مهرجان أفلام السعودية 2025: هوية تتجلى وسينما تُحكى

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 أبريل 2025
مهرجان أفلام السعودية 2025: هوية تتجلى وسينما تُحكى

وسط أجواء فنية حافلة بالابتكار والتنوع، انطلقت فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بمدينة الظهران، بمشاركة واسعة من صناع السينما المحليين والخليجيين والعرب.

وتضمن المهرجان حضور لافت لأسماء لامعة في عالم الفن، في دورة استثنائية تقام تحت شعار "قصص ترى وتروى"، وتتمحور حول "سينما الهوية" كقيمة جوهرية وموضوع رئيس.

مهرجان أفلام السعودية

المهرجان، الذي تنظمه جمعية السينما بالشراكة مع إثراء وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، يعد الأضخم على مستوى المملكة منذ انطلاقته، ويستمر حتى 23 أبريل، بمشاركة 68 فيلماً من بينها 36 فيلماً سعودياً، و12 فيلماً خليجياً، إضافة إلى عروض عربية وعالمية بعضها يُعرض لأول مرة.

هوية تصور ويحتفى بها

أراد منظمو المهرجان في هذه النسخة أن يعيدوا تعريف العلاقة بين السينما والهوية، حيث لم يعد الفيلم مجرّد حكاية تروى على الشاشة، بل أصبح أداة لفهم الذات الفردية والجمعية، ومرآة تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية، وهو ما يتجلى في اختيارات الأفلام، والندوات الفكرية، وورش العمل التي يتضمنها البرنامج.

من بين البرامج اللافتة، ندوة "المدينة والهوية في الفيلم"، التي ناقشت كيف تؤثر المدن في صياغة السرد السينمائي، إضافة إلى جلسة "العمارة والبصر" التي تناولت العلاقة بين التكوين البصري في الفيلم والهوية المعمارية السعودية.

النجوم يتألقون.. والحساوي يكرم

شهد حفل الافتتاح حضوراً لافتاً لعدد من النجوم السعوديين، من أبرزهم سمية رضا، التي باتت وجهاً مألوفاً في المهرجانات الدولية بعد مشاركاتها في مهرجان البندقية وفوزها بجائزة الجمهور في البحر الأحمر.

وقالت رضا في تصريح خاص بالمهرجان: "هذا الحدث لم يعد فقط مهرجاناً للأفلام، بل احتفاءً بروح السينما السعودية المتنامية، وفخورة بأن أكون جزءاً منها".

صور افتتاح مهرجان أفلام السعودية

كما حضر النجم الشاب محمد الشهري، الذي يشارك هذا العام بفيلم قصير مستوحى من الطفولة الشرقية، في أول تجربة له كمخرج، مؤكداً أن المهرجان منحه الفرصة لاختبار أدواته الفنية خارج نطاق التمثيل. وصرّح: "ما يحدث هنا هو نهضة سينمائية حقيقية. لم نعد نحلم فقط، بل نصنع الحلم."

وفي لمسة وفاء لرواد الفن، تم تكريم الفنان الكبير إبراهيم الحساوي، الذي قدم خلال عقود مسيرة فنية حافلة بين المسرح والدراما والسينما، حيث عرض فيلم وثائقي قصير عن رحلته، تلاه عرض خاص لأحد أعماله المميزة، وسط تصفيق حار من الحضور.

السينما اليابانية تشرق على إثراء

في بادرة تعكس التوجه العالمي للمهرجان، أُطلق برنامج "أضواء على السينما اليابانية"، بالشراكة مع سفارة اليابان وهيئة الأفلام، حيث تُعرض باقة من الأفلام اليابانية القصيرة والروائية، كما تُقام ورش عمل مشتركة مع صنّاع أفلام يابانيين.

هذا التعاون لا يهدف فقط لتوسيع الأفق الفني، بل أيضاً لبناء جسور ثقافية بين المملكة والأسواق السينمائية العالمية، ويُعد خطوة في مسار تدويل المهرجان.

دعم الصناعة.. من الفكرة إلى الشاشة

على هامش العروض، يُقام "سوق الإنتاج" بمشاركة 22 مشروعاً سينمائياً في مراحل التطوير المختلفة، وتهدف المبادرة إلى ربط الأفكار بالمستثمرين والمنتجين، بما يسهم في تحريك عجلة الإنتاج المحلي. كما يُنظم معملان لتطوير السيناريو، إلى جانب أربع ورش عمل يقدمها خبراء من فرنسا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

ويتيح برنامج "الاعتماد" الجديد للحضور من صناع الأفلام والمهتمين الحصول على تصاريح مرنة تتيح لهم التنقل بين العروض، وحضور الندوات، والدخول إلى منطقة السوق، مما يضفي طابعاً احترافياً متقدماً على المهرجان.

جيل جديد يصنع لغته البصرية

من أبرز ملامح دورة هذا العام، الحضور القوي للمواهب الشابة، إذ يعرض عدد من أفلام الطلبة ضمن المسابقة الرسمية، كما تقام جلسات حوارية خاصة بهم، من بينها جلسة بعنوان "كيف صنعت فيلمي الأول"، تشارك فيها أسماء مثل نوف المريخي وفهد الغامدي، وهما من خريجي أول دفعة من أكاديمية إثراء السينمائية.

أكثر من مهرجان.. حالة فنية وطنية

في كل زاوية من إثراء، وفي كل حكاية تُروى على الشاشة، يتردد صدى التحول الكبير الذي تشهده المملكة في مجال صناعة السينما. مهرجان أفلام السعودية 2025 ليس فقط محطة سنوية للعرض، بل هو منصة لإطلاق الأصوات الجديدة، واستكشاف المعاني، وإعادة تشكيل الوعي البصري الوطني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار