مهرجان أفلام السعودية 11 يحتفي برمز الدراما إبراهيم الحساوي

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 أبريل 2025
مهرجان أفلام السعودية 11 يحتفي برمز الدراما إبراهيم الحساوي

وسط أجواء فنية تحتفي بالإبداع والبدايات، افتتحت الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية 2025 بفيلم وثائقي طال انتظاره، يوثق المسيرة الفنية للممثل القدير إبراهيم الحساوي، أحد أعمدة الفن السعودي وصوته النابض بالحياة والمسرح والدراما.

الفيلم الذي اختير ليكون باكورة العروض في هذه النسخة الاستثنائية من المهرجان، لم يكن مجرد عرض لسيرة ذاتية، بل شهادة حية على تحولات المشهد الفني في المملكة، وتكريمٌ مستحق لرجل ظل مخلصًا للفن طوال أكثر من أربعة عقود.

صوت الفن السعودي

حمل الفيلم الوثائقي، الذي أخرجه الشاب محمد السالم، عنوان "ظل الضوء"، وامتد قرابة الساعة، مقدماً بأسلوب بصري حديث وتوثيقي دقيق مراحل تطور الحساوي من ممثل هاوٍ على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء في أوائل الثمانينات، إلى فنان كبير حمل هم الفن وهمّ الوطن في أعماله. قدم الفيلم شهادات من زملائه، ومقاطع أرشيفية نادرة، ومقتطفات من أبرز أدواره التي صنعت له مكانة لا تضاهى بين أبناء جيله.

ما ميز هذا الفيلم هو تركيزه على البعد الإنساني والتجريبي في حياة الحساوي، وإظهاره كرمز لصوت الفن الذي ظلّ نابضًا في بيئة محافظة، لا تزال تتلمس دروب التعبير الجمالي. لم يكن هدف العمل التمجيد، بقدر ما كان سعيًا لصياغة حكاية فنان قاوم التهميش واحتفى بالهوية.

مهرجان أفلام السعودية: منصة الحلم والهوية

يعد مهرجان أفلام السعودية، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام بشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الحدث السينمائي الأبرز في المملكة، إذ يكرس منذ انطلاقه عام 2008 فضاءً مفتوحًا لصانعي الأفلام، والمهتمين بالفن البصري، والباحثين عن منصّة للتعبير والتجريب.

وبعد عقد ونصف من التحولات، تحول المهرجان إلى مختبر سينمائي يضخ أفلامًا سعودية متنوعة في الشكل والمضمون، ويحتضن أسماء جديدة برؤية عالمية، دون أن يتخلى عن جذوره المحلية. في دورته الحالية، استقبل المهرجان أكثر من 100 فيلم، ما بين روائي ووثائقي وتجريبي، إلى جانب ورش عمل، وندوات حوارية، ومعارض تفاعلية.

وقد اختارت اللجنة المنظمة هذا العام، أن تحتفي بواحد من أبرز الوجوه التي أثرت الساحة الفنية، وأن يكون فيلم إبراهيم الحساوي بمثابة قصيدة افتتاحية تعكس الروح التي يتبناها المهرجان: الفن الذي ينبع من الأرض، ويعانق العالم.

تكريم يتجاوز الشاشة

لم يتوقف التكريم عند عرض الفيلم فحسب، بل تم إصدار كتاب خاص يوثق سيرة الحساوي، شارك فيه نقاد وكتاب ومسرحيون، تناولوا تجربته من زوايا متعددة: من حضور شخصيته المسرحية، إلى التزامه بالتمثيل الصادق، ودوره في إبراز الوجع الإنساني في عدد من مسلسلاته وأفلامه.

كما خصصت ندوة حوارية بعنوان "الحساوي... بين الخشبة والكاميرا"، شارك فيها عدد من صناع الفن الذين واكبوا رحلته، حيث تحدثوا عن مساهمته في تحويل الدراما الخليجية من مجرد نصوص تجارية إلى أعمال تعبّر عن الناس، بأسلوب فني يحمل روح الالتزام والصدق.

وفي جلسة توقيع الكتاب، التقى الحساوي بجمهوره من الشباب، وتبادل معهم الحديث عن تحديات البدايات، وانتصارات الاستمرار، وشغف الفن الذي لا يخبو. وقد بدا واضحًا أن التكريم لم يكن مجاملة رمزية، بل وقفة تقدير من جيل لجيل، ومن مهرجان لصوت رافق الحركة الثقافية منذ أن كانت على الهامش.

ردود أفعال واسعة

أثار عرض الفيلم ردود فعل واسعة بين جمهور المهرجان، واعتبره كثيرون لحظة تأسيسية لإعادة النظر في رموزنا الفنية التي لم توفَّ حقها نقديًا أو أرشيفيًا. وربما يشكل هذا العمل بداية لسلسلة وثائقيات تتناول وجوهًا سعودية صنعت الفارق في الفن والإبداع.

كما أعاد الفيلم التأكيد على أحد أهداف المهرجان الجوهرية: الحفاظ على الذاكرة الثقافية والبصرية، وتكريس الفن كمرآة للزمن ومُحفّز للوعي المجتمعي. 

مهرجان أفلام السعودية 2025، وهو يفتتح نسخته الحادية عشرة بهذا الفيلم، يثبت مرة أخرى أنه ليس مجرد مهرجان، بل شاهد على تحولات وطن، وتاريخ يُكتب بالصورة والصوت، والصدق.

مهرجان أفلام السعودية 2025

شهدت الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية 2025، التي أقيمت في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" بمدينة الظهران، حضورًا فنيًا مميزًا جمع بين ألمع نجوم السينما السعودية والعربية، إلى جانب صناع الأفلام والنقاد ومحبي الشاشة الكبيرة.

جاءت انطلاقة المهرجان هذا العام باهرة من حيث التنظيم والمحتوى، وسلطت الأضواء على الحضور اللافت للنجمات السعوديات والعربيات على السجادة الحمراء، حيث خطفن الأنظار بإطلالات أنيقة ومتنوعة. من بين النجمات اللواتي تألقن في الافتتاح، برزت ميلا الزهراني بإطلالة كلاسيكية راقية، في حين اختارت نيرمين محسن تصميما عصريا يحمل لمسة من الجرأة. أما مريم عبد الرحمن فلفتت الأنظار بفستان أنيق بلون ترابي يعكس ذوقها الرفيع.

مهرجان أفلام السعودية

كما حضرت النجمة آيدا القصي بإطلالة مستوحاة من الطابع الشرقي المعاصر، فيما اختارت الفنانة فاطمة الشريف تصميمًا يعكس هوية التراث المحلي بلمسة حديثة.

كذلك أطلت نور الخضراء بستايل فني عفوي ينسجم مع شخصيتها الفنية المتجددة، بينما تألقت مقدمة الحفل عائشة كاي بفستان أنيق بلون أنيق محايد أضفى عليها جاذبية خاصة.

الحضور لم يقتصر على النجمات فحسب، بل شمل أيضًا عددًا من الأسماء اللامعة في عالم الإخراج والكتابة، أبرزهم المخرج أسامة الخريجي الذي عبر عن سعادته بالعودة إلى المهرجان، مشيرًا إلى أنه يطمح للفوز بإحدى جوائز الدورة الحالية بعد تكريمه في الدورة الأولى قبل أكثر من 18 عامًا.

صور مهرجان أفلام السعودية  ٢٠٢٥

هذا الظهور الكبير للمشاهير أضفى أجواء استثنائية على افتتاح المهرجان، الذي أُعلن خلاله عن عروض مميزة لأكثر من 68 فيلمًا سعوديًا وخليجيًا وعربيًا وعالميًا. من بين هذه الأعمال، تم عرض 12 فيلمًا لأول مرة، ما يعكس النمو الكبير في حجم الإنتاج السينمائي السعودي والدعم المتزايد من المؤسسات الفنية والثقافية.

وشهدت أجندة المهرجان أكثر من 130 فعالية مصاحبة، شملت ندوات وورش عمل وجلسات حوارية ومعارض ولقاءات مباشرة بين صناع الأفلام والجمهور، بالإضافة إلى توقيع كتب متخصصة في السينما والنقد الفني.

بهذا الحضور المكثف لنجوم الفن وصناع الصورة، تواصل النسخة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية تأكيد مكانته كمنصة رائدة للفن السينمائي في المملكة، وفضاء رحب يعزز الحراك الثقافي ويدعم المواهب الصاعدة من كافة أنحاء البلاد والعالم العربي.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار