الرغبة في الموت تدفع ممثلة كندية للجوء للقضاء: ما القصة؟

  • تاريخ النشر: منذ 3 ساعات زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
الرغبة في الموت تدفع ممثلة كندية للجوء للقضاء:  ما القصة؟

أعلنت الممثلة الكندية كلير بروسو، 48 عاماً، عن رغبتها في الانتهاء من حياتها من خلال برنامج المساعدة الطبية على إنهاء الحياة (MAiD)، بعد صراع مستمر منذ طفولتها مع اضطرابات نفسية شديدة، وفق ما كشفته في رسائلها المنشورة على منصة Substack وتناقلته وسائل الإعلام الكندية والأميركية مؤخراً.

بدأت المعاناة منذ المراهقة

أظهرت الوقائع أن بروسو تلقت أول تشخيص باضطراب الهوس الاكتئابي في سن 14 عاماً، عقب سلسلة من التصرفات الخطرة شملت تعاطي المخدرات والكحول والانخراط في علاقات عاطفية مضطربة.

ومع مرور السنوات، أضيفت إلى تشخيصها اضطرابات القلق، أفكار انتحارية مزمنة، اضطراب في الأكل، اضطراب الشخصية، الاعتماد على المواد المخدرة، واضطراب ما بعد الصدمة، إلى جانب مجموعة من الحالات النفسية الأخرى.

ووصفت الممثلة في رسائلها الصعوبة اليومية في التعايش مع هذه الحالات، مؤكدة أنها حاولت مراراً الانتحار ولم تجد ملاذاً من الألم النفسي حتى تحت الرعاية الطبية المكثفة.

ممثلة كندية تسعى للموت

المسيرة التعليمية والفنية: نجاح تحت وطأة المرض

درست بروسو المسرح في إحدى كليات كيبيك المرموقة بعد تخرجها المبكر من الثانوية في سن 16 عاماً، ثم انتقلت إلى نيويورك لاستكمال دراستها في معهد Neighborhood Playhouse للفنون المسرحية.

ورغم تفوقها الأكاديمي وموهبتها الفنية، لم تمنعها الأمراض النفسية من مواجهة انهيارات متكررة، خصوصاً خلال محطات النجاح المهني، حيث قالت إنها كانت تعود إلى غرفتها في الفنادق باكية ومنهارة بعد أيام تصوير ممتعة، عاجزة عن السيطرة على أفكار الانتحار.

اختبارات العلاج لم تثمر

خضعت كلير بروسو لعشرات العلاجات، شملت الأدوية النفسية المختلفة، جلسات العلاج السلوكي، العلاج بالموسيقى والفن، بالإضافة إلى تجارب العلاج بالمواد النفسية الموجهة، لكنها لم تحقق لها استقراراً دائماً.

ورغم دخولها وحدات علاج مكثفة وتحسنها المؤقت، عادت الانتكاسات النفسية لتعاود الظهور، وتؤثر على مسيرتها الفنية وحياتها الشخصية بشكل متكرر.

كلير بروسو

رحلة العودة إلى الحياة والانتكاسات

استعادت بروسو توازنها مؤقتاً بعد حادثة في حفل Canadian Screen Awards عام 2016، حيث تعثرت وسقطت على الرصيف، ما دفعها لإعادة تقييم حياتها وطلب العلاج المكثف. تحسنت صحتها لبعض السنوات، وواصلت العمل في المسرحيات والأفلام، وشاركت في الإعلانات والبرامج التلفزيونية، إلا أن انهياراً جديداً في 2021 دفعها مجدداً إلى التفكير في إنهاء حياتها، خاصة بعد محاولتها إيذاء نفسها عمداً عبر تناول الفول السوداني رغم حساسية جسمها له، على أمل أن يؤدي ذلك إلى وفاة محتملة.

السعي للحصول على المساعدة الطبية القانونية

تقدمت بروسو بطلب رسمي للاستفادة من برنامج MAiD الكندي، الذي يسمح للمرضى المصابين بحالات طبية خطيرة وغير قابلة للعلاج بإنهاء حياتهم تحت إشراف طبي، لكنها تواجه عقبة قانونية تتعلق بعدم شمول الأمراض النفسية المزمنة ضمن البرنامج. وأشارت التقارير إلى أن تعديل القوانين المرتبطة بالمرضى النفسيين تأجل عدة مرات، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ عام 2027، ما دفع بروسو إلى رفع دعوى قضائية للمطالبة بالمساواة مع المرضى الذين يعانون أمراضاً جسدية مستعصية.

انتحار كلير بروسو

الانقسام الطبي والقضائي

تتباين الآراء بين الأطباء المعالجين لبروسو؛ إذ ترى الدكتورة جيل روبنسون أن حرمان المرضى النفسيين من البرنامج يمثل تمييزاً، بينما يرى الطبيب مارك فيفيرغراد أن بروسو قد تتحسن في المستقبل، ويعتبر أن المساعدة الطبية على إنهاء الحياة ليست الخيار الوحيد لها. هذا الانقسام يعكس التعقيد القانوني والطبي في معالجة الحالات النفسية المزمنة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية.

على الرغم من امتلاكها حياة محاطة بالأصدقاء والعائلة، وحب حيوانها الأليف "أوليف"، أبدت بروسو تصميمها على المضي في خيار المساعدة الطبية إذا أتيحت لها، مع رغبتها بأن يكون أحباؤها على بعد من اللحظات الأخيرة. وأكدت أن القرار جاء بعد سنوات طويلة من المعاناة، وأنه يمثل محاولة السيطرة على نهاية حياتها وفق إرادتها، بعد أن استنفدت جميع الخيارات العلاجية المتاحة لها.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار