رغم حال الطوارئ تانيا قسّيس تغنّي الأمل في بروكسيل، تلبية لدعوة مؤسسة بوغوصيان

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 ديسمبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
رغم حال الطوارئ تانيا قسّيس تغنّي الأمل في بروكسيل، تلبية لدعوة مؤسسة بوغوصيان
تانيا قسّيس، السوبرانو ذات الشهرة العالميّة التي تدافع عن التنوّع الثقافي والحوار في أغانيها، غنّت أمام المجتمع الدولي في بروكسيل بالرغم من التهديد الإرهابي الذي يخيّم على المدينة.
وقد حضر الحفل الذي نظّمته مؤسسة بوغوصيان التي يرأسها السيّد جان بوغوصيان، المدافع المتحمّس عن حوار الحضارتين الشرقيّة والغربيّة، الكثير من الشخصيّات الدبلوماسيّة والأدبيّة والفنيّة.
وقد قال السيّد بوغوصيان: "عندما قررنا مع سعادة سفير لبنان رامي مرتضى تنظيم هذا الحفل بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لاستقلال لبنان، لم نكن ندرك أنّ الأحداث المأساويّة الأخيرة ستعطي هذه الأمسية كلّ معناها. وقد ترددنا في إلغاء الحفل ولكننا قررنا عدم الرضوخ للإرهاب. فلو رضخنا، لكانوا ربحوا. فمواصلة الحياة حتّى مع قبول الخطر تشكّل الجواب الوحيد لهؤلاء القتلة. هذه هي المقاومة على طريقتنا. "  
وقد شارك جمهور كبير في اندفاع التضامن هذا الذي أطلقته المؤسسة وسعادة السفير، وضمّ سفراء عدّة دول في الاتحاد الأوروبي والسفيرة السابقة للاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست والسفير السابق لبلجيكا في لبنان جوهان فركامين وعقيلته، وقد عبّروا كلّهم عن سعادتهم الكبيرة بالاجتماع مجددًا بتانيا قسيس التي لطالما أعجبوا بموهبتها. 
وقد شدّد جان بوغوصيان قائلاً: " في الأزمنة العنيفة والمضطربة هذه التي تتنامى فيها الانعزاليّة والانغلاق على الذات ويسيطر علينا هاجس الحرب، تقدّم لنا تانيا قسّيس جوابًا فنيًّا ساطعًا على هواجسنا عبر وضع موهبتها الهائلة في خدمة حوار الحضارات هذا. فهي تمدّ جسوراً حيث تُخفق اللغة. وترنيمتها أفي ماريا الإسلاميّة المسيحيّة هي أجمل ما يمثّل هذه الجسور. لحظة وئام ورحمة تقول لنا إنّ السلام ليس مستحيلاً."
بدأت تانيا حفلها بتكريم بلجيكا التي تمرّ بأوقات عصيبة، عبر استعادة لأغنية جاك بريل الشهيرة التي تقول "حلم حلمٍ مستحيل لبلوغ النجمة التي يتعذّر الوصول إليها"... نجمة التعايش والتسامح! 
كان التنوّع الثقافي محور الحفل مع مجموعة متنوّعة من الأغاني باللغة الانكليزيّة والفرنسيّة والعربيّة والإسبانيّة. في الواقع، عبر أغانيها التي تجمع بشكل رائع بين الشرق والغرب، تعرف تانيا كيف تعبر بصوتها الآسر حدود اللغة والدين والثقافات.
من بيروت إلى بروكسيل، غنّت حبّها للبنان عبر أغانيها الناجحة مثل "ترابك يا لبنان" التي ألّفها الياس الرحباني خصيصًا لها وأغنية "وطني" التي استلمت مؤخّراً عليها جائزة الموركس دور كأفضل أغنية وطنيّة، فضلاً عن ترنيمتها الشهيرة أفي ماريا الإسلاميّة المسيحيّة التي أهدتها إلى ضحايا الاعتداءات الأخيرة بعد الوقوف دقيقة صمت.   
وقد تأثّر الحضور تأثّراً كبيراً بإنشادها أغنية "القدس" الذي رافقته صور من المدينة المقدّسة التي تأمل أن ترى فيها قريباً "اجتماع النجمة والصليب والهلال في شعار واحد"، كما تأثّر الحضور أيضًا بأغنيتها الجديدة "هذه الأرض لنا كلّنا" التي غنّت مقطعاً منها بدون مصاحبة من الآلات الموسيقيّة قبل أن تسجّلها الأسبوع القادم بلغات متعددة مع  أوركسترا كييف الفيلهارمونيّة وبالتعاون مع الأمم المتحدة!
وقد اختتم الحفل على إيقاع أغانٍ عدّة من التراث اللبناني رددها الجمهور بحماس كبير وبكثير من الحنين والشوق.     
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار