أعراض ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وطرق العلاج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
أعراض ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وطرق العلاج

انتشر مرض ارتفاع ضغط الدم كثيراً في الآونة الأخيرة، وبالرغم من أنه يمكن السيطرة عليه والتعايش معه، إلا أنه ينطوي على خطورة ويمكن أن يعرض حياة الشخص لمخاطر عديدة. في مقالنا هذا نتعرف على أنواع ارتفاع ضغط الدم ومسبباته وأعراض الإصابة به، مع ذكر أفضل الطرق المتبعة لضبطه والتعايش معه.

ما هو ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم أو ما يُعرف باسم ارتفاع التوتر الشرياني عبارة عن حالة طبيّة شائعة جداً تزداد فيها القوّة التي يضغط بها الدم على جدار الشرايين المار بها بحيث ترتفع قيمة الضغط الانقباضي "الأكبري" لأكثر من 140 ملم زئبقي أو الانبساطي "الأصغري" لأكثر من 100 ملم زئبقي.

قد يكون الضغط الشرياني مرتفعاً لسنوات عديدة من دون أن يظهر بأي أعراض، لكن مع ذلك فهو يسبّب الأذى لأوعيتك الدمويّة ولقلبك خلال هذه الفترة قبل أن يظهر بأحد اختلاطاته (مضاعفاته) التي قد تكون مميتةً في بعض الأحيان، لذلك يطُلق على ارتفاع الضغط الشرياني لقب القاتل الصامت.

لقد ازداد عدد الأشخاص المصابين بارتفاع في ضغط الدم بشكل كبير خلال السنوات السابقة حتى أنّه يصيب اليوم شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة الأمريكيّة ما يقدّر بحوالي أكثر من 85 مليون شخص والرقم في ارتفاع مستمر.

ويعود ذلك بحسب منظّمة الصحّة العالميّة إلى ازدهار صناعة الطعام المعالج (الوجبات السريعة) الحاوي على كميّات كبيرة من الملح، ما يلعب دوراً أساسيّاً في ارتفاع الضغط الشرياني.

يتطوّر هذا المرض على مدى العديد من السنوات حتى أنّه يؤثّر تقريباً على جميع الأشخاص في نهاية المطاف، لكن لحسن الحظ فإن من السهولة بمكان كشف هذا الارتفاع وعندها تستطيع أن تعمل يداً بيد مع طبيبك حتى تضبط الضغط الدموي ضمن الحدود المقبولة. [1]

أنواع الضغط الشرياني والقيم الطبيعيّة له

هل تعلم أنك إذا ما وضعت كل الأوعية الدمويّة في جسمك على خط واحد فإن طول هذا الخط سيبلغ 95000 كم، وهو ما يكفي لأن يدور حول الكرة الأرضيّة أربع مرّات، ويمر عبر هذه الأوعية حوالي 7500 لتر من الدم في كل يوم؛ هي في الحقيقة عبارة عن 4-5 لتر من الدم يتم إعادة تدويرها بشكل مستمر من أجل إيصال الأوكسجين والمغذيات المختلفة كالغلوكوز والأحماض الأمينيّة إلى خلايا جسمك.

كل هذا الدم يمارس قوة على جدران الشرايين التي يمر عبرها، تُدعى هذه القوّة بالضغط الدموي، يعمل القلب كمضخة، وفي كل مرّة ينبض فيها يقوم بضخ الدم عبر شرايينك إلى بقيّة أجزاء جسمك، والضغط الدموي عبارة عن القوة التي يضغط بها الدم على الشرايين التي يعبر خلالها.

للضغط الدموي نوعان اثنان انقباضي وانبساطي، فعندما ينبض قلبك فهو ينقبض ويتقلّص فيندفع الدم من القلب إلى الشرايين ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي وهذا هو الضغط الانقباضي "الأكبري" (أي أثناء انقباض القلب).

يتلو ذلك استرخاء عضلة القلب بين النبضات فينخفض ضغط الدم على الشرايين ويدعى هنا بالضغط الانبساطي"الأصغري"، بناءً على ذلك يتم تمثيل قيمة الضغط الدموي برقمين هما الضغط الانقباضي/الضغط الانبساطي (120/70 ملم زئبقي على سبيل المثال). [1]

إن الضغط الانقباضي الطبيعي ذا قيمة تتراوح بين 80-120 ملم زئبقي، وقيم الضغط الانبساطي الطبيعيّة بين 60-80 ملم زئبق، يتضمن الجدول التالي شرح لمراحل الضغط الدموي:

مستويات ضغط الدم الطبيعية والمرتفعة [1]

فئة الضغط الدموي

الضغط الانقباضي(ملم/ زئبق)

الضغط الانبساطي(ملم/ زئبق)

انخفاض الضغط الشرياني

أقل من 80

أو

أقل من 60

طبيعي

80-120

و

60-80

ما قبل ارتفاع الضغط الشرياني

120-139

أو

80-90

ارتفاع الضغط الشرياني المرحلة الأولى 

140-159

أو

90-99

ارتفاع الضغط الشرياني المرحلة الثانية 

160 أو أكثر

أو

100 أو أكثر

ارتفاع توتر شرياني خطير (إسعافي)

أعلى من 180

أو

أعلى من 110

العوامل الأساسيّة التي تؤثّر على الضغط الدموي

إن حجم الدم الذي يجري في شرايينك وقطر هذه الشرايين يشكلان حجر الأساس في فهم الآلية التي يرتفع وينخفض فيها الضغط الدموي، فكلّما زادت كميّة الدم التي يضخّها القلب أو نَقُص قطر الشرايين سوف يرتفع الضغط الدموي.

وبالعكس كلّما نقص حجم الدم أو ازداد قطر الشرايين سوف ينخفض الضغط، ونستطيع تمثيل الضغط الشرياني بالمعادلة الرياضيّة التالية:

الضغط الدموي= حجم الدم الذي يضخّه القلب في الدقيقة الواحدة × المقاومة الوعائيّة لهذه الشرايين تجاه مرور الدم.

بالتالي أي شيء يؤثر على هذين المتغيرين سوف يؤثر بالنتيجة على الضغط الدموي، وفيما يلي أهم العوامل التي تؤثّر على الضغط الشرياني:

كلما قل قطر الشريان ارتفع الضغط

  1. كميّة الصوديوم الموجودة بالدم: الصوديوم يزيد من احتباس السوائل وبالتالي يزيد من حجم الدم والضغط الشرياني، وأهم مثال على الصوديوم هو ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) الذي نتناوله بشكل يومي حيث إن التركيب الكيميائي له (NaCl).
  2. هرمون الألدوسترون: وهو هرمون يُفرز من الغدّة الكظرية الموجودة فوق الكلية، له تأثير حابس للصوديوم وبالتالي يرفع من الضغط الشرياني.
  3. الببتيد الأذيني الطارح للصوديوم (ANH): يقوم القلب بإفراز هذه المادّة التي تطرح الصوديوم من الجسم عن طريق البول فيخفض الضغط الشرياني.
  4. الهرمون المضاد للإبالة "التبول" (ADH): يفرز هذا الهرمون من الوطاء في الدماغ، يؤثر على الكلية فينقص حجم إنتاجها من البول ويحبس الماء وبالتالي يرفع من الضغط الشرياني.
  5. بعض العوامل القلبيّة: مثل قوّة تقلّص القلب وعدد نبضاته تؤثران على الضغط الدموي. [2]
  6. عوامل تؤثر على المقاومة الوعائية المحيطيّة: تُقسم هذه العوامل إلى موسّعة للأوعية أي تزيد من قطرها ومقبّضة لها، تتضمن مجموعة كبيرة من الهرمونات والوسائط مثل (الأدرينالين، النور أدرينالين، البروستاغلاندينات، الهيستامين....:آلخ)، كذلك الأمر بالنسبة لحموضة الدم (Blood PH) ودرجة الأكسجة.
  7. حجم الدم: زيادة حجمه يرفع من الضغط الشرياني ونقصه يخفضه.
  8. مستقبلات الضغط: يوجد في جسمك مجموعة من المستقبلات التي تعمل كحسّاسات ميكانيكيّة تتحسّس ارتفاع الضغط أو انخفاضه وترسل إشارات إلى الدماغ تخبره فيها عن حالة الضغط الدموي الذي بدوره يستجيب عن طريق توسيع الأوعية الدمويّة وإنقاص عدد ضربات القلب في حال كان الضغط مرتفعاً، وبالعكس فهو يقبّض الأوعية ويبطئ القلب عندما ينخفض الضغط الدموي. [2]

تتضافر كل العوامل السابقة وغيرها معاً حتى يحافظ جسمك على ضغط دموي طبيعي يؤمن وصول الأوكسجين والمغذيات إلى الأنسجة المختلفة، لكن أحياناً قد تضطرب واحدة أو أكثر من الآليات السابقة ليختل الضغط ارتفاعاً أو انخفاضاً.

أسباب ارتفاع الضغط الدموي

أسباب ارتفاع الضغط الأساسية

أسباب أساسية (أوّلية) أي مجهولة السبب، وهي تشكل ما نسبته حوالي 90-95% من حالات ارتفاع الضغط الشرياني، لا نستطيع أن نكشف له سبباً واضحاً في معظم الأوقات، كما أن الآلية الإمراضية له غير واضحة ومتعدّدة العوامل غالباً، أكثر ما يصيب البالغين، ويميل لأن يتطور بشكل تدريجي بمرور الوقت. [3]

أسباب ثانوية لارتفاع ضغط الدم

 الأسباب الثانوية هي الأسباب القابلة للتشخيص، فبالعلاج المناسب تتراجع قيم الضغط الشرياني لتعود طبيعيّة من جديد.

قد يرتفع الضغط الشرياني كنتيجة للإصابة بحالة مرضيّة معيّنة، يميل الضغط الشرياني هنا للارتفاع بشكل مفاجئ بعكس ارتفاع الضغط الأساسي الذي يتطور على مدى سنين عديدة، يوجد العديد من الأمراض والحالات الطبيّة التي تسبب ارتفاعاً ثانوياً للضغط الشرياني، منها:

  1. انقطاع التنفّس أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea).
  2. مشاكل كلويّة: تعد من أكثر أسباب ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي شيوعاً وتشكل حوالي 80% من الحالات، من هذه المشاكل نذكر: القصور الكلوي، التهاب كبب وكلية، التهاب حويضة وكلية، الكلية عديد الكيسات، تضيق الشريان الكلوي.
  3. أورام الغدة الكظريّة.
  4. اضطرابات الغدّة الدرقيّة.
  5. بعض الشذوذات الخلقيّة للأوعية الدمويّة.
  6. بعض الأدوية مثل مانعات الحمل الفمويّة ومضادات الالتهاب غير الستيروئيديّة (NSAID: Non Steroidal Anti-Inflammatory Drugs)، كذلك مضادات الالتهاب الستيروئيديّة خصوصاً عند تناولها لمدّة طويلة كما يفعل مرضى الربو، وأيضاً أدوية الرشح والكريب ومثبطات الشهيّة تحدث انقباضاً وعائياً يرفع ضغط الدم.
  7. الكوكائين والأمفيتامين وغيرها من العقاقير غير الشرعيّة.
  8. تناول الكحول المزمن (إدمان الكحول).
  9. ارتفاع التوتر الشرياني ذي الرداء الأبيض (White Coat Hypertension) الرهاب من الطبيب: يكون الضغط الدموي للشخص سوياً (عادياً) خارج عيادة الطبيب، لكن بسبب رهبة وجودهم بالعيادة وعناء الذهاب للطبيب يرتفع ضغطهم، وهم في معظم الأحيان ليسوا بحاجة لعلاج.
  10. ارتفاع التوتر الشرياني المقنع: هي حالة معاكسة لارتفاع التوتر الشرياني ذي الرداء الأبيض، حيث يكون التوتر الشرياني طبيعياً في العيادة لكنّه يرتفع في المنزل. [3]

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني

  1. العمر: يزداد خطر ارتفاع الضغط مع التقدم بالعمر، ليكون أكثر شيوعاً لدى الرجال في منتصف العمر أو حول سن الـ 45 سنة، في الوقت الذي تتميز به النساء بمقاومة أكبر تجاه عامل العمر حيث أنّ ارتفاع الضغط غالباً ما يتأخّر بالظهور حتى يتجاوزن سن الـ 65 سنة.
  2. العِرق: ارتفاع الضغط أكثر شيوعاً لدى العرق الأسود، حيث يبدأ لديهم في أعمار مبكّرة مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة البيضاء، كما أنّ اختلاطات ارتفاع الضغط مثل السكتة الدماغية والمشاكل القلبيّة والقصور الكلوي أكثر شيوعاً عند السود.
  3. التاريخ العائلي: يميل ارتفاع الضغط الدموي لأن يتسم بصفة وراثيّة بحيث يجري في العائلة.
  4. زيادة الوزن الحميدة أو البدانة: عندما يزيد الوزن تزيد معه الحاجة للتزود بالأوكسجين والمغذيات المختلفة، وحتّى يتم تأمين هذه الزيادة في المتطلبات يزداد حجم الدم الوارد إلى الأنسجة ما يعني زيادة في الضغط الذي يطبقه هذا الدم على جدران الشرايين.
  5. نقص الفعاليّة الجسديّة؛ حيث تزداد حالات الإصابة بارتفاع الضغط الدموي على سبيل المثال لدى الأشخاص ممن يقومون بأعمال مكتبية لسنوات طويلة. [3]
  6. استهلاك التبغ: ليس فقط لأن عادة التدخين أو استعمال علكة التبغ يرفع الضغط الدموي بشكل مباشر ولمدّة محدودة، بل لوجود مواد كيميائيّة ضمن التبغ تدمّر الخلايا المبطّنة لجدران شرايينك، ما يقود إلى تضيقها وارتفاع الضغط الدموي.
  7. تناول الكثير من ملح الطعام (الصوديوم): وجود الكثير من الملح في نظامك الغذائي يلعب دوراً رئيسيّاً في حبس السوائل ليرتفع الضغط الدموي عندها.
  8. عدم تناول كميّات كافية من البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم في الحفاظ على كميّة متوازنة من الصوديوم داخل خلاياك، نقص البوتاسيوم سيقود إلى تجمّع الكثير من الصوديوم داخل جسمك.
  9. عدم تناول كميات كافية من الفيتامين د (Vitamin D): من غير المثبت بشكل تام إذا ما كان لنقص الفيتامين د دورٌ في ارتفاع الضغط الشرياني.
  10. تناول كميّات كبيرة من الكحول.
  11. التوتّر: إن الكرب النفسي والتوتر يرفع من الضغط الدموي بشكل مؤقت، فإذا كنت تحاول أن تزيل هذا التوتر عن طريق تناولك لمزيدٍ من الطعام أو عبر التدخين وشرب الكحول فأنت الآن تزيد الطين بلة.

بالرغم من أن ارتفاع التوتر الشرياني غالباً ما يصيب البالغين إلا أن الأطفال قد يكونون معرّضين لهذا الخطر أيضاً، فقد يحدث لدى بعضهم بسبب مشاكل في الكلية أو القلب.

لكن يبدو أن لنمط الحياة السيء الذي يعيشه بعض الأطفال دوراً متزايداً في إصابتهم بارتفاع الضغط الشرياني كتناولهم للطعام غير الصحي وإصابتهم بالبدانة ونقص نشاطهم الجسدي.

الأعراض الناتجة عن ارتفاع التوتر الشرياني

ليس لارتفاع الضغط الدموي أي أعراض في معظم الحالات، حيث تتم ملاحظته بالصدفة لدى معظم الأشخاص عند قيامهم بفحص الضغط الدموي بشكل روتيني في المشفى أو المركز الصحي.

وباعتبار أنه فقير بالأعراض فقد يتطوّر لدى الكثير من الأشخاص عدد من الاختلاطات مثل أمراض القلب والكلية دون أن يشعروا بذلك.

يوجد نوع من ارتفاع الضغط الشرياني يدعى بارتفاع الضغط الشرياني الخبيث الذي تصل فيه قيمة الضغط إلى مستويات عالية جداً، ولا يستجيب للعلاج الدوائي بشكل جيد، يظهر بهذه الأعراض:

  1. صداع شديد.
  2. غثيان وإقياء.
  3. الخلط الذهني.
  4. تغيرات في الرؤية.
  5. رعاف (نزف من الأنف).

مضاعفات التوتر الشرياني المرتفع

عندما يكون التوتر الشرياني مرتفعاً لمدة طويلة، قد يقود بالنهاية إلى حدوث ضرر للأوعية الدمويّة والأعضاء التي تغذّيها، تتضمن اختلاطات ارتفاع الضغط الشرياني:

  • نوبة قلبيّة أو سكتة دماغية: يقود ارتفاع التوتر الشرياني إلى حدوث زيادة في ثخانة وصلابة الشرايين (التصلب العصيدي)، ما يؤدي بدوره إلى تضيقها ونقص مرور الكميّات الكافية من الدم إلى القلب فتحدث نوبة قلبيّة، أو إلى الدماغ ليصاب الشخص عندها بسكتة دماغيّة.
  • أم الدم (Aneurysm): نتيجة الضغط الشرياني المرتفع تضعف أوعيتك الدموية ويتشكل جيب في مناطق الضعف هذه يمتلئ بالدم فيما يُعرف بأم الدم، قد تكون أم الدم حالة مهدّدة للحياة إذا ما تمزّقت.
  • قصور القلب: تصبح العضلة القلبيّة أكثر ثخانة وسماكة، حيث إن الضغط الشرياني المرتفع يتطلب منها قوّة أكبر حتى توصل الدم إلى الأعضاء المختلفة، لكن في نهاية المطاف قد تعاني عضلتك القلبيّة من وقت عصيب في محاولة ضخ الكميات الكافية من الدم التي يحتاجها جسمك فيحصل قصور القلب.
  • تسمّك أو تضيق أو تمزق الأوعية الدمويّة في العين: ما قد ينتج عنه فقدان البصر بشكل دائم.
  • تضيق وضعف الأوعية الدمويّة في الكلية: ما يمنع الكلية من أداء وظيفتها بشكل طبيعي، وربّما تصاب بالقصور النهائي.
  • المتلازمة الاستقلابيّة: عبارة عن مجموعة من اضطرابات الاستقلاب في جسمك، يحصل فيها زيادة لمحيط الخصر وارتفاع في الشحوم الثلاثيّة ونقص في الكولسترول عالي الكثافة "الكولسترول الجيد" (HDL) وارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغيّة.
  • مشاكل الإدراك والذاكرة: الضغط الشرياني غير المضبوط يؤثر على قدرة التفكير والذاكرة وعلى مهارات التعلم لديك.

فحوص واختبارات ارتفاع ضغط الدم

يساعدك التشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم في منع حدوث المضاعفات كأمراض القلب والسكتة الدماغية وأذية العينين والأمراض الكلوية المزمنة.

يقوم طبيبك بأخذ قراءتين أو ثلاث قراءات لضغطك الدموي خلال ثلاث زيارات منفصلة أو أكثر قبل أن يقوم بتشخيصك كمصاب بارتفاع الضغط الدموي، ويعود هذا إلى أنّ التوتر الشرياني الطبيعي يرتفع وينخفض عدّة مرّات خلال اليوم وبحسب حالتك النفسيّة والطعام الذي كنت قد تناولته قبل الذهاب إلى الطبيب.

كُلّها عوامل تؤثر على ضغطك الشرياني فيرتفع ارتفاعاً كاذباً، كما أنه قد يرتفع فقط عند دخولك إلى العيادة كما ذكرنا سابقاً فيما يعرف بارتفاع الضغط ذي الرداء الأبيض.

وبشكل عام يجب قياس الضغط الشرياني لديك في كلتي يديك لتحديد إذا ما كان هناك اختلاف، كما قد يطلب منك الطبيب أن تقيس أرقام الضغط الشرياني لديك في المنزل وفي العمل وتسجلها، ما قد يكون مفيداً في إعطائه معلومات إضافية.

على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-35 سنة أن يقوموا بفحص الضغط الدموي لديهم:

  • كل 3-5 سنوات إذا كان التوتر الشرياني لديك أقل من 120- 80 بناءً على أحدث قراءة قمت بها.
  • كل سنة إذا كنت مشخّصاً بارتفاع الضغط الدموي أو الداء السكري أو مرض قلبي أو كنت تعاني من مشاكل كلويّة أو غيرها من الحالات الطبيّة الأخرى.
  • بينما يحتاج البالغون الذين تجاوزوا الأربعين من العمر أن يجروا قياساً للضغط الشرياني مرّة واحدة على الأقل كل سنة.
  • قد يكون قيامك بقياس ضغطك الدموي في المنزل ذا دقّة أكبر منه إذا ما قمت بذلك في عيادة الطبيب، كما سيعمل طبيبك على إرشادك للطريقة الصحيحة لاستعمال جهاز قياس الضغط، ويُفضّل أن تستريح وتكون جالساً لعدّة دقائق قبل أن تخضع لفحص ضغط الدم.
  • إذا أظهرت القراءات قيم أعلى من 140/90 فهذا يرجّح إصابتك بارتفاع الضغط الدموي.
  • سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للبحث عن علامات لمرض قلبي أو أذية عينيّة وغيرها من الاضطرابات، كما توجد اختبارات أخرى قد يقوم بها للبحث عن وجود: ارتفاعٍ في مستوى الكولسترول، أو مرضٍ قلبي، يتم ذلك باستعمال جهاز التصوير بالصدى (الإيكو) أو تخطيط القلب الكهربائي (ECG).

علاج ارتفاع الضغط الدموي بتغيير نمط الحياة

الهدف من العلاج هو خفض الضغط الدموي وبالتالي إنقاص خطر إصابتك بالاختلاطات والمضاعفات، تعاون مع طبيبك لتحديد القيمة الهدف التي يجب أن تضبط ضغطك الدموي عندها.

إذا ما كنت تعاني من حالة ما قبل ارتفاع الضغط الدموي يقترح طبيبك أن تتبع أسلوب حياة جديد يساعدك على خفض التوتر الشرياني إلى حدوده الطبيعيّة، ونادراً ما يتم استخدام الأدوية لعلاج حالة ما قبل ارتفاع الضغط الدموي. وتتضمن التغيرات في أسلوب الحياة:

  1. تناول طعاماً صحيّاً متضمّناً كميّات كافية من البوتاسيوم والأغذية الغنيّة بالألياف.
  2. اشرب كميّة وافرة من الماء.
  3. مارس التمارين الرياضيّة مثل المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة بشكل منتظم على الأقل 30 دقيقة في اليوم.
  4. إذا كنت مدخّناً فعليك بالإقلاع عنه.
  5. إذا كنت تشرب الكثير من الكحول قم بإنقاص ما تشربه إلى كأس واحد في اليوم للنساء وإلى كأسين للرجال.
  6. قم بالحدِّ من كميّة الصوديوم (الملح) الذي تتناوله، فعليك أن تحاول إنقاص كميّة الملح لأقل من 1.5 غ باليوم.
  7. خفّف من التوتر، حاول أن تتجنّب كل ما يسبب لك التوتر، جرّب التأمّل أو مارس اليوغا.
  8. حافظ على وزن صحي.

إن القيمة الهدف للضغط الدموي تختلف من شخص لآخر، فهي تخضع للعديد من العوامل الفرديّة مثل العمر والحالات المرضيّة التي يعاني منها المريض وغيرها. [4]

سيحاول طبيبك بدايةً أن يعتمد على تغيير نمط حياتك ليرى إذا ما كانت نافعةً لوحدها في ضبط الضغط الدموي، وعلى الأرجح أنّه سيصف لك الأدوية الخافضة للضغط إذا ما بقي الضغط الشرياني لديك مرتفعاً فوق الحدود التالية:

  • الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي أو أكثر لدى مرضى عمرهم أكبر من 60 سنة.
  • الضغط الانقباضي 150 ملم زئبقي أو أكثر لدى مرضى عمرهم أقل من 60 سنة.
  • الضغط الانبساطي 90 أو أكثر.

إذا ما كنت مصاباً بالداء السكري أو بمشكلة قلبيّة أو كان لديك قصّة سابقة لسكتة دماغية فأنت مرشح للمعالجة الدوائية الخافضة للضغط الشرياني بدءاً من أرقام ضغط شرياني أقل من المذكورة سابقاً.

وإنّ الهدف الذي يجب الوصول إليه لدى الأشخاص المصابين بالحالات المرضيّة السابقة أقل من 130-140/80 ملم زئبقي.

إن الحمية والتمارين الرياضيّة هي أفضل الطرق المتبعة لخفض الضغط الدموي، ومع ذلك بعض المكمّلات الغذائية قد تكون ذات فائدة أيضاً، بالرغم من حاجتنا للقيام بمزيد من الأبحاث لتحديد فوائدها المحتملة، تتضمن هذه المكمّلات:

  1. الألياف، توجد بكثرة في خبز النخالة (الخبز الأسمر).
  2. المعادن، مثل المغنيزيوم (Mg) والكالسيوم (Ca) والبوتاسيوم (K).
  3. حمض الفوليك.
  4. مكمّلات غذائية أو منتجات تزيد من كمية أوكسيد النتريك NO، أو توسّع أوعيتك الدمويّة مثل الكاكو، المساعد الأنظيمي Q10 (Coenzyme Q10)، (L-Arginine) وهو أحد الحموض الأمينيّة، كما أن للثوم تأثيراً خافضاً للضغط.
  5. الحموض الدسمة من أوميغا-3 (Omega-3 Fatty)، الموجودة في الأسماك وزيت السمك وبزر الكتان بشكل رئيسي.

من المفضّل أن تضيف هذه المكمّلات إلى نظامك الغذائي، بالإضافة إلى إمكانية تناولها بشكل حبوب أو كبسولات، تكلّم مع طبيبك حتى يقوم بإضافة أي من هذه المكمّلات إلى نظامك العلاجي الخافض للضغط، قد تتفاعل بعض هذه المكمّلات مع أدويتك ما يُنتج عن ذلك آثاراً مؤذيةً مثل زيادة خطر تعرّضك للنزيف الذي قد يكون مميتاً أحياناً.

يمكنك أيضاً أن تتمرّن على تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمّل اللذين يساعدانك على الاسترخاء وإنقاص التوتر والكرب النفسي، قد تخفض هذه التمارين من ضغطك الدموي لفترة مؤقتة.

أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم

عليك استشارة الطبيب قبل استخدام أو تجربة أي منها

  • المدرّات التيازيديّة: تدعى أيضاً بالمدرّات البوليّة، تمارس هذه الأدوية تأثيراتها على كليتيك لتساعدك في التخلّص من الماء والصوديوم منقصةً بذلك الحجم الدموي لينخفض الضغط الشرياني بالتالي، تُستخدم المدرّات التيازيديّة كخط أول للعلاج في معظم الأحيان، نذكر منها (Hydrochlorothiazide) و (Chlorthalidone) وغيرها.
  • حاصرات بيتا: تعمل هذه الأدوية على إنقاص العمل الذي يقوم به قلبك وتوسّع أوعيتك الدمويّة، فينخفض عدد نبضات قلبك وتنقص قوّة التقلّص التي يقوم بها، من هذه الأدوية (Acebutolol) و(Atenolol) وغيرها.
  • مثبّطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (Angiotensin-Converting Enzyme (ACE) Inhibitors): تشمل هذه المجموعة أدوية مثل (Zestril) و (Lotensin) و (Capoten) وغيرها، تقوم بتثبيط قيام جسمك بإنتاج مادّة كيميائيّة طبيعيّة تدعى بالأنجيوتنسين ذات التأثير المقبض للأوعية الدموية، فهي تساعد على إرخائها وتوسيعها.

وتُعد أدوية هذه المجموعة من الأدوية المفيدةً لدى المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن. [4]

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (Angiotensin II Receptor Blockers “ARBs”): لها تأثير مشابه لـتأثير أدوية المجموعة السابقة في إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها عن طريق منع الأنجيوتنسين من الاتصال بمستقبلاته وليس بتثبيط تشكّله، تتضمن حاصرات مستقبلات الأنجوتنسين الأدوية التالية (Candesartan) و ( Losartan) وغيرها، وهي مفيدة في خفض الضغط لدى مرضى القصور الكلوي المزمن أيضاً.
  • حاصرات أقنية الكالسيوم (Calcium Channel Blockers): منها الـ (Amlodipine) و(Diltiazem) وغيرها، تساعد في استرخاء الألياف العضلية لأوعيتك الدموية وكذلك تُقلِّل عدد نبضات القلب.
  • مثبطات الرينين (Renin Inhibitors): منها ال (Aliskiren) الذي يبطئ إنتاج الرينين، والرينين عبارة عن إنزيم تنتجه كليتاك، يحث على بدء سلسلة من التفاعلات الكيميائيّة تنتهي برفع الضغط الدموي، يعمل الـ (Aliskiren) على إنقاص إنتاج هذا الإنزيم. عليك ألّا تأخذ هذا الدواء بنفس الوقت مع مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين في حال كنت معرضاً لخطر الإصابة بمضاعفات ارتفاع التوتر الشرياني الخطيرة كالسكتة الدماغية.

بعض الأدوية الأخرى التي قد تُستعمل أحياناً لعلاج الضغط الشرياني المرتفع

إذا ما كنت تعاني من مشكلة في ضبط الضغط الدموي لديك حتّى بعد استعمالك لمشاركات ما بين الأدوية المذكورة في الأعلى، قد يقوم طبيبك بوصف الأدوية التالية:

  • حاصرات ألفا: منها (Doxazosin) و (Prazosin) وغيرها. [4]
  • حاصرات ألفا وبيتا: (Carvedilol) و (Labetalol).
  • الأدوية ذات التأثير المركزي: تمنع دماغك من إرسال الإشارات العصبيّة التي تزيد من معدل ضربات القلب ومن تضيق الشرايين، منها (Clonidine)، (Guanfacine)، (Methyldopa).
  • موسّعات الأوعية: منها (Hydralazine) و (Minoxidil)، تمارس تأثيرها بشكل مباشر على الألياف العضلية لجدران شرايينك، لتمنعها من الانقباض.
  • مضادات الألدوسترون: أشهرها الـ (Spironolactone) و (Eplerenone)، تعمل عن طريق حصار تأثير الألدوسترون، وهو مادّة كيميائية طبيعية ذات تأثير حابس للماء والملح تساهم في رفع الضغط الدموي.

من أجل إنقاص عدد الجرعات الدوائية التي عليك تناولها في اليوم قد يقوم طبيبك بوصف مشاركة مجموعة من الأدوية الخافضة للضغط بجرعات منخفضة بدلاً من أخذك لجرعة كبيرة من دواء واحد.

في الحقيقة إن تناولك لدواءين أو أكثر ذا تأثير أفضل في خفض ضغطك الدموي مما إذا أخذت دواءً واحداً، وفي بعض الأحيان يكون تحديد الدواء أو المشاركة الأكثر فعالية أمر معتمداً على تجريبك للأدوية المختلفة.

إن ارتفاع ضغط الدم مرض شائع، لكن لا يسعنا إلّا أن نذكر بأهمية قيامك بالمراقبة الدوريّة للضغط الدموي، فكما رأينا أن ارتفاع الضغط الشرياني قد يكون موجوداً ولكنّه لا يظهر بأعراض حتى يحين ذلك الوقت الذي يحدث فيه أحد الاختلاطات الخطيرة والمميتة أحياناً، فمن أطلق عليه لقب القاتل الصامت لم يقم بذلك عن عبث.