مهرجان البحر الأحمر 2025: أعمال سعودية جديدة تتصدر المشهد

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مهرجان البحر الأحمر 2025: أعمال سعودية جديدة تتصدر المشهد

واصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025 في يومه الرابع ترسيخ حضوره كأحد أهم المنصّات السينمائية في المنطقة، مستقطبًا نخبة من أبرز صناع الأفلام من العالم العربي والغرب، عبر برنامج متنوع يعكس تطور الصناعة السينمائية في المملكة. فقد نجح المهرجان هذا العام في تقديم مزيج متوازن يجمع بين عروض الأفلام العالمية والعربية، والندوات المتخصصة، والفعاليات الثقافية والموسيقية، ليقدّم تجربة متكاملة تؤكد مكانته المتنامية في خارطة المهرجانات الدولية.

ويبرز في دورة هذا العام الاهتمام الواضح بالسرديات الملهمة وتثمين المواهب الإبداعية، من خلال اختيار أعمال تتناول قضايا إنسانية واجتماعية وفنية متنوعة، ما يعكس التزام المهرجان بدعم الرؤى الجديدة وفتح المجال أمام الأصوات الشابة في الصناعة.

حضور سعودي لافت وأعمال جديدة تتقدّم المشهد

شهد برنامج اليوم الرابع عرض مجموعة من الأعمال السعودية الجديدة التي لاقت اهتمامًا واسعًا من الجمهور وصناع السينما. ومن بين هذه الأعمال فيلم نور، وفيلم رأيت رسم الرمال، وفيلم دوائر الحياة، إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة التي حملت تنوعًا كبيرًا في الموضوعات والأساليب الإخراجية.

وقدم المهرجان هذه الأعمال ضمن رؤية تهدف إلى دعم المخرجين السعوديين وإبراز الطاقة المتجددة التي تشهدها الصناعة المحلية، خصوصًا مع تزايد منصات التدريب والدعم وارتفاع عدد الإنتاجات النوعية خلال السنوات الأخيرة.

مشاركة دولية واسعة في مسابقة البحر الأحمر

ضمن مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، قدم المهرجان مجموعة من الأفلام الدولية التي عكست تنوع المدارس السينمائية العالمية، من بينها فيلم تراك ماما، وفيلم بارني، وفيلم يونان. وقد تميّزت هذه الأعمال بعمقها الدرامي وتناولها قضايا إنسانية معاصرة، ما أضاف ثراءً فنيًا إلى البرنامج وفتح باب النقاش بين الحاضرين حول أساليب السرد البصري الحديثة.

كما شهد اليوم الرابع العرض الأول لفيلم المجهولة، الذي جذب الأنظار بفضل حبكته المشوقة، إضافة إلى عرض الفيلم الهندي الكلاسيكي المرمم أومراو جان، ضمن برنامج يسلط الضوء على الأعمال التي تركت بصمتها في تاريخ السينما العالمية.

فعاليات داعمة وتواصل ثقافي عابر للحدود

لا يقتصر المهرجان على عروض الأفلام فحسب، بل يقدم سلسلة من اللقاءات والندوات وورش العمل المتخصصة التي تتيح لصناع الأفلام والمهتمين بالقطاع فرصًا للتعلّم وتبادل الخبرات. وقد ركزت فعاليات هذا اليوم على تمكين المواهب الشابة وتقديم أدوات عملية تساعدهم على تطوير مشاريعهم وتعزيز حضورهم في سوق السينما.

كما شهدت جدة أنشطة موسيقية وثقافية مرافقة عزّزت من تجربة الزوار وأضفت طابعًا احتفاليًا على أجواء المهرجان، ما جعل الحضور يعيش تجربة فنية متكاملة تتجاوز حدود قاعات السينما.

حضور مميز لهيئة الأفلام ومبادرات لدعم الصناعة السعودية

شاركت هيئة الأفلام بشكل بارز في فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان عبر حضور نوعي يعكس جهودها في دعم وتمكين المواهب السعودية. وقدّمت الهيئة في سوق البحر الأحمر مجموعة من مشاريعها التنموية، إضافة إلى المنصات التي توفر مسارات تدريبية وفرص تطوير القدرات الإبداعية للمحترفين والناشئين.

كما استعرضت برامج الدعم المالي والاستشارات المهنية المخصّصة للمبدعين، وهي خطوات تهدف إلى رفع جودة الإنتاج المحلي وتحفيز الاستثمار في قطاع السينما. وتم خلال هذه المشاركة تسليط الضوء على البيئة الاستثمارية المتنامية في المملكة، وما تشهده من تطور كبير في البنية التحتية المتعلقة بصناعة الأفلام.

شراكات دولية وحوارات مستقبلية

نظمت الهيئة عددًا من الجلسات الحوارية التي جمعت خبراء وصناع قرار دوليين لبحث فرص التعاون والشراكات المستقبلية. وقد ركزت هذه الجلسات على كيفية جذب الإنتاجات العالمية إلى المملكة، إلى جانب تطوير برامج مشتركة مع مؤسسات سينمائية دولية تساهم في نقل الخبرات وتعزيز الحضور السعودي على الساحة العالمية.

وبهذا يشكل اليوم الرابع من مهرجان البحر الأحمر السينمائي نموذجًا حيًا لحيوية المشهد الثقافي السعودي، وللقدرة المتزايدة للمملكة على احتضان صناعة سينمائية واعدة تجمع بين الإبداع المحلي والحضور العالمي، وتفتح آفاقًا جديدة لصناع الأفلام والجمهور في آن واحد.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار