ومريحة لمنع الحمل، تتجه الكثير من النساء إلى حقن منع الحمل كخيار ذكي وعملي. فهي لا تعتمد فقط على منع الحمل بنسبة تقارب الكمال، بل تقدم مجموعة من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية التي تناسب احتياجات المرأة العصرية. سواء كنتِ أمّاً مرضعة، أو امرأة تبحث عن وسيلة خفية لا تتطلب اهتماماً يومياً، أو تعانين من آلام الدورة الشهرية وترغبين بحل فعّال، فإن هذه الحقنة قد تكون خيارك المثالي.

فيما يلي سبعة من أبرز الإيجابيات التي تجعل من حقنة منع الحمل وسيلة مفضلة لدى العديد من النساء حول العالم:

1. فعالية عالية تمتد لثلاثة أشهر

حقن منع الحمل توفّر حماية طويلة الأمد تمتد حتى 12 أسبوعاً، ما يريحكِ من القلق المتكرر بشأن الحمل غير المخطط له. عند استخدامها بدقة، تصل نسبة فعاليتها إلى 99.8%، أي أنها تقارب وسائل التعقيم الدائم من حيث الكفاءة، ولكن دون أن تكون غير قابلة للعودة.

بحسب الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن نسبة فشلها في الاستخدام المثالي أقل من 1%.

2. لا تحتاج إلى تذكير يومي

على عكس الحبوب التي تتطلب التزاماً يومياً دقيقاً، أو اللصقات التي تُغيَّر أسبوعياً، فإن هذه الحقنة تُؤخذ فقط مرة واحدة كل 3 أشهر. وهذا يجعلها مثالية للنساء كثيرات الانشغال، أو اللواتي يواجهن صعوبة في تذكّر تناول الأدوية يومياً، مثل الطالبات أو العاملات لساعات طويلة.

3. مناسبة لمن لا يحتملن الإستروجين

بعض النساء لا يمكنهن استخدام موانع الحمل المركبة التي تحتوي على الإستروجين، بسبب مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو التاريخ العائلي لتجلطات الدم أو الشقيقة (الصداع النصفي). حقن منع الحمل تحتوي على البروجستيرون فقط، ما يجعلها خياراً آمناً لتلك الفئة من النساء، دون تعريضهن لخطر الأعراض الجانبية المرتبطة بالإستروجين.

4. تقليل آلام الدورة الشهرية وغزارتها

مع الاستمرار في استخدام الحقن، تبدأ بطانة الرحم بالتراجع، ما يؤدي إلى تقليل كمية الدم المفقود أثناء الدورة الشهرية، وقد تختفي الدورة تماماً عند بعض النساء خلال العام الأول. وهذا مفيد جداً لمن يعانين من غزارة الطمث، أو ألم الحوض المزمن، أو بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)، إذ تساهم الحقن في تخفيف هذه الأعراض بشكل ملحوظ، وتحسين جودة الحياة اليومية.

5. تقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم

الدراسات الحديثة، ومنها تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 2024، تشير إلى أن الاستعمال طويل الأمد لحقن منع الحمل البروجستيرونية قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة تصل إلى 50%، خاصة لدى النساء اللواتي لم ينجبن أو لديهن تاريخ عائلي مع هذا النوع من السرطان.

6. الخصوصية التامة

إذا كنتِ ترغبين في وسيلة لا تترك أثراً خارجياً، ولا تحتاج إلى شرح للطرف الآخر، فإن حقن منع الحمل تمنحكِ أقصى درجات الخصوصية. فهي لا تُستخدم قبل العلاقة مباشرة، ولا تُرى أو يشعر بها أحد، مما يحافظ على استقلاليتك وقرارك دون تدخّل أو إحراج.

7. آمنة خلال فترة الرضاعة الطبيعية

بعد الولادة، تبحث الكثير من الأمهات عن وسيلة فعالة لمنع الحمل لا تؤثر على الحليب أو صحة الرضيع. حقن البروجستيرون تُعد آمنة تماماً أثناء الرضاعة الطبيعية، ولا تقلل من إنتاج الحليب، بل تُوصى بها من قِبل منظمة الصحة العالمية والهيئات الطبية الكبرى كخيار ممتاز في هذه المرحلة.

سلبيات حقن منع الحمل

رغم ما تمنحه حقن منع الحمل من راحة وفعالية عالية، إلا أن هذه الوسيلة – كغيرها – ليست مثالية لكل النساء. فبعض الآثار الجانبية والتحديات قد تظهر مع الوقت، وتؤثر على الدورة الشهرية، الحالة النفسية، أو حتى الخصوبة المستقبلية. من المهم أن تعرفي الجوانب الأقل إشراقاً، لتتمكني من اتخاذ قرار مدروس ومتوافق مع أسلوب حياتكِ وتطلعاتكِ كأنثى.

فيما يلي نستعرض أبرز السلبيات المرتبطة باستخدام حقن منع الحمل:

1. تأخر العودة للخصوبة

إذا كنتِ تخططين للحمل بعد التوقف عن الوسيلة، فحقنة منع الحمل قد لا تكون الخيار الأمثل. فبمجرد التوقف عن أخذها، قد يستغرق جسمكِ من 9 إلى 12 شهراً أو أكثر حتى يستعيد التبويض المنتظم. هذا التأخر لا يعني العقم، لكنه قد يكون محبطاً للنساء الراغبات في حمل قريب أو اللواتي في سن متقدمة من الخصوبة.

2. اضطرابات الدورة الشهرية

التغيرات في نمط الدورة الشهرية تُعد من أكثر الشكاوى شيوعاً. في الأشهر الأولى، قد تواجهين نزيفاً غير منتظم، أو نزيفاً مطوّلاً، أو انقطاعاً كاملاً للدورة، وهو أمر قد يستمر لفترات طويلة. صحيح أن بعض النساء يفضلن انقطاع الدورة، لكن أخريات قد يشعرن بالقلق أو عدم الراحة من هذه التغيرات، خاصة إذا كانت مفاجئة.

3. تغيرات مزاجية

للهرمونات تأثير مباشر على الحالة النفسية. أظهرت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Women"s Health عام 2024 أن نسبة من النساء لاحظن زيادة في أعراض الاكتئاب، التهيج، أو القلق بعد بدء استخدام الحقنة. إذا كان لديكِ تاريخ مع اضطرابات المزاج أو الاكتئاب، فمن الأفضل مناقشة هذه النقطة مع طبيبتك قبل اعتماد هذه الوسيلة.

4. زيادة الوزن

العديد من النساء لاحظن زيادة في الوزن تتراوح بين 2 إلى 5 كيلوغرامات خلال السنة الأولى. ويُعتقد أن هذا مرتبط بزيادة الشهية الناتجة عن تأثير البروجستيرون، إضافة إلى احتباس السوائل أو تغيرات في توزيع الدهون بالجسم. لكن من الجدير بالذكر أن هذه الزيادة لا تحدث لجميع النساء، وقد تعتمد بشكل كبير على نمط الحياة والنظام الغذائي.

5. نقص مؤقت في كثافة العظام

الاستخدام طويل الأمد لحقن DMPA قد يؤدي إلى انخفاض في كثافة العظام، خاصة في فترة المراهقة أو عند النساء اللواتي يعانين من نقص في الكالسيوم. لذلك أوصت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بعدم الاستمرار باستخدام الحقن لأكثر من سنتين متتاليتين، إلا في حال وجود ضرورة طبية واضحة، مع أهمية فحص العظام دورياً وتناول مكملات الكالسيوم وفيتامين D.

حقن منع الحمل في 2025: ما الجديد؟

في عام 2025، تطورت تقنيات تقديم حقن منع الحمل لتصبح أكثر راحة وتكيفاً مع احتياجات المرأة. ومن أبرز الابتكارات:

  • Sayana Press: حقنة قابلة للإعطاء الذاتي، صغيرة وسهلة الاستخدام، يتم حقنها تحت الجلد كل 13 أسبوعاً.
  • التطبيقات الذكية: ظهرت تطبيقات للهاتف تُرسل إشعارات لتذكيركِ بمواعيد الحقن، وتتيح لك تتبع الأعراض الجانبية.
  • دعم أكبر من الهيئات الصحية: مثل IPPF وUNFPA اللتين تُروّجان اليوم لاستخدام وسائل منع الحمل الذاتية.

من هي الفئة المناسبة لاستخدام حقن منع الحمل؟

حقن منع الحمل مناسبة للنساء اللاتي:

  • لا يُفكرن بالحمل في السنة القادمة.
  • لا يمكنهن استخدام الإستروجين.
  • يرغبن بوسيلة طويلة الأمد.
  • يُعانين من غزارة الدورة أو آلام شديدة.
  • يُردن وسيلة خفية لا تتطلب استخداماً يومياً.

متى يجب تجنب حقن منع الحمل؟

لا يُنصح باستخدامها في الحالات التالية:

  • هشاشة العظام أو وجود تاريخ مرضي متعلق بها.
  • الاكتئاب الشديد.
  • نزيف مهبلي غير معروف السبب.
  • رغبة بالحمل القريب خلال أقل من 9 أشهر.

مقارنة سريعة بين حقن منع الحمل ووسائل أخرى

الوسيلة المدة نسبة الفعالية ملاحظات
الحقن 3 أشهر 94-99% لا تحتاج تذكير يومي
الحبوب يومي 91-99% تتطلب الالتزام اليومي
اللولب الهرموني 3-5 سنوات 99% يركّب من قِبل الطبيب
اللصقات أسبوعي 91-99% تحتوي على الإستروجين

وإليك نصائح مهمة قبل اتخاذ القرار:

  • استشيري طبيبتكِ قبل البدء.
  • أخبريها بتاريخكِ الصحي بالكامل.
  • اسألي عن البدائل الأخرى إن كانت لديكِ شكوك.
  • راقبي جسمكِ ومزاجكِ بعد كل جرعة.
  • دوّني موعد الحقنة التالية لتجنّب التأخير.

في الختام، حقن منع الحمل وسيلة فعالة ومريحة للكثير من النساء، خصوصاً لمن يرغبن بتنظيم الحمل بطريقة طويلة الأمد وآمنة. لكن، وكأي وسيلة هرمونية، يجب أن تُستخدم بحكمة وبعد استشارة طبية دقيقة. فهمكِ الكامل لإيجابيات وسلبيات هذه الوسيلة هو مفتاحكِ لاتخاذ القرار الأنسب لجسدكِ وحياتكِ ومستقبلكِ.

مواضيع ذات صلة

شاهدي أيضاً: لصقات منع الحمل

شاهدي أيضاً: حبوب منع الحمل

شاهدي أيضاً: لولب منع الحمل

  • الأسئلة الشائعة عن إيجابيات وسلبيات حقن منع الحمل

  1. هل حقنة الثلاث شهور لها أضرار؟
    نعم، من أبرز أضرارها اضطرابات الدورة الشهرية التي قد تصبح خفيفة أو تنقطع تمامًا، بالإضافة إلى احتمال زيادة الوزن، تقلبات المزاج، وصداع أو ألم في الثدي. ومع الاستخدام الطويل، قد تؤثر على كثافة العظام، لذا يُنصح بعدم استخدامها لأكثر من سنتين متتاليتين دون متابعة طبية.
  2. كم كيلو تزيد إبرة منع الحمل؟
    تُشير الدراسات إلى أن متوسط الزيادة في الوزن مع استخدام إبرة منع الحمل (الديبو) يتراوح بين 2 إلى 5 كغ خلال السنة الأولى، وتزداد النسبة لدى النساء الأصغر سنًا أو من لديهن ميل طبيعي لزيادة الوزن. الزيادة غالبًا ناتجة عن زيادة الشهية وتغيرات هرمونية تؤثر على استقلاب الدهون والسوائل في الجسم.
  3. ما هو أفضل وسيلة لمنع الحمل بدون أضرار؟
    إذا كنتِ تبحثين عن وسيلة غير هرمونية، فإن اللولب النحاسي يُعد من الخيارات الآمنة والمستقرة، ولا يؤثر على الهرمونات أو الخصوبة، ويعمل لمدة تصل إلى 10 سنوات. أما إذا كنتِ تفضلين وسيلة طبيعية، فإن تتبع أيام الإباضة بدقة قد يكون خيارًا، لكنه يتطلب انضباطًا شديدًا ولا يناسب جميع النساء.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار