تأثير استخدام الهواتف الذكية والموبايلات على الأطفال

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الجمعة، 09 فبراير 2024

الجيل المتعطش للتكنولوجيا، هذا ما يمكن أن نقوله عند وصف الجيل الحالي من الأطفال، فمعظمهم من عمر الأربع سنوات وما فوق يصرّون في الوقت الحاضر على ضرورة امتلاكهم واستخدامهم للهاتف النقّال.

فبمجرد تفكير الأهل بإطاعة طفلهم لامتلاك الموبايل سوف تصيبهم مخاوف كثيرة نتيجة لذلك، إذ يمكن وصف قرار تحقيق رغبة الطفل باقتناء الخليوي بالقرار الصعب.في هذا المقال سوف نسرد وسلبياته وإيجابياته حتى يضمن الأهل أن أطفالهم يستخدمون الهاتف المحمول بشكل صحيح.

إيجابيات اقتناء الأطفال للهاتف النقّال

لا شكّ أن لانتشار الهاتف النقّال بشكل كبير في جميع أنحاء العالم؛ أسباب متعددة جعلت منه أمراً مهمّاً يحتاجه الأشخاص خلال حياتهم.

وعند بحثنا عن الأهداف التي دفعت الأهل إلى إعطاء أطفالهم والسماح لهم باقتناء الهواتف الخليوية؛ نجد أن هناك إيجابيات متنوعة تندرج تحت امتلاك الأطفال للهاتف المحمول ومنها: [1]

التواصل مع الأهل بغرض الاطمئنان على الطفل

إمكانية اتصال الأهل بأطفالهم والاطمئنان عليهم إذا ما كانوا خارج المنزل. فمن الممكن للطفل في حال ذهب في رحلة مدرسية أو نزهة مع أصدقائه أو أحد الأشخاص أن يُطمئِن أهله إذا ما تأخر في العودة إلى المنزل.

طلب المساعدة عند الحاجة

يستطيع الطفل اللجوء إلى المساعدة في حال احتاج إليها عند تعرّضه إلى موقف طارئ يستدعي القلق، فيقوم الطفل بالاتصال بأحد الأشخاص الذين يعرفهم طالباً المساعدة.

مثلاً، في حال تعرّض الطفل لملاحقة أحد الغرباء في الشارع أو في حال تعرّض لوعكة صحية مفاجئة عند قيامه بزيارة أحد أصدقائه؛ يمكنه أن يتصّل بوالديه ليطلب منهم المساعدة.

يزيد تفاعل الطفل مع مجتمعه المحيط

يزيد الهاتف الخليوي من التفاعل الاجتماعي بين الطفل والمجتمع المحيط به، فيتمكّن الأطفال من التواصل مع أصدقائهم أو أقربائهم بشكل مستمر.

يحسن القدرة على الكلام والتواصل

يحسّن الهاتف النقّال من قدرة الطفل على التواصل والكلام، مما يوفّر لديه سرعة البديهة في الردّ على الآخرين.

توسيع مدارك الطفل

بقاء الطفل في اتصال دائم مع العالم الخارجي، كذلك تطوير أفكاره وإمكانية تبادلها من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي والإنترنت.

لأن اشتراكه في مواقع إخبارية تخصّ التقنيات أو الأخبار العامة أو فيما يخصّ دراسته أو حتى هواياته من الممكن أن يساعده على تطوير أفكاره بشكل ملحوظ.

استخدام الموبايل لأغراض تعليمية

بإمكان الطفل عند اقتنائه الموبايل؛ أن يلجأ إلى المساعدة التعليمية من خلال الإنترنت ومحرّكات البحث في حال كان ملتحقاً بالمدرسة، مما يطوّر قدرته على إيجاد طرق مختلفة في التعلّم والبحث لفهم الأفكار.

سلبيات امتلاك الأطفال للهاتف الذكي

يملك أكثر من خمسة مليارات شخص في العالم الهواتف الخليوية، وهناك ما يعادل 90% ممن يملكون الهاتف المحمول يستطيعون الوصول إلى الإنترنت من خلاله.

لكن في مقابل تلك الميزات التي يقدمها الهاتف الذكي، بيّنت المجلّة أن هناك نتائج سلبية من الممكن أن يسببها الهاتف لمالكيه قد تشكّل خطراً كبيراً على الأطفال.

فعند البحث عن التأثيرات السلبية التي من الممكن أن يسببها الهاتف المحمول للطفل؛ نجد بعض السلبيات لاقتنائه: [2]

إدمان الأطفال على استخدام الموبايل

إمكانية إدمان الطفل على الهاتف النقّال، من خلال اعتياد الأطفال على استخدامه أو اللعب في تطبيقاته، أو الدردشة أو حتى التحدث مع أصدقائهم، فينشغلون دائماً به ولا يلتفتون إلى أداء واجباتهم أو التفاعل مع محيطهم بشكل طبيعي.

التعرض لمضايقات على الإنترنت

التسبّب بالمضايقات الإلكترونية، فهناك بعض الأطفال المشاغبين يقومون بالعبث بالهاتف النقّال، من خلال قيامهم بالاتصالات المزعجة في الأوقات الحرجة للآخرين.

مما قد يثير قلق الأشخاص المستلمين للرسائل والمكالمات من قبل الطفل.

التعرض للحوادث بسبب الانشغال باستخدام الموبايل

من الممكن أن يتعرّض الأطفال إلى حوادث مفاجئة خطيرة في حال انشغالهم باستخدام الخليوي، سواء أثناء مشيهم في الشارع، أو تجوّلهم في أرجاء المنزل.

فينشغلون بالنظر إلى الهاتف والمراسلة والكتابة أو اللعب فيتعرّضون؛ إما للسقوط سهواً أو الارتطام بشيء قد يسبب لهم الأذى والألم.

الهاتف قد يزيد من النسيان لدى الأطفال

قد يتعرّض الأطفال إلى النسيان في حال انشغالهم باستخدام الهاتف المحمول، فإما ينسون أداء واجباتهم المدرسية، أو نسيان أمور كان قد طلبها منهم أحد أفراد الأسرة.

ارتفاع مستويات القلق عند الأطفال

ارتفاع مستوى القلق عند الأطفال، فمن الممكن أن يبقى الطفل في حالة ترّقب دائم لهاتفه النقّال عند إرساله رسالة نصيّة لأحد الأشخاص؛ منتظراً الرد على اتصاله أو على رسالته.

في هذه الحالة قد يتعرض لتبدل المشاعر بشكل مفاجئ مما يسبب له قلقاً واكتئاباً مزعجاً، بالمقابل قد يشعر الطفل بالغبطة والسرور في حال الردّ الفوري على رسالته أو اتصاله.

هكذا تتأرجح مشاعر الطفل بين الفرح وخيبات الأمل مما يسبّب اختلالاً في المشاعر لديه. مثلاً: عندما يقوم طفلك بإرسال رسالة نصيّة إلى أحد أصدقائه طالباً منه المجيء لقضاء بعض الوقت سويّةً.

يبقى الطفل منتظراً صديقه بفارغ الصبر مما يسبب عنده حالة قلق؛ إذا ما تمً تجاهل رسالته من قبل صديقه.. فيبقى في حالة استنفار حتى يتمً الردً على رسالته.

تأثير الهاتف النقّال على صحة الأطفال

لا شكّ أن للهاتف النقّال تأثيرات سلبية على صحة الأطفال وهذا ما بيّنته منظمة الصحة العالمية (WHO) في دراسة لها عن المجالات الكهرومغناطيسية والصحة العامة واستخدام الهواتف النقّالة في تشرين الأول لعام 2014.

حيث بينت أن استخدام الهواتف النقالة من الممكن أن تسبب مرض السرطان للبشر، وسوف تقوم المنظمة بإجراء تقييم المخاطر الناجمة عن التعرض للموجات اللاسلكية للهاتف المحمول خلال عام 2016.

وفي محاضرة للدكتورة ديفرا ديفيس (Devra Divas) أكدّت تأثير الهواتف المحمولة بالإشعاع اللاسلكي سلبياً على صحة الأطفال، كون أنها خبيرة الإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج عن الهواتف النقالة.

وشغلت ديفيس منصب أستاذ في العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية، كما أنها المدير المؤسس لمركز الأورام في جامعة بيتسبيرغ وهو المركز الأول من نوعه في العالم الذي يدرس العوامل التي تساهم في غالبية حالات السرطان.

وقد بيّنت ديفيس أن استخدام الهواتف المحمولة لساعات طويلة في اليوم من الممكن أن يشكّل خطراً على دماغ الإنسان من خلال الموجات الإشعاعية التي يطلقها الهاتف المحمول.

مما قد يؤدي إلى انتشار الأورام السرطانية. فالهواتف المحمولة تبعث طاقة ترددات راديوية (وهي شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي ويتم قياسها بوحدة الهرتز).

ويمتصّ جسم الإنسان الإشعاعات الناتجة عن الأجهزة الخليوية وإذا ما زادت جرعة الإشعاعات التي يستقبلها الدماغ سوف تؤدي إلى تأثير سلبي عليه.

ولهذا السبب يجب فرض قيود لاستخدام الهاتف النقّال من قبل الأطفال وأخذ التحذيرات والتنبيهات والنصائح اللازمة بعين الاعتبار حتى لا يتسبب امتلاك الطفل للهاتف المحمول له بأي أذى سواء أكان أذى نفسي أو مادي.

القيود التي يجب فرضها على الطفل في استخدام الهاتف النقّال

مع انتشار الهاتف المحمول في كل مكان على نحو متزايد في جيوب الأطفال والمراهقين، ومع إتاحة الوصول إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل بسيط وسهل.

أصبح من الضروري أن ينتبه الأهل إلى أهمية مراقبة استخدام أطفالهم للهاتف المحمول بطريقة غير مباشرة حيث لا تلفت الانتباه.

وتجعل الطفل يشعر بأنه مراقب وأنه محط شكوك من قبل والديه. ونستعرض هنا بعض الأفكار التي تساعد الأهل على ضبط استخدام طفلهم للخليوي: [3]

حدد أوقاتا لاستخدام الموبايل للأطفال

تحديد أوقات محددة لاستخدام الطفل للهاتف المحمول، حتى لا ينشغل عن دراسته أو واجباته وحتى لا يسبب استخدامه له شكل من أشكال الإدمان. فمثلاً:

من الجيد تخصيص عطلة نهاية الأسبوع لإعطاء الطفل الهاتف النقّال سواء للعب فيه أو لاتصاله بالإنترنت، أو لاستماعه للموسيقى.

ضع ضوابط لطول فترة المحادثة أو المكالمة

تحديد وضبط مدة المكالمات أو الرسائل النصيّة المسموح للطفل باستخدامها حتى لا يضطر الأهل إلى دفع رسوم اشتراك باهظة الثمن إذا ما تمّ إعطاء الطفل حريته في استخدام الهاتف دون مراقبة.

لا تبقي الهاتف مع الطفل ليلا

عدم السماح لطفلك بإبقاء الهاتف المحمول بغرفته ليلاً، فإذا ما تمّ استخدم الطفل لهاتفه ليلاً سوف يلجأ إلى السهر لأوقات متأخرة منشغلاً به، وبالتالي لا يحصل على الوقت الكافي والضروري للنوم.

امنع الموبايل عن الطفل في أوقات الدراسة

منع طفلك من استخدام الهاتف النقّال أثناء تناوله للوجبات، لأن في ذلك تجاوزاً لمبادئ احترام آداب الطعام، كما يجب منع الطفل من استخدامه عند الاجتماع والحضور في الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية، لأن ذلك من شأنه تقليل احترام للحاضرين والموجودين في الاجتماع.

عرف الطفل الاستخدامات السيئة للهاتف

من المحبّذ تنبيه طفلك إلى ضرورة عدم استخدام هاتفه كوسيلة لنشر الشائعات، أو إرسال الصور غير اللائقة دون إذن من صاحبها.

علم الطفل آداب الحديث وآداب استعمال الموبايل

من الجميل تنبيه طفلك إلى آداب التكلم عبر الهاتف المحمول بشكل مهذّب، كعدم التكلم بصوت عالي ومزعج، وعدم إرسال الرسائل النصّية بطريقة من شأنها أن تعكّر صفو الآخرين أو انتهاك خصوصيتهم.

اضبط أدوات الرقابة على الإنترنت على هاتف الطفل

ضرورة ضبط إعدادات الهاتف النقّال الخاص بطفلك بطريقة من شأنها حظر المواقع الإباحية، فمن المعروف أن قابلية الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن تتيح مجالاً لفتح مواقع مخلّة بالآداب والأخلاق.

وهذا ما بينه الاتحاد الدولي للاتصالات (International Communication union)، حيث قامت رابطة التجارة العالمية لمشغلي شبكات الهاتف النقّال بوضع تدابير بالخصوص.

من خلال استخدام آليات تقنية لمنع الوصول إلى مواقع تتضمن محتوى جنسي منذ شهر شباط لعام 2008.

أخيراً.. على الأهل بعد التفكير بإعطاء الطفل هاتفاً نقّالاً أن يطّلعوا على إيجابيات وسلبيات اقتناء الهاتف؛ حتى يأخذوا بعين الاعتبار أي موقف مفاجئ قد يتعرض له الطفل جرّاء امتلاكه للخليوي.

كما أن أول شرط يجب على الأهل أن يضعوه لامتلاك طفلهم للموبايل هو تنبيهه إلى ضرورة الامتناع عن الاتصال بالغرباء حتى لا يتسببوا له بالمشاكل.