من تلفزيون الواقع للمحاكم: كيم كارداشيان تغير مسارها

  • تاريخ النشر: الخميس، 22 مايو 2025 آخر تحديث: الإثنين، 26 مايو 2025
من تلفزيون الواقع للمحاكم: كيم كارداشيان تغير مسارها

تسير كيم كارداشيان Kim Kardashian من عالم الشهرة والأضواء إلى طريق مختلف تمامًا، يتطلب الدراسة الجادة، الانضباط، والصبر الطويل. نجمة تلفزيون الواقع، وسيدة الأعمال، وواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تسعى اليوم لتحقيق حلم غير متوقع، وهو  أن تصبح محامية معترف بها رسميًا في الولايات المتحدة، قادرة على الترافع أمام المحاكم.

Kim Kardashian من الشهرة إلى الطموح القانوني

بدأت قصة كيم كارداشيان مع القانون بشكل غير تقليدي، عندما بدأت عام 2018 بالتعبير عن اهتمامها بإصلاح النظام الجنائي الأمريكي، وخاصة بعد تدخلها في قضية أليس ماري جونسون، وهي سيدة أمريكية حُكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهم تتعلق بالمخدرات، وتم إطلاق سراحها بعد وساطة مباشرة من كيم لدى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

هذه القضية لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل كانت نقطة تحول. فقد كشفت عن جانب آخر من شخصية كيم، التي لطالما ارتبط اسمها بالموضة، الجدل، وبرامج الواقع.

فجأة، بدأت تكرّس وقتها لدراسة القانون، وأعلنت أنها ستسلك طريقًا قانونيًا غير تقليدي يُعرف في كاليفورنيا باسم "القراءة في القانون"، والذي يتيح للشخص أن يصبح محاميًا من دون الالتحاق بكلية قانون، بل من خلال التدريب العملي تحت إشراف محامين معتمدين.

اجتياز baby bar والاختبار الحقيقي

في عام 2021، وبعد محاولات متكررة، نجحت كيم كارداشيان في اجتياز اختبار يُعرف باسم "baby bar"، وهو اختبار إلزامي لكل من يسلك مسار دراسة القانون خارج النظام الجامعي التقليدي. هذا النجاح لم يكن سهلًا، إذ اعترفت كيم أنها رسبت في المحاولة الأولى، لكنها لم تستسلم، بل درست لساعات طويلة، حتى أثناء إصابتها بكوفيد-19، لتتمكن من اجتياز الامتحان في النهاية.

وقد وصفت كيم لحظة نجاحها بأنها واحدة من أكثر اللحظات التي شعرت فيها بالفخر في حياتها، بل وشاركت جمهورها مشاعرها عبر منشور مؤثر على إنستغرام، كتبت فيه: "أنا أعرف أنني لم أكن لأصل إلى هنا من دون من يدعمونني ويؤمنون بي. لكن قبل كل شيء، أنا آمنت بنفسي".

هل يمكن لكيم كاردشيان الترافع أمام المحاكم الأمريكية؟

الإجابة المختصرة: ليس بعد. اجتياز اختبار baby bar لا يعني أنها أصبحت محامية مرخّصة. أمام كيم كارداشيان الآن عدة سنوات أخرى من التدريب والدراسة، إضافة إلى اجتياز الامتحان النهائي المعروف باسم California Bar Exam، وهو من أصعب امتحانات المحاماة في الولايات المتحدة.

لكن ما هو مؤكد، أن كيم كاردشيان تسير بخطى ثابتة نحو هذا الهدف، والأهم أنها أصبحت تمثّل صوتًا مسموعًا في مجال إصلاح العدالة الجنائية، لا سيما في قضايا الإفراط في العقوبات والسجن غير العادل. بل أن البعض بدأ يأخذ جهودها بجدية أكبر، خاصة بعد أن أصبحت من أبرز الوجوه الداعية لإلغاء عقوبة الإعدام في بعض الحالات، وشاركت في إعداد وثائقيات قانونية.

من تليفزيون الواقع إلى قضايا حقيقية

لمن لا يعرف بدايات كيم كارداشيان، فقد انطلقت شهرتها في عام 2007 بعد إطلاق برنامج تلفزيون الواقع Keeping Up with the Kardashians، الذي استمر لأكثر من 14 عامًا وساهم في تحويلها هي وعائلتها إلى ظاهرة ثقافية واقتصادية.
لكن النجاح لم يكن محصورًا في الشاشات فقط، إذ استطاعت كيم أن تحوّل شهرتها إلى إمبراطورية تجارية ناجحة شملت عالم الأزياء، العطور، والتجميل، عبر علامتها التجارية SKIMS التي أصبحت اليوم واحدة من أبرز شركات الأزياء في الولايات المتحدة.

ورغم كل ذلك، لم تكتفِ كيم بدورها كنجمة، بل قررت أن توظف شهرتها لخدمة قضايا مجتمعية، بدءًا من العدالة الجنائية إلى الدفاع عن حقوق النساء في السجون، ما أعاد رسم صورتها في الإعلام من شخصية جدلية إلى شخصية ذات تأثير حقيقي في القضايا العامة.

تحديات وصورة جديدة

التحوّل من عالم الشهرة إلى المجال القانوني ليس بالأمر السهل، لا على صعيد الدراسة فحسب، بل أيضًا من ناحية قبول المجتمع القانوني بها. فهناك من ينظر إلى محاولاتها بشك، ويعتبرها "حيلة دعائية"، فيما يرى آخرون أنها تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس وتسلّط الضوء على قضايا مهمشة.

لكن كيم كاردشيان ترد على ذلك بالفعل لا بالكلام. فهي تتابع بشكل دوري قضايا واقعية، وتدير مؤسسة The Justice Project، كما تشارك في إنتاج محتوى إعلامي يسلط الضوء على أخطاء النظام القضائي الأمريكي، خصوصًا تجاه الأقليات والفئات المهمشة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار