4 قصص مأساوية في حياة سهير الباروني: هروب وتهديد بالخطف

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 23 مارس 2022
4 قصص مأساوية في حياة سهير الباروني: هروب وتهديد بالخطف

كانت الفنانة سهير الباروني من الممثلات اللاتي يحملن طابعا خاصا على الشاشة، وجه بشوش، ضاحك يحمل بين طياته حزنا كبيرا، ولعل ملامح سهير الباروني هذه قد حفرتها التجارب والقصص الصعبة التي عاشتها في حياتها لتنعكس على ظهورها الدرامي والسينمائي.

عاشت سهير الباروني 4 قصص مأساوية، روتها في لقائها مع الفنانة صفاء أبو السعود في برنامجها ساعة صفا، إلى جانب قصص أخرى قد نرويها عنها فيما بعد، ولكن كانت هذه المآسي الأربع هن الأبرز في حياة الباروني سليلة عائلة الباشاوات والأبطال الليبية المصرية.

سهير الباروني هي حفيدة سليمان باشا الباروني، المناضل الليبي صاحب المجاهد عمر المختار، ولقد ولدت هي وأباها في مصر، لتحمل الجنسية المصرية عن أجداد ليبيين وليست ليبية الجنسية كما يقال.

المأساة الأولى في حياة سهير الباروني: قصة حب من العباسية للطلاق

كانت سهير الباروني طالبة في مدرسة العباسية، وفي سن مبكرة تعرفت على طبيب امتياز في مستشفى الدمرداش، حيث كانت المدرسة والمستشفى متجاورتين، ولاحظت أنه يسير خلفها ويراقبها.

وقفت سهير وتطلعت بجرأة للشاب وسألته ماذا يريد منها، ليفاجئها بأنه معجب بها، وبعد قصة حب تقدم لها وطلب يدها من أسرتها وتزوجا لينفصلا بعد عام واحد.

وأرجعت سهير الباروني سبب الانفصال لحداثة سنها وسرعة قصة الحب التي اشتعلت بسرعة فانطفأت بسرعة أكبر.

المأساة الثانية في حياة سهير الباروني: زوجها هددها بخطف ابنتيها فهربت

تزوجت سهير الباروني للمرة الثانية، زيجة أثمرت عن ابنتيها، وكانت هذه الزيجة نتيجة قصة حب أخرى سريعة في حياتها.

كانت الباروني شديدة التعلق بوالدتها، وكانت تعشق زيارتها بشكل يومي، برغم أن والدتها كانت تضربها تقول سهير الباروني: "أنا ماليش دعوة بالضرب.. تضربني أجري تحت رجليها وأقول لها هيه دخلت الجنة.. تبص لي وتقول لي يلا يا مجنونة" وهكذا كان عشقها لوالدتها لا يضاهيه عشق، حتى أن أقاربها كانوا يقولون إذا ماتت والدة سهير سيخرج من المنزل نعشان، واحد لها والآخر لسهير نفسها.

وبسبب تعلقها الزائد عن الحد بوالدتها، ضاق زوجها ذرعا بالأمر، فقد كانت تتركه نائما وتذهب لتنام في حضن والدتها هي وابنتيها، ليخبرها بأنهم سيسافرون لكندا، لتعترض وترفض حتى لا تترك والدتها وحيدة.

انفصلت سهير الباروني عن زوجها الثاني، فبلغها أنه سيختطف ابنتيها ويسافر بهما إلى كندا، لتضطر للهرب منه واللجوء للمبيت لدى أصدقائها مع والدتها وابنتيها.

بعد فترة علمت سهير الباروني أن طليقها سافر ثم تزوج ثم أنجب قبل أن يتوفاه الله، لتتنفس الصعداء برحيله بعد أن هددها بخطف ابنتيها.

بعدها بفترة توفيت والدة سهير الباروني، وكانت مأساة كبيرة عاشتها وعاشها معها أصدقاؤها وجيرانها، فكانوا يسمعون بكائها المتواصل لأيام وشهور طويلة بعد الوفاة

المأساة الثالثة في حياة سهير الباروني: زيجة عرفية انتهت بسبب الخيانة

أكدت سهير الباروني أن علاقتها بأحد قيادات حزب شهير، لم تكن مجرد شائعة ولكنها كانت قصة حب حقيقية، تطورت لزيجة عرفية استمرت لمدة 17 عاماً، وكانت هذه هي الزيجة العرفية الوحيدة في حياتها.

قالت سهير إنها كانت تعيش معه قصة حب كبيرة، وكانت تراه شخصية جميلة بعكس الواقع، فقد كانت تتعرض للخيانة باستمرار على يديه "كنت أجي راجعة من الإذاعة اسمع صوت ستات داخلة وستات خارجة... أزعل يجي يطيب خاطري بكلمتين خلاص أنسى".

أضافت: "كان إحساس جوايا إنه شخص جميل لكن مكانش حقيقي، بس كنت بتحمل وأقول ربنا هيهديه  بكره ربنا هيهديه".

كانت سهير الباروني تعشقه لدرجة أنه لو تأخر خمس دقائق تنزل لتبحث عنه في الشارع، ولكنها يئست منه وهربت في النهاية لأنها وصلت لمرحلة فقدت فيها القدرة على التحمل.

المأساة الرابعة في حياة سهير الباروني: وفاة ابنتها في حادث

كان وقع مأساة وفاة ابنة سهير الباروني شديدا عليها، وهي المأساة التي لم تستطع تخطيها حتى وفاتها.

تلقت سهير اتصالا هاتفيا يخبرها بأن ابنتها تعرضت لحادث، صدمها ميكروباص أثناء عبورها للشارع، فتذكرت وفاة شقيقها في حادث مما جعل الأمر شديد الصعوبة.

انتقلت سهير الباروني على الفور للمستشفى التي نقلت إليها ابنتها، لتجد حفيدها واقفا ممسكا بعبوة المحلول الطبي المتصل بعروق والدته النائمة تصرخ وتئن وتبكي وتستغيث على السرير.

يوم واحد بين الحادث ووفاة ابنة سهير الباروني، توفيت وتركت ابنيها لجدتهما، وتعاونت معها ابنتها الثانية في تربيتهما وقتئذ، ولكن ظلت دموع سهير الباروني تتحدث عن حجم هذه المأساة التي أشعلت نارا لم يطفئها عبور الزمن في قلبها.

وكانت سهير الباروني قد ذكرت أن تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي عن مجمل أعمالها، قد هون عليها الفراق قليلا لشعورها بتقدير نادرا ما شعرت به من قبل.

سهير الباروني

سهير الباروني هي ممثلة مصرية، ولدت في 5 ديسمبر 1937، بدأت مشوارها الفني منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في مسرح الريحاني، واشتهرت بتقديم الأدوار الكوميدية، إلى جانب بعض الأدوار التراجيدية التي قدمتها وأبدعت فيها.

سهير الباروني كشفت أنها مصرية لأب مصري، ولكن أجدادها كانوا ليبيين وكان جدها سليمان باشا الباروني كان مناضلا ليبيا في عهد عمر المختار، ومن النوادر التي قصتها عنه هي أنه أقسم ألاّ يحلق لحيته أو شعره حتى يخرج المستعمر من ليبيا، وأجزمت أن لديها صورة له وهو كثيف الشعر واللحية بسبب هذا القسم.

وتوفيت سهير الباروني في 31 يناير عام 2012 عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، ومن أشهر أعمالها: أيام وليالي، بين القصرين، قصر الشوق، بنت اسمها محمود، فول الصين العظيم، قصة الحي الشعبي.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار